عربي21:
2025-05-18@13:03:07 GMT

ديبورا وبوشنل: غزة عنوان إنساني

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

طرحت الأمريكية التي تم انتشالها من تحت أنقاض بناية دمرتها الطائرات الإسرائيلية في دير البلح؛ سؤالا لطم ضمائر الهانئين في منطقتنا، الذين اعتقدوا أنهم فعلوا ما بإمكانهم لنصرة غزة، ويحق تاليا مكافأة أنفسهم ربما بوجبات شهية من موائد رمضان ومتابعة ما تعرضه الفضائيات من مسلسلات وحتى إعلانات مسلية: إلى أي حد يمكن أن نتضامن مع غزة وكيف؟

ترى ما الذي يدفع ديبورا الأمريكية وقبلها مواطنها آرون بوشنل إلى مغادرة حالة الرخاء التي يعيشان في ظلها؛ فبوشنل يخدم في القوات الجوية ويحصل على ما يكفيه للعيش ببحبوحة، وديبورا واضح أن لديها دعة مالية بدليل أنها تستأجر منزلا ولديها القدرة على العيش خارج وطنها من إمكانيتها الذاتية.



لا جواب سوى أن ما يحصل في غزة يلطم الضمير الحر في العالم ويولد إحساسا ما فوق قومي أو عرقي وثقافي، إحساس يرفض إهانة الكرامة البشرية إلى الحد الذي أظهرته إسرائيل في حربها على أهل غزة يرفض منطق النفاق الدولي الذي أظهرته ردود الفعل الرسمية الدولية، ويوجه رسالة صريحة لعالم تحكمه القيم السائدة الآن والتي تكشّف عجزها إلى درجة الفضيحة، ما يحصل في غزة يلطم الضمير الحر في العالم ويولد إحساسا ما فوق قومي أو عرقي وثقافي، إحساس يرفض إهانة الكرامة البشرية إلى الحد الذي أظهرته إسرائيل في حربها على أهل غزة يرفض منطق النفاق الدولي الذي أظهرته ردود الفعل الرسمية الدولية، ويوجه رسالة صريحة لعالم تحكمه القيم السائدة الآن والتي تكشّف عجزها إلى درجة الفضيحة، رسالة يقول أصحابها إننا نتبرأ من هذه القيم ونغسل أنفسنا من درنهارسالة يقول أصحابها إننا نتبرأ من هذه القيم ونغسل أنفسنا من درنها بالنار مرة كحالة بوشنل وبالإصرار على تحدي آلة الموت الصهيونية عبر البقاء في مواجهة طوفان نارها المجنونة.

ديبورا وبوشنل قد تكون لديهما صور نمطية عن العرب والمسلمين رسختها ماكينة إعلامية تشتغل منذ عقود على صناعتها، وهما بالمناسبة شخصان عاديان شكلت ثقافتهما وقيمهما منظومات الثقافة والإعلام في الغرب، والتي طالما كانت ظالمة تجاه شعوب العالم الثالث، وطالما صاغت بنية متكاملة من التمييز ضد هذه الشعوب التي تريد القضاء على حضارة الغرب أو على الأقل تشعر بالحسد تجاه تلك الشعوب وتتمنى العيش مثلها، بل وتتقمص أشكال مواطنيها ولون شعرهم وعيونهم.

لكن رغم ذلك فإن كثرا من أبناء تلك المجتمعات عبّروا بطرق مختلفة عن إحساسهم، وعلى عكس مواقف نخب السياسة والإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، خرج العديد من مواطني هذه البلدان في مظاهرات ضخمة وعرضوا أنفسهم للمخاطر وصرخوا بحرقة وألم وأمل.. الحرية لفلسطين.

المعنى الأكيد لكل ذلك أن ما يجري في غزة ضد شعبها ما هو إلا إهانة لكل ضمير حي وإقرار من جزء معتبر من شعوب الأرض أن هؤلاء المجانين الذين يديرون هذه الحرب الشعواء ضد أطفال ونساء غزة ويظنون أنهم أنبياء هذا الزمن يحق لهم أن يهندسوا الكون على هواهم؛ ما هم إلا نوع من البشر المنحطين لا يختلفون عن أفراد العصابات المنبوذة والمحتقرة، وأن إسرائيل نفسها بوصفها الكيان الذي يصدر هذه النماذج أصبحت جهة مشكوكا بانتمائها لقيم التحضر والإنسانية وآن الأوان للاعتراف بهذه الحقيقة والخروج من عقدة المحرقة التي تبتز بها العالم طوال العقود الماضية.

ديبورا وبوشنل نمطان جديدان من موجة بدأت بالظهور، صحيح أنه عبر التاريخ كان هناك تعاطف مع فلسطين وقضيتها وخاصة في أوساط اليسار العالمي، لكن الفارق هذه المرة أن هذا التعاطف ليس مؤدلجا ولا مسيسا أو صادرا عن نخب بعينها، بل عن شرائح في الغالب كانت مغيّبة أو في أحسن الأحوال خارج نطاق الاهتمام بالقضايا العالمية. وميزة هده الأنماط الجديدة من المتعاطفين تتمثل بابتداعهم طرائق وأساليب ملفتة ومؤثرة للتعبير عن تعاطفهم
ربما أهم ما في حرب غزة أنها أعادت التوازن للذات الإنسانية لدى شرائح عديدة من المجتمعات العالمية وتحديدا في الغرب؛ بعد سيطرة السردية الصهيونية لعقود طويلة على الضمير الغربي، لذلك شاهدنا كثرا خرجوا على برامج السوشيال ميديا يعلنون عن اعتذارهم للفلسطينيين عن السذاجة التي كانوا يعيشون في كنفها وتحت ظلال خداعها، عن شعب متوحش وشعب متحضر ومظلوميات معكوسة، نعم كشفت الحرب على غزة كل هذا الزيف وكشفت حقيقة مواقف ومواقع الفاعلين وزيف المنظومات القيمية السائدة، مثلما كشفت أن هناك رواية أخرى تستحق أن تتم قراءتها بتفهم وروية وذهنية جديدة

ديبورا وبوشنل نمطان جديدان من موجة بدأت بالظهور، صحيح أنه عبر التاريخ كان هناك تعاطف مع فلسطين وقضيتها وخاصة في أوساط اليسار العالمي، لكن الفارق هذه المرة أن هذا التعاطف ليس مؤدلجا ولا مسيسا أو صادرا عن نخب بعينها، بل عن شرائح في الغالب كانت مغيّبة أو في أحسن الأحوال خارج نطاق الاهتمام بالقضايا العالمية. وميزة هده الأنماط الجديدة من المتعاطفين تتمثل بابتداعهم طرائق وأساليب ملفتة ومؤثرة للتعبير عن تعاطفهم؛ محتواها أن عذابات أهل غزة تمس الضمير البشري، وهي قضية خاصة لكل فرد في هذا الكون لا يجب أن يتم تركها لإسرائيل تهندسها مثلما تريد.. ألم تقل ديبورا إنها لن تخرج من غزة وتتركها لإسرائيل؟

twitter.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية غزة الغرب تعاطف إسرائيل امريكا غزة الغرب تعاطف مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

التيك توكر أم رودينا تواجه 6 اتهامات.. التعدي على القيم الأخلاقية الأبرز

اهتم متابعو مواقع التواصل الاجتماعي بقضية التيك توكر "أم رودينا"، بعد أن كشفت جهات التحقيق عن التهم التي وجهت لها، والكشف عما تمتلكه من أموال، وما كشفته الفيديوهات التي تبثها، من إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما كانوا متعاطفين معها في الفيديو التي تم بثها من أعلى عمارة سكنية، تستعطف المشاهدين ليقدموا لها الأموال، مما أثار سخط المئات من المتابعين.

وقرر جهات التحقيق، تجديد حبسها لمدة 15 يوم، عقب حبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات، وقد وجهت إليها جهات التحقيق تهم بث مشاهد خادشة للحياء، والتعدي على القيم الأخلاقية للأسر المصرية، وإنشاء حسابات بهدف ارتكاب جرائم وتربح بالأموال عن طريق إرسال المساعدات واستخدامها للتسول، وجمع الأموال بشكل متكرر لجلب التعاطف، فضلا عن احتواء حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي على مشاهد غير لائقة وإهدار القيم المجتمعية والسلوكيات.

وكشفت التحقيقات، أن المتهمة لديها حساب بنكي وشهادة بقيمة 2 مليون و400، فضلا عن ودائع قيمتها 700 ألف جنيه، ومحافظ إليكترونية على الهاتف و2 هاتف محمول ماركتي آيفون وانفلكس.

وألقت الأجهزة الأمنية بمحافظة كفر الشيخ القبض على والدة أم رودينا لظهورها مع نجلتها على موقع التواصل الاجتماعي تيك توك، وطلب أموال والتسول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء ذلك عقب القبض على التيك توكر المعروفة باسم أم رودينا، بعزبة فرج التابعة لمركز الرياض، إثر اتهامها بنشر الفسوق ومحتوى مخل بالآداب العامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وجرى ترحيل أم رودينا التيك توكر إلى جهات التحقيق بكفر الشيخ عقب ضبطها لنشر محتوى مخل بالآداب، عقب رصد الأجهزة الأمنية، بث التيك توكر أم رودينا مقاطع فيديو على تطبيق تيك توك تتضمن إيحاءات غير لائقة وسلوكيات تتنافى مع القيم المجتمعية، ما دفع الجهات المعنية إلى تتبع مكان تواجدها، والقبض عليها داخل منزلها بعزبة فرج.

وتبين من خلال التحريات، أن التيك توكر أم رودينا اشترت سيارة ماركة كيا سيراتو موديل 2022، من حصيلة منشورات البث المباشر على التيك توك، مسجلة بعقد بيع ابتدائي وليست مسجلة باسمها، كما تبين بأن لديها محلية إقامة بمركز الرياض، والآخر في منطقة القنطرة البيضاء بقسم أول كفر الشيخ، وتتردد على ذات العناوين، وبالعرض على جهات التحقيق قررت حبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات، وتجدد حبسها 15 يوماً.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • التيك توكر أم رودينا تواجه 6 اتهامات.. التعدي على القيم الأخلاقية الأبرز
  • العراق يحرج دول الخليج في قمة بغداد العربية بموقف إنساني تجاه غزة
  • وسط دموع المهندسين وأغنية "ست الحبايب".. "نقابة بورسعيد" تكرم 42 أمًا مثالية في مشهد إنساني رائع من العرفان والحب
  • حصيلة جديدة للعدوان الإسرائيلي على غزة.. ونداء إنساني من ماكرون
  • حلقة عمل حول القيم الإسلامية ودورها في حل المشكلات البيئية بشمال الباطنة
  • ترامب في الخليج مجددًا: بين دبلوماسية الصفقات ومأزق القيم
  • مجلس محمد بن حمد الشرقي يناقش دور السنع الإماراتي في ترسيخ القيم المجتمعية
  • الدرعي: القيم الإنسانية مرتكز تحقيق الأمان
  • قيادي بـمستقبل وطن: توجيهات الرئيس السيسي بتطوير المنظومة الصحية تحمل بُعدًا إنسانيًا