عربي21:
2025-07-04@08:34:37 GMT

ديبورا وبوشنل: غزة عنوان إنساني

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

طرحت الأمريكية التي تم انتشالها من تحت أنقاض بناية دمرتها الطائرات الإسرائيلية في دير البلح؛ سؤالا لطم ضمائر الهانئين في منطقتنا، الذين اعتقدوا أنهم فعلوا ما بإمكانهم لنصرة غزة، ويحق تاليا مكافأة أنفسهم ربما بوجبات شهية من موائد رمضان ومتابعة ما تعرضه الفضائيات من مسلسلات وحتى إعلانات مسلية: إلى أي حد يمكن أن نتضامن مع غزة وكيف؟

ترى ما الذي يدفع ديبورا الأمريكية وقبلها مواطنها آرون بوشنل إلى مغادرة حالة الرخاء التي يعيشان في ظلها؛ فبوشنل يخدم في القوات الجوية ويحصل على ما يكفيه للعيش ببحبوحة، وديبورا واضح أن لديها دعة مالية بدليل أنها تستأجر منزلا ولديها القدرة على العيش خارج وطنها من إمكانيتها الذاتية.



لا جواب سوى أن ما يحصل في غزة يلطم الضمير الحر في العالم ويولد إحساسا ما فوق قومي أو عرقي وثقافي، إحساس يرفض إهانة الكرامة البشرية إلى الحد الذي أظهرته إسرائيل في حربها على أهل غزة يرفض منطق النفاق الدولي الذي أظهرته ردود الفعل الرسمية الدولية، ويوجه رسالة صريحة لعالم تحكمه القيم السائدة الآن والتي تكشّف عجزها إلى درجة الفضيحة، ما يحصل في غزة يلطم الضمير الحر في العالم ويولد إحساسا ما فوق قومي أو عرقي وثقافي، إحساس يرفض إهانة الكرامة البشرية إلى الحد الذي أظهرته إسرائيل في حربها على أهل غزة يرفض منطق النفاق الدولي الذي أظهرته ردود الفعل الرسمية الدولية، ويوجه رسالة صريحة لعالم تحكمه القيم السائدة الآن والتي تكشّف عجزها إلى درجة الفضيحة، رسالة يقول أصحابها إننا نتبرأ من هذه القيم ونغسل أنفسنا من درنهارسالة يقول أصحابها إننا نتبرأ من هذه القيم ونغسل أنفسنا من درنها بالنار مرة كحالة بوشنل وبالإصرار على تحدي آلة الموت الصهيونية عبر البقاء في مواجهة طوفان نارها المجنونة.

ديبورا وبوشنل قد تكون لديهما صور نمطية عن العرب والمسلمين رسختها ماكينة إعلامية تشتغل منذ عقود على صناعتها، وهما بالمناسبة شخصان عاديان شكلت ثقافتهما وقيمهما منظومات الثقافة والإعلام في الغرب، والتي طالما كانت ظالمة تجاه شعوب العالم الثالث، وطالما صاغت بنية متكاملة من التمييز ضد هذه الشعوب التي تريد القضاء على حضارة الغرب أو على الأقل تشعر بالحسد تجاه تلك الشعوب وتتمنى العيش مثلها، بل وتتقمص أشكال مواطنيها ولون شعرهم وعيونهم.

لكن رغم ذلك فإن كثرا من أبناء تلك المجتمعات عبّروا بطرق مختلفة عن إحساسهم، وعلى عكس مواقف نخب السياسة والإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، خرج العديد من مواطني هذه البلدان في مظاهرات ضخمة وعرضوا أنفسهم للمخاطر وصرخوا بحرقة وألم وأمل.. الحرية لفلسطين.

المعنى الأكيد لكل ذلك أن ما يجري في غزة ضد شعبها ما هو إلا إهانة لكل ضمير حي وإقرار من جزء معتبر من شعوب الأرض أن هؤلاء المجانين الذين يديرون هذه الحرب الشعواء ضد أطفال ونساء غزة ويظنون أنهم أنبياء هذا الزمن يحق لهم أن يهندسوا الكون على هواهم؛ ما هم إلا نوع من البشر المنحطين لا يختلفون عن أفراد العصابات المنبوذة والمحتقرة، وأن إسرائيل نفسها بوصفها الكيان الذي يصدر هذه النماذج أصبحت جهة مشكوكا بانتمائها لقيم التحضر والإنسانية وآن الأوان للاعتراف بهذه الحقيقة والخروج من عقدة المحرقة التي تبتز بها العالم طوال العقود الماضية.

ديبورا وبوشنل نمطان جديدان من موجة بدأت بالظهور، صحيح أنه عبر التاريخ كان هناك تعاطف مع فلسطين وقضيتها وخاصة في أوساط اليسار العالمي، لكن الفارق هذه المرة أن هذا التعاطف ليس مؤدلجا ولا مسيسا أو صادرا عن نخب بعينها، بل عن شرائح في الغالب كانت مغيّبة أو في أحسن الأحوال خارج نطاق الاهتمام بالقضايا العالمية. وميزة هده الأنماط الجديدة من المتعاطفين تتمثل بابتداعهم طرائق وأساليب ملفتة ومؤثرة للتعبير عن تعاطفهم
ربما أهم ما في حرب غزة أنها أعادت التوازن للذات الإنسانية لدى شرائح عديدة من المجتمعات العالمية وتحديدا في الغرب؛ بعد سيطرة السردية الصهيونية لعقود طويلة على الضمير الغربي، لذلك شاهدنا كثرا خرجوا على برامج السوشيال ميديا يعلنون عن اعتذارهم للفلسطينيين عن السذاجة التي كانوا يعيشون في كنفها وتحت ظلال خداعها، عن شعب متوحش وشعب متحضر ومظلوميات معكوسة، نعم كشفت الحرب على غزة كل هذا الزيف وكشفت حقيقة مواقف ومواقع الفاعلين وزيف المنظومات القيمية السائدة، مثلما كشفت أن هناك رواية أخرى تستحق أن تتم قراءتها بتفهم وروية وذهنية جديدة

ديبورا وبوشنل نمطان جديدان من موجة بدأت بالظهور، صحيح أنه عبر التاريخ كان هناك تعاطف مع فلسطين وقضيتها وخاصة في أوساط اليسار العالمي، لكن الفارق هذه المرة أن هذا التعاطف ليس مؤدلجا ولا مسيسا أو صادرا عن نخب بعينها، بل عن شرائح في الغالب كانت مغيّبة أو في أحسن الأحوال خارج نطاق الاهتمام بالقضايا العالمية. وميزة هده الأنماط الجديدة من المتعاطفين تتمثل بابتداعهم طرائق وأساليب ملفتة ومؤثرة للتعبير عن تعاطفهم؛ محتواها أن عذابات أهل غزة تمس الضمير البشري، وهي قضية خاصة لكل فرد في هذا الكون لا يجب أن يتم تركها لإسرائيل تهندسها مثلما تريد.. ألم تقل ديبورا إنها لن تخرج من غزة وتتركها لإسرائيل؟

twitter.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية غزة الغرب تعاطف إسرائيل امريكا غزة الغرب تعاطف مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بحضور مساعد وزير التعليم وزارة التعليم وجمعية المودة توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز القيم الأسرية في جميع المراحل التعليمية

المناطق_متابعات

وقّعت وزارة التعليم مذكرة تفاهم مع جمعية المودة للتنمية الأسرية ضمن مشاركتها في معرض ملتقى القطاع غير الربحي في التعليم والتدريب، بهدف ترسيخ القيم والمهارات الأسرية والحياتية لدى الطلاب والطالبات في مختلف المراحل التعليمية.

وأوضح الرئيس التنفيذي للجمعية محمد بن علي آل رضي أن الاتفاقية تسعى لبناء منظومة متكاملة لتعزيز ثقافة الأسرة، وتشجيع الطلاب على إنتاج أفلام قصيرة توعوية باستخدام أدوات مبتكرة.

أخبار قد تهمك وزارة التعليم: بدء التقديم على الابتعاث لبكالوريوس الطب البشري في جامعة الخليج بالبحرين 29 يونيو 2025 - 12:34 مساءً برعاية وزير التعليم.. وزارة التعليم تنظّم ملتقى القطاع غير الربحي في التعليم والتدريب 2025 25 يونيو 2025 - 7:37 مساءً

وتتضمن الاتفاقية مجموعة من المبادرات، أبرزها برنامج “تحدي غرس القيم” الذي يستهدف طلاب الجامعات لإنتاج أفلام قصيرة توعوية حول القيم الأسرية مثل بر الوالدين وصلة الرحم وآداب الحوار، ويشمل البرنامج تدريبًا مكثفًا ومسابقة وطنية تُعرض عبر منصة يوتيوب ويتم تكريم أفضل 6 أفلام. وفي موسمه الثالث، يستهدف البرنامج أكثر من 1000 طالب وطالبة من 10 جامعات، موزعين على 200 فريق سينتجون 200 فيلم قصير، بجهود تطوعية تتجاوز 50 ألف ساعة، في 13 منطقة إدارية، بهدف الوصول إلى 10 ملايين مشاهدة. كما تشمل الاتفاقية مبادرات نوعية أخرى مثل مخيم “رواد القيم” الموجّه لطلاب وطالبات المدارس، وبرنامج “أسس الحياة الأسرية 101” لتثقيف طلاب الجامعات والمدارس الثانوية حول المبادئ الأساسية لبناء أسرة مستقرة ومتزنة، ويستهدف 1500 طالب وطالبة، إلى جانب برنامج تأهيل الموجّه الطلابي كممارس إرشاد أسري، الذي يهدف إلى تمكين الكوادر التعليمية من دعم الطلاب وتوجيههم نحو حياة أسرية متزنة.

واختتم آل رضي بالتأكيد على التزام الجمعية بتطوير وعي الشباب، مشيرًا إلى أن برامج الجمعية استفاد منها أكثر من 7150 شابًا وشابة خلال 8 سنوات، في إطار دعم مستهدفات رؤية السعودية 2030 لبناء مجتمع مزدهر ومستقر.

مقالات مشابهة

  • رائد السياحة البيئية في مصر: منعنا الغوص والتعري لحماية الشعاب واحترام القيم
  • الرقيب الشرمان ينقذ شابًا من الانتحار في إربد: “نحن نؤدي واجبًا إنسانيًا قبل أن يكون أمنيًا”
  • الأمم المتحدة تحذر: غزة على شفا انهيار إنساني وسط تصعيد إسرائيلي
  • «غراس الصيف» يعزز القيم الأخلاقية والتربوية
  • بحضور مساعد وزير التعليم وزارة التعليم وجمعية المودة توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز القيم الأسرية في جميع المراحل التعليمية
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • د. منال إمام تكتب: المرأة المصرية.. حارسة القيم ومصدر التوازن الأسري في زمن التحولات
  • فعاليات صيفية تثري مهارات النشء وتغرس القيم الوطنية
  • أمين البحوث الإسلامية: استدعاء القيم الأخلاقية أساس نهضة المجتمعات المعاصرة
  • “أبطال الخير”… فعالية لترسيخ القيم الأخلاقية عند الأطفال بحمص