بعد أسبوعين من إصدار رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، قرارا بتسمية “صبري محمد هدية ” رئيساً لجهاز الشرطة القضائية، أعلنت الحكومة المكلفة من مجلس النواب اليوم تكليف اللواء “مصطفي عبد الصادق صالح آدم” رئيسا لنفس الجهاز.

ونصت المادة الثانية من قرار الحكومة المكلفة من مجلس النواب، الذي نشرته اليوم السبت، عبر صفحتها في موقع فيسبوك  “يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره ويلغي كل حكم يخالف احكامه” ، والزمت الجهات المعنية بتنفيده ، ونشره في الجريدة الرسمية .

في غضون ذلك، نشر جهاز الشرطة القضائية عبر صفحته على “فيسبوك” صباح اليوم السبت قرار حكومة الدبيبة الصادر بتاريخ 2 مارس الجاري ، وقال الجهاز  إن هدية “من الكفاءات الشابة بجهاز الشرطة القضائية ويحمل من المؤهلات العلمية ما يؤهله لذلك”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الحكومة المكلفة من مجلس النواب جهاز الشرطة القضائية رئيس حكومة الوحدة الوطنية

إقرأ أيضاً:

وهل يخدع الإنسان نفسه؟!

يُعّرَفُ عمّن يمارس النفاق على أنه يظهر للآخرين ما لا يخفـيه فـي نفسه. وبهذا المعنى فإن العلاقة بين الإنسان ونفسه علاقة لا يشوبها كدر، أو غبار، فكلا الطرفـين يواجهان بعضهما بعضا بحقيقة ما يبديانه، وما يخفـيانه؛ ولذا فمن المستحيل أن يخدع كلاهما الآخر، وتبقى حالة من المخادعة الظاهرية هي بينهما، وبين الآخرين من حولهما. وأصفها بـ «المخادعة»؛ لانتفاء صفة الصدق فـيها.

ولذلك يعيش الإنسان صراعا ذاتيا قاسيا مع نفسه فـي المواقف التي لا يكون صادقا فـيها، وإن أبدى المرح والسرور مع الآخر. ومن هنا فإن مشاعر القسوة لا يمكن التحايل عليها؛ حيث تتجلى قيمة الصدق فـيها أكثر، فلا خيار متاح فـي تلك اللحظة إلا تجرع الألم بكل حمولته القاسية، بخلاف مشاعر السرور التي قد يناور فـيها الفرد الآخرين، ويبدي عكس ما يضمره كنوع من المجاملة؛ ولذلك قال شاعر العربية الكبير أبو الطيب المتنبي: «لا تحسبوا رقصي بينكم طربا ... فالطير يرقص مذبوحا من الألم».

ومع ذلك فالناس مدمنون على إظهار السرور- كما يشاع -، وإن أظهروا ذلك السرور بتكلف فـي كثير من الأحيان؛ ولذلك تصنف الابتسامات المتكلف فـي إبدائها للآخرين على أنها «ابتسامات صفراء». وهذا التصنيف لم يأت من فراغ، وإنما يأتي عن تقييم حقيقي، فالآخرون - وإن حاول الفرد أن يخدعهم بابتسامة صفراء، أو بوصف مبالغ ليس فـيهم - فهم يدركون حقيقة الأمر، وإن أبدوا مجاملة لفظية. ففي قرارة أنفسهم يدركون حقيقة الطرف الآخر، وما يبديه من تكلف وتصنع؛ ولذلك سريعا ما تنكشف مثل هذه المراوغات، ويقع أصحابها فـي حرج شديد، ويظل تدارك الموقف ليس بالأمر الهين، وعادة ما يحدث مثل ذلك فـي المواقف التي يراد منها تحقيق غاية معينة، وهذه من أشدها خطورة فـي العلاقات القائمة بين الأفراد.

والسؤال هنا: كيف يجازف الفرد بحمولته الإنسانية، فـيبدي للآخرين عكس ما يختلج بين جوانحه؟ كيف يستطيع أن يخاتل نفسه فـي لحظة فارقة فـينفرد بقرار مخادعتها، وهو يدرك أنه غير صادق وغير أمين فـي تلك اللحظة؟ هذه من اللحظات التي يغتال الإنسان فـيها نفسه، وبالتالي فمع استطاعته اغتيال نفسه؛ كيف لا يستطيع أن يغتال من حوله، ولو كان هذا الاغتيال لأقرب الناس إليه! إنها من الحالات التي يمتحن الإنسان ذاته فـيها، وهذا الأمر ليس متاحا للجميع؛ حيث يحتاج إلى كثير من الخبرة والتجربة.

تشدنا بعض المواقف التي نرى فـيها ذلك الصراع المتوهج - ونصفه بالخطير- بين الحيوانات المفترسة، سواء بينها وبين الحيوانات المختلفة عنها، أو بينها وبين بني جلدتها، وهو صراع مادي صرف، تحسم نتيجته قوة الطرف على الطرف الآخر؛ لأن الحيوانات لا تعرف خداع بعضها بعضا، وإنما تبقى القوة هي الحاسمة لنتيجة الصراع القائم بين الطرفـين، بخلاف حقيقة الصراعات التي تدور بين بني البشر بعضهم ببعض؛ حيث لا تظهر الحالة الفـيزيائية الصرفة فـي هذا الصراع، وإنما يسود ذلك الصراع الباطني المبني على الخداع، والتضليل، مع قناعة كل طرف أنه يمارس فعلا شائنا لا يرتضيه مع نفسه، ويرتضيه مع الآخر من حوله؛ لتحقيق غاية ما.

ففـي الصراع الإنساني لا يتوقف الأمر على القوة المادية لكسب الرهان؛ حيث تميل جل الصراعات القائمة بين بني البشر إلى اختيار القوى الناعمة، وما أكثرها! ولكن أشدها خطرا تلك القوة التي يخادع فـيها الإنسان نفسه فـي لحظة ما، مع يقينه أنه يقع فـي مغالطة شعورية كبيرة، وذلك عكس ما ينادي به أبو الفتح السبتي:

« أقبل على النفس واستكمل فضائلها

فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ».

مقالات مشابهة

  • العثور على جثث 5 متزلجين بجبل ريمبفيشهورن في سويسرا
  • عبدالمولى: البرلمان يعمل على تشكيل حكومة جديدة بدعم دولي
  • عبدالمولى: نثق في إمكانية إسقاط حكومة الدبيبة.. والبرلمان جاهز لتشكيل البديل
  • بدءًا من اليوم.. انطلاق فعاليات مبادرة كلنا واحد
  • الميهوب: 26 نائبًا أبدوا رفضهم تشكيل حكومة جديدة من دون حدوث توافق سياسي
  • بالقانون.. حظر تقديم خدمات الاتصالات للغير دون ترخيص
  • اليوم.. الشرطة يزور دهوك بلقاء مؤجل من دوري نجوم العراق
  • العلمانية أسلوب حياة حديثة تقبل الآخر المختلف
  • وهل يخدع الإنسان نفسه؟!
  • الخرطوم: تأمين عودة المواطنين ونشر خدمات الأمن من أولويات حكومة الولاية