باب التفاوض لا يزال مفتوحاً.. روسيا "مستعدون للحوار بشأن أوكرانيا"
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
بعد مرور ما يقارب عام ونيف على الأزمة الأوكرانية دون حلول تذكر، لا يزال باب التفاوض مفتوحاً عند الروس.
فقد أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أن موسكو مستعدة للحوار حول تسوية الأزمة الأوكرانية، إلا أنه شدد على ضرورة تشجيع الغرب على التفاوض، في إشارة منه إلى الدعم الذي تقدّمه الدول الغربية لأوكرانيا في صراعها.
وجاء تصريح باتروشيف خلال اجتماع عقد في جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا لممثلين رفيعي المستوى من دول "بريكس" المسؤولين عن القضايا الأمنية، حيث رحّب المسؤول الروسي الرفيع برغبة شركاء "بريكس" في تعزيز تسوية سلمية تفاوضية للأزمة الأوكرانية وتقديم خدمات الوساطة، وفقا لوكالة "تاس".
كما أكّد على أن روسيا مستعدة للحوار، وهو ما ذكرته مرارا وتكرارا، لافتاً إلى ضرورة تشجيع المفاوضات حصريا من الدول الغربية المتضامنة مع كييف، والذي رأى أنه حرم نفسه من التفاوض مع بلاده.
واعتبر أن الولايات المتحدة وحلفاءها يفعلون كل شيء لتصعيد النزاع عبر زيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك قذائف اليورانيوم المنضب والصواريخ المجنحة بعيدة المدى والذخائر العنقودية المحرمة في العديد من دول العالم، وفق تعبيره.
أتى هذا التصريح بعد أيام من آخر جاء على لسان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والذي أكد أن موسكو تدرس بعناية وتؤيد العديد من المقترحات التي قدمتها دول إفريقيا والصين والبرازيل بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية.
واشنطن بوست: أوكرانيا قد تلجأ للمفاوضات في حال ما فشلت في هجومها المضادوقال الوزير في مقابلة مع موقع Lenta.ru الأسبوع الماضي، أن بلاده درست بعناية جميع مبادرات السلام التي وردت، مشددا على أنها تأيد العديد من المقترحات.
وذكر مثالاً الامتثال للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والتخلي عن عقلية الحرب الباردة، وحل الأزمة الإنسانية وكفالة سلامة محطات الطاقة النووية، وإنهاء العقوبات الأحادية الجانب، والامتناع عن استخدام الاقتصاد العالمي لأغراض سياسية.
كذلك كشف لافروف أن موسكو أجرت فعلا مشاورات بشأن التسوية الأوكرانية مع وفد من القادة الأفارقة، فضلا عن ممثل الصين الخاص لمنطقة أوراسيا، لي هوي، ومستشار الرئيس البرازيلي، سيلسو أموريم.
محاولات واقتراحاتيشار إلى أن مفاوضات عدة كانت انطلقت منذ بدء الصراع في أوكرانيا في فبراير/شباط من عام 2022، إلا أن لم تفضي جميعها إلى حل دائم.
كما أطلقت المبادرة الإفريقية لحل الأزمة الأوكرانية، شاملة قضايا مثل الضمانات الأمنية وحرية حركة الحبوب عبر البحر الأسود والإفراج عن أسرى الحرب وبدء مفاوضات السلام.
روسيا ترد على أوكرانيا: لن نجري مفاوضات بناء على شروطوفي نهاية شهر مايو العام الجاري، قام الممثل الخاص الصيني للشؤون الأوراسية، لي هوي، بجولة أوروبية زار خلالها أوكرانيا وبولندا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وروسيا، حيث ناقش مبادرة السلام الصينية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية.
قبل ذلك، نشرت السلطات الصينية في فبراير/شباط الفائت، وثيقة بشأن تسوية النزاع بين موسكو وكييف، تضمنت 12 بندا بما في ذلك دعوات لوقف إطلاق النار واحترام المصالح المشروعة لجميع الدول في المجال الأمني وحل الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، دون فائدة.
ومنذ انطلاق العملية الروسية على أراضي الجارة الغربية، اصطفت معظم دول الحلف إلى جانب كييف داعمة إياها بالسلاح والعتاد.
في حين حذرت موسكو مراراً من أن سياسة الناتو هذه "استفزازية"، منبهة إلى أن عسكرة دول أوروبا الشرقية لن تؤدي إلى مزيد من الاستقرار.
كما أدانت محاولات الناتو التوسع بما يشكل تهديداً لأمنها القومي والاستراتيجي.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News موسكو أوكرانياالمصدر: العربية
كلمات دلالية: موسكو أوكرانيا الأزمة الأوکرانیة
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تدعو لقمة مع روسيا بعد مفاوضات إسطنبول
قال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف الجمعة إن بلاده ترى أن الخطوة التالية بعد مفاوضات إسطنبول الثلاثية بين روسيا وأوكرانيا وتركيا، يجب أن تكون عقد اجتماع على مستوى القادة.
وقال عمروف -خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول- إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كان يتطلع إلى عقد لقاءات رفيعة المستوى خلال هذه الجولة من المفاوضات.
وأضاف "أعتقد أن خطوتنا التالية ستكون تنظيم ، وهذا هو ما نعمل عليه حاليًا".
وأكد عمروف، أن أوكرانيا تريد السلام، قائلا "نحن نمتلك القوة والقدرة على مواصلة القتال، لكن في نهاية المطاف يجب إنهاء هذه الحرب".
مباحثات جيدةمن جانبه، وصف نائب وزير الخارجية الأوكراني سيرغي كيسليتسيا، مباحثات اليوم بأنها كانت "جيدة"، مشيرا إلى أن ما جرى كان ثمرة أسابيع من العمل مع تركيا والولايات المتحدة وشركاء أوكرانيا الأوروبيين.
وشدد على أهمية مواصلة الضغط على روسيا، قائلا "إذا تمكن القادة من الاجتماع، فهناك العديد من الملفات التي يمكن حلها".
وأضاف "بالنظر إلى تعقيدات القضايا وطبيعة روسيا الاتحادية، نعتقد أن الكثير من الملفات لا يمكن أن تُحل إلا من خلال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه، ولهذا نترقب بشغف عقد قمة في أقرب وقت".
إعلانوأشار كيسليتسيا، إلى أن الاتفاق مع الطرف الروسي على تبادل 1000 أسير يُعد تطورا إيجابيا.
بدوره، قال نائب رئيس جهاز الاستخبارات العامة بوزارة الدفاع الأوكرانية فاديم سكيبيتسكي، إن من أبرز ملفات المفاوضات كان إعادة الأسرى من الجانبين إلى أوطانهم.
وأضاف "ابتداء من اليوم، سنباشر العمل على إعداد قوائم الأشخاص الذين سيتم تبادلهم، والتعاون مع الجانب الروسي بشكل طبيعي".
وشدد على التزام بلاده بعودة جميع المواطنين الأسرى، قائلاً "نحن ننتظرهم، وسنستقبلهم بفرح. وسنواصل العمل مع الجانب الروسي".
وفي رده على أسئلة الصحفيين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية خيورخي تيخي، إن الوفد الروسي "طرح مجموعة من الأمور التي نعتبرها غير مقبولة".
وأضاف "لدينا خبرة طويلة في التعامل مع الروس في مختلف أنواع المفاوضات، ويمكنني القول إن وفدنا يعرف جيدا كيف يتعامل مع كل ما قد يطرحه الجانب الآخر. لقد تعاملنا مع هذه الطروحات بهدوء، وأوضحنا موقفنا الأساسي وتمسكنا بمسارنا".
وأعرب تيخي، عن امتنانه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولدور أنقرة في توفير منصة لجهود السلام، قائلا "نقدّر مشاركة تركيا ودورها المؤثر كقوة جادة قادرة فعليا على الإسهام في إنهاء الحرب".
وحول تفاصيل المفاوضات، أوضح تيخي "جرينا اليوم نقاشات مهمة حول العلاقات الثنائية بين تركيا وأوكرانيا، وكذلك حول الجهود الرامية لتحقيق السلام في أوكرانيا".
تنسيق الجهودوفيما يتعلق بالتواصل مع واشنطن، أوضح المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أن بلاده "على تواصل جيد مع الجانب الأميركي، ونتبادل الآراء والمواقف، ونعمل على تنسيق الجهود".
وقال تيخي، إن موسكو لم ترد بعد على مقترح أوكرانيا بوقف إطلاق نار، واصفا ذلك بـ"الأمر غير المقبول".
وأضاف "كان وفدنا يدرك أن الرد الروسي قد لا يأتي، ولذلك حافظنا على هدوئنا وتمسكنا بموقفنا. ونعتقد أن قرار وفدنا اليوم كان فعالًا ومثمرًا".
إعلانوفيما يتعلق بأجندة الوفد الأوكراني، أوضح تيخي أن الرئيس زيلينسكي أرسل الوفد إلى إسطنبول بأجندة واضحة، وكان البند الأول فيها وقف إطلاق النار غير المشروط.
وأضاف أن الضغط على موسكو يجب أن يستمر، وقال "في روسيا، هناك شخص واحد فقط يتخذ القرار، وهو بوتين. وإذا أردتم اتفاقا بشأن وقف إطلاق النار أو أي ملفات كبيرة، فعليكم التفاوض معه مباشرة".
وتابع قائلا "لهذا السبب، أوضح الرئيس زيلينسكي أنه مستعد للتفاوض مباشرة مع بوتين. بوتين لم يأت إلى هنا، لكننا ناقشنا هذا الأمر لأننا نعتقد أنه لا يمكن إحراز تقدم دون عقد قمة على مستوى القادة، تتضمن كذلك وقف إطلاق النار".
يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد اقترح في 11 مايو/ أيار الجاري، استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا دون شروط مسبقة بإسطنبول، طالبا من نظيره التركي رجب طيب أردوغان استضافة الجولة الجديدة.
وأكد أردوغان استعداد بلاده لاستضافة المفاوضات لتحقيق سلام عادل ودائم، كما رحبت الحكومة الأوكرانية بالخطوة.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية وفي مقدمتها حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.