توصف المذبحة التي ارتكبها جنود أمريكيون في قرية "سونغمي" الفيتنامية في 16 مارس عام 1968 بأنها "الحلقة الأكثر إثارة للصدمة في حرب فيتنام".

إقرأ المزيد من هو "العم سام" وكيف ظهر؟.. قصة الجزار الذي أصبح رمزا للشر

تلك المجزرة الرهيبة التي تم التستر عليها لعام ونصف، أثارت غضبا عالميا بعد افتضاحها في نوفمبر عام 1969، وقد أسهمت أيضا في تعزيز مواقف الرفض الداخلية لتلك الحرب الوحشية والظالمة.

أطلقت وسائل الإعلام الأمريكية حينها على الجريمة اسم مذبحة سونغمي، وتُذكر أحيانا في الولايات المتحدة باسم مذبحة "إم لاي" فيما تعرف في فيتنام باسم مذبحة "سن إم".

الطريق إلى مذبحة "سونغمي":

كانت الكتيبة الأمريكية 1 التابعة لفوج المشاة 20 من الفرقة 23، تجري عمليات عسكرية ضد مقاتلي "الجبهة الشعبية لتحرير فيتنام الجنوبية" الذين كانت تطلق عليهم سلطات فيتنام الجنوبية وحلفائها الأمريكيون اسم "الفيتكونغ".

كان المقاتلون الفيتناميون يشنون حرب عصابات على المحتلين الأمريكيين، وينصبون لجنودهم الكمائن، ويشنون هجمات مفاجئة ثم يحتفون في الأدغال وفي مخابئ تحت الأرض.

عشية تلك المجزرة، في 14 مارس 1968، قتل رقيب يدعى جورج كوكس من "سرية تشارلي"، وأثناء دفنه، ألقى النقيب إرنست مدينا خطابا حرّض فيه الجنود على الانتقام من العدو.

أبلغ هذا الضابط الجنود بأنهم سيقومون في الغد "بتطهير العديد من المناطق السكنية في بلدة سونغمي. هناك معلومات من مصادر موثوقة بأن الفيتكونغ يختبئون هناك. سننتقم منهم من أجل الرفاق القتلى، وبعد ذلك سنحرق جميع المنازل وندمر الماشية وجميع المحاصيل لمنع الثوار من استخدام كل ذلك"، ولم يأبه أحد بالمدنيين في القرية من نساء وأطفال وكبار السن.

انهالت قذائف شديدة الانفجار ومحملة بالفسفور الأبيض صباح يوم 16 مارس الباكر، وأصيبت ثلاث تجمعات سكانية في قرية سونغمي، وهي ميلاي وبنتي وميهي، ثم اقتحم حوالي 100 جندي أمريكي القرية الفيتنامية وأطلقوا النار على كل ما يتحرك في كل مكان بما في ذلك في حقول الأرز، في حين تزعم بعض التقارير أن 30 جنديا أمريكيا فقط شاركوا في عمليات القتل والتدمير.

راقب طيار أمريكي يدعى هيو طومسون كان يقود طائرة مروحية ما يجري من الجو، وأصيب الهلع من هول المذبحة، وسارع إلى الهبوط بطائرته بين مجموعة من الفلاحين كانوا يختبئون في خندق. يقال أن طومسون أمر أفراد طاقمه بإطلاق النار على جنود البحرية الأمريكية إذا هاجموا المدنيين الفيتناميين.

 الطيار الأمريكي اتصل طالبا مروحيات لإجلاء المدنيين الفيتناميين الجرحى، وتم بالفعل إخلاء 11 شخصا، إضافة إلى طفل عثر عليه مختبئا في قناة للري بجانب عدد من المحتضرين والموتى.

لا يعرف العدد الدقيق للضحايا المدنيين في تلك المذبحة، إلا أن النصب التذكاري الذي أقيم لاحقا في القرية يضم أسماء 504 قتيلا تتراوح أعمارهم بيم العام و82 عاما، ونصف الضحايا تقريبا كانوا من الأطفال، ولم يعثروا هناك على أي مقاتل!

بعد عام ونصف، انكشفت تفاصيل المذبحة، ولم تعد السلطات قادرة على التكتم أكثر. في البداية طالت التحقيقات في "قضية سونغمي" 80 جنديا أمريكا، وجرى توجيه الاتهام إلى 25 منهم، لكن لم يمثل من هؤلاء أمام المحكمة العسكرية إلا 6 جنود فقط.

تقرر إجراء محاكمات فردية منفصلة، كي لا يحاول المتهمون إغراق بعضهم وإلقاء المسؤولين على الآخرين للنجاة. تمت تبرئة 5 من المتهمين بمن فيهم النقيب مدينا الذي دعا الجنود إلى الانتقام، لأنه اجتاز اختبار الكشف عن الكذب!

تحول الملازم ويليام كيلي إلى كبش فداء. كان هذا الضابط يردد خلال المحاكمة قائلا: "كنت أنفذ أوامر الكابتن ميدينا. أمرت بالذهاب إلى هناك وتدمير العدو. كانت تلك وظيفتي في ذلك اليوم. كانت تلك هي المهمة المحددة لي. لم يكن لدي وقت للجلوس والتفكير وفصل الرجال عقليا عن النساء والأطفال. رأينا الجميع بنفس الطريقة على أنهم جنود العدو".

هذا الملازم أدين في 29 مارس عام 1971 بالقتل العمد لما لا يقل عن 22 شخصا، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وضع المدان في الإقامة الجبرية في انتظار إجراءات الاستئناف، ولم يقض يوما واحدا في السجن، على الرغم من تأكيد الحكم الصادر ضده من قبل محكمتين عسكريتين عاليتي الدرجة.

جرى في البداية تخفيض العقوبة إلى 20 عاما، ثم خفضت المدة إلى 10 سنوات، وبعد ذلك أفرج عنه في عام 1974 لأنه قضى ثلث العقوبة. الملازم الأمريكي المدان قضى ثلاث سنوات ونصف تحت الإقامة الجبرية لا أكثر، وزُعم أن العدالة تحققت!

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف

إقرأ أيضاً:

ملامح من المجتمع الكندي “الحلقة الحادية عشر”

سبق أن وضحت في أحدي الحلقات السابقة أن أكبر المعضلات التي تواجه المهاجر الي كندا الحصول علي عمل ، ووصل بي تشبيه المعضلة أن كندا يمكن أن تتحول الي جحيم أذا لم يتوفق القادم الجديد في الحصول علي عمل . كما بينت بشواهد عده أن هنالك كمية من العقبات تواجه القادمين الجدد في كيفية الحصول علي وظيفة بغض النظر عن طبيعتها . وللخروج من هذه الدائرة الشريرة المتمثلة في الخبرة الكندية والحصول علي عمل (من دون خبرة كندية لا يوجد عمل وبدون عمل لا تتوفر خبرة كندية) أقترحت علي القادمين الجدد الألتحاق بالمدارس الصناعية أو المعاهد الفنية أو الجامعات للحصول علي شهادة من مؤسسة كندية والتي تتمثل أهميتها بالأضافة الي زيادة المعرفة من تمكين القادم الجديد علي التعرف والأقتراب من الذهنية الكندية وتدربه للتعامل والمخاطبة والعمل المشترك مع الكنديين . وهي المفتاح للولوج الي دائرة العمل الكندي التي يعقبها أنخراط في المجتمع الكندي والأسهام في تعليم وتربية الأبناء والبنات الذين تمت الهجرة أساساً من أجلهم . وللمفارقة ، علي الرغم من أن التعليم فيما قبل المرحلة الجامعية في كندا مجاناً الأ أننا نلاحظ أن أستقرار الوضع المادي في العائلة يساعد في أنحسار المشاكل المالية ويزيد من نسبة النجاح الأكاديمي للطالب/ة أضافة الي عوامل أخري .
الحصول علي وظيفة ليس نهاية المطاف وأنما بالضرورة بذل مجهود أضافي للمحافظة عليها بغض النظر عن طبيعتها مكتبية كانت أو فنية . المحافظة عليها تتطلب إضافة الي المؤهلات معرفة ودراية ببيئة العمل الكندي . وهذه الشفرة "بيئة العمل الكندي" هي جزء من الخبرة الكندية التي تطالب بها المؤسسات لأستيعاب القادم الجديد في صفوف القوي العاملة . وفي هذه العجالة سأحاول فك طلاسيم هذا (الكود) غير المكتوب (الخبرة الكندية) لما يحمله من أهمية خاصة وأن كندا بدأت تستقبل مهاجرين سودانيين جدد تأثروا بالحرب الدائرة وقرروا اللجوء اليها بعد بذل مجهودات مضنية من السودانيين / الكنديين في مخاطبتهم للسلطات الكندية لمساعدة ذويهم الذين تأثروا بالحرب الدائرة . حينها سمحت الحكومة الكندية لعدد ضئيل جداً من السودانيين بما يسمي ببرنامج (لم الشمل) تحت بند الكفالة ذات الشروط التعجزية المفرطة بالنسبة للكفيل ، مقارنة بالتسهيلات التي قُدمت للاجئين السورين والأوكرانيين للجوء الي كندا . وفي هذه الخاطرة يجب تنبيه القادمين الجدد الي عدم الإخلال بشروط الكفالة لأنها تُعرض الكفيل الي محاسبة صارمة وتقفل الباب أمام السودانيين الآخرين الذين شرعوا في أجراءت لجوئهم ولم تستكمل بعد ، وفي نهاية المطاف تسئ لسمعة السودانيين الذين أصبحوا معروفين لكل العالم أنهم يمرون بأكبر كارثة أنسانية في هذا القرن وفي أمس الحاجة للمساعدة .
الأستخدام في كندا يتم بناءً علي مشروعات كندية تحت التنفيذ أو التي تنوي كندا (القطاع العام والخاص) تنفيذها وبموجبها يتم فتح مجالات التعيين للموظفين والعمال علي حسب الطلب والكفاءة. يعتمد تنفيذ هذه المشاريع في الأساس علي أتيام أو فرق صغيرة ويتم إنجازها علي مراحل . تأخذ مرحلة التخطيط للشروع في هذه المشاريع وقتاً طويلاً من الأجتماعات والبحث المضني ويتولد منها التسلسل الهرمي لأدارة وتنفيذ المشروع . يتطلب إنجاز المشروع من أعضاء الفرق المُنفذة أو الاتيام التي تعمل ، التعامل بسهولة ومرونه لا تشوبها أحتكاكات بين الأعضاء ، وجود أي أختلافات غير مهنية بين الفريق العامل يعطل أنجاز المشاريع ويضع رؤساء الأتيام في محاسبه أمام المدراء . القادم الجديد عليه أن يساعد في تطوير فريق العمل بالسير علي نفس المنوال وأن يكون علي أستعداد لتقديم مقترحات تساعد في تطوير العمل والأنتاج حينما يُطلب منه . وهذا يتطلب تجويد اللغة كتابةً ومخاطبةً .
الكنديين شعب مغرم بالإيميل والرسائل الإلكترونية وخاصة في بيئة العمل . الرؤساء يرسلون مكاتباتهم الي مروؤسيهم عن طريقه ، وكذلك تتم مخاطبة الرؤساء . يعتبر الإيميل مستنداً رسمياً لذا يلزم العمل بما جاء به . تأتي الواجبات المنوط بها الإنجاز عن طريق الإيميل وليس شفاهة وأذا تلقيتها غير مكتوبة عليك أن تطلبها عن طريق الإيميل للتأكد بأنك ملتزم بما جاء فيها . في بعض الأحيان قد يكون الموظف مسؤولاً عن عدد من التكاليف وأثناء إنجازه للعمل المُوكل له يستلم رسالة من رئيسه المباشر لانجاز مهمة أخري . في هذه الحالة المطلوب منه تنفيذ ما جاء في رسالة الإيميل من الرئيس وترك التكاليف الأخري الي حين أنجاز هذه المهمة العاجلة . يجب توخي الحذر عند كتابة الإيميل ومراجعتها قبل أن تُرسل . رئيس الفريق المباشر هو الذي يرتب أولويات العمل التي تجُب ما قبلها من تكاليف . يجب تجنب أستعمال التلفون الخاص أثناء ساعات العمل الأ للضرورة . قد تشاهد بعض الكنديين يستعملون تلفوناتهم الخاصة أثناء ساعات العمل . أهل مكة أدري بشعابها . من ضمن السلوكيات التي تخص أستعمال التلفون علينا أن نحرص أن يكون الحديث بنفس هادئ وبدون أنفعالات وصوت منخفض بدون أزعاج للآخرين . نحن شعوب نتحدث في التلفون بصوت عالي وأحياناً بلغة لايفهمها من هم بالقرب منا لذا يجب مراعاة عادات وسلوك البلد المضيف . كذلك لا ننسي أن الشعائر الدينية يفضل ممارستها بالمنزل وليس أثناء ساعات العمل الرسمية . علي الدوام تذكر أنك لست موظفاً أو عاملاً عادياً ، أنت سفير لدولة عظيمه أسمها السودان . لا يعرف زملائك في التيم أن كان هنالك سفير للسودان في هذا البلد ام لا؟ كل ما يعرفونه أن هنالك أفريقي /سوداني يعمل معهم في هذا التيم . مهمتك أن ترفع أسم السودان عالياً في العمل والسكن بعد أن وطأته أحذية حكامه.
عند تعيينك في وظيفة وخاصة في الفترة التدريبة وحتي بعدها يحق لك توجيه الأسئلة والأستفسارات لرئيسك المباشر . لا يوجد ضرر في تقديم الأستفسار والسؤال الي من هم أقل درجة وظيفية منك . لا تنسي أنك جزء من فريق عمل ، كل مساهماتك تصب في أنجاح العمل الذي أوكل للفريق القيام به . التخلف عن إنجاز أي تكليف يؤدي الي تخلف التيم بأكمله ، الشئ الذي يؤدي الي عدم تنفيذ المشروع في الوقت المحدد مما يزيد التكلفة المالية المخصصه للمشروع والتنفيذ .
من المحرمات التي لا يجب الخوض في الحديث حولها في بيئة العمل والسكن الي حد ما هي السياسة والديانة والسلوك الشخصي للأفراد . في أحيان كثيرة لا تعرف لاي الحزبيين الكبريين أدلي جارك في العمل أو السكن بصوته في الأنتخابات . وفي نهاية أيام الأسبوع تجد الجيران وخاصة في فصل الصيف أمام أحد المنازل يتسامرون ويتجادلون حول فرق لعبتهم المفضلة (الهوكي ) وزوجاتهم يروحون ويجيئون مع بعض . يطبقون شعار لا شيعة ولا طوائف ولا أحزاب تفرقنا ، كندا وطننا جميعاً. يجب أن تتعامل مع الجميع بأحترام بغض النظر عن الجنس أو النوع أو العرق أو الديانة .
توجد تقاليد كندية غير مكتوبة تساعد الفريق العامل في إنجاز المهام المطلوبة ، علي سبيل المثال اللقاءات الأجتماعية بين أعضاء الفريق الواحد . تتمثل أهمية هذه اللقاءات في كسر الحواجز ومعرفة أعضاء التيم كما تساعد في معرفة أهتمامات وهوايات الأعضاء بعد ساعات العمل الرسمية و تتطرق للحديث عن المشاكل الأجتماعية التي تُواجه الآباء والأمهات في تربية الأطفال ويتلمس فيها الكنديين مشاكلهم الأجتماعية ويتناصحون فيها بصورة دبلوماسية تتعمق من خلالها أواصر الألفة ويتم تبادل الخبرات والتجارب . تتم هذه اللقاءات خارج بيئة العمل مره كل شهر أو شهرين بعضها في مقاهي وبعضها في أحدي منازل العاملين حينما تسمح ظروف أحدهم بأستضافة عدد من الزملاء وتتعرف فيها العائلات علي بعضها البعض . وفي بعض الأحيان تتم دعوة للأصدقاء والجيران من خارج مجموعة التيم حيث يشاهدون فيها البرامج التلفزيونية ولعبة الهوكي وبعضهم يمارسون لعب البوكر. بعض هذه الأنشطة الأجتماعية يحضرها رؤساء الأقسام والمدراء الذين يودون التعرف علي عادات وتقاليد أسرة القادم الجديد وفهم ذهنية الآخر الذي أقتحم عالمهم بحكم أن الكنديين ليس لهم تجارب طويلة مع شعوب العالم المختلفة .
يوجد جانب ذات أهمية وخاصة للقادمين الجدد ، حيثوا أختاروا العيش بكندا بدلاً من المنافي لعدم وجود مسوغ قانوني يسمح لهم بالبقاء في هذه الدول التي لجؤوا منها . وبوصولهم الي كندا يواجهون بالمسكوت عنه ، وهو العلاقات العاطفية بين الشباب والشابات من مختلف الجنسيات والأعمار . المطلوب من أولياء الامور الأستعداد النفسي في حالة دخول أبنائهم أو بناتهم في علاقات عاطفية في فترة ما قبل الجامعة وفي مرحلة الدراسة الجامعية وحتي بعدها . هذه العلاقة قد تؤدي الي زواج وقد لا تؤدي . وأذا تم الزواج قد يكون من شخص غير مسلم أو مسلمة هذه الزيجات يجب علينا أن نقبلها ونتعايش معها وأن نفلح في أستثمارها بالتعرف علي بيئات ومجتمعات أخري وأن لا نتبني خطاً ضدها الشئ الذي قد يفقدنا أبناءنا وبناتنا الذين نريد لهم السعادة فيما يختارون وليس فيما نحن نختار. ونحمد الله ونكون من الشاكرين أذا أنتهت علاقة من يحبون بالزواج في هذا العالم المتغير. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). وكما قال الحكيم سقراط (لا تجبروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم) .
في إحدي الحلقات السابقة وعلي ما أظن الحلقة بعنوان (كريستين ) وكرستين هي زميلتنا في العمل ، مشهود لها بأحتفاظها بفواتير شراء الأغراض المنزلية في المكتب ومن حين لآخر تبوح لنا عن مشترواتها وأماكن المحلات التجارية التي تعرض بضاعتها بأسعار مخفضة وفي أي الأوقات وكيف كانت تدير المساومة مع البائع . مثلاً أن يتكفل بنقل الأغراض الكبيرة الي منزلها أو أن يمدد فترة تأمين البضاعة أو إقناع شركة السيارات بتخزين الاطارات الشتوية في جراج الشركة . وهنالك حالة نجحت فيها بالحصول علي ثلاجة تبريد مجانية حينما لم تصلها البضاعة في المواعيد المحددة بعد محاججات مضنية .
ذهبت قبل يومين مع زوجتي لشراء بعض مواد البناء من متجر كبير ودفعنا قيمة ترحيل المشتروات الي المنزل . وعدنا المحل بترحيل الطلبية الي المنزل بعد يومين . وبكل أسف لم تصل البضاعة في الموعد المحدد . ذهبت الي المحل في اليوم الثالث ووعدوا بأرسالها اليوم التالي ، ولكنها لم تصل . وبعد معاودة المحل وعدوا بوصولها غداً لخلل ما تم في جدولة ترحيل المواد . أقترحت زوجتي أن أذهب الي المحل واطلب منهم أن يرسلوا البضاعة علي أن لا ندفع قيمة الترحيل نسبة لتأخرها . وبوصولي للمحل تحدثت مع المدير بلغة هادئة وبدون أنفعال ووعدني بوصول المواد غداً الي منزلي . وبدأت الحديث عن تعويض بسبب التأخير فأقترح علي الفورأن أسترداد نصف قيمة البضاعة مع الترحيل المجاني . وقد أوفي بوعده .
تعلمتُ أن المخاطبة يجب أن تكون بهدوء وبدون أنفعالات وتشنج . في كندا حتي أذا كنت علي حق ولم تطرح مشكلتك بصورة هادئه قد تفقد جزء كبير من قضيتك .
وهذا درس مستفاد من العمل مع (كرستين) الكندية .
حامد بشري
23 مايو 2025


hamedbushra6@gmail.com

 

مقالات مشابهة

  • بكالوريا 2025.. الإحتفاظ بموضوعين ونصف ساعة إضافية
  • ملامح من المجتمع الكندي “الحلقة الحادية عشر”
  • محكمة حوثية تقضي بسجن الصحفي المياحي عام ونصف وضمان بخمسة ملايين ريال
  • من هي أروى قاسم؟.. تسببت في إثارة الجدل بين مسلم وزوجته
  • شاهد بالفيديو.. المودل آية أفرو تعود لإشعال مواقع التواصل بوصلة رقص مثيرة وأزياء فاضحة
  • التشهير.. عقوبة من يخطئ في سيرة أتاتورك
  • المطرب محمد رمضان ضيف برنامج سعد الصغير
  • مقررة أوروبية: المذبحة الراهنة في غزة تشير إلى إبادة وتطهير عرقي
  • إحباط محاولة تهريب طن ونصف دفيق مًدعم للسوق السوداء بإيتاي البارود
  • تحولات مثيرة.. تفاصيل الحلقة 193 من مسلسل المؤسس عثمان