بينما تتقدم لغة الحرب والتهديد عند الكيان الإسرائيلي سواء لجهة اجتياح رفح وتحديه الضغط الدولي والتهويل بتوسيع الحرب على لبنان، فإن المساعي الدبلوماسية الدولية تتقدم على خط آخر من أجل التهدئة وضبط الوضع ووقف إطلاق النار. وفي وقت أجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات سرية وغير مباشرة في سلطنة عمان في كانون الثاني الماضي، تناولت التهديد المتصاعد الذي يشكله الحوثيون في اليمن على الشحن البحري في البحر الأحمر، فضلاً عن الهجمات على القواعد الأميركية من قبل المجموعات المدعومة من إيران في العراق، وفقاً لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إيرانيين وأميركيين مطلعين على المناقشات، فإن أوساطا سياسية بارزة رأت أن مضمون اللقاء يشكل تأكيداً على جهود سيذلها الطرفان من أجل عودة الامور إلى ما كانت عليه، لجهة التواصل المباشر وغير المباشر من أجل ايجاد الحلول للملفات العالقة.



ورغم ذلك، فإن ثمة من يعتبر أن جبهة البحر الاحمر ستبقى جبهة إسناد لغزة، وهذا تظهر من خلال الاجتماع الذي عقد في بيروت بين ممثلين عن جماعة الحوثي في اليمن وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لمناقشة تنسيق الإجراءات ضد إسرائيل، وخلص اللقاء إلى التأكيد أن الحوثيين سيواصلون مهاجمة السفن في مياه البحر الأحمر لدعم الفلسطينيين وتعزيز جبهة اليمن. وسبق ذلك لقاء في بيروت جمع قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني ، والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وبحثا في المخاطر التي قد تحصل في حال شنت إسرائيل حرباً ضد "حزب الله، خاصة وأن إيران وحزب الله وواشنطن يدركون المخاطر الجسيمة التي قد تترتب على حرب أوسع نطاقاً في لبنان.

ويعتبر الخبير العسكري عمر معربوني أن لا شيء يدعو إلى القلق من لقاءات محور المقاومة، لجهة اتخاد قرارات بالذهاب إلى اشتباك اوسع، لكن الأكيد أن هذه الاجتماعات تضمنت تبادلا لوجهات النظر وتقديراً للموقف لما يمكن أن تصل إليه الأمور، وتندرج ضمن الوضعية الطبيعية في حالة الاشتباك.

ووفق الأوساط السياسية، فإن هناك محاولات وجهودا متواصلة من أجل تجنيب لبنان خطر الدخول في حرب واسعة، وبرز ذلك في تصريحات متعددة لمسؤولين في حزب الله، حيث أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن "المقاومة لا تريد توسيع الحرب لكنها جاهزة لذلك فهي تتكبد بعض التضحيات الإضافية خلال المواجهات لأنها تريد حصر الاشتباك في مساحة محددة".

ومع ذلك، فإن العدو يواصل التهديد، بإشارته إلى أن لديه بنك أهداف بعمق 5 كلمترات داخل لبنان لم يستهدفها بعد. وذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية أن جيش الاحتلال «رسم معادلة جديدة، وهي أن الهجمات ضد الجولان ستقابلُها ضرباتٌ إسرائيلية ضد منطقة البقاع التي تُمثل العمق اللوجستيّ لحزب الله، في حين نشر قسم الشؤون الاستراتيجية والعسكرية في صحيفة معاريف الإسرائيلية، مقالاً حول وضع الجبهة مع لبنان، يتضمن تشديداً حول ضرورة إنشاء منطقة أمنية بمسافة 15 كلمترا داخل الأراضي اللبنانية.

وربطا بما تقدم، يوضح معربوني الوضعية القائمة في جنوب لبنان على مدى خمسة أشهر ونصف الشهر ، فيقول: هذه الوضعية تأتي ضمن ما يسمى بالنمط الثابت باستثناء بعض الخروقات المتعلقة باستهداف إسرائيل بعض المناطق في محافظة بعلبك، لكن المهم أن البيانات الإسرائيلية الصادرة بعد الغارات على بعلبك تضمنت مصطلحاً واحداً هو الرد على استهداف مناطق في الجولان السوري المحتل، وهذا يعني أن الاستهداف الإسرائيلي كان بمثابة ردة فعل، وهذا ما تصرح قيادة العدو الاسرائيلية".

إضافة لذلك، فإن الوضعية الراهنة لا تؤشر، بحسب معربوني، إلى الذهاب نحو الحرب الشاملة لسبيين: الاول هو أن الجيش الإسرائيلي منهك ويعيش حالة من الإرباك نتيجة المعارك التي خاضها في قطاع غزة. أما السبب الثاني فيتصل بالمقاومة في لبنان التي تمتلك إمكانيات وقدرات عسكرية يعرفها العدو جيدا. وفي ظل حالة الاشتباك القائمة، يبقى موضوع المفاجأة أمر وارد، فهناك ارقام تصدر حول نسبة الذهاب إلى الحرب الشاملة وهي تختلف بين يوم واخر، فاحتمال الحرب الشاملة وارد وبنسبة أصبحت عالية في هذه المرحلة نظرا إلى محاولة الجيش الإسرائيلي استعادة الردع والتي يمكن ان تأخد الأمور إلى الحرب الشاملة التي هي حتمية وان كان توقيتها محل نقاش.

ولا شك، في ان إسرائيل تستفيد من ابعاد حزب الله عن المناطق الحدودية الجنوبية، لكن لك لن يحصل ، يؤكد معربوني. ويمكن القول ان هذا الامر يشكل أحد الأسباب التي يمكن أن تؤدي في مرحلة من المراحل إلى اندلاع الحرب الشاملة، مع تشديده على أن لبنان الرسمي والمقاوم لا توجد لديه أية موانع من تطبيق القرار1701 لكن شرط أن تلتزم إسرائيل بهذا القرار ومضمونه. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الحرب الشاملة حزب الله من أجل

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني: لا بد من التفاوض مع اسرائيل لحلّ المشاكل العالقة بين الطرفين

مؤكدا عدم إمكانية تحمل المزيد من الدمار والقتل والتهجير

بيروت (لبنان) "أ ف ب": أكّد الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم أنه "لا بد من التفاوض" مع اسرائيل لحلّ المشاكل "العالقة" بين الطرفين، بالتزامن مع بدء تطبيق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لانهاء الحرب في غزة.

وخاض حزب الله واسرائيل حربا استمرت لأكثر من عام، وانتهت بوقف لإطلاق النار في نوفمبر بوساطة اميركية. لكن اسرائيل تواصل شن ضربات تقول إنها تستهدف عناصر وبنى عسكرية تابعة لحزب الله، توقع قتلى مدنيين.

وقال عون، في تصريحات أمام وفد من الإعلاميين الاقتصاديين، وفق بيان عن الرئاسة، "سبق للدولة اللبنانية أن تفاوضت مع إسرائيل برعاية أمريكية والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية".

حرب بلا نتيجة

وسأل "ما الذي يمنع أن يتكرَّر الامر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لا سيما وان الحرب لم تؤد الى نتيجة؟ فاسرائيل ذهبت الى التفاوض مع حركة حماس لأنه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار".

وأضاف "اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، أما شكل هذا التفاوض فيُحدّد في حينه".

واعتبر عون، ردا على سؤال، أنه "لا يمكن أن نكون نحن خارج المسار القائم في المنطقة، وهو مسار تسوية الازمات ولا بد ان نكون ضمنه، اذ لم يعد في الامكان تحمل المزيد من الحرب والدمار والقتل والتهجير". ولبنان وإسرائيل في حالة حرب رسميا.

وقادت الولايات المتحدة في العام 2023 مساع لترسيم الحدود البرية بين لبنان واسرائيل، بعد رعايتها اتفاقا بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في 2022. لكنّ اندلاع المواجهات بين حزب الله واسرائيل في أكتوبر من العام نفسه جمّد مساعيها. وفي مارس، أعلنت واشنطن عن رغبتها بالتوصل إلى حل سياسي للنزاع الحدودي بين البلدين.

ويضمّ خط وقف إطلاق النار بين البلدين والذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، 13 نقطة متنازعا عليها.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر، إن "السلام بين إسرائيل ولبنان ممكن"، داعيا "الحكومة اللبنانية إلى بدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل".

واعتبر أنه "إذا اتخذ لبنان إجراءات حقيقية ومستدامة لنزع سلاح حزب الله، فأنا متأكد من قدرتنا على تحقيق سلام مستدام"، موضحا أنه الى أن "يتحقق ذلك، سنتخذ أي إجراء نحتاجه للدفاع عن أنفسنا".

وتوصل البلدان قبل نحو عام الى وقف لاطلاق النار، نصّ على تراجع حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية.

وإضافة الى مواصلتها شنّ غارات، أبقت إسرائيل على قواتها في خمس تلال في جنوب لبنان، بعكس ما نصّ عليه الاتفاق.

وتطالب بيروت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها.

وقال عون إن "إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا"، آملا أن تلتزم "وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض".

تجريد حزب الله

وعلى وقع ضغوط أمريكية واسرائيلية، قررت الحكومة اللبنانية في أغسطس تجريد حزب الله من سلاحه قبل نهاية العام. ووضع الجيش خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، في خطوة سارع الحزب المدعوم من طهران الى رفضها واصفا القرار بأنه "خطيئة".

مقالات مشابهة

  • رغم وقف إطلاق النار.. إسرائيل تقصف سيارة جنوب لبنان
  • الفاو ووزارة الزراعة يطلقان وحدة استجابة متعددة المخاطر في عنجر
  • ماذا كشفت حرب غزة عن لبنان؟ الأمرُ عسكري
  • لبنان: لا بد من التفاوض مع إسرائيل لحلّ المشاكل العالقة
  • حزب الله يستخدم تحية هتلر.. إقرأوا ما قيلَ في إسرائيل
  • الرئيس اللبناني: لا بد من التفاوض مع اسرائيل لحلّ المشاكل العالقة بين الطرفين
  • رئيس لبنان يدعو للتفاوض مع إسرائيل لحل المشاكل وتجنب الدمار
  • عون: "لا بد من التفاوض" مع إسرائيل لحلّ المشاكل العالقة
  • عن الرئيس جوزاف عون... إليكم ما قاله ترامب من إسرائيل
  • هاشم: الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها وصلت