مكتب المطارات يفرض “إتاوة” على عربات نقل الأمتعة
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
زنقة20ا الرباط
عوض مواجهة الإنتقادات المتواصلة الموجهة للمكتب الوطني المطارات بسبب تأخر تسلم أمتعة المسافرين وإتلافها وحل جميع المشاكل المرتبطة بأمتعة الوافدين على المغرب، اختار المكتب مواصلة تنغيص حياة المسافرين بفرض “إتاوة” على العربات الخاصة بنقل الأمتعة التي تساعدهم على حملها خارج المطار إلى مرائب السيارات.
وشرع العمل في مطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء بنظام جديد لتدبير قطاع العربات الخاصة بنقل أمتعة المسافرين، يعتمد على تقنية “سكاي كارت”.
ويتضمن هذا النظام “وضع قطعة نقدية قيمتها 20 درهماً لاستخدام العربة مع ضمان استردادها عندما تتم إعادة العربة إلى الأماكن المخصصة لها بالمطار بعد انتهاء المسافر من نقل أمتعته”، وهي العملية التي ستضاعف المدة الزمنية لتواجد المسافرين أمام المطار .
وعبر عدد من المسافرين بالمطار عن إستيائهم من هذه المبادرة، معتبرين أنها ستهدر وقتهم خلال عملية إعادة العربات وستفرض على البعض القادمين من مختلف الدول البحث عن العملة المغربية في لحظتها.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
عربات “جدعون” الغارقة في وحل غزة
الإبادة مستمرة، والموت يتوزع على الأطفال والنساء والعائلات المجوَّعة، ومع ذلك تنهض المقاومة من بين الركام، وتعيد تشكيل المعادلة. في غزة، حيث سقطت عربات “جدعون” في الوحل، وسقط معها وهم القوة والتفوق الإسرائيلي.
رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، العائد من مغامرة عسكرية مع إيران، حاول تصدير صورة المنتصر الذي يفرض وقائع استراتيجية جديدة في المنطقة. لكن الأرض كذّبته، والميدان في غزة قال كلمته. ففي خانيونس، وتحديدًا منطقة معن شرقيها، نفذت المقاومة الفلسطينية عملية نوعية باغتت قوة إسرائيلية، وأوقعت سبعة قتلى بين ضباط وجنود الاحتلال، بينهم عناصر من وحدات النخبة.
الضربة الموجعة لم تكن معزولة، بل جاءت ضمن سلسلة عمليات تصاعدية، بدأت من كمائن الزنة، مرورًا بتفجيرات الزنة والسطر والشجاعية، وجباليا، في مشهد يعكس وعيًا ميدانيًا متقدمًا، وتحولًا في أدوات وتكتيكات المقاومة. لم تعد المواجهة مواجهة قوة أمام ضعف، بل إرادة حقيقية أمام تكنولوجيا مأزومة، وجيش يعجز عن حماية جنوده في أرض تحولت إلى فخ مفتوح. العجز الإسرائيلي اتضح بجلاء؛ فجيش مدجج بأحدث التقنيات، مدعوم استخباراتيًا وجويًا، فشل في الخروج من كمين خطط له شباب لا يملكون سوى أسلحة محلية الصنع ومعرفة تضاريسهم. لقد غرقت ”عربات جدعون” ليس فقط في الرمال، بل في المعنى الرمزي لفشل مشروع الاحتلال في كسر شوكة المقاومة.
نتنياهو، الذي يهرب من أزماته الداخلية بتوسيع رقعة الحرب، بات اليوم أمام مأزق مركّب؛ فلا نصر تحقق، ولا صورة الردع اكتملت، ولا المجتمع الدولي قادر على تجاهل صور المجاعة والمذابح. ومع كل ذلك، ما تزال المقاومة تفرض شروطها، وتعيد ترتيب الأولويات، وتكتب بدمها وكمائنها فصول المواجهة. الخيار اليوم ليس بيد الاحتلال وحده. المقاومة على الأرض، وجمهورها معها، والمعادلة باتت واضحة: إما وقف حقيقي للإبادة والعدوان، وإما استمرار في حرب تستنزف الجميع.
غزة لم تعد مجرد رقم في المعادلة الإقليمية، بل أصبحت الفاعل الذي يُعيد ضبط الإيقاع السياسي والعسكري من قلب الميدان.
*كاتب ومحلل سياسي فلسطيني