في عصرنا الرقمي الحديث باتت الأجهزة الذكية رفيقا دائما لا يفارق أيدينا، تستخدم في مجالات التواصل الاجتماعي، التصفح الإلكتروني، الأمور الترفيهية والأعمال اليومية، بما في ذلك المعاملات الحكومية الرسمية. ومع هذا الاعتماد الكبير على التكنولوجيا يبرز تساؤل حول فائدة إغلاق الهواتف لمدة خمس دقائق يوميا.
يشار إلى أن هذا الإجراء البسيط يمكن أن يلعب دورا مهما في حماية البيانات الشخصية، إذ تعمل الذاكرة العشوائية «RAM» كحقل للتطبيقات والأوامر التي يتعامل معها المعالج، وبإغلاق الجهاز، نحن نمسح مؤقتا البيانات الموجودة عليها، ما يقطع الاتصال المباشر بين أي أوامر خبيثة والجهاز.
لكن هذا الإجراء ليس حلا شاملا لجميع أنواع الاختراقات الأمنية، لا يمكن ببساطة إنهاء الهجمات المعقدة كتلك التي تستخدم فيها الثغرات من نوع «زيرو داي»، أو تلك التي يتم فيها تثبيت «Rootkits»، والتي تعمل على مستويات أعمق داخل نظام التشغيل. وبالتأكيد الفيروسات من نوع «رانسوموير» تستلزم إستراتيجيات مختلفة للتعامل معها.
ومع ذلك، فإن فصل الجهاز عن الشبكة يعد طريقة فعالة لتقليل المخاطر، إذ إنه يعطل القدرة المؤقتة للمهاجم على متابعة أو تسريب البيانات، هذا الأمر لا يعتبر جديدا، حتى إن وكالة الأمن القومي الأميركية «NSA» نصحت بممارسة مشابهة منذ سنوات.
الهواتف التي أصبحت مخازن للبيانات الشخصية والحساسة تواجه تهديدات مستمرة من المخترقين الذين يتطلعون للوصول إلى المعلومات الشخصية من الرسائل النصية، جهات الاتصال، الصور وغيرها. وقد يتبع المخترقون أساليب متطورة مثل تتبع المواقع، وتشغيل الكاميرات والميكروفونات دون علم المستخدم.
أحداث الاختراق التي وقعت في الماضي وأدت إلى اضطرابات سياسية نتيجة لتسريب بيانات حساسة، هذه الأحداث تظهر الحاجة الملحة لأمن الإنترنت وحماية الخصوصية. إغلاق الهاتف، وإن كان إجراء بسيطا، إلا أنه يمكن أن يشكل جزءا من حلقة وقائية أكبر تشمل التحديثات الأمنية المستمرة، استخدام كلمات مرور قوية، والحذر من الروابط والمرفقات المشبوهة.
لتسريب بيانات حساسة تظهر الحاجة الملحة لأمن الإنترنت وحماية الخصوصية، إغلاق الهاتف، وإن كان إجراء بسيطا، إلا أنه يمكن أن يشكل جزءا من حلقة وقائية أكبر تشمل التحديثات الأمنية المستمرة، استخدام كلمات مرور قوية، والحذر من الروابط والمرفقات المشبوهة.التوعية الدائمة والممارسات الأمنية الصارمة تمثلان الخطوات الأولى نحو تقليل الآثار السلبية لهجمات الإنترنت، وبالتالي فإن التزام كل فرد بإجراءات السلامة الرقمية يعتبر حجر الزاوية في سلسلة الدفاع ضد التهديدات السيبرانية.
في هذا السياق تعتبر الدقائق الخمس التي نخصصها يوميا لإغلاق أجهزتنا استثمارا صغيرا في الأمان، لكنه يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في حماية بياناتنا الشخصية.
بقلم : هدى الكريباني – متخصصة في الأمن السيبراني
الأنباء الكويتية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
مراهق إسباني يُنتج صورًا عارية لزميلاته.. والشرطة تتحرك
أكدت المحكمة الإسبانية استخدام قاصرين الذكاء الاصطناعي لإنتاج صور عارية مزيفة لزملائهم عبر الإنترنت، فيما أعربت جمعية "مالفالونا" عن القلق من تداعيات هذه الوقائع على المجتمع. اعلان
كشفت شرطة "غوارديا سيفيل" في منطقة فالنسيا بشرق إسبانيا عن تحقيق جارٍ ضد شاب يبلغ من العمر 17 عامًا، يشتبه في أنه استخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء ومشاركة صور عارية مزيفة لزميلاته الإناث في المدرسة، بهدف نشرها عبر الإنترنت.
وبدأت التحقيقات في ديسمبر الماضي، بعد أن أبلغت إحدى الطالبات عن إنشاء حساب على وسائل التواصل الاجتماعي باسمها يتضمن فيديو تم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وذكرت الشرطة في بيان لها: "ظهرت على هذا الحساب صور لأفراد مختلفين، جميعهم قاصرون، وقد تم تعديل الصور الأصلية بحيث ظهر الناس فيها عراة تمامًا".
كما أفادت نفس الفتاة بإنشاء حساب ثاني باسمها، بالإضافة إلى حسابات أخرى تحتوي على مقاطع فيديو عارية مصنوعة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وصفحة ويب مخصصة للترويج لهذه الصور لأغراض تجارية.
بعد أن تقدم 15 قاصرًا آخرين بشكاوى مشابهة، اعتقدت الشرطة أن الشخص المسؤول عن هذه الصور والفيديوهات هو أحد زملاء الفتيات في المدرسة.
وبإجراء تحليل لمحتوى وسائل التواصل الاجتماعي، والتواصل مع شركات الاستضافة الإلكترونية، وفحص موقع يقدم خدمات تعديل الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، تمكن المحققون من تتبع أثر المشتبه فيه.
وقالت غوارديا سيفيل: "حصل المحققون على معلومات المستخدمين والدخول المستخدمة على هذه المنصات – بما في ذلك عناوين IP – مما أدى إلى منزل أحد زملاء الشاكين. كما أكدوا أن البريد الإلكتروني المستخدم لإنشاء الحسابات يعود لنفس الشخص".
Related كيف تستفيد جماعات مثل داعش والقاعدة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتها؟حين ينتحل الذكاء الاصطناعي هويّتك بدقة مقلقة.. كيف تحمي نفسك؟بعد انتحار مراهق إثر علاقة مع روبوت... قاض أمريكي يرفض منح الذكاء الاصطناعي حقوق حرية التعبيروأكدت الشرطة أن الشاب البالغ من العمر 17 عامًا يخضع للتحقيق بتهمة "الإخلال بالأخلاق العامة" أو "التحرش الجنسي بالقاصر"، مضيفة أن محكمة شبابية في فالنسيا هي التي تشرف على القضية.
وفي سياق متصل، كشفت تقارير سابقة عن قضية مشابهة في منطقة إكستريمادورا جنوب غرب إسبانيا، حيث تم الحكم على 15 قاصرًا بعام من المراقبة القضائية بعد إدانتهم باستخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج صور مزيفة عارية لزميلاتهم الإناث، والتي تم مشاركتها في مجموعات على تطبيق واتساب.
وجرى أيضًا إلزام المتهمين بحضور فصول دراسية حول الوعي بالجنس والمساواة، واستخدام التكنولوجيا بطريقة مسؤولة.
وقالت المحكمة في بيانها: "ثبت استخدام القاصرين تطبيقات الذكاء الاصطناعي للحصول على صور معدلة لزملائهم القاصرين، عن طريق أخذ وجوه الفتيات الأصلية من ملفاتها الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي وإسقاط تلك الصور على أجسام إناث عاريات. ثم تم مشاركة الصور المعدلة في مجموعتين على واتساب."
جمعية "مالفالونا"، التي دعمت العائلات المتضررة في تلك القضية، أعربت عن قلقها بشأن تداعيات مثل هذه الوقائع على المجتمع الإسباني، وقالت: "هذه الأمور يجب أن تدفعنا إلى إعادة النظر في ضرورة تعليم الأطفال والمراهقين قيم المساواة بين الجنسين، وضرورة وجود تعليم جنسي مناسب داخل المدارس".
وأضافت الجمعية أن المواد الإباحية تشكل مصدرًا خطيرًا للمعرفة غير الصحيحة عن الجنس لدى الشباب، وأنها "تولد المزيد من التمييز الجنسي والعنف".
وفي مارس الماضي، أعلنت الحكومة الإسبانية، التي يقودها الحزب الاشتراكي، أنها تعمل على مشروع قانون جديد يهدف إلى حماية الشباب على الإنترنت، وذلك عبر اعتبار "التحرش عبر الإنترنت" واستخدام الصور الجنسية غير المرغوبة المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي جرائم قابلة للمساءلة القانونية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة