بوابة الوفد:
2025-05-12@21:35:44 GMT

عفواً!!... مشايخ آخر الزمن

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

ﺍﻋﺘﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺗﺮﻙ ﺍلإﺳﺮﻑ، ﻓﻘﺎﻃﻌﻪ ﺍﺣﺪ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻗﺎﺋﻼ: «ﺳﻴﺪﻱ الشيخ: ﺟﻨﺎﺑﻜﻢ ﺟﺌﺘﻢ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺧﺮﺓ، ﻭﻣﻼﺑﺲ ﻣﻦ ﺍﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ، ﻭﻋﻄﺮ ﻳﻔﻮﺡ ملأ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻙ ﺍﺭﺑﻊة خواتم ﻛﻞ خاتم ﺛﻤﻨﻪ ﻘﺪﺭ ﻣﺮﺗﺒﻲ ﻭﻫﺎﺗﻔﻚ ﺍﻳﻔﻮﻥ، ﻭﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﻌﻤﺮﺓ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ، ياشيخنا الجليل: تنازل عن وقتك الثمين وعيش معايا يوماً من أيامى أو حتى ساعتين، واشرب معايا شاى فى ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻘوفة بالصاج، ﻭأﺭﻳﺪﻙ أﻥ ﺗﻨﺎﻡ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ‏تكييف فى عز حرارة الجو الحارق، ثم ﺗﺼﺤﻮ ﻣﻌﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺠﺮ بدقايق، ﻭﺗﻤﺴﻚ ﺍﻟﻤﻜﻨﺴﺔ ﻟﺘﻨﻈﻒ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺍﻧﺖ ﺻﺎﺋﻢ، ﻟﻜﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ حقيقة ﺍﻟﺼﺒﺮ والشقا، ﻓأﻧﺎ ﺍﻗﻮﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ لأﺳﺘﻠﻢ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﺯﻫﻴﺪﺍ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﻗﻴﻤﺔ زجاجة ﺍﻟﻌﻄﺮ التى تفوح رائحتها كل أركان المسجد ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﺮﻳﻬﺎ، 
ﻋﺬﺭﺍ ﺳﻴﺪﻱ وشيخنا الجليل ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻨﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻓﻬﻮ ﺭﻓﻴﻖ ﺩﺭﺑﻨﺎ، فقط ﺣﺪﺛﻨﺎ عن حياة الشقاء ورحلة البحث عن لقمة عيش نظيفه، حدثنا عن المجتمع المظلوم، والناس الشقيانة من أجل حفنة من الجنيهات وﻋﻦ ﻇﻠﻢ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﻭ ﺭﻳﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، حدثنا عن الفقر وأمراضه، وعن الغلاء واسبابه التى تفوق كل الطاقات والقدرات، وعن الفساد َوالمفسدين، وعن الحقائب الوزارية الفاشلة التى فشلت فى القضاء على كل مظاهر وأصحاب غلاء المأكل والمشرب والملبس، والأطفال المشردين فى الشوارع، والشحاتين الذين فاقت أعدادهم فى كل مكان، حدثنا عن البطالة المتفشية بالمجتمع كالقنبلة المؤقتة، حدثنا عن سياسة افقار وتجويع الشعوب المضطهدة، حدثنا عن الفساد ونهب المال العام، حدثنا عن الطبقية وغياب العدالة الاجتماعية فى توزيع الثروات، حدثنا عن انتشار مظاهر العنف بين أفراد الأسرة الواحدة، َمعظمها أسبابها مادية وعاطفية، حدثنا عن الواسطة والمحسوبية وتوريث المناصب ﻭ اﻻ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻨﺎ بخطبتك!!، واحتفظها لنفسك ياشيخنا المتواضع الجليل.

 
عزيزى القارئ «القصة» ليست فى رجب ولا فى شعبان، ولا فى رمضان وليست فى ليلة القدر، ولا فى يوم عرفة، ولا فى أى مناسبة دينية..القصة كلها فى هذه الآية: «إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم... لو استقمت الآن، وتبنا من كل ذنوبنا التى تفاقمت عنان السماء، ورأى الله منا ما يحب لبدل أحوالك كلها بلحظة وجعل أيامك كلها رزقاً وسعادة وراحة واطمئناناً وأمناً وأعطانا حتى أرضان، فالتغيير الكبير الذى تنتظره فى حياتنا يبدأ من عندنا وفى أى وقت، اللهم بدل حالنا إلى أحسن حال ولا تبتلينا فيما لا نستطيع عليه صبراً آمين يارب العالمين، وأعوذ بِك يا الله مِن ضياع الوقت بلا معنى، وأعوذ بِك مِن البعدِ عنك، وأعوذ بِك مِن كثرة التشتت وضلال الطريق، وأعوذُ بِك من هجرِ الأحِبة وانقلاب المودّة، وأعوذ بك مِن ألم لا يشفى، ووجع لا ينسى، وأسألك يا الله أن تهدِى قلوبنا، وتجبر بخاطرنا، وترحم ضعفنا، وأن لا تشقينى بِبعد، ولا تقربنى بفقد، وأن ترُدنى إِليك ردًا جميلاً كلما زاغ القلب عنك.

سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية
magda [email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ماجدة صالح حدثنا عن وأعوذ ب ولا فى

إقرأ أيضاً:

كان.. يا ما كان

فى واحدة من أهم الظواهر التى تستحق الدراسة مؤخرًا في مجتمعنا المصرى يبدو أن ظاهرة الحنين إلى الماضى المعروفة علميًا (بالنوستالجيا) قد بلغت مداها بين قطاعات عريضة من أبناء هذا الوطن بكل أطيافه بل وأجياله حتى يكاد الأمر أن يصل إلى درجة رفض الواقع بل وإنكاره من فرط الحنين إلى ما كان. لماذا نحن فى هذه الحالة؟ وإن كان ذلك مقبولًا لدى أجيال الوسط والشيوخ التى عاصرت هذا الماضى فكيف نفسر حنين أبناء جيل الشباب أيضًا لما كان قائمًا قبل أن يولدوا؟

فى حكاوى ومناقشات أهل مصر على المقاهى وفي مواقع التواصل ستجد تلك الحالة منتشرة، بل ربما لن يخلو حديث فى مجلس للأهل أو للأصدقاء دون أن يترحموا على أيام قد مضت وكيف كان حال الفن والفكر والثقافة بل والرياضة وحتى السياسة، وعن تلك الأوزان النسبية التى تغيرت لتهبط عدة درجات فى سلم الإبداع، حين تجلس مع أبناء جيل الشيوخ والوسط سيحدثونك عن شبابهم وكيف تربى وجدانهم على فكر وثقافه وذوق مختلف ومتنوع، سيحكون لك أنهم قد كان لديهم كل المدارس الفكرية والفنية وكان متاحًا لهم أن ينهلوا من هؤلاء العمالقة الذين عاشوا وأبدعوا معًا فى توقيت واحد فأحدثوا زخمًا فى شتى مجالات الفكر والفن والسياسة وحتى فى لغة الحديث بل وفى شكل وأناقة ملابس الرجال والنساء وزى أطفال المدارس وطلاب الجامعة.

هل هى الحداثة قد أفقدتنا كثيرًا مما اعتدنا عليه سابقًا قبل أن تُغرقنا موجات التكنولوجيا العاتية وهذه الأنماط السلوكية والفكرية الهشة التى تنتشر بسرعة البرق بين رواد السوشيال ميديا؟ هل هجر الناس الأصالة عن قناعة أم مجبرين حين خلت الساحة من إبداع رصين يحفظ لهذا الشعب هويته السمعية والفكرية؟

ليس الأمر بسيطًا حتى وإن بدا كذلك. فهذا ذوق يتغير وفكر يندثر وعمق يختفى تحت ضربات ولعنات التريند والتيك توك والمهرجانات ودراما العنف والقيم الأسرية المنحلة ومسارح اللهو دون قيمة أو رسالة، ورياضة كلها تعصب وشحن وسباب وفُرقة بين الجميع.. ليس الأمر هينًا فهذا وطن يسرق من ماضيه وقيمته وريادته بين الأمم.. هل نجد إجابة لكل تلك التساؤلات أم يظل الحال كما هو لنهوى أكثر وأكثر فى دوامة الحنين إلي الماضي ونظل نردد بكل حسرة: كان ياما كان.. ؟؟

مقالات مشابهة

  • بلال قنديل يكتب: عفوا نحن في زمن الشير
  • الرمادي: الزمالك في تحدٍ مع الزمن ونسعى لاستعادة الصورة الحقيقية للفريق قبل نهائي الكأس
  • عبدالجليل يستقبل وفداً من مشايخ قبيلة العواقير – الفسيات
  • حراك محموم في بغداد: الأحزاب تسابق الزمن لتسجيل التحالفات
  • صراع الأجيال
  • رؤساء جماعات يسارعون الزمن لمنح منعشين محظوظين رخص السكن قبل الإنتخابات
  • محافظ الغربية: نُسابق الزمن للانتهاء من مشروع تطوير كورنيش المحلة.. صور
  • كان.. يا ما كان
  • مؤسس عايز حقي: قانون الإيجار القديم عفا عليه الزمن
  • منتخب ناشئي اليد يبدأ رحلة العودة من كرواتيا بعد رحلة أوروبية كلها مكاسب