يستعد أكثر من مليون شخص في مدينة رفح الواقعة بجنوب قطاع غزة، للمعركة الحاسمة الأخيرة في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، حسبما ذكر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وتتساءل العديد من العائلات، التي نزحت عدة مرات، عما إذا كان عليها الفرار أو الانتظار لمعرفة ما إذا كان سيتم التوصل إلى وقف محتمل لإطلاق النار.

وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل منذ أسابيع للامتناع عن شن هجوم بري واسع النطاق على رفح ستكون نتائجه "كارثية" في المدينة المكتظة التي ارتفع عدد سكانها إلى مليون ونصف مليون شخص، معظمهم نازحون.

بدورهم دعا قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27، المجتمعون في قمة في بروكسل، الخميس، الى "هدنة إنسانية فورية" في غزة، وحضوا في بيان مشترك اسرائيل على عدم إطلاق عملية برية في رفح بأقصى جنوب القطاع المدمر.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لا يكف عن تكرار عزمه على المضي في خطته لشن هجوم بري على رفح يعتبره ضروريا "للقضاء" على حماس.

ما الوضع على الأرض؟

وعلى الأرض، تعيش الأسر في رفح، داخل الخيام والشقق أو حتى في الشوارع، مع القليل من الماء والغذاء، ولا تستطيع الوصول إلى النظافة والرعاية الصحية المناسبتين. 

ويعاني البعض من صدمة فقدان أقاربهم وأصدقائهم بعد خمسة أشهر من الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة.

وبين هؤلاء فداء مرجان التي تتذكر كيف دمرت غارة جوية في المنزل المجاور جدران منزلها، مما أسفر عن مقتل ابنتها البالغة من العمر 8 سنوات، التي كانت ترسم في غرفة المعيشة. 

وفرت مرجان مع زوجها وابنها، ويعيشان منذ شهرين تقريبا في خيمة بالقرب من الحدود الجنوبية مع مصر.

وتقول:" الطقس بارد ورطب.. لا يوجد كهرباء.. يتم تسخين الأطعمة المعلبة على النار، ويتم غسل الملابس باليد".

وتضيف:" الناس هنا ما زالوا يقولون، إلى أين يمكننا أن نذهب؟، هذا هو المكان الأخير."

قبل الحرب، كانت رفح مركزا لتجارة القطاع وتجارته مع مصر عبر معبريها البريين. 

وكان الصيادون يكسبون عيشهم على طول الساحل، وكانت المزارع تزرع كل شيء من القمح إلى البرتقال والليمون والبطاطس. 

ويعيش ما يقرب من 300 ألف شخص في منازل وشقق منخفضة الارتفاع، بما في ذلك مخيم اللاجئين الذي تأسس بعد فترة وجيزة من الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.

المدينة الآن لا يمكن التعرف عليها، فقد دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية بعض المباني، ويتجمع الناس في "خيام" على طول الخط الساحلي، بينما تمكنت العائلات الأكثر حظا من الانتقال إلى بضع عشرات من المنازل المطلة على الشاطئ والتي كانت في السابق تلبي احتياجات السياحة المحلية الراقية.

خطة إخلاء

تتعرض السلطات الإسرائيلية لضغوط من الرئيس الأميركي، جو بايدن، وغيره من زعماء العالم لتقديم "خطة إخلاء قابلة للتطبيق" قبل إطلاق أي عملية برية أو جوية واسعة النطاق في رفح.

وسط عملية رفح المرتقبة.. خيارات نزوح الفلسطينيين و"جدل سيناء" بالتزامن مع العملية العسكرية الإسرائيلية البرية المرتقبة في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، تظهر التساؤلات حول خيارات نزوح مليون ونصف المليون فلسطيني موجدين حاليا داخل المدينة، وما هي المناطق التي يمكن نقلهم إليها؟.. وهو ما يكشفه مختصون تحدث معهم موقع "الحرة".

وفي الأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إن إسرائيل ستقوم بإجلاء الناس في رفح إلى "جيوب إنسانية" سيتم بناؤها في وسط غزة. 

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل مع الولايات المتحدة والعديد من الدول العربية للاتفاق على الأماكن التي لم تعد فيها حماس موجودة وحيث يمكن إنشاء مساكن ومستشفيات ميدانية.

لكن المنظمات الإنسانية رفضت خطة إسرائيل للسيطرة على رفح وإجبار العائلات على ترك منازلهم أو ملاجئهم. 

وتجمع حوالي 400 ألف نازح في المواصي، وهي "منطقة آمنة" حددتها إسرائيل على طول الساحل الممتد من رفح إلى وسط القطاع، وفقا لعمال الإغاثة هناك. 

وتوافد ما يقرب من نصف مليون آخرين إلى حي يقع إلى الجنوب الشرقي يسمى تل السلطان، وفقا لرئيس بلدية رفح، أحمد الصوفي.

وقالت إسرائيل إن المساعدة ستكون متاحة في المواصي، في حين رفضت الأمم المتحدة تصنيف إسرائيل للمنطقة كمنطقة آمنة. 

وفي المواصي وما حولها، تقول العائلات إنه لم تبذل إسرائيل أي جهد منسق لتزويد الناس بالمساكن أو الخيام، وإنهم اضطروا إلى شراء مساكن مؤقتة بمئات الدولارات.

وتشير العائلات التي تحدثت إلى "وول ستريت جورنال" إلى أن القمامة تراكمت، ورائحة مياه الصرف الصحي في كل مكان.

ويقول منسق الجهود الإنسانية للأمم المتحدة في غزة، جورجيوس بتروبولوس، إن المزيد من الناس يتدفقون نحو الساحل، على افتراض أن المواقع الرملية غير المطورة هي أهداف أقل احتمالا للجنود الإسرائيليين الذين يطاردون المسلحين تحت الأرض. 

ومن مكتبه في المواصي، شهد بتروبولوس موجات من الوافدين منذ أكثر من شهرين، أولا من شمال غزة، ثم مدينة خان يونس جنوب غزة، والآن شرق رفح.

من أين ومتى سيدخلون؟

بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، تستمر حصيلة الضحايا في الارتفاع في القطاع الفلسطيني المهدد بالمجاعة.

ولجأ معظم النازحين بسبب الحرب، ويبلغ عددهم 1.7 مليون نسمة بحسب الأمم المتحدة، إلى مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية المغلقة والتي تتعرض لقصف إسرائيلي يومي.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إنه لا يزال لدى حماس أربع كتائب في المدينة، وأنها آخر معقل للحركة.

عسكريا أم أيديولوجيا؟.. معضلة تدمير حماس مرار وتكرار أكدت إسرائيل على هدفها  الأول بالحرب في قطاع غزة، والمتمثل في "تدمير حركة حماس" المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخري، بينما يتجادل مختصون تحدث معهم موقع "الحرة" حول سبل تحقيق ذلك في ظل اعتماد الحركة على "أيدلوجيا صعب القضاء عليها".

وفي 12 فبراير، استيقظ أهالي رفح حوالي الساعة الثانية فجرا على أصوات انفجارات أضاءت السماء، ولم تكشف إسرائيل إلا عند طلوع النهار عن استعادتها مدنيين إسرائيليين اثنين. 

ويقول كاران صيدم، إنه خرج وقتها إلى الخارج ليرى عدة منازل تحولت إلى أنقاض على بعد بناية واحدة، وقُتل عشرات الفلسطينيين في رفح في ذلك اليوم، وفقًا للسلطات الصحية في غزة.

وقصف الجيش الإسرائيلي مباني أخرى في رفح، بما في ذلك منزل قالت منظمة أطباء بلا حدود إنه يستضيف طاقمها الطبي. 

وأدت غارة دبابة إسرائيلية، الشهر الماضي، إلى مقتل اثنين من أقارب أحد الموظفين وإصابة العديد من النساء والأطفال داخل المنزل في المواصي، وفقًا للمنظمة غير الربحية التي تتخذ من سويسرا مقرا لها. 

وقالت إنها أعطت السلطات الإسرائيلية إحداثيات المبنى، وأنها لم تتلق أمر إخلاء.

وردا على طلب "وول ستريت جورنال" للتعليق، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار على مبنى في المواصي حدده على أنه موقع لنشاط مسلح. 

واعترف الجيش الإسرائيلي بالتقارير التي تفيد بمقتل "اثنين من المدنيين غير المتورطين" في المنطقة.

وعبر الجيش الإسرائيلي عن أسفه لأي ضرر يلحق بالمدنيين، وقال إنه "سيفحص الحادث في إطار تحقيق أوسع نطاقا في سوء سلوك عسكري محتمل".

وقبل بدء شهر رمضان قال مسؤولون إسرائيليون إن حماس يجب أن تطلق سراح الرهائن قبل بداية الشهر الكريم أو تواجه هجوما بريا في رفح، ومر الموعد النهائي "دون توغل بري إسرائيلي".

وهذا الأسبوع، بدأت إسرائيل وحماس هذا الأسبوع جولة من المحادثات في قطر من أجل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وهددت إسرائيل مرة أخرى بشن عملية عسكرية في رفح في حالة انهيار المفاوضات.

ولذلك فإن حازم أبو حبيب في حيرة من أمره ماذا يفعل، فقد كانت عائلته تعيش في شقة مزدحمة مكونة من غرفتي نوم مع عائلة شقيقته في رفح عندما قالت إسرائيل إنها ستدخلها. 

وأرسل زوجته وابنته للإقامة مع أقارب آخرين في دير البلح، في الجزء الأوسط من القطاع، لكن الغارات الجوية تكثفت هناك، والآن يحاول أبو حبيب إعادة عائلته إلى رفح.

ووجد شقة في وسط رفح لم تخليها بعد عائلة تنتظر الخروج من القطاع، ومكان آخر، يحصل على حوالي 1000 دولار شهريا، يقع على بعد بضع مئات من الياردات من الحدود مع مصر.

ويتسأل أبو حبيب: "هل سيدخلون من الشرق؟ من خان يونس؟ أو من البحر؟.. لكي نكون صادقين، نحن لا نعرف".

المساس بـ"الحدود والسلام" مع مصر.. ماذا لو اجتاحت إسرائيل رفح بريا؟ بعد يوم واحد من تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بمواصلة الحرب ضد حركة حماس المصنفة إرهابية لدى الولايات المتحدة ودول أخرى، حتى "النصر الكامل" في قطاع غزة، قصفت القوات الإسرائيلية مدينة رفح على الحدود المصرية، ما أثار المخاوف من هجوم بري وشيك.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 31988 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 74188، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس، الخميس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی فی المواصی مدینة رفح قطاع غزة فی رفح مع مصر

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: اتفاق قريب جدا على صفقة أسرى وحماس لم تهزم

سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على فرص التوصل لاتفاق يتم بموجبه إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، إضافة لعمليات مقاتلي المقاومة ضد القوات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية.

وقالت كيرن مرتسيانو، وهي مقدمة برامج سياسية في القناة 12، إن "إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قريبتان جدا من الاتفاق على صفقة مخطوفين"، وقد يعلن عنها يوم الاثنين أثناء زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: أطلقوا سراح جميع الرهائن إسرائيليين وفلسطينيينlist 2 of 2أكبر 6 تحديات تواجه حزب إيلون ماسك الجديدend of list

وأضافت أن صفقة مشابهة تماما طرحت على الطاولة قبل 3 أشهر ونصف، بعد عملية إطلاق سراح الأسرى الأخيرة، معتبرة أن الذي تغير أسماء العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش في غزة.

ومن جهته، قال مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12، نير دفوري، إن هناك وزراء لم يخدموا أبدا في الجيش، لكنهم يدفعون باتجاه الحرب، مشيرا إلى أن إسرائيل لا يمكنها خوض معركة لا نهاية ولا حد لها.

وتحدث عن الخسائر التي مني بها الجيش، وذكر أن هناك 100 دبابة متعطلة، لأنه لا يتوفر مال لمحركات بديلة، وقد رفض وزير المالية بتسلئيل سموتريتش شراءها، وعلق قائلا "كيف يمكن أن نحارب ووزير المالية يرفض تمويل مواصلة الحرب؟".

كمائن

أما مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13، أور هيلر، فقال "تبقى ما يجب فعله في قطاع غزة، فهناك مخربون وأنفاق وبنى تحتية لحماس"، مقرا بأن "حماس لم تهزم حتى الآن، والدليل أنها نفذت هجمات في خان يونس جنوبي قطاع غزة بقذائف "آر بي جي".

وأضاف "لقد رأينا الحدث الصعب في مصفحة بوما، ورأينا حادثة آر بي جي خلال هذا الأسبوع ضد جنود إيغوز في خان يونس".

وخلص هيلر إلى أن "حماس موجودة وتنفذ عمليات وتوجه ضربات قاسية لجنود الجيش".

وفي موضوع الخسائر، أعاد مراسل الشؤون العسكرية في القناة كان 11، إيتاي بلومنتال التذكير بالعملية التي قام بها مقاتل فلسطيني عندما اقترب من دبابة ووضع عليها عبوة متفجرة، مما أدى إلى مقتل الرقيب آساف زمير، وهو جندي في الكتيبة 53 في اللواء 188. ورجح أن يكون المقاتل الفلسطيني قد خرج من فتحة نفق ووصل إلى الدبابة.

إعلان

وتواصل فصائل المقاومة نصب كمائن محكمة ناجحة ضد جيش الاحتلال كبدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، إضافة إلى قصف مدن ومستوطنات بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل وحماس تستأنفان المحادثات غير المباشرة ونتنياهو يلتقي ترمب
  • إسحاق بريك: الجيش في غزة منهار نفسيا.. وحماس استجمعت قوتها
  • محللون: إسرائيل أمام خيارين بشأن غزة وحماس لن تتنازل عن 3 نقاط
  • إعلام إسرائيلي: اتفاق قريب جدا على صفقة أسرى وحماس لم تهزم
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: إسرائيل تدرس إقامة "منطقة إنسانية" جنوبي قطاع غزة لتجميع السكان و"تمكين حكم مدني منزوع السلاح" بعيدا عن حماس
  • إسرائيل تستعد للرد بعد موافقة حماس على مفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة
  • قصف المدارس والخيام.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل إبادة العائلات في غزة
  • مصدر يكشف لـCNN الجدول الزمني لمقترح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس
  • إسرائيل تستعد لجولة تفاوضية جديدة مع حماس وقرب وقف إطلاق النار
  • هدنة غزة .. توقع بدء محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس لحل نقاط الخلاف