ضمن البرنامج الرمضاني لبيت السناري بالقاهرة يقدم  الموسيقار المصري مصطفى سعيد، مساء الثلاثين من شهر مارس الجاري في تمام الساعة التاسعة مساءً، أمسية موسيقى عربية معاصرة، إحياء للذكرى الثمانين لرحيل الشيخ علي محمود شيخ أهل النغم الذي رحل عن عالمنا عام 1943.
تتضمن الأمسية، التي تستلهم روحها من نسمات شهر رمضان الكريم، عزفًا وغناءً منفردين على العود، ويستهلها سعيد بمقطوعة تحية لمعرض "دوائر الهامش" للتشكيلي وليد علاء الدين الذي يستضيفه البيت حتى الخامس من شهر أبريل المقبل، ثم مختارات عزف وغناء فصيح من وصلتيّ "زوّار المقام" و"مقام الحكمة" من تلحين سعيد لنخبة من عيون الشعر العربي منهم أبو منصور الحلّاج، أبو نصر الفارابي، أبو الطيّب المتنبّي، ابن سينا، محيي الدين بن عربي، عمر بن الفارض، ميمنة العاشقة، وغيرهم، كما تتضمن مختارات من أعمال إمام المنشدين الشيخ علي محمود.


مصطفى سعيد مؤلف موسيقي، وعازف عود، وباحث في علوم النغم. من مواليد القاهرة 1983. 
حاصل على ليسانس الأدب الإنجليزي من جامعة عين شمس بالقاهرة 2003، ودرجة الماجستير 2010. 
ودرجة الدكتوراه 2023 من جامعة الروح القدس في لبنان.
تعلم سعيد الموسيقى مبكرًا قبل بلوغه الرابعة، وتعود علاقته مع آلة العود إلى عام 1994، عندما بدأ دراسته بأكثر من أسلوب عزف وبطريقة أكاديمية في "بيت العود"، وبالطريقة الشفهية أو التلقين بمختلف أساليب العزف ولهجاته. 
أسس مجموعة أصيل للموسيقى العربية المعاصرة، سنة 2003 لتكون تطبيقًا عمليا لمشروعه الحضاري "الموسيقى الفصحى العربية المعاصرة".
أسس وأدار "مؤسّسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربيّة -أمار" 2009 لتكون المؤسسة العربية الوحيدة التي تعمل في مجال أرشفة الأسطوانات الموسيقية العربية وحفظها. 
في سنة 2013، أسس وأدار مشروع "روضة البلابل" من خلال مؤسّسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربيّة -أمار، بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون، سجل خلاله 220 حلقة عن مختلف التقاليد الموسيقية الفصحى (الكلاسيك) والعامية الشعبية العربية. 
تبنى مصطفى سعيد نهج تطوير الموسيقى العربية من داخل نظامها الأصيل، وأنتج في ذلك تنظيرًا وتطبيقًا عددا من المشاريع التي لفتت أنظار المهتمين بالموسيقى الفصحى (الكلاسيكية) عبر العالم، ونال عن أعماله عددا من الجوائز أبرزها: جائزة أغاخان للموسيقى الكلاسيكية - 2019. وجائزة مهرجان "مقام" في باكو- أذربيجان 2009. وجائزة مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة 2003، في العود. 
وإضافة إلى عشرات الألحان والمقطوعات الموسيقية أصدر سعيد أربعة ألبومات تلخص تجربته في التأليف الموسيقي المعاصر هي: رباعيات الخيام-2008، أصيل-2009، بردة-2015، توحد-2016. 
له العديد من الكتب والأبحاث المتعلقة بتاريخ الموسيقى العربية، وأدرج كتابه في القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع التحقيق سنة 2023، ونشر عشرات المقالات والدراسات حول علوم النغم تضمنت أراءه وتنظيراته في هذا الصدد في مجلات عربية وأجنبية منها: تراث- أبوظبي،songs of peace and reconciliation -USA. من كتبه المطبوعة: -سامي الشوا، أمير الكمان- حياته وأعماله. دار الساقي 2015، بالتعاون مع أحمد الصالحي. مطرب النهضة العربية يوسف المنيلاوي- عصره وفنه 20111، بالتعاون مع فريدريك لارونج، ومحسن صوه. ومن مشاريعه الموسيقية: في رحاب الصمت: حوار بين الماضي والحاضر. تسالي الليالي: إعادة تسجيل وتقديم الموشحات والأدوار القديمة. زوار المقام: رحلة مع شعر العشق المطلق في 15 قرنًا بتصور موسيقي معاصر. حكايات أهل النغم: استخلاص حكايات أهل النغم من مدونة التراث العربي بدءًا من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني. موسيقى المخطوطات العربية: استخلاص النغم المدون بالحرف العربي من مدونة التراث من المخطوطات الموسيقية تمهيدا لتنفيذها وإثراء المكتبة الموسيقية العربية بما ظل صامتا من ذخائرها لقرون.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشيخ علي محمود الروح القدس الدكتوراة الموسيقار المخطوطات درجة الماجستير رحل عن عالمنا عين شمس بالقاهرة عيد الموسيقى علي محمود الموسیقى العربی مصطفى سعید

إقرأ أيضاً:

في ذكرى وفاة طه الفشني.. اكتشفه ناظر مدرسة وكرمه عبد الناصر والسادات

تحل اليوم الأربعاء، العاشر من شهر ديسمبر لعام 2025، ذكرى رحيل كروان الإنشاد والتلاوة الشيخ طه الفشني، والذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم لعام 1971.

وفيما يلي يستعرض موقع "صدى البلد" أبرز المحطات في تاريخه الحافل بذكر الله تبارك وتعالى:

محطات في حياة طه الفشني

1- الشيخ طه حسن مرسي الفشني أحد أعلام قراءة القرآن والمنشدين المصريين، ولد سنة 1900م بمركز الفشن جنوب محافظة بني سويف، حفظ القرآن ثم تعلم القراءات.

2- علمٌ من أعلام مصر والعالم العربي والإسلامي كمُنشدٍ وقارئ للقرآن الكريم، والذي لم يترك صوته مجالًا إلا وكانت له بصمة فيه، ما بين تلاوة القرآن وتراتيل التواشيح وإنشاد المديح، صوته واسمه محفوران في ذاكرتنا كأشهر مؤذن، لصوته عذوبة وحركة لم يمتلكها أحد غيره، ينتقل بين مقامات الموسيقية بصورة غير مألوفة، وعندما تسمعه وهو يقرأ القرآن كأنك تسمع واحدًا غيره وهو ينشد المديح، خصوصية وعزوبة صوته لم يمتلكها أحد سواه، نشعر بها عندما يخرج بصوته في ساعة عصاري منشدًا الأذان.

3- تدرج الشيخ طه الفشني في دراسته الدينية والعامة وحصل على كفاءة المعلمين من مدرسة المعلمين سنة 1919م، حضر الشيخ طه إلى القاهرة، والتحق ببطانة الشيخ على محمود، ثم ذاع صيته بأنه قارئ ومنشد حسن الصوت.

4-اكتشف عذوبة صوت الشيخ طه الفشني، ناظر المدرسة وأسند إليه القراءة اليومية للقرآن في الطابور وحفلات المدرسة، وكان طموح والده أن يكمل ابنه دراسة القضاء الشرعي، وبالفعل ذهب الشيخ طه الفشني إلى القاهرة للالتحاق بمدرسة القضاء الشرعي، إلا أن ثورة ‏19‏ كانت مشتعلة‏، والأحداث حالت دون استقراره في القاهرة، فعاد مرة أخرى إلى بلده الفشن، وإن كان اختار طريقه فذهب يحيي السهرات في المآتم كقارئ للقرآن في بلدته والقرى المجاورة له‏.‏

5- التحق بالأزهر الشريف بغرض أن يتعلم فنون القراءات، وحصل على إجازة علم القراءات على يد الشيخ عبد الحميد السحار وأتقن علوم التجويد.

دعاء لقضاء الحوائج لا يُرد في الثلث الأخير .. ردده وقت الاستجابةدعاء في الطقس البارد والرياح.. اللهم نسألك الستر والعافية

5- أقام الفشني بحي الحسين، وكان قريباً منه في السكن الشيخ على محمود، ملك التواشيح الدينية، وكان للشيخ على محمود فرقة تواشيح خاصة، فعرض على الشيخ طه الفشني أن ينضم لبطانته‏.‏

7-تعلم الشيخ طه الفشني الطرب، خاصة أن الشيخ على محمود يعد مدرسة الطرب المصري، فعلى يديه تعلم محمد عبد الوهاب الموسيقى، وعلى يديه أيضا دخل الشيخ طه الفشني فن التواشيح والمديح، وكان زميل الشيخ طه الفشني في فرقة الشيخ على محمود الملحن زكريا أحمد‏.‏

8- دخوله الإذاعة: في إحدى الليالي بحي الحسين عام‏ 1937‏، كان في حفلة ضخمة وكان يحضرها سعيد باشا لطفي، رئيس الإذاعة المصرية، وكانت هناك علاقة خاصة تجمع بين الشيخ على محمود والشيخ طه الفشني لأنه يعتبره تلميذه وامتدادا له، وأعطى الشيخ على محمود الفرصة للشيخ طه الفشني أن يقرأ أمام رئيس الإذاعة، وأعطى الشيخ على محمود مقعده للشيخ طه وبدأ يقرأ القرآن.

9-في يوم تجلٍ للشيخ طه وغرد فيه بشكل غير طبيعي لدرجة أبهرت سعيد باشا لطفي، رئيس الإذاعة، وبعد أن أنهى الشيخ طه القراءة استدعاه رئيس الإذاعة وقال له: "يا شيخ طه بكره لازم تكون عندنا في الإذاعة المصرية‏، وصوتك لازم يأخذ فرصته ويستمع له الناس في كل بر مصر"، وفي اليوم التالي ذهب الشيخ طه الفشني للإذاعة وأجرى اختبارا والتحق بالإذاعة المصرية سنة ‏37‏، وقدرت لجنة الاستماع صوته بأنه قارئ من الدرجة الأولى الممتازة، وكان مخصصا له قراءة ساعة إلا ربع في المساء في الإذاعة المصرية‏.

10- قارئ أمام الملك: كانت الإذاعة بمثابة محطة مهمة للشيخ طه الفشني، لأن اسمه انتشر في كل مكان في بر مصر، بعدها بفترة حانت له فرصة أن يلازم الشيخ مصطفى إسماعيل في السهرة الرمضانية في السرايا الملكية عند الملك فاروق.

11- علم من أعلام الإنشاد:رغم أن نجم الشيخ طه الفشني لمع في عالم تلاوة القرآن لكنه استمر كمنشد ديني، وحانت له الفرصة عندما مرض الشيخ على محمود، وكانت هناك مناسبة كل شهر هجري تنظم فيها الإذاعة حفل إنشاد دينيا، وطلبت منه الإذاعة أن يحل محل شيخه على محمود، ولكنه رفض أن يقبل طلب الإذاعة إلا بعد موافقة الشيخ على، وذهب إليه فقال له الشيخ: "اذهب يا طه يا ابني اقرأ أنت خليفتي"، وأذيعت الحفلة وازدادت شهرة طه الفشني في فن الإنشاد الديني، ما دعاه لأن ينشئ فرقة خاصة به للإنشاد الديني عام ‏1942‏ مع استمرار عمله كمقرئ‏.‏

12- قارئ قصر عابدين: بعد التحاقه بالإذاعة المصرية، كان يذاع للشيخ الفشني أسبوعيًّا في المساء يومي السبت والأربعاء تلاوته على الهواء مباشرة مدة كل تلاوة 40 دقيقة، وظل الشيخ طه الفشني منذ عام 1943 وحتى قيام ثورة 1952 يقرأ القرآن الكريم بقصري عابدين بالقاهرة ورأس التين بالإسكندرية لمدة 9 سنوات، ويستمع الملك فاروق إلى تلاوته التي تمتد إلى 45 دقيقة، فضلًا عن الدعوة الملكية للشيخ طه الفشني لتناول طعام الإفطار على المائدة الملكية في شهر رمضان كل عام.

13- حاصد أوسمة الرؤساء: ظل المبتهل الشيخ الفشني القارئ المفضل للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي أهداه طبقًا من الفضة الخالصة ممهورًا بتوقيعه، ومن بعده الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وفي عام 1991، كرمته الدولة بمنح اسمه نوط الامتياز من الطبقة الأولى، وأطلق اسمه على أحد الشوارع الرئيسية بمدينة نصر بجوار مدرسة ابن الأرقم.

14- الشيخ طه الفشني كان خير سفير لمصر في البلدان العربية والإسلامية التي زارها مبعوثا أو مدعوا، كما كرمه زعماء ورؤساء وملوك دول السعودية وباكستان وتركيا وماليزيا وتونس والمغرب وليبيا والسودان وسوريا.

15-قال عنه المتخصصون في فن التلاوة وعلم الصوتيات إن الشيخ طه الفشني وهبه الله سبحانه وتعالي صوتاً ملائكياً عذباً ومقامات صوتية تعدت نحو17 مقاماً صوتياً يتنقل من بينها في سلاسة واقتدار لا مثيل له، فضلا عن تمتعه بطول نفس وعلمه الكبير بعلم الموسيقى العربية ومقاماتها.

16- وفي يوم الجمعة العاشر من ديسمبر عام 1971، رحل عن دنيانا الشيخ طه الفشني بعد أن ترك تراثاً ضخماً وكنزاً من التلاوات القرآنية النادرة والتواشيح والابتهالات الدينية ليستمتع بها محبوه وتلاميذه في كل دول العالم الإسلامي، حيث قضى عمره كله في خدمة القرآن الكريم وأهله.

طباعة شارك الشيخ طه الفشني ذكرى وفاة طه الفشني طه الفشني

مقالات مشابهة

  • في ذكرى وفاة طه الفشني.. اكتشفه ناظر مدرسة وكرمه عبد الناصر والسادات
  • في ذكرى رحيل محمود القلعاوي.. فنان منح الكوميديا بريقا خاصا
  • الأزهر للفتوى يحيي ذكرى وفاة الشيخ عطية صقر
  • الموسيقى المصرية تسجل حضورًا مميزًا في انطلاق فعاليات مهرجان الأوبرا العربية بالدوحة
  • ذكرى رحيل يحيى حقي .. أيقونة الأدب العربي التي لا تغيب
  • ذكرى رحيل يحيي حقي.. أيقونة الأدب العربي وصاحب البصمة الأعمق في مسيرة القصة والرواية والمقال
  • "الأوبرا تُعيد وهج الزمن الجميل: ليلة «كلثوميات» تُشعل مسرح معهد الموسيقى العربية في وداع عام 2025"
  • رحيل مفاجئ للإعلامي السوداني محمد محمود حسكا بالقاهرة
  • بحضور دولي ورسمي.. دير سانت كاترين يحيي ذكرى القديسة كاترينا بقداس مهيب
  • الأربعاء.. بيت السناري ينظم ندوة لإحياء ذكرى رحيل الشيخ طه الفشني