أطلقت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، أولى فعاليات الورشة التدريبية "ابدأ حلمك" المختصة بالدراسات السينمائية الحرة بقصر ثقافة بورسعيد، ضمن برامج وزارة الثقافة.

محاضرات الدراسات الثقافية

تضمن اليوم الأول محاضرة بعنوان "مبادئ الفيلم التسجيلي" تناول خلالها المخرج عصام حلمي مفهوم الفيلم التسجيلي موضحا أنه يعتمد على رصد الواقع من خلال طرح موضوع جديد بوجهة نظر مختلفة وزاوية غير تقليدية.

كما قام بتعريف المتدربين بقواعد صناعة الفيلم التسجيلي ومراحله بدءا من اختيار الفكرة وحتى مرحلتي المونتاج والإخراج.

وخلال المحاضرة الثانية الخاصة بمبادئ التصوير السينمائي تناول خلالها مدير التصوير زايد نايف قواعد التصوير السينمائي وأساليب الإضاءة المختلفة باستخدام معدات متنوعة وإضاءة احترافية.مؤكدا في ختام حديثه ضرورة التقاط مجموعة من اللقطات خلال تسجيل الحدث لتقديم عمل في تسلسل وتناغم.

أعقب ذلك عرض فيلم تسجيلي بعنوان "السيرك" لمناقشه أساليب التصوير والإخراج مع المتدربين.

موعد ختام قصور الثقافة 

وتقدم هيئة قصور الثقافة الورشة مجانا للرواد، بإشراف إقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة أمل عبد الله، من خلال فرع ثقافة بورسعيد برئاسة د. جيهان الملكي.

ومن المقرر أن تستمر حتى يوم الاثنين المقبل، وذلك بالتعاون مع إدارة الثقافة السينمائية، وضمن برنامج الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، المعد في ضوء الاهتمام بنشر الثقافة السينمائية من خلال الاستعانة بأكاديميين ومتخصصين في هذا المجال.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قصور الثقافة وزارة الثقافة هيئة قصور الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة

إقرأ أيضاً:

4: قراءة الفيلم

قراءة الفيلم تعني ببساطة الوعي بجماليات الفيلم، أعني: القدرة على إدراك المفردات أو العناصر التي تشكل جماليات الفيلم. هذه القدرة- كما في سائر الفنون- تتطلب امتلاك المتلقي مهارات خاصة في الإدراك الجمالي تتعلق بالخبرة الجمالية بالسينما، فضلًا عن مهارات الإدراك والخبرة الجمالية بوجه عام التي ينبغي أن تتوافر لدى كل متلق: فالحقيقة أن مَن يحسن قراءة فن ما من الفنون (كاللوحة على سبيل المثال) هو شخص يكون مؤهلًا أيضًا لقراءة الفنون الأخرى. ولكن ما نريد أن نتوقف عنده في هذا المقال هو الكشف عن تلك المهارات الخاصة التي تكون مطلوبة لإدراك جماليات الفيلم:

بوسعنا القول إن فن السينما هو فن جامع، أعني أنه يستلهم الأساليب الجمالية للفنون الأخرى التي وصل إليها الفن في عصرنا عبر أكثر من قرن من الزمان؛ وكأن فن السينما يستعيد الدور التاريخي لنشأة الفنون في عصر القدماء، حينما كان يمثل المسرح الفن الجامع في عصره، فهو يجمع بين الشعر والتمثيل والموسيقى والرقص؛ ولهذا سُمي المسرح «أبو الفنون»، بينما أُطلِق على السينما اسم «الفن السابع»، باعتباره الفن الأخير في سلسلة الفنون الجميلة الكبرى المعروفة. ولكن هذا الفن قد تطور عبر قرن من الزمان تطورا مذهلًا من حيث الأساليب الفنية في التعبير؛ نظرًا للتطور المذهل في تقنيات الكاميرا وإمكانيات التصوير.

لقد أصبحت الصورة السينمائية بالتدريج مناط التكوين الجمالي المهيمن على هذا الفن. وهذا ما ينبغي أن يفطن إليه قارئ الفيلم. وليس معنى ذلك أن الحوار في الفيلم تكون له أهمية ثانوية: فالحقيقة أن الحوار تكون له قيمة جمالية كبرى، خاصة في تلك الأفلام التي يكون الحوار فيها من إبداع كاتب سيناريو أو مستمدًا من نص أدبي لأديب عظيم. ولكننا نتعلم ونكتشف دائما أن الأعمال السينمائية الكبرى هي تلك التي تسيطر فيها الصورة السينمائية على الحوار وعلى المشهد برمته.

ما شكل خبرتي الجمالية بفن السينما منذ فترة مبكرة هو حضوري العروض السينمائية الأسبوعية التي تقيمها مراكز الثقافة الفرنسية في البلدان العربية التي أقمت فيها حينًا من الزمان. كنت ألاحظ أن الأفلام الفرنسية التي تُعرَض، يقل فيها الحوار بصورة ملحوظة، وكأن المخرج يريد أن يجبرنا على قراءة الفيلم وفهم دلالاته الجمالية من خلال الصورة السينمائية أولًا (تمامًا مثلما أن الفنان التجريدي يريد أن يجبرنا على تأمل اللوحة من خلال الخطوط والألوان والتكوينات). وأذكر أنني شاهدت فيلمًا- لا أذكر اسمه- مستمدا من نص للفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر: لم يَرِد الحوار في الفيلم إلا قرب نهايته في صورة مقتضبة، وكأن المخرج يريد أن يقول لنا إن كل ما يمكن قوله قد قالته الصورة السينمائية بوضوح أكبر وأكثر تعبيرًا. وربما تذكرنا العلاقة بين الصورة السينمائية والكلمات أو النص الحواري بالعلاقة- التي سبق أن تناولناها في مقالنا عن قراءة الموسيقى- بالعلاقة بين الموسيقى والكلمات كما في الأغنية والأوبرا وغير ذلك: فالأعمال العظمى من هذا النوع هي تلك التي تكون فيها الموسيقى قادرة على أن تُعزَف وحدها بشكل مستقل عن الكلمات، وأن تنال مع ذلك إعجابنا ومتعتنا بها.

وفي ضوء هذا الأمر نفسه يمكننا المقارنة بين السينما الأمريكية والسينما الأوروبية: فالأفلام الأمريكية - باستثناءات قليلة - لا تقوم على جماليات الصورة السينمائية كما هو الحال في السينما الأوروبية عموما، وإنما تقوم على إبهار الأحداث المتلاحقة المشوِّقة، وعلى إبهار الصورة التي تستخدم تقنيات متقدمة؛ ولذلك نجد أن هذا النوع من السينما يحقق نجاحًا في التسويق التجاري للأفلام التي تتعلق بالحروب والأحداث التاريخية الجسام، والتي تتطلب ميزانيات ضخمة؛ بينما حظ هذه السينما قليل في الأفلام التي تتعلق بتناول خبرات العالم المعيش كما تتبدى في حياة الناس، وهي غالبًا لا تتناول أحداث الناس العاديين، وإنما تتناول حياة الأبطال في الحروب والحياة، وغالبًا ما يتمثل هذا البطل (أو الأبطال) في صورة الأمريكي المنتصر على الدوام.

وما ينبغي أن يلتفت إليه أيضًا قارئ الفيلم هو العلاقة بين الصورة والصوت في الفيلم. والصوت هنا يتبدى -في بعض منه- من خلال مواءمة الصورة والأداء التمثيلي لفعل الكلام؛ ولهذا السبب نفسه، فإننا لا نستمتع بالأفلام المدبلجة، خاصة تلك التي يتم دبلجتها بشكل رديء. غير أن علاقة الصورة بالصوت تتبدى على نحو آخر من خلال علاقة الصورة السينمائية بموسيقى الفيلم.

وهذا ينقلنا إلى التأكيد على أهمية المونتاج الذي ربما يكون أهم العناصر الجمالية في الصورة السينمائية. والمونتاج ببساطة هو فن تقطيع ووصل اللقطات والمشاهد السينمائية، وهذا فن عميق دقيق في صناعة الصورة السينمائية، وله دور كبير مع الأدوات الفنية الأخرى في تحديد دخول الصوت على الصورة؛ وهذا يتبدى بوضوح في عملية دخول مقاطع من الموسيقى التصويرية في توقيت بعينه لمشاهد معينة، كما أنه يتبدى أيضًا في تقطيع لقطات المشهد، ليشغل كل منها زمنا معينا. وفي هذا الصدد يقول أحد علماء جماليات السينما: «حينما تشاهد فيلمًا ما، حاول أن تخمن اللحظة التي ينبغي أن تنتهي فيها اللقطة السينمائية إما بتغيير كادر التصوير أو الزاوية أو المجال». ويزداد الأمر تعقيدا، ومن ثم يزداد جمالًا، حينما يحدث هذا المونتاج على مستوى الصورة والصوت في الوقت ذاته.

د. سعيد توفيق أستاذ علم الجمال والفلسفة المعاصرة بجامعة القاهرة

مقالات مشابهة

  • فعاليات متنوعة للأطفال بالمكتبة المتنقلة ضمن أنشطة قصور الثقافة ببشاير الخير
  • قصور الثقافة تقدم العرض المسرحي "مركب بلا صياد" بالفيوم 
  • بعروض الإسماعيلية.. قصور الثقافة تختتم مشاركتها بالمهرجان الدولي للطبول
  • قصور الثقافة تختتم مشاركتها بالمهرجان الدولي للطبول (صور)
  • حياة كريمة.. قرية البرج القديم بالإسكندرية تستقبل قوافل قصور الثقافة والمسرح المتنقل
  • قصور الثقافة تختتم عروض الموسم المسرحي بمحافظات شرق الدلتا
  • 4: قراءة الفيلم
  • في الأجندة الأسبوعية لقصور الثقافة.. عروض مسرح الطفل تجوب المحافظات واحتفالات متنوعة باليوم العالمي للبيئة
  • الأجندة الأسبوعية لقصور الثقافة.. عروض مسرح الطفل تجوب المحافظات
  • مهرجان جمعية الفيلم، تحت شعار تحيا المقاومة.. لتحيا فلسطين