وكانت لحظة توقيع الوثيقة الدستورية، لحظة كاشفة لكل القيم التي كانت تحكم الفعل السياسي، فبدلاً من الإنطلاق نحو قيم سامية، تضع آمال الناس وتطلعاتهم، وتعلي من قيمة الدولة وحاكمية القانون و الإتجاه نحو تأسيس عَقد إجتماعي واسع.
إنطلقت القوى السياسية التي نصبت نفسها جسم دستوري برعونة في تحطيم كل أمل كان يضعه الناس حينها على الفترة الإنتقالية، سواء من عارض النظام من داخله، أو من كان يرجو أن ينجلي غبار المعركة ويعود لداره.
ولم تكتفي بتحطيم الدولة بغباء بل ساعدت الأذرع الخارجية في تجريب الوصفات وإعداد الخطط من أجل تغيير وجه السودان دولة ومجتمع بلا أي شرعية أو حق دستوري.
قد تأتي اللحظة مرة أخرى أمامنا ونوضع في محك كهذا، ولكن تعلمنا الدروس منذ 2014، حينما كانت الفرصة مناسبة لتجاوز كل ذاك الحطام، لذلك إن معركتنا التي نرقبها الآن تقف على ضرورة الضبط وحس المسؤولية السياسية التي لا ترى السودان في شروطه الحالية وإنما شروط المستقبل، فهي معركة من أجل الدولة و المستقبل.
مستند فيها على إرثنا الوطني وقيمنا الإجتماعية التي تجعل من السودان دياراً للسودانيين، ولكنها لن تسمح أن تأخذ غاصب حقه أو يحكم السودان بأمر خارجي، فنحن لسنا بأمة عاجزة أو مواطنون بلا أرض وإنما لنا في السودان نيله و أرضه وخيره.
والذين يعتدون بالخارج من أجل أن يأتوا على ظهورنا ليتعلموا الدرس فإن سماحة السوداني في أن يتقاسم الماء و الشراب مع جاره، يقابلها أيضاً غضب و مقاومة لكل إجبار (حقارة).
ولكل من يلتف و يتلون، فالسياسة هي حس المسؤولية و كشف للنفس، من كان يريد سلطان أو عزة بغير عمل أو يحاول أن يعمل (سمسار) مواقف فإنه منذ بداية هذه الحرب كانت أولوية لتركيب الموقف إن كانت هناك قدرة معرفية، ومن كان أفقه و ذكاءه لا يسعفه كان أولى أن يسعفه صمت الموقف و الاعتزال.
ومن تقدم بموقفه ليتحمل نتيجته فإن الرجوع بلا توضيح هو إخفاق وجبن فخير للناس من تمسك بموقفه ودفع ضريبة حديثه عسى التاريخ و القيم أن تسمح له بعد أن يتحقق شرط العدل في الأرض وينال كل ذو حق حقه.
حسان الناصر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
خارجية النواب: 30 يونيو كانت لحظة فارقة وحاسمة في تاريخ الوطن
وصفت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، عضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، ثورة 30 يونيو بأنها كانت لحظة فارقة وحاسمة في تاريخ الشعب والدولة المصرية.
وقالت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، في بيان صحفي، بمناسبة ذكري مرور 12 عاماً علي ثورة 30 يونيو، أن هذه الثورة المجيدة هي ميلاد جديد للدولة المصرية الوطنية الحديثة.
وأشارت عضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، إلي أن الشعب المصري العريق كان حجز الزواية في ثورة 30 يونيو التي حررت الدولة من براثن الإخوان الإرهابية.
استعادة مؤسسات الدولة.
وأوضح النائبة هناء أنيس رزق الله، أن القيادة السياسية نجحت في استعادة الدولة ومؤسساتها من الجماعة الإرهابية، لافتة الي أن الدولة المصرية عقب مرور 12 عاماً علي ثورة 30 يونيو شهدت انجازات عريقة ومتعددة لم تشهدها الدولة قبل ذلك.
وأردفت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن الفترة الماضية منذ ثورة 30 يونيو وحتي هذه اللحظة شهدت مصر مشاريع قومية ضخمة ومختلفة في كافة المحافظات، منوهة الي أن تلك المشاريع العملاقة وضعت مصر علي خارطة طريق المستقبل وبناء الجمهورية الجديدة.
ووصفت عضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، أن ثورة 30 يونيو كان تعبيراً صادقاً عن إرادة الشعب المصري الذي خرج في كافة الميادين المصرية لرفض حكم جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدة، أن الشعب المصري العظيم رفض اختطاف الدولة المصرية ومؤسساتها علي يد الجماعة الارهابية، متابعة، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لبي نداء الشعب المصري وتحمل المسؤلية وذلك في أدق اللحظات الصعبة التي تمر بها البلاد.
المشروعات العملاقة في مصر
ونوهت الي أن ما تحقق خلال الـ12 عامًا الماضية في مصر لا يمكن اختزاله في أرقام أو مشروعات فقط بل يعكس واقعًا أعمق من مجرد الإنجازات المادية منوهة أن ما تحقق في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يحدث من قبل ويشمل أبعادًا متعددة تتعلق بالهوية الوطنية، والاستقرار السياسي، والتحولات الاجتماعية، والشعور العام بالثقة في الدولة والقيادة السياسية، مؤكدة أن الدولة استعادت مؤسساتها بشكل كامل وأصبح هناك حضور قوي لمؤسسات الدولة على كافة المستويات.
مصر نجحت في الحفاظ علي أمنها الداخلي والخارجي
وأوضحت أنه في ظل إقليم مليء بالصراعات، استطاعت مصر الحفاظ على أمنها الداخلي بشكل كبير، ما ساعد على جذب استثمارات وعودة النشاط الاقتصادي والسياحي تدريجيًا كما شهدت السنوات الماضية حملات إعلامية وثقافية تعزز من الانتماء الوطني، وتسليط الضوء على الهوية المصرية التاريخية والحضارية، ما ساهم في بناء حالة من الوعي الجمعي.
تشييد مشروعات قومية كبيرة
وفي سياق متصل شددت علي أن الدولة المصرية استطاعت تشييد مشروعات قومية كبيرة وعلي رأسها العاصمة الإدارية الجديدة تطوير شبكة الطرق، بالإضافة الي توسيع الرقعة الزراعية في العديد من المحافظات واستصلاح الأراضي الزراعية بصورة كبيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وفيما يخص العلاقات الخارجية أردفت قائلة: أن مصر استعادت دورها كفاعل محوري في ملفات إقليمية مهمة مثل القضية الفلسطينية، وأمن البحر الأحمر، وقضايا المياه والطاقة في أفريقيا.