زهرة العاصمة تشهد انطلاق الليلة الثانية لليالي رمضان الثقافية والفنية
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
وسط حضور جماهيري كبير، شهدت زهرة العاصمة الإدارية الجديدة، انطلاق الليلة الثانية من فعاليات برنامج "أهلًا رمضان"، والذي تُنظمه وزارة الثقافة، بالعاصمة الإدارية للمرة الأولى، بهدف تقديم الخدمات الثقافية للمنتقلين والعاملين والمقيمين بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأُسرهم، خاصة الأطفال والنشء والشباب، من خلال عدد من الليالي الرمضانية، التي يُقدمها المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمي، ممثلا في الإدارة المركزية للمركز القومي لثقافة الطفل، برئاسة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف.
انطلقت فعاليات الليلة الثانية من برنامج "أهلًا رمضان"، أمس السبت ١٣ رمضان، في الثامنة والنصف مساءً، بالملعب الثلاثي بزهرة العاصمة، ويتناول البرنامج مجموعة من الفقرات المتنوعة، تُقام أيام السبت خلال شهر رمضان، وفي الجمعة الأخيرة منه، وتتضمن مجموعة من ورش الفنون التشكيلية المتنوعة، منها ورشة فانوس رمضان بالفوم، ورشة طباعة، ورشة أورجامي، ورشة تيجان، ورشة دبابة ورقية، ورشة رسم على الوجه، ورشة مجسمات ورقية.
كما تم تقديم العديد من العروض الفنية والمسابقات منها مسابقات ثقافية، وعروض السيرك القومي، وعرض الأراجوز أ. سمية حسن والملاغي أ. محمد عادل، واختتمت الفعاليات بعرض غنائي لفريق كورال سلام بقيادة المايسترو وائل عوض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: زهرة العاصمة ليالي رمضان الثقافية والفنية أهل ا رمضان ورش الفنون التشكيلية
إقرأ أيضاً:
محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية
في خطوة مهمة تعكس روح الشفافية والمسؤولية المجتمعية، أطلقت وزارة الثقافة مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" وهي منصة رقمية تتيح للمواطنين توجيه أسئلتهم ومقترحاتهم مباشرة إلى الوزير والحصول على إجابات واضحة في نهاية كل شهر.
قد تبدو الخطوة بسيطة في ظاهرها لكنها في جوهرها تحمل معاني عميقة تتجاوز قطاع الثقافة لتصل إلى جوهر علاقة المواطن بالحكومة .
هذه المبادرة ليست مجرد وسيلة تواصل بل هي ممارسة إدارية حقيقية تعيد تعريف مفهوم الخدمة العامة من كونها علاقة عمودية إلى علاقة أفقية تقوم على الحوار والمساءلة والشفافية.
والمثير للتساؤل هنا: لماذا لا تطبق هذه المبادرة في سائر الوزارات؟
فقد اعتدنا في الإدارات الحكومية سواء وزارات او محليات على نهج أحادي الاتجاه، الوزارة تقرر وتخاطب الجمهور، بينما تبقى أصوات المواطنين وملاحظاتهم وتطلعاتهم في الزاوية. لكن فكرة هذه المنصة تقلب المعادلة. فحين يسأل المواطن ويجاب عليه يشعر أنه شريك لا متلق فقط، وأن صوته ضرورة لاكتمال الخدمة الحكومية .
والأهم أن هذا النوع من التفاعل يخلق سجلا عاما من القضايا المطروحة، ويساعد على رسم خريطة اهتمام الناس وتحديد أولويات السياسات من منظور القاعدة لا القمة.
لكن السؤال .. لماذا وزارة الثقافة تحديدا؟
ربما لأن وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو يدرك أن الثقافة لا تبنى بقرارات فوقية أو فعاليات نخبوية فحسب بل تنمو حين يشعر الناس أنهم جزء من المشهد الثقافي.
والحقيقة أن هذه الرؤية تواكب متطلبات "العدالة الثقافية" التي تقتضي توزيعا عادلا للفرص والموارد والخدمات واستماعا حقيقيا لتجارب المواطنين في المدن والمراكز والنجوع والقرى لا فقط في العواصم.
وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال آخر .. ماذا لو طبقت هذه المبادرة في وزارات أخرى؟
تخيل لو طبقت وزارات مثل التعليم والصحة والنقل والزراعة مبادرة مشابهة. ما النتيجة لو استمعت وزارة التربية والتعليم إلى أسئلة أولياء الأمور؟ أو فتحت وزارة النقل باب الحوار بشأن الطرق ووسائل المواصلات العامة؟
سنكون أمام تحول جذري في علاقة المواطن بالدولة، من مواطن يتلقى الخدمة إلى مواطن يشارك في صياغتها ، ومن بيروقراطية منفصلة عن الناس إلى منظومة تصغي وتستجيب وتتطور .
قد يقال إن بعض الوزارات تواجه ملفات أكثر تعقيدا و أن الأمور لا تسمح بمثل هذا الانفتاح. لكن الواقع أن التحدي الحقيقي ليس في التقنيات بل في الإرادة الإدارية. وزارة الثقافة أثبتت أن الإرادة وحدها كفيلة بفتح الأبواب وأن بناء الجسور مع الناس لا يتطلب ميزانيات ضخمة بل نوايا صادقة.
مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" ليست حدثا عابرا بل دعوة لنموذج جديد للإدارة يقوم على المشاركة والشفافية. نتمنى لها النجاح وان تحقق أهدافها نحو التواصل الفعال مع الجمهور .
فمن يريد النجاح يدرك جيدا أن التواصل مع الناس ليس عبئا بل فرصة لتنمية حقيقية وتحسين الخدمة، فالادارة الرشيدة تقاس بقدرتها على الاستماع لا على إصدار البيانات فقط .