على الجانب الآخر من هجوم "كروكوس" الإرهابي ومنفذيه سجل أشخاص أسماءهم بأحرف من ذهب بشجاعتهم ومواقفهم الإنسانية.. بعضهم وثقته عدسات الكاميرات وآخرون تكتم عليه ركام الجريمة الأسود.

إقرأ المزيد الأمن الروسي يتعرف على الجهة المدبرة لهجوم "كروكوس"

وفي الوقت الذي كان فيه الإرهابيون يقتلون ويضرمون النيران في أجساد الأحياء والقتلى من الأطفال والكبار، تمكن أحد الرجال تزامن وجوده أثناء الهجوم الإرهابي من تحييد أحد المهاجمين المسلحين مستغلا الثواني القليلة التي كان فيها الإرهابي يقوم بتلقيم سلاحه مجددا.

وقام الرجل بدفع زوجته بعيدا لدرء الخطر الذي قد تتعرض له، وركض مسرعا نحو الإرهابي، وأمسك ببندقيته الرشاشة، وأنزله إلى الأرض وبدأ في ضربه على رأسه مانعا بذلك سقوط المزيد من الضحايا.

إقرأ المزيد "رويترز": اثنان من منفذي هجوم "كروكوس" وصلا إلى موسكو في رحلة واحدة

وليس ما فعله الشاب مكسيم وهو على كرسيه المتحرك، بأقل إنسانية من سابقه، وهو الذي افتدى صديقته بحياته وأنقذها من رصاص الإرهابيين بعدما أسقط جسده الضعيف على جسد صديقته لأن الشلل منعه من الوقوف، وقام بحمايتها من الموت، ولا يزال البحث جاريا عن جثة هذا الشاب تحت الركام.

كذلك سجلت الكاميرات الفتى اليافع إسلام ذو الـ15 ربيعا الذي يعمل بدوام جزئي في المسرح، تمكن من اقتياد أكثر من 100 شخص إلى خارج المبنى أثناء وقوع الهجوم وقام بتوجيههم إلى مخرج الموظفين وأصبحوا في الخارج آمنين.

وإلى جانب إسلام أيضا كان صديقه أرتيوم البالغ من العمر 14 عاما، وهما زميلان في الصف المدرسي ويعملان في نفس المركز، يروي كيف ساعد في إجلاء الناس بشجاعة عبر توجيههم إلى مخرج الطوارئ من مبنى "كروكوس سيتي" أثناء وقوع الهجوم الإرهابي.

وقد تكشف الأيام المقبلة مواقف مشرقة أخرى في خضم هذا المشهد البشع واللحظات القاسية التي عاشها شهود الهجوم الإرهابي في مركز كروكوس بضواحي موسكو.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: اطفال الإرهاب تطرف موسكو نساء هجوم كروكوس الإرهابي وفيات

إقرأ أيضاً:

السلطات السورية تُعلن توقيف خمسة أشخاص وتكشف خلفية منفّذ هجوم تدمر

أعلنت السلطات السورية توقيف خمسة أشخاص على خلفية الهجوم الذي استهدف اجتماعًا أمنيًا مشتركًا قرب مدينة تدمر، وأسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين، في خطوة قالت إنها تأتي ضمن التحقيقات الجارية لكشف ملابسات الهجوم وتفكيك الشبكات المرتبطة به في المنطقة.

نقلت وكالة أسوشيتد برس، اليوم الأحد، عن مسؤول سوري أن منفّذ الهجوم كان قد التحق بقوات الأمن الداخلي السورية قبل نحو شهرين، وعمل حارسًا في إحدى القواعد، قبل أن يُعاد تكليفه مؤخرًا على خلفية شكوك أمنية بإمكان ارتباطه بتنظيم "داعش".

ووقع الهجوم، السبت، في البادية السورية قرب مدينة تدمر الأثرية، وأدى إلى مقتل عنصرين من القوات الأمريكية ومدني أمريكي واحد، إضافة إلى إصابة ثلاثة أمريكيين آخرين. كما أُصيب ثلاثة من عناصر قوات الأمن السورية خلال الاشتباك مع المهاجم، بحسب ما أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا.

وأوضح البابا أن السلطات السورية الجديدة واجهت نقصًا كبيرًا في الكوادر الأمنية، ما دفعها إلى التجنيد السريع عقب التقدّم غير المتوقع الذي حققته فصائل المعارضة العام الماضي، حين انطلقت العملية باتجاه مدينة حلب شمالًا قبل أن تنتهي بالإطاحة بحكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقال: "لم نكن نتوقع أن نسيطر على كامل سوريا خلال 11 يومًا، وهو ما حمّلنا مسؤوليات ضخمة أمنيًا وإداريًا". وأضاف أن المهاجم كان واحدًا من نحو خمسة آلاف عنصر جرى ضمّهم إلى فرقة جديدة في قوات الأمن الداخلي شُكّلت في منطقة البادية، وهي منطقة ما زالت تشهد تحركات لخلايا تنظيم داعش.

القوات الأمريكية تقوم بدوريات في حقول النفط بسوريا، في 28 أكتوبر 2019. Baderkhan Ahmad/AP الاشتباه والمراقبة

أشار البابا إلى أن قيادة قوات الأمن الداخلي كانت قد بدأت مؤخرًا بالاشتباه بوجود عنصر يسرّب معلومات إلى تنظيم داعش، ما دفعها إلى إطلاق عملية تقييم داخلية للعناصر المنتشرين في منطقة البادية. ولفت إلى أن التحقيقات أثارت، الأسبوع الماضي، شكوكًا حول الرجل الذي نفّذ الهجوم لاحقًا، إلا أن القرار كان الإبقاء عليه تحت المراقبة لفترة قصيرة، بهدف التحقق من طبيعة ارتباطه المحتمل بالتنظيم وتحديد الشبكة التي قد يكون على تواصل معها، من دون الكشف عن هويته.

وفي إطار ما وُصف بإجراء احترازي، جرى تكليف الرجل بحراسة معدات داخل القاعدة، في موقع بعيد عن القيادة وعن أي دوريات تابعة لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. غير أن المهاجم، بحسب البابا، اقتحم يوم السبت اجتماعًا ضم مسؤولين أمنيين أمريكيين وسوريين كانوا يتناولون الغداء، وفتح النار بعد اشتباك مع الحراس السوريين، قبل أن يُصاب برصاص أدى إلى مقتله في المكان.

وأقرّ المتحدث باسم وزارة الداخلية بأن الحادثة شكّلت "خرقًا أمنيًا كبيرًا"، لكنه شدد على أن أداء قوات الأمن خلال العام الذي تلا سقوط الأسد تخللته "نجاحات تفوق الإخفاقات". وأضاف أن الجيش السوري وقوات الأمن الداخلي نفّذا، عقب الهجوم، حملات تمشيط واسعة في البادية، أسفرت عن تفكيك عدد من الخلايا المشتبه بانتمائها لتنظيم داعش.

Related ترحيب في دمشق.. كندا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهابنجل مفتي سوريا السابق يكشف تفاصيل اعتقال والده.. ماحقيقة إعدامه؟سوريا وفرنسا تطلبان من لبنان اعتقال مدير المخابرات الجوية السابق.. ماذا نعرف عن جميل حسن؟ واشنطن تؤكد دعمها لدمشق

أعلنت وزارة الخارجية السورية أن وزير الخارجية أسعد الشيباني أجرى اتصالًا هاتفيًا بنظيره الأمريكي ماركو روبيو، جرى خلاله تبادل التعازي في حادثة تدمر.

وخلال الاتصال، نقل الشيباني تعازي اوالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معربًا عن أسفه الشديد لما وصفه بـ”المأساة”، ومعتبرًا أن الهجوم يشكّل تحديًا جديدًا في إطار جهود مكافحة الإرهاب.

وأفادت الخارجية السورية بأن الجانبين أكدا أن العملية التي وقعت في تدمر تمثّل محاولة لزعزعة العلاقة السورية الأمريكية، في توقيت حساس تشهده هذه العلاقة.

كما نقلت عن روبيو تأكيده استمرار دعم واشنطن للحكومة السورية في مختلف المجالات، بما في ذلك "مكافحة الإرهاب"، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون الثنائي لمواجهة التهديدات المشتركة.

تقارب سياسي بعد سقوط الأسد

يأتي هذا التطور في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة نشر مئات الجنود الأمريكيين في شرق سوريا ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ويُقدَّر عددهم بنحو 900 جندي. وقبل الإطاحة بنظام الأسد، لم تكن هناك علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق، كما لم يكن هناك تنسيق مباشر بين الجيشين، إذ كانت قوات سوريا الديمقراطية الشريك الرئيسي للولايات المتحدة.

غير أن هذا الواقع تغيّر خلال العام الماضي، مع تحسّن العلاقات بين إدارة ترامب والشرع. وفي نوفمبر، أجرى الشرع زيارة إلى واشنطن، هي الأولى لرئيس سوري منذ استقلال البلاد عام 1946، أعلنت خلالها سوريا انضمامها إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش إلى جانب 89 دولة أخرى.

Related وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الشرطة بتنظيم "داعش""انتقام خطير جداً": ترامب يهدد داعش بعد مقتل 3 أمريكيين في كمين بسوريابراك يكشف "خارطة الطريق" بعد اجتماع ترامب والشرع: تعهّد بمواجهة داعش وفيلق القدس وحماس وحزب الله

وعقب الهجوم، توعّد ترامب بـ"انتقام خطير"، معتبرًا في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أن الهجوم استهدف الولايات المتحدة وسوريا في آن، في منطقة وصفها بأنها شديدة الخطورة ولا تخضع للسيطرة الكاملة. كما أشار إلى أن الشرع كان "غاضبًا ومنزعجًا للغاية" من الهجوم.

وفيما تعهّد مسؤولون أمريكيون بالرد على التنظيم، رأى منتقدو السلطات السورية الجديدة أن حادثة تدمر تكشف حجم التحديات الأمنية القائمة، وتطرح تساؤلات جدية حول قدرة الأجهزة الجديدة على منع اختراقاتها في مرحلة سياسية وأمنية بالغة التعقيد.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • السعودية تدين الهجوم الإرهابي.. دمشق توقف 11 عنصراً للتحقيق في هجوم تدمر
  • مسئول أمريكي سابق يشيد بشجاعة مسلم قاوم الإرهابيين في حادث سيدني
  • السلطات السورية تُعلن توقيف خمسة أشخاص وتكشف خلفية منفّذ هجوم تدمر
  • شرطة أستراليا تصف هجوم سيدني بـ"الإرهابي".. وتكشف ملابساته
  • المملكة تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة سيدني الأسترالية
  • المفتي العام لأستراليا ونيوزيلندا: ندين بشدة هجوم شاطئ بوندي الإرهابي والجبان
  • الشرطة الأسترالية تكشف ملابسات هجوم سيدني "الإرهابي"
  • ألمانيا تحبط هجوما إرهابيا على سوق عيد الميلاد واعتقال 5 أشخاص
  • صحيفة: هجوم تدمر وقع أثناء اجتماع لبحث سبل مكافحة "داعش"
  • هجوم تدمر وقع أثناء اجتماع لبحث سبل مكافحة "داعش"