حذرت دراسة جديدة من أن التعرض المستمر للضوء الاصطناعي الساطع أثناء الليل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بحالات تؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ وحدوث السكتة الدماغية.

وتُستخدم الأضواء الخارجية الساطعة ليلا لتعزيز رؤية البيئة المحيطة وتحسين سلامة الإنسان وراحته. ومع ذلك، فإن الاستخدام المفرط للضوء الاصطناعي أدى إلى عيش نحو 80% من سكان العالم في بيئات ملوثة بالضوء، وفقا لمؤلفي الدراسة.

إقرأ المزيد دراسة: الطهي على الغاز أسوأ 100 مرة على صحتنا من عوادم السيارات

في حين ربطت الدراسات السابقة زيادة التعرض للضوء الاصطناعي الساطع في الليل بتطور أمراض القلب والأوعية الدموية، فإن هذه واحدة من أولى الدراسات التي تستكشف العلاقة بين التعرض للتلوث الضوئي في الليل والمخاطر المحتملة على صحة الدماغ والسكتة الدماغية.

وقال قائد الدراسة الدكتور جيان بينغ وانغ، الباحث في قسم الصحة العامة وقسم الغدد الصماء بمستشفى الأطفال وكلية الطب بجامعة تشجيانغ والمركز الوطني للبحوث السريرية لصحة الأطفال في مدينة هانغتشو بالصين: "ننصح الناس، وخاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق الحضرية، بالتفكير في تقليل هذا التعرض لحماية أنفسهم من تأثيره الضار المحتمل".

وأضاف: "على الرغم من التقدم الكبير في الحد من عوامل الخطر التقليدية لأمراض القلب والأوعية الدموية مثل التدخين والسمنة والسكري من النوع الثاني، فمن المهم أخذ العوامل البيئية في الاعتبار في جهودنا لتقليل العبء العالمي لأمراض القلب والأوعية الدموية".

وقام الباحثون بتقييم حالة 28302 بالغا يعيشون في مدينة نينغبو ذات الكثافة السكانية العالية، بالصين، في الفترة من 2015 إلى 2018.

ووجد الباحثون أن أولئك الذين لديهم أعلى مستويات التعرض للضوء ليلا لديهم خطر أعلى بنسبة 43% للإصابة بأمراض الأوعية الدماغية، والتي تشمل السكتة الدماغية (الناجمة عن انسداد شريان في الدماغ) والسكتة الدماغية النزفية (النزيف).

وعلى مدى فترة المتابعة التي امتدت لست سنوات، أصيب 1278 مشاركا بأمراض دماغية وعائية، من بينهم 910 أصيبوا بسكتة دماغية.

إقرأ المزيد دراسة تكشف علاقة "مواد كيميائية أبدية" بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب

وكان التعرض لمستويات عالية من التلوث (أعلى مستويات التعرض للجسيمات PM2.5) عاملا ملحوظا آخر، حيث يواجه أولئك الذين غالبا ما يتعرضون لانبعاثات ناتجة عن احتراق البنزين أو الزيت أو وقود الديزل أو الخشب خطرا متزايدا بنسبة 41% للإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدماغية.

ويحذر الباحثون من أن مصادر الضوء الاصطناعية مثل مصابيح LED أو مصابيح الفلورسنت يمكن أن تعطل وتثبط إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون طبيعي يساعد الجسم على النوم.

بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي نقص الميلاتونين إلى تعطيل الساعة البيولوجية للجسم على مدار 24 ساعة وأنماط النوم طويلة المدى.

ويقول مؤلفو الدراسة إن أولئك الذين يعانون من مشاكل النوم المزمنة هم الأكثر عرضة لخطر ضعف صحة القلب والأوعية الدموية.

وأوضح وانغ: "نحن بحاجة إلى تطوير سياسات واستراتيجيات وقائية أكثر فعالية لتقليل عبء المرض الناجم عن العوامل البيئية مثل الضوء وتلوث الهواء، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الأكثر كثافة سكانية وتلوثا حول العالم".

واعترف وانغ بوجود "العديد" من القيود في الدراسة، بما في ذلك نقص البيانات حول أدوات الإضاءة الداخلية ومعالجات النوافذ التي يستخدمها المشاركون، الذين كانوا من مدينة واحدة فقط في الصين.

المصدر: نيويورك بوست

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة التلوث الصحة العامة امراض امراض القلب دراسات علمية القلب والأوعیة الدمویة أولئک الذین

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف علاقة قلة النوم ببكتريا الأمعاء.. وحل جذري للتغلب على الأرق

كشف أطباء مختصون في طب النوم خلال الأشهر الأخيرة عن فرضية علمية جديدة تشير إلى وجود علاقة وثيقة بين صحة الأمعاء وجودة النوم. 

وأوضحوا أن الأرق المزمن قد لا يكون سببه التوتر أو الضغوط النفسية فقط بل قد يرتبط بشكل مباشر بتوازن البكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمي. 

وأثار هذا الطرح اهتماما واسعا في الأوساط الطبية نظرا لتزايد حالات الأرق غير المفسرة حول العالم.

الدراسات الحديثة تعيد تعريف أسباب الأرق

أظهرت دراسة واسعة النطاق شملت مئات الآلاف من الأشخاص فروقا واضحة في تركيبة بكتيريا الأمعاء بين من يعانون من الأرق المزمن ومن يتمتعون بنوم منتظم. 

وأكد الباحثون أن نقص أنواع معينة من البكتيريا المفيدة يقابله ارتفاع في أنواع أخرى قد تساهم في الالتهاب واضطراب الإيقاع الحيوي للجسم. ولفتوا إلى أن هذه النتائج قد تفسر حالات الأرق التي لا ترتبط بعوامل معروفة.

البكتيريا النافعة تعزز النوم العميق

أوضح العلماء أن البكتيريا الجيدة تلعب دورا محوريا في دعم النوم الصحي من خلال إنتاج مركبات حيوية تساعد الدماغ على الدخول في مراحل النوم العميق. 

وأشاروا إلى أن هذه البكتيريا تنتج أحماضا دهنية قصيرة السلسلة عند هضم الألياف الغذائية. وأسهمت هذه المركبات في تحفيز إنتاج السيروتونين الذي يعد عنصرا أساسيا في تنظيم النوم والمزاج.

العلاقة المتبادلة بين قلة النوم وصحة الأمعاء

أشار خبراء النوم إلى أن الأرق لا يؤثر فقط على الدماغ بل يمتد تأثيره إلى الأمعاء نفسها. وبيّنوا أن اضطراب النوم المزمن قد يغيّر بيئة الجهاز الهضمي ويضعف تنوع البكتيريا المفيدة.

 وربطوا ذلك بتأثير التوتر على الجهاز العصبي الذي يتحكم بوظائف الهضم والمناعة.

الحلول الغذائية تفرض نفسها كخيار أول

نصح الأطباء باتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة لدعم توازن البكتيريا المعوية.

 وأكدوا أن تقليل الأطعمة المصنعة والسكريات قد يساعد في تحسين جودة النوم تدريجيا. ودعوا إلى تنظيم مواعيد تناول الطعام وتجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم بساعات.

زرع الميكروبات يثير الجدل الطبي

ناقش الباحثون خيارا علاجيا أكثر جرأة يتمثل في زرع الميكروبات المعوية من أشخاص أصحاء إلى مرضى يعانون من أرق مزمن. 

وأوضحوا أن هذا الإجراء لا يزال في مراحله التجريبية ويخضع لتقييم علمي دقيق. وأكدوا أن اللجوء إليه لن يكون إلا في الحالات المستعصية وتحت إشراف طبي صارم.

الأبحاث المستمرة ترسم ملامح المستقبل

اختتم الخبراء تصريحاتهم بالتأكيد على أن فهم العلاقة بين الأمعاء والنوم يمثل خطوة مهمة نحو علاجات أكثر شمولا. وأشاروا إلى أن الأرق حالة معقدة تتطلب مقاربة متعددة الجوانب. 

وأجمعوا على أن السنوات المقبلة قد تشهد تحولا جذريا في طرق علاج اضطرابات النوم اعتمادا على صحة الجهاز الهضمي.

مقالات مشابهة

  • ليس الطعام ولا الرياضة.. دراسة تكشف العامل الحاسم لطول العمر
  • دراسة: طريقة التنفس أثناء المشي تحسن صحة القلب وتقلل الإجهاد
  • دراسة تكشف علاقة قلة النوم ببكتريا الأمعاء.. وحل جذري للتغلب على الأرق
  • قلة شرب الماء ترفع خطر الإصابة بمشكلات القلب.. دراسة تحذر
  • الإفراط في تناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة.. دراسة تكشف السبب
  • قلة النوم ترفع خطر السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي.. دراسة تحذر
  • دراسة: الإفراط في تناول الملح يوميًا يرفع خطر شيخوخة الخلايا
  • دراسة: تناول ثمرة أفوكادو يوميًا يقلل التهابات الجسم ويحسن المناعة
  • توقعات صادمة: دراسة تحذر من امتداد الصيف في أوروبا 42 يوماً إضافياً
  • كاسبرسكي تحذر من المجرمين السيبرانيين الذين يستخدمون الكتب التركية والعربية الرائجة كطعمٍ لسرقة البيانات الشخصية