سر ظهور هرم زوسر والفراعنة في تتر مسلسل مليحة.. ما علاقتهما بفلسطين؟
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
عرضت اليوم الحلقة الأولى من مسلسل مليحة، الذي يحاكي معاناة أسرة فلسطينية مع عداون جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وظهر خلال التتر، هرم الملك زوسر وبعض اللقطات من الأماكن الفرعونية، فما علاقة فلسطين بالفراعنة والدولة المصرية؟
خلال سنوات طويلة مضت، وقبل أكثر من 5 آلاف عام قبل الميلاد «ق.م»، كانت فلسطين تابعة لبلاد الشام، وتربطها بمصر علاقة قوية، إذ كانت الأراضي الفلسطينية جزء لا يتجزأ من الدولة المصرية، وكانت تتبع مصر إداريًا بشكل كامل، بحسب الموقع الرسمي للهيئة العامة للاستعلامات.
كانت فلسطين بمختلف مدنها قبل معركة مجدو عام 1457 ق.م خاضعة للسيادة المصرية، حتى قامت القبائل العربية بحركات مناهضة للوجود المصري في المنطقة بشكل عام، وتشير المصادر إلى أن تحتمس الثالث خلال هجومه على مدينة مجدو أخضع العديد من المدن الفلسطينية الساحلية ووضع عليها مشرفين إداريين لغرض تسيير أمورها الحياتية، كما جعل من هذه المدن حاميات عسكرية للدفاع عن الوجود المصري، بحسب ما جاء في كتاب «موسوعة مختصر التاريخ القديم».
هجرة الآلام من بلاد الشام إلى مصروحين تعرضت بلاد الشام للغزو الفارسي ثم اليوناني، هاجر الآلاف منها إلى مصر، وتعدد الدعم المصري لبلاد الشام وفلسطين، فلم يقتصر على استقبال اللاجئين فقط، بل كانت مصر ترسل إلى الشام القوت والذهب، وقد ذهب بعض الرُهبان المصريين إلى فلسطين يجوبون أرضها ويعملون على إعادة بناء الكنائس المخربة، وتمت إعادة بناء كنيسة بيت المقدس، وإعادة رونقها إليها، وفقًا لـ«مصر والشام في الغابر والحاضر» للكاتب والمؤرخ محمد أسعد طلس.
العلاقة بين مصر وسواحل بلاد الشام كنت قديمة للغاية، وظهرت بأشكال عدة تجارية وعسكرية، وفي فترة من فترات ما قبل التاريخ، كانت أرض فلسطين ساحة قتال للجيش المصري، ضد القوى المختلفة في المنطقة.
أول تعامل عسكري مع فلسطينوكان أول تعامل عسكري مع فلسطين، كان في عصر الأسرة السادسة، أي القرن 22 قبل الميلاد، حينها كان عصر الملك بيبي الأول، وأرسل بعض القادة والجنود للسيطرة على تجارة الزيتون والكروم، ومنها استمرت العلاقات في التوسع حتى فقدت مصر سيطرتها على فلسطين عام 11 قبل الميلاد، واستمرت لسنوات بعدها جزءًا منها، حتى الانفصال الكامل.
معلومات عن هرم زوسروتستعرض «الوطن» في السطور التالية معلومات عن هرم زوسر بعد ظهوره في أحداث الحلقة الأولى من مسلسل مليحة:
- اسمه هرم زوسر أو هرم سقارة أو الهرم المدرج.
- بُني في القرن 27 ق.م.
- بناه وزير زوسر «إمحوتب».
- يعرفه بعض المؤرخين بأنه أول هرم مصري.
- يمثل 6 مصاطب بُنيت فوق بعضها البعض، وهو تطور كبير في العمارة وتصميم القبور حينها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مسلسل مليحة الحلقة 1 مسلسل مليحة فلسطين مسلسل مليحة الحلقة 1
إقرأ أيضاً:
هل كانت الهدنة في غزة مجرد مقلب؟
حين تساءلنا هنا قبل أسابيع: "ما الذي دُبر لغزة في ليل شرم الشيخ؟"، اتهمنا البعض بالسوداوية وسوء الظن وبأننا من أنصار نظرية المؤامرة، فها هو سيد البيت الأبيض "يروج" لشعاراته العريضة حول "تحقيق السلام في الشرق الأوسط"، وعلى نفس النغمة يرقص "أتباعه" من الأنظمة العربية التي لا تتجاوز نطاق "التصديق" و"التأشير" على كل بريد يحمل طابع وخاتم الإدارة الأمريكية، دون تفكير ولا تدبير.
لكن دعونا نتناول الواقع على الأرض بالورقة والقلم وبعيدا عن الكلام المعلب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ونحن على مشارف الخمسين يوما مما يسمى "الهدنة المزعومة"، فهل فعلا توقفت آلة القتل الصهيونية ليوم واحد فقط؟
المنظمات الإنسانية والحقوقية الموثوقة تؤكد أن عدد الشهداء تجاوز 374 حتى كتابة هذه الأسطر، ويجدر بنا ترك القوس مفتوحا لأن هؤلاء السفاحين شراهتهم للدم الفلسطيني لا تتوقف ولا تنضب، وبين هذا العدد السالف الذكر هناك 136 طفلا شهيدا في غارات جوية تشمل نسف المنازل واغتيالات ميدانية، مع تقييد شبه كامل لدخول المساعدات الإنسانية والغذاء والدواء والوقود، كل هذا وما زلنا نقرأ ونشاهد ونسمع عن "تبجيل" لاتفاق وقف إطلاق النار وهدنة برعاية عربية ودولية، على من يضحك هؤلاء يا ترى؟
ظل شعار "المرحلة الثانية" معلقا ومجهولا ويكتنفه الغموض من كل الأطراف؛ لأنه بالأساس الغرض الأصلي منها هو وهْم نزع سلاح المقاومة والبحث عن حلول للتخلص منها
من لبنان إلى غزة:
من الواضح أن السفاح نتنياهو وعصابته وبعد "التجربة الناجحة" في لبنان، حيث تتواصل الغارات نهارا جهارا ودون رادع، ولعل أوقحها ما حدث مؤخرا باستهداف القيادي اللامع في "حزب الله" هيثم علي الطبطبائي المعروف بـ"أبو علي" في حارة حريك بقلب الضاحية الجنوبية لبيروت.. كل هذه المؤشرات "الإيجابية" في بلاد الأرز دفعته لقبول خطوة "الهدنة" مؤقتا في غزة، وبالتالي امتصاص الغضب الشعبي العالمي العارم ضد الكيان الغاصب وممثليه، لكن على أرض الواقع لن يتغير الكثير، فمسلسل الإجرام متواصل، والفرصة الذهبية أن الأضواء تخفت وهو ما يستثمره جيدا لصالحه لتحقيق مكتسبات إضافية عجز عن الوصول إليها سابقا بفضل تماسك المقاومة وقوتها وأيضا للوعي الشديد لأبناء القطاع الصامد، مما أفشل العديد من المخططات الصهيونية، وتلك حقائق يقر بها إعلام وحتى بعض قيادات جيش العدو أيضا.
فخ شرم الشيخ:
اليوم لم يعد ممكنا الاختباء وراء مصطلحات منمقة للتغطية عن الحقيقة الساطعة؛ التي تقول بأن الكثيرين كانوا "متواطئين" في مسرحية شرم الشيخ التي كان الهدف الرئيس منها هو مصلحة أسرى العدو وضمان سلامتهم وتسليمهم، لذلك ظل شعار "المرحلة الثانية" معلقا ومجهولا ويكتنفه الغموض من كل الأطراف؛ لأنه بالأساس الغرض الأصلي منها هو وهْم نزع سلاح المقاومة والبحث عن حلول للتخلص منها، وهو ما لا تخفيه العديد من الأطراف العربية كذلك دون حياء ولا خجل.
ولعل آخر من انبرى لوضع النقط على الحروف دون مواربة هو وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي أكد أثناء زيارته إلى لبنان "دعم مصر الكامل لقرار الحكومة اللبنانية لحصر السلاح، ونقوم بجهد كبير لتجنيب لبنان أي مخاطر أو ميول عدوانية ضد أمنه وسلامته، وهذه الجهود لن تتوقف".
طبعا هذا الكلام "الرسمي" أمام الكاميرات ووسائل الإعلام، إلا أن هناك مصادر صحفية متعددة وصفت زيارة عبد العاطي لقصر بعبدا بأنها "رسالة إسرائيلية" مفادها أن عدم تسليم "حزب الله" لسلاحه وانسحابه من الجنوب يعني حربا إسرائيلية وشيكة على لبنان قبل نهاية العام الجاري، والملفت أن الاعلام الصهيوني احتفل وهلل بما جاء على لسان الوزير المصري.
المؤكد أن استمرار هذا العبث (الذي يسمى هدنة) وادعاء الحرص على عدم خرقه سواء في لبنان وقطاع غزة بات يتطلب تحركات مغايرة
طبعا من الضروري ربط الحديث بما يحدث في الجنوب اللبناني بغزة، لأن كل الخيوط متشابكة، والهدف واحد يتجلى في رفع الراية البيضاء على كل الساحات التي ما زالت تصر على صون الكرامة والوقوف ضد العدو الغاصب وجحافله، لكن الطامة الكبرى التي نحياها أن من يعبد الطريق أمام هذا الوحش المفترس لالتهام ما بقي من الأراضي العربية يدعي زورا وبهتانا أنه ينتمي لنفس الأمة ويردد ما تؤمن به.
ماذا عن القادم؟
لا بد أن للمقاومة التي قدمت دروسا على ساحات القتال وفي قاعات الديبلوماسية؛ أوراقها التي ستراهن عليها في قادم الأيام، وهي تدرك منذ اللحظة الأولى حقول الألغام المعدة للإيقاع بها على هيئة مؤتمرات "راقية" وشعارات جذابة، مثل إعادة الإعمار وإحلال السلام، وغيرها من الكلمات المتهالكة التي لم تعد تنطلي على طفل صغير، لكن المؤكد أن استمرار هذا العبث (الذي يسمى هدنة) وادعاء الحرص على عدم خرقه سواء في لبنان وقطاع غزة بات يتطلب تحركات مغايرة، وبالأخص من لدن الطرف اللبناني، ونقصد "حزب الله" تحديدا، الذي بات في مفترق طرق وأمام تحد مفصلي حاسم.
والمثير للسخرية حقا هو كم التصريحات المتناقضة الصادرة عن الرئاسة اللبنانية التي لا تخجل من رفع يافطة الاستسلام التام وعودة نتنياهو وزمرته لرفع العلم الإسرائيلي في ساحات بيروت، وهي نفس الأُمنية التي تنتاب العديد من الأنظمة العربية اليوم لإرضاء الإدارة الأمريكية وانتظار فرصة الاستفراد بها واحدا تلو الآخر، كما علّمتنا دروس التاريخ التي لا يملك أصحاب المشاريع الخرافية الوقت الكافي لقراءتها والتمعن في نتائجها..