مهندس/ محمد حسن الوكيل يكتب: تعظيم العنف والجريمة فى غياب الوعى
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
تعتبر المسلسلات الرمضانية من العوامل المؤثرة بشكل كبير على المجتمع العربى، حيث تشكل جزءًا أساسيًا من الترفيه والتسلية خلال شهر رمضان المبارك، ومع ذلك فإن هذه المسلسلات غالبًا ما تعرض مشاهد عنف وجريمة تؤدى إلى تعظيم هذه الأفعال السلبية وترويجها بشكل غير مسئول.
-يعتبر تعظيم الجريمة والعنف فى المسلسلات الرمضانية ظاهرة سلبية تؤثر على المجتمع بشكل مباشر ،حيث ترسخ فى أذهان الناس فكرة أن العنف والجريمة هما الحل الوحيد للقضاء على المشاكل والصعوبات التى يواجهها الفرد أو المجتمع بشكل عام كما أن هذه الأفعال تؤدى إلى تأثير سلبى على الشخصية والسلوك الإنسانى ،حيث تزيد من انتشار ظاهرة العنف والجريمة فى المجتمع.
وبالتالى يزيد هذا التفكير الخاطىء من انتشار الجريمة والعنف فى المجتمع وخصوصًا فى حالة غياب الوعى المجتمعى وتفاقم المشاكل الإقتصادية ونضوب المخزون الثقافى والوعى المجتمعى نحو الأفكار التى تبث من خلال الشاشات لدى الأفراد الأميين والغير مثقفين مما يؤدى إلى تفاقم المشكلة وتأثير سلبى على المجتمع بشكل عام.
وتؤثر تلك الأفعال السلبية على الشباب بشكل خاص،حيث يتأثر الشباب بما يشاهدونه فى المسلسلات الرمضانية ويحاولون تقليدها فى حياتهم اليومية وهذا يساهم فى زيادة نسبة الجريمة والعنف بين الشباب.
-يعتبر المجتمع هو الاساس فى التصدى لظاهرة العنف والجريمة،حيث يمكن أن يلعب دورًا فعالاِ فى تغيير الثقافة السائدة وتحويلها إلى ثقافة تحترم حقوق الانسان وتؤمن بقيم العدالة والمساواة والسلام ويجب العمل على العمل على توعية الناس بخطورة العنف والجريمة ،وتحذيرهم من تعظيمهما فى الإعلام والمسلسلات الرمضانية.
ويجب ان تلعب وزارة الإعلام دورًا مهمًا فى ضبط المحتوى الإعلامى بعيدًا عن التجارة الإعلامية وفكر الكسب المادى السريع الذى يغض الطرف عن قيم المجتمع الدينية والثقافية ومورثاته التاريخية والتأكد من أنه يتوافق مع القيم الإجتماعية والإنسانية والدينية ومن ضمن مهامها الرقابية، تصدر الوزارة تصاريح البث للمسلسلات التى تتجاوز القيم الدينية والإجتماعية والإنسانية ومن أهم الخطوات التى يمكن للوزارة القيام بها للحد من تعظيم الجريمة والعنف فى المسلسلات الرمضانية هى تشكيل لجنة رقابية متخصصة فى متابعة المسلسلات الرمضانية وفحصها بشكل دقيق ،وذلك للتأكد من توافقها مع القيم الإنسانية والإجتماعية والدينية ،والعمل على إصدار تعليمات صارمة تحظر بث المسلسلات التى تروج الجريمة والعنف وتتجاوز القيم الإنسانية والإجتماعية.
توفير الدعم والتشجيع للمبدعين والكتاب والمخرجين الذين يسعون لإنتاج مسلسلات تحترم القيم الإنسانية والإجتماعية وتعزز الوعي الثقافي والديني للمجتمع.
تعزيز دور الإعلام الرسمي في تحسين الصورة الإيجابية للمجتمع العربي، وذلك عن طريق ترويج قيم العدالة والمساواة والسلم، وتحفيز الفنانين والمبدعين على تقديم مسلسلات وأعمال فنية تحترم هذه القيم وتساهم في نشرها في المجتمع.
ومن المهم الإشارة إلي أن دور الإعلام الرقابي يجب أن يكون متوازنًا بين حرية الإعلام وحماية القيم الإنسانية والإجتماعية والدينية، وذلك لتحقيق التوازن بين الحرية الفنية والمسؤولية الاجتماعية والدينية وبالتالي، يجب على الوزارة العمل بشكل دائم علي تحديث اللوائح والتعليمات والمعايير المتعلقة بالإعلام الرقابي، وذلك لمواكبة التطورات الفنية والإعلامية وضمان حماية القيم الإنسانية والإجتماعية والدينية في المجتمع.
في النهاية، يمكن القول إن دور وزارة الإعلام الرقابي يعتبر حاسمًا في تحسين جودة المحتوي الإعلامي والحد من تعظيم الجريمة والعنف في المسلسلات الرمضانية، وذلك من خلال توفير بيئة إعلامية صحية وأمنة للجميع، والحفاظ علي القيم الإنسانية والإجتماعية والدينية في المجتمع
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
وزير الري: منظومة الجيل الثاني تستهدف تعظيم الاستفادة من مياه الصرف الزراعي
استعرض الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أبرز محاور منظومة "الجيل الثاني" لإدارة الموارد المائية في مصر، مؤكدًا أنها تمثل نقلة نوعية في فكر وسياسات الدولة نحو تحقيق الأمن المائي والغذائي، من خلال التكامل بين المعالجة، والتحلية، والإدارة الذكية.
وأوضح “سويلم”، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة للمياه، المُذاع عبر شاشة “إكسترا نيوز”، أن أحد المحاور الرئيسية في هذه المنظومة هو المعالجة والتحلية لأغراض الزراعة، حيث تعمل مصر على تعظيم الاستفادة من مياه المصارف الزراعية عبر إنشاء وتشغيل محطات معالجة كبرى، من بينها محطات بحر البقر، المحسمة، والدلتا الجديدة، بهدف إعادة استخدام هذه المياه في مشروعات التوسع الزراعي بمناطق شبه جزيرة سيناء والدلتا الجديدة.
وأشار إلى أن مصر تتجه أيضًا إلى تحلية المياه كخيار استراتيجي لدعم الإنتاج الزراعي، مع الاعتماد على الطاقة المتجددة لتقليل التكلفة وضمان الاستدامة، إلى جانب تطوير التقنيات المحلية ودعم البحث العلمي، مع التركيز على زراعة المحاصيل المتحملة للملوحة وتطبيق نظم الزراعة التكاملية مثل الهيدروبونيكس والأكوابونيكس لتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة لكل وحدة مياه.
وأوضح أنه فيما يخص الإدارة الذكية والتحول الرقمي، أن مصر تعتمد على نماذج متطورة للتنبؤ بالأمطار وتقدير كميات المياه الواردة، بما يسمح بالتخطيط المسبق والتعامل المرن مع مواسم الفيضان والجفاف، مضيفًا: “تعتمد الدولة على صور الأقمار الصناعية وتقنيات الاستشعار عن بُعد لحساب زمامات المحاصيل الزراعية وتحديد الاحتياجات الفعلية لكل منطقة، ما يضمن توزيعًا دقيقًا وعادلًا للمياه وفق التركيب المحصولي الحقيقي، ويعزز من كفاءة المنظومة المائية في مصر”.