في ظل الخلافات العاصفة التي تحدث داخل أروقة تقدم بين أجنحتها المختلفة و التي بات مما لا يدع مجال للشك أن تحالف بيت العنكبوت لا زال قابع في النقطة التي بدأت منها في ديسمبر 2018 حيث لا مصالح واضحة تجمع هؤلاء المجتمعين على وثائق لم تسمح لهم إلا بتلقي التمويل على ورش مخرجاتها باتت مثل (بليلة) موائد رمضان التي تقدَم كل يوم وتعود كما هي.

مع تكسر التحالف الذي شُكل على وقع فشل الكتلة المكونة للإتفاق الإطاري حيث خرجت قوى إعلان الحرية و التغيير وأذيالها المكونة لها مع رئس وزراء السودان السابق عبد الله حمدوك و الذي أكلت قوى الحرية و التغيير من جثة مواقفه أعادته هذه المرة ويده مغلولة إلى عنقه بأمر أبوظبي.

حمدوك و الحرية و التغيير صهرت عصارة فكرها السياسي في تحالف أطلقت عليه لفظ تقدُم في رمزية واضحة لغسل ما علق بهم جراء (قحت) تقدم تقف على بنود ظهرت في مسارها السياسي.

أهم ما قامت به تقدم و إتفاق أديس أبابا الموقع في ٢ يناير و الذي أعطى شرعية سياسية لجرائم الدعم السريع المليشيا التي خلفت أكبر كارثة إنسانية في العالم.

إتفاق أديس أبابا الذي انقسمت فيه مستويات مطالب المليشيا إلى أربع قامت قوى تقدم بالمصادقة عليها و العمل على تنفيذها، عقب الإتفاق الذي أورد مصطلح حق المواطنيين وحماية المدنيين ثماني مرات إرتكبت المليشيا التي يمكن اعتبارها جناح عسكري لتقدم أو تقدم هي الجناح السياسي للمليشيا، جرائم في ولاية الجزيرة بلغت مجموع القرى المنتهكة حوالي (85) قرية و سرقة (12) سوق من المواد الغذائية و المحاصيل الزراعية في مختلف الولايات تركزت في الجزيرة و إقليم كردفان.

حاول الدعم السريع من خلال تفاوض جدة 2 أن يحقق مكاسب سياسية إلا أنه فشل، ويأتي الفشل جراء رفض تفاوض الجيش مسألة المسارات الإنسانية التي اقترحها الدعم السريع.
حسب مصادر من داخل وفد التفاوض التابع للحكومة السودانية فإن الدعم السريع إستغل مسألة الحوجة الإنسانية في توظيفها عسكرياً حيث حاول أن يجعل من المسارات الإنسانية خطوط إمداد وهو ما أوقف عملية التفاوض.

بقرار الحكومة السودانية في 5 مارس و الذي أعاد فتح المسارات الإنسانية محددة وفق نقاط أقرتها الحكومة، القرار الذي وجد صدى واسع من قبل المجتمع الدولي وهو ما جاء في جلسة مجلس الأمن والتي خرجت بقرار 2724 بخصوص هدنة في شهر رمضان.

ظل الدعم السريع يرتكب الجرائم طوال فترة دخول القرار حيز التنفيذ حيث عمل على إرتكاب أكثر من خمس مجازر بحق مواطن الجزيرة فيما لا تزال بعض قواتهم تحاصر المدنيين في مدن مختلفة بجانب إرتكابهم لعشر جرائم إغتصاب في الحصاحيصا و أم روابة.

خلال هذا الأسبوع أعلن الدعم السريع تشكيل إدارة مدنية في ولاية الجزيرة في اليوم الذي ارتكبت فيه قواته تسع حالات قتل ضد المدنيين، في مؤشر مفاده أن لا حل لهذه الجرائم الا بخروج الدعم السريع تنفيذاً لإتفاق جدة أو عبر سحقه بشكل عسكري.

لم تكتفي قوى تقدم بالصمت الذي يجعلها شريكة مع حليفها الدعم السريع في الجرائم بل ذهب إلى إطلاق حملة إعلامية تحت مسمى شريان الحياة، الأمر الذي نربطه مع تصريح وفد تفاوض الحكومة لموقع الجزيرة في ربطه ما بين مطلب الدعم السريع وبين تكتيكات الحركة الشعبية حيث أدت عملية شريان الحياة إلى إطالة أمد الحرب بين الحكومة السودانية حينها و الحركة الشعبية.

شريان الحياة الذي اقترحته تقدم مع حليفها الذي ينهب الأسواق و يسرق الغذاء من مخازن الأمم المتحدة، ويستولي على محاصيل المواطنين، ويحاصر السكان المدنيين في قرى و بلدات السودان، سيكون شريان للموت ضد العزل و المدنيين، لذلك لا شريان مع هؤلاء للشعب السوداني إلا بعد التخلص منهم.

عموما لقد وضعت تقدم و زمرتها و أذيالها آخر مسمار في ما يمكن أن يكون في مقبل الأيام و أصبح من المستحيل التعامل مع هذه القوى خارج مسألة هزيمة الدعم السريع وتصفيته بشكل كامل سواء عبر الحلول التي تأتي على الطاولة أو بقوة رصاص، وبكل تأكيد السيف أصدق أنباء من الكتب.

حسان الناصر

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع شریان الحیاة

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يحاصر آخر معاقل الدعم السريع غرب الخرطوم

رام الله-دنيا الوطنكثّف الجيش السوداني من تحركاته الميدانية لمحاصرة مواقع قوات "الدعم السريع" في آخر معاقلها داخل ولاية الخرطوم، وتحديداً في منطقة صالحة جنوب أم درمان، غرب العاصمة.

وبحسب مصادر صحفية، فرضت وحدات الجيش المختلفة، إلى جانب قوات مساندة، حصاراً مكثفاً من عدة محاور على مواقع وتجمعات "الدعم السريع" في المنطقة. ويتزامن ذلك مع قصف مدفعي استهدف صباح الاثنين مواقع داخل محور صالحة، في ظل توقعات بمعارك عنيفة قد تندلع جنوب المدينة مع تقدم القوات الحكومية.

امتداد العمليات إلى جنوب كردفان

وفي جنوب البلاد، توسعت رقعة العمليات العسكرية لتشمل ولاية جنوب كردفان، لاسيما في محيط منطقة الدبيبات، حيث أحرز الجيش تقدماً ميدانياً.

في المقابل، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في ولاية غرب كردفان، خصوصاً في مدينة النهود، بعد اجتياحها من قبل "الدعم السريع". وتشير المتابعات إلى معاناة آلاف النازحين المنتشرين في مناطق متفرقة داخل الولاية، في ظل غياب شبه كامل للمساعدات الغذائية ومستلزمات الإيواء، وسط مناشدات للمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل.

ويواجه السكان في منطقة مُنعم ريفي غرب النهود أوضاعاً مأساوية، مع انعدام المياه والخدمات الطبية، واضطرار معظم الأسر للعيش في العراء أو المدارس، تزامناً مع استمرار تدفق النازحين.

مكاسب ميدانية في العاصمة

وكان الجيش السوداني قد أحرز خلال الشهرين الماضيين تقدماً ملحوظاً في العاصمة الخرطوم، حيث استعاد السيطرة على عدد من المواقع العسكرية والدبلوماسية، وتمكن من طرد "الدعم السريع" من مناطق استراتيجية.

لكن رغم هذا التراجع، أكدت قوات "الدعم السريع" تمسكها بالميدان، مكثفة هجماتها بالطائرات المسيّرة ضد مواقع الجيش.

أزمة إنسانية تتفاقم

وتواصل الحرب في السودان، المستمرة منذ 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، التسبب في كارثة إنسانية كبرى، إذ أدت إلى مقتل عشرات الآلاف، وتشريد أكثر من 13 مليون شخص بين نازح ولاجئ، فيما تشهد مناطق واسعة من البلاد أوضاعاً إنسانية مأساوية ومجاعات متفاقمة.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. قوات العمل الخاص تقتحم منزل القيادي بالدعم السريع “بقال” بعد هروبه منه وتعثر بداخله على كميات من “صباعات” الكريمات والجنس اللطيف يسخر: (هرب كمل يتم الفسخ والجلخ بتاعه)
  • الجيش السوداني يعلن ولاية الخرطوم خالية من قوات الدعم السريع
  • سد ترجان.. شريان الحياة في شرق تركيا
  • الجيش السوداني يرد على اتهامات قتل المدنيين في «الحمادي»
  • 14 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم للنازحين غرب السودان
  • الجيش السوداني يحاصر آخر معاقل الدعم السريع غرب الخرطوم
  • السودان.. مقتل 14 نازحًا في قصف الدعم السريع على سوق في دارفور
  • حكم بالإعدام على متعاون مع قوات الدعم السريع المتمردة
  • اتهامات للدعم السريع بقتل عشرات المدنيين في الفاشر
  • السودان: مقتل 14 شخصا في قصف لميليشيا الدعم السريع على معسكر للنازحين في الفاشر