تقرير مهم يكشف عن مصير الدولار في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
وكالات:
قالت كريستي أون، مسؤولة الأبحاث والعمليات في “غلوبال نيشن”، وزميلة في منتدى كامبريدج للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إنه مع تزايد النفوذ الجيو-اقتصادي للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أصبحت دول المنطقة تدرك المخاطر الناجمة عن اعتمادها على الدولار الأمريكي.
وبدءاً من اتفاقية الطاقة الرائدة المبرمة بالرنمينبي الصيني (يوان) وحتى انضمام 4 دول من الشرق الأوسط مؤخراً في مجموعة بريكس بلس الداعية إلى الاستخدام الموسع للعملات المحلية، تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا موجة من الإطاحة بالدولرة.
ومع ذلك، رأت كريستي أون، وهي باحثة شوارزمان في جامعة تسينغهوا أيضاً، في مقالها بموقع “ناشونال إنترست” أن اليوان لن يصبح بديلاً موثوقاً به في المستقبل القريب، حتى إن كان يشكل جزءاً من مجموعة أدوات مالية تستخدمها دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لحماية مصالحها الاقتصادية طويلة الأجل.
جهود صينية متسارعة
وتابعت الكاتبة: ورغم الجهود الصينية المتسارعة في مجالات التجارة والاستثمار والرقمنة التي تشجع على اعتماد الرنمينبي، لا يزال الدولار يؤدي دوراً دولياً مهماً في إطار وظائف النقود الثلاث بوصفه “وحدة حساب”، و”وسيلة للتبادل”، و”مخزناً للقيمة”.
ويشكل الدولار حوالى 90% من معاملات الصرف الأجنبي، ونصف عملات فواتير التجارة العالمية، ونصف القروض عبر الحدود وسندات الدين الدولية. ويُعدُّ الدولار وسيلة تبادل مقبولة على نطاق واسع، مما يخفض تكاليف المعاملات الدولية.
وعند اعتماده في بيئات اقتصادية ومالية غير مستقرة، يمكن للدولار أيضاً أن يوفر استقراراً أكبر للعملة مقارنة بعملة البلد نفسها.
والأهم أن ربط العملة بالدولار يُثبّت أسعار الصرف بين الشركاء التجاريين ويحافظ على القدرة التنافسية لأسعار الصادرات إلى الولايات المتحدة.
ورغم ذلك، انخفضت نسبة احتياطيات الدولار العالمية من 73% في عام 2001 إلى 58% في الربع الأخير من عام 2022. ويثير استخدام الدولار سلاحاً عبر نظام المقاصة بين البنوك (CHIPS) ونظام سويفت (SWIFT) مخاوف بشأن التلاعب، فقد مُنِعَت البنوك الإيرانية مثلاً من استخدام نظام سويفت منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، لكن إيران لجأت بشكل متزايد إلى استخدام الرنمينبي لإجراء المعاملات التجارية.
وأوضحت الكاتبة أن اعتماد الدولار يحد أيضاً من السيادة الاقتصادية لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بزيادة تعرضها لتقلبات الاقتصاد الأميركي.
وبالنسبة للدول التي تعاني من ضائقة الديون، أدت زيادات أسعار الفائدة الأميركية وارتفاع قيمة الدولار إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض، ومدفوعات الديون الأكثر تكلفة، وتضخم أسعار الواردات، مما قيَّدَ قدرتها على مواجهة النمو الاقتصادي البطيء.
واعتباراً من عام 2021، ارتفع الدين الخارجي للمُقرضين من القطاع الخاص إلى 42% في المنطقة العربية.
وفي الوقت نفسه، يتحول التركيز الاقتصادي لدول الخليج نحو الشرق، وتشير التقديرات إلى أن تجارة دول مجلس التعاون الخليجي مع آسيا الناشئة – بما في ذلك الصين – ستتفوق على التجارة مع الغرب بحلول عام 2026.
وتزداد جاذبية الرنمينبي بشكل ملحوظ عبر الوظائف الثلاث الرئيسية للمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فيما يتعلق بوحدة الحساب في التجارة الدولية، سيعمد البنك المركزي العراقي إلى استخدام الرنمينبي لمزاولة التجارة مع الصين، تعويضاً عن النقص المحلي في الدولار.
وكوسيلة للتبادل، تم الترويج للرنمينبي في ترتيبات مبادلة عملات بقيمة 6.93 مليار دولار بين البنكين المركزيين الصيني والسعودي في تشرين الثاني 2023.
أما بالنسبة لمخزن القيمة في نظام الاحتياطيات، فقد أُضيفَ الرنمينبي إلى احتياطيات النقد الأجنبي لإسرائيل البالغة قيمتها 206 مليارات دولار أميركي لتقليل مخصصاتها من الدولار واليورو.
ويتمتع الرنمينبي باستقرار نسبي مع تزايد نضج آلية تكوين سعر صرفه. وعلى عكس القروض المقومة بالدولار، أدت أسعار الفائدة المنخفضة نسبياً للرنمينبي إلى زيادة الطلب الصيني على إصدار الديون.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الشرق الأوسط وشمال أفریقیا
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوتر في الشرق الأوسط يربك الأسواق: قفزة في أسعار الذهب والنفط وزيادات مرتقبة على الوقود
تسبّب الهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران في تقلبات حادّة في الأسواق العالمية، حيث دفعت المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والنفط، بينما شهدت بورصة إسطنبول وسوق العملات المشفرة انخفاضاً ملحوظاً.
أسعار قياسية للذهب والنفط
في أعقاب الهجوم الذي شنته إسرائيل على منشآت نووية إيرانية في ساعات الليل، ارتفع سعر برميل نفط برنت بنسبة تجاوزت 7% ليصل إلى 78.50 دولاراً، وهو أعلى مستوى له منذ 27 يناير. كما قفز سعر خام غرب تكساس (WTI) بنسبة 7.86% ليبلغ 73.39 دولاراً.
وتزامناً مع ذلك، ارتفع سعر أونصة الذهب بنسبة 1.3% ليصل إلى 3430 دولاراً، بينما تجاوز سعر غرام الذهب في السوق التركي 4380 ليرة، محققاً أعلى مستوى له في التاريخ.
تراجع حاد في البورصات والعملات المشفرة
افتتح مؤشر BIST 100 في بورصة إسطنبول تداولاته بانخفاض حاد بلغ 3.71% ليصل إلى 9167 نقطة، كما تراجع مؤشر البنوك بنسبة تجاوزت 5%. وعلى النقيض، حققت أسهم الصناعات الدفاعية مكاسب تجاوزت 3% بفضل تصاعد التوترات الجيوسياسية.
أما في الأسواق العالمية، فقد تراجعت العقود الآجلة لمؤشري S&P 500 وNasdaq 100 بنسبة 1.55% تقريباً، بينما سجلت الأسواق الآسيوية تراجعاً بمتوسط 0.4%. وانخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات 3 نقاط أساس ليبلغ 4.33%.
في سوق العملات المشفرة، شهدت الأصول الكبرى مثل “بيتكوين” و”إيثريوم” تراجعات، نتيجة لجوء المستثمرين إلى الأصول الآمنة، ما عزز من قوة الدولار مقابل العملات الأخرى، إذ ارتفع الدولار مقابل الين إلى 143.63، وخسر الليرة التركية 0.2% من قيمتها ليصل سعر صرف الدولار إلى 39.4324 ليرة.
خبير: العالم يعيش على حافة الأزمات
وفي تصريح لصحيفة محلية، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة إسطنبول، البروفيسور سيفر شنر:
أسعار الذهب في تركيا – 14 يونيو 2025
السبت 14 يونيو 2025“يجب أن يكون العالم مستعداً دوماً للمخاطر الجيوسياسية. فمنذ بداية الجائحة، نعيش سلسلة من الأزمات العالمية التي لا تزال مستمرة. التطورات الأخيرة قد تمتد لفترة طويلة، والرد الإيراني سيلعب دوراً محورياً في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي.”
وأضاف شنر أن “إغلاق مضيق هرمز أو المجال الجوي من بين السيناريوهات المطروحة، وإذا لم تتدخل أمريكا بشكل مباشر، فقد لا تتطور الأمور إلى أزمة أعمق. لكنّ تأثير ذلك على الإنتاج العالمي لا يمكن تجاهله. وعلى الرغم من كل ذلك، باتت الاقتصادات، خاصة تركيا، أكثر قدرة على الصمود في وجه هذه الصدمات.”