تعتبر القراءة اليومية من العادات الصحية والمفيدة التي ينبغي على الجميع تبنيها في حياتهم اليومية. فهي ليست مجرد وسيلة لقضاء الوقت الفراغ أو التسلية، بل هي أسلوب حياة يساهم في تطوير الذات وتوسيع آفاق المعرفة. في هذا المقال، سنستعرض أهمية القراءة اليومية وكيف يمكن أن تسهم في تحسين الجوانب المختلفة من حياتنا.

تطوير مهارات القراءة والكتابة:

القراءة اليومية تساعد في تطوير مهارات القراءة والكتابة، وهما من أهم المهارات التي يحتاجها الفرد في حياته الشخصية والمهنية. من خلال القراءة المستمرة، يتعلم الشخص كيفية فهم النصوص بشكل أفضل واستخلاص المعلومات الرئيسية منها، ويطور مهارات الكتابة ليعبر عن أفكاره وآرائه بوضوح ودقة.

توسيع دائرة المعرفة:

تعتبر القراءة وسيلة فعّالة لتوسيع دائرة المعرفة وزيادة الثقافة العامة. من خلال قراءة مجموعة متنوعة من الكتب والمقالات، يتعرف الفرد على مواضيع جديدة ومتنوعة، ويكتسب فهمًا أعمق للعالم من حوله ولثقافات مختلفة.

تحفيز العقل والإبداع:

القراءة اليومية تحفز العقل وتطلق الإبداع، حيث تمنح الفرد فرصة لاستكشاف أفكار جديدة وتحليل المواقف بطرق مختلفة. يمكن للقراءة أن تلهم الأفراد وتشجعهم على التفكير النقدي والابتكار في مختلف المجالات.

تخفيف الضغوط النفسية:

قد تكون القراءة وسيلة فعّالة للتخلص من الضغوط النفسية والتوترات اليومية. فعندما يستمتع الفرد بقراءة كتاب مفضل لديه، ينغمس في عالم خيالي يساعده على نسيان همومه والاسترخاء.

تحسين مهارات التفكير وحل المشكلات:

من خلال قراءة الكتب والمقالات التي تتضمن تحليلات وآراء مختلفة، يمكن للفرد تحسين مهاراته في التفكير النقدي وحل المشكلات. فالتعرض لآراء متنوعة يساعد في توسيع آفاق الفرد وفهم الأمور بشكل أوسع.

باختصار، فإن القراءة اليومية ليست مجرد هواية بل هي عادة مهمة ينبغي على الجميع تبنيها. إن القراءة تمنح الفرد فرصة للنمو والتطور الشخصي، وتساهم في بناء مجتمعات أكثر تفاعلًا وتطورًا. لذا، دعونا نجعل القراءة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ونستفيد من فوائدها المتعددة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: القراءة اليومية

إقرأ أيضاً:

إرضاء القارئ العجول.. تأثير في شكل الكتابة وطريقة النشر ونوعية التلقي

طارق عسراوي: الكاتب لا يجب أن يخضع للقارئ -

أمجد ياسين: نفكر بالقارئ المتعدد وبعقلية المكتبة -

سلطان ثاني: النفس القصير مشكلة قرائية وليست كتابية -

محمد الشحري: الكتابة وفق ما يطلبه القارئ ابتذال -

أحمد عبد القادر: وهم القراءة يضغط على دور النشر -

أحمد البلوشي: القارئ النزق صنيعة أدب الترند -

في كتابه «رسائل إلى روائي شاب»، يكتب الروائي البيروفي ماريو بارغاس يوسا: «الكاتب الذي يختار ببرود شؤونًا أو موضوعات بطريقة عقلانية معتقدًا أنه يتوصل بهذه الطريقة إلى النجاح بصورة أفضل، هو كاتب غير حقيقي، وسيكون في الغالب -بسبب ذلك- روائيًّا سيئًا حتى لو حقق النجاح: قوائم أكثر الكتب مبيعًا». ويؤكد يوسا أن الكاتب الذي يشعر في أعماقه بأن الكتابة هي أفضل ما حدث له، وما يمكن أن يحدث له، وأنها أفضل طريقة ممكنة للعيش، سيصرف النظر عن النتائج الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية التي يمكن أن يحققها، باعتبار أن الكتابة -في نظره- أكبر بكثير من كل المكافآت الأخرى التي قد ينالها.

وانطلاقًا من هذا القول، نتوقف عند أحد الإشكالات الجوهرية في علاقة الكاتب بالقارئ، خاصة في عصر يتسم بالتشظي الرقمي، والتلقي السريع، والقراءة المتعجلة أو السطحية؛ وهي سمات قد تدفع القارئ إلى الحكم على العمل الأدبي من الصفحة الأولى، أو المطالبة بأن تكون الرواية «سلسة وسريعة وسهلة»، وإلا تركها جانبًا. في هذه السطور، رصدنا مواقف عدد من الكتّاب والقرّاء والناشرين حول هذه المسألة: كيف يتعامل كل منهم مع القارئ العجول/ النزق، ذلك الذي يهجر الكتاب من أول صفحة أو يطالب بنص سريع الهضم؟ وهل يؤثر ذلك في القرارات السردية للكاتب، أو في خيارات النشر والترويج لدى الناشر؟ أما القارئ، فهل يرى في نفسه هذه الصفة؟ وما الذي يدفعه لمواصلة القراءة أو التخلي عن كتاب؟ وهل على الكاتب أن يجاري هذا النمط من التلقي، أم يتمسك بمشروعه الإبداعي، حتى لو خسر شريحة واسعة من القرّاء؟

متطلبات السوق

وصدق المشروع الإبداعي

يرى الكاتب الفلسطيني طارق عسراوي أن القارئ النزق لا يستحق الخضوع، بل يعتبر أن «نزقه» مجرد أداة من أدوات ضغط السوق، وهو ما لا يعني الكثير له ككاتب. ويقول: أول ما يتبادر إلى ذهني حين أفكر بهذا الأمر بأنني حقا لا ألقي بالا للقارئ، والحقيقة أنَّ بي عنادا ما لعدم الخضوع له، رغم إدراكي أن نزق القارئ هو إحدى أدوات ضغط السوق، وأكثرها استحقاقا، ولكن التجربة تثبت دوما أن الخضوع لنزق القارئ ورغباته يطيح بالضرورة ببقاء الكاتب وديمومة عمله.

ويُضيف عسراوي، مستشهدا بتجربة الشاعر الفلسطيني محمود درويش: أعرف أن درويش أدار ظهره لرغبات القارئ واستمر في سياق مشروعه حتى خضع له القارئ، وبهذا بقيت أعماله حاضرة رغم مرور الزمن.

ويختم: الخضوع لهذا النزق يعني أننا سنقرأ أعمالا متشابهة كثيرة بأسماء مختلفة، وسوف يختفي التنوّع، وسيبدو المشهد تراجيديا حين يقوم الكاتب بما يقوم به الذكاء الصناعي.

من جانبه، يرى الكاتب العُماني محمد الشحري أن التحديات التي يواجهها الكاتب في زمن الصورة والذكاء الاصطناعي لا تبرر له الانصياع للنزق القرائي. ويقول: لا أفكر في القارئ لأنني لا أخاطب شريحة معينة من الناس، بل أفكر في الفكرة وكيفية صياغتها وصيانتها، أُعاينها كما يُعاين الجوهرجي جواهره.

ويؤكد أن الكتابة هي خطاب إعلان رأي لا وسيلة نيل إعجاب: الكتابة وفق ما يطلبه القارئ، أيا كان مستوى القارئ، فهي ابتذال، ومحاولة يائسة وبائسة من الكاتب الباحث عن جمع الإعجاب وليس عن خلق وتكوين الأفكار. لكنه في الوقت ذاته لا يُعفي الكاتب من مسؤولياته الفنية، إذ يقول: على الكاتب ألا يتنكر لأدوات السرد ومهارات رواية الأحداث، فالتشويق عمود الحكاية، وأداة مهمة لجذب القارئ إلى إنهاء المادة المقروءة.

الناشر بين مطرقة

السوق وسندان الجودة

من جهة النشر، يرسم أحمد عبدالقادر، المسؤول عن مشاركة دار المتوسط في معرض مسقط الدولي للكتاب، صورة مركّبة للمشهد، ويقر بأن الناشر في النهاية مؤسسة تعتمد على المبيعات.

ويقول: الناشر قد يضطر لنشر عمل يلاقي قبولا لسبب ما، حتى يغطي بعض المصاريف، وهنا يكمن دور القارئ في هذه المسألة.

ويصف القارئ المعاصر بـ«العجول» أحيانا، بل ويذهب إلى وصف ما يحدث بـ«وهم القراءة»: القارئ نفسه الآن (ليس عموما) قارئ عجول، يريد أن يقرأ لسبب ما؛ للنشر في مواقع التواصل أو للمباهاة، وهذا بالإمكان تسميته وهم القراءة.

ويحذر من أن بعض دور النشر تماشت مع هذه النزعة: دور النشر الحديثة تماشت بشكل مفرط في توجيه القارئ للكتب الركيكة من خلال تبنّي بعض المشاهير لإصدارات متنوعة.

لكنه في المقابل يرى بصيص أمل: بعض دور النشر تحافظ على القرّاء النوعيين، وولاؤهم للأعمال الفكرية الحقيقية هو ما سينافس الغثاء المنتشر.

يرى الناشر أمجد ياسين أن الساحة الأدبية لا تخلو من ظاهرة (القارئ النزق أو العجول)، وقال: على ما يبدو أنها في ازدياد الآن، ربما لكثرة الإصدارات على مختلف تنوعاتها، فضلا عن تأثير الأمور الحياتية والاجتماعية والسياسية في منطقتنا على مزاجية القارئ، واتجاه بوصلة القراءة إلى مؤلفات تُعنى بكتب التنمية البشرية المؤلفة أو المترجمة على حساب الأدب الكلاسيكي.

وأضاف: عُموما نحن كدار نشر نفكر بالقارئ المتعدد، وبمعنى أوضح نحن نفكر بعقلية المكتبة التي يجب أن تتوفر فيها كل الأجناس الأدبية مع المحافظة على طبيعة دار النشر واهتماماتها التي أُنشئت من أجلها، لذلك قد يغلب صنف أدبي على غيره حسب اهتمامات القائمين على الدار، وبالتالي لا نقف كثيرا عند نوعية محددة مثل القارئ النزق، الذي يصعب إرضاؤه؛ لأنه يبحث ربما عن شيء خاص جدا، ولا يُتعب نفسه بالبحث في طيات الكتاب عنه، هو يبحث عن ضالته ويريدها مباشرة وكأنها مكتوبة له، وأحيانا كثيرة يشتكي من عدد صفحات الكتاب، لماذا هي كثيرة أو قليلة.. أو أن هذا الكتاب لا يوفر المعلومة كاملة عن الموضوع الذي يريده.. وكأنه يبحث عن عذر، لتجد نفسك لا تستطيع مجاراته.. لا أُخفيكم سرا أن الكثير منهم قد يشير إلى أن موضوعات مهمة مطلوب توفيرها للقارئ عبر التأليف أو الترجمة.. يبقى في النهاية هو قارئ له الحق في ما يبحث عنه أو ما يقوله.

القراءة كزمن وتراكم

أما من جهة القرّاء، فيصف سلطان ثاني تجربته مع القراءة على أنها «وسيلة تفكير لا وسيلة إقناع».

ويرى أن صعوبة النص ليست عيبا، بل احتمال لاكتشاف شيء مخفي. ويقول: «حين يصعب عليّ كتاب ما، أظن أن فيه شيئا مخفيا لا بد من اكتشافه». ويُرجع سلطان ظاهرة «النزق القرائي» إلى نمط الحياة الراهن، وأن ما يعانيه الكثير من القراء هو النفس القصير، وهذا النفس القصير نتاج تطبيع قوي مع الاستهلاك المفرط والمتع اللحظية.

ويشدد على أن القراءة الواعية عمل تراكمي، وأن: «القارئ حين يقرأ كتابا ما، فهو يقرؤه بكل خبراته وقراءاته السابقة، ويحتاج إلى تقاطعات ذهنية بينه وبين النص.

أما أحمد بن محمد البلوشي، فيرى أن القارئ النزق ليس نتاجا فرديا بل ثقافي، أفرزته موجات «كتّاب الترند» على وسائل التواصل الاجتماعي. يقول: وجود القارئ النزق هو نتاج كتّاب السوشيال ميديا وكتّاب الترند، الذين يستهدفون هؤلاء النوعية من القرّاء بلغة سريعة وسهلة الهضم». ويُقابل هذا النوع بـ«القارئ الصبور»، الذي يمنح الكاتب أكثر من فرصة: «القارئ الصبور وصاحب التجربة القرائية الطويلة يعرف ما يقرأ، وقد يقرأ العمل أكثر من مرة لمنحه فرصة أخرى».

ويختم البلوشي باعتبار أن الكاتب هو من يحدد جمهوره: فالجيد يبقى دائما على مر السنين، وأما ما دون ذلك فيُنسى ولا يُعد له قيمة مع الوقت.

مقالات مشابهة

  • «الاقتصاد» تطلق مركز المعرفة والابتكار لترسيخ التعاون مع القطاع الأكاديمي
  • الموارد البشرية: الضمان الاجتماعي يحول الفرد والأسرة لأشخاص منتجين .. فيديو
  • الحج بالذكاء الإصطناعي.. تقنيات متطورة لإدارة الحشود بالمسجد الحرام
  • سيف بن زايد يشهد إطلاق مبادرة لتطوير مهارات الذكاء الاصطناعي لمنتسبي وزارة الداخلية
  • إرضاء القارئ العجول.. تأثير في شكل الكتابة وطريقة النشر ونوعية التلقي
  • السيسي: تحسين الثروة الحيوانية ضرورة لزيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي
  • بن حبتور يؤكد أهمية المؤتمرات الطبية في تحسين وتطوير القطاع الصحي
  • روبيو: مطالب أوكرانيا لا يمكن تحقيقها عسكريا
  • تجنبوا الضغوط اليومية.. تعرف على أسباب تهيج القولون العصبي
  • حديقة الحيوانات بالعين تعزز مهارات الطلبة في مجالات البيئة والاستدامة