جوزيب بوريل.. ابن خباز يقود السياسة الخارجية لأوروبا
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
جوزيب بوريل سياسي إسباني ذو تاريخ طويل من العمل الدبلوماسي في بلاده وفي الاتحاد الأوروبي. ولد عام 1947. أصبح عضوا في البرلمان الأوروبي خلال الفترة التشريعية 2004-2005، وتولى رئاسته خلال النصف الأول من الولاية، وعاد بعدها إلى إسبانيا وزيرا للشؤون الخارجية، قبل أن يتم تكليفه بمنصب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بداية من عام 2019.
ولد جوزيب بوريل في 24 أبريل/نيسان 1947 في إحدى قرى مقاطعة كتالونيا في إسبانيا، لأسرة فقيرة لها تاريخ من النضال السياسي والنقابي في ظل حكم الجنرال فرانكو.
عمل والده مسؤولا عن مخبز صغير في القرية، وهي المهنة التي ورثها عن والديه المهاجرين إلى الأرجنتين من كتالونيا، حيث أقاما مخبزا في مدينة مندوزا قرب حديقة سان مارتن العامة.
وقد عاد جد جوزيب وعائلته إلى إسبانيا مرة أخرى عندما كان عمر بوريل الأب (8 أعوام)، وذلك قبل اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية.
وفي عام 1969، قابل جوزيب بوريل الفرنسية كارولين ماير عندما كان متطوعا في كيبوتس "غال أون" في إسرائيل، فتزوجا ورزقا بطفلين أحدهما أصبح دبلوماسيا إسبانيا، لكن هذا الزواج لم يكتب له الاستمرار طويلا.
تزوج مرة أخرى عام 2018 من كريستينا ناربونا، التي تولت منصب نائب رئيس مجلس النواب الإسباني، كما تولت حقيبة وزارة البيئة الإسبانية في الفترة من 2004 إلى 2008.
نظرا لبعد منزل عائلة بوريل عن المدينة، استكمل جوزيب تعليمه ما بعد الأساسي في البيت بتوجيه من والدته، وبرعاية من معلم متقاعد في القرية، واجتاز بعد سنوات امتحان الثانوية العامة بشكل نظامي.
انتقل بعدها إلى مدينة برشلونة لدراسة الهندسة الصناعية، قبل أن يتحول اهتمامه إلى هندسة الطيران في جامعة مدريد التقنية التي تخرج منها عام 1969 بعد تغيير جامعته الأولى.
وفي عام 1972 حصل على درجة الماجستير في اقتصاد النفط وتكنولوجيا صناعته من المعهد الفرنسي للبترول في باريس، وألحقها بدرجة ماجستير أخرى عام 1975 من جامعة ستانفورد الأميركية بولاية كاليفورنيا في الرياضيات التطبيقية. وحصل أخيرا على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة كومبلوتنسي في مدريد عام 1976.
عمل محاضرا في المعهد العالي للهندسة في جامعة مدريد للتكنولوجيا في الفترة من 1975 إلى 1982، كما عُيِّنَ أستاذا في جامعة بلد الوليد في الفترة بين عام 1972 و1982، فضلا عن عمله في إحدى شركات البترول في إسبانيا.
التجربة السياسيةكانت الخطوة الأولى لجوزيب بوريل في عالم السياسة من خلال تطوعه في الحزب الاشتراكي العمالي في إسبانيا عام 1975 في الوقت الذي كان يعمل فيه محاضرا في عدد من المؤسسات الجامعية المرموقة.
ولا عجب من انخراط بوريل في العمل السياسي في ذلك الوقت، خاصة مع التحول الديمقراطي الذي كانت تشهده إسبانيا بعد وفاة فرنسيسكو فرانكو، إذ نشأت حركة عامة ديمقراطية تسعى إلى بناء نظام مدني قوي، وتعزيز المؤسسة البرلمانية.
وفي عام 1979 حصل على الوظيفة السياسية الأولى له من خلال انتخابه عضوا في مجلس مدينة مدريد، وامتزج عمله الجامعي بالسياسي من خلال لجنة السياسات المالية التي انصب عملها على مكافحة الفساد المالي وملاحقة التهرب الضريبي.
وفي عام 1982 فاز الحزب الاشتراكي بأغلبية المقاعد وشكل الحكومة، فأصبح لجوزيب بوريل دور أكبر لا ينحصر فقط في مدينة مدريد، بل يؤثر على السياسية الإسبانية بشكل كامل، فقد تولى مسؤولية الأمين العام للميزانية والإنفاق العام، ثم أمينا للتمويل.
ولفت الأنظار من خلال سياسته ذات الخلفية الاشتراكية التي أسهمت في تعزيز التحول الديمقراطي السلمي بالانحياز إلى المجتمع والمكافحة المؤسسية للفساد، وفي عام 1991 انضم بوريل إلى مجلس الوزراء من خلال حقيبة الأعمال العامة والنقل واستمر في منصبه 5 سنوات، كما مثل مدينة برشلونة في مجلس النواب في الفترة من عام 1986 إلى 2003.
وبداية من عام 2003 تم اختيار بوريل رئيسا للبرلمان الأوروبي ليصبح الرئيس الإسباني الثاني للبرلمان بعد إنريكي بارون كريسبو.
ترقى في المناصب الأوروبية فاختير وزيرا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بين عامي 2018 و2019، قبل أن يتم اختياره ممثلا أعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي عام 2019.
وتولى إدارة عدة ملفات سياسية شائكة مثل الحرب الروسية الأوكرانية، فضلا عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة.
تولى جوزيب بوريل خلال مسيرته السياسية عدة مناصب ذات أهمية دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي وحقائب وزارية في الحكومة الإسبانية، فقد تولى مسؤوليات مختلفة في وزارة المالية الإسبانية في الفترة من 1982 إلى 1991 من خلال عمله أمينا عاما للميزانية والإنفاق العام، وأمين الدولة للتمويل.
وفي عام 1986 تم اختياره عضوا في البرلمان الإسباني ممثلا عن مدينة برشلونة حتى عام 2003، وأصبح وزيرا للأعمال العامة والنقل من 1991 إلى 1996، ثم عضوا في برلمان الاتحاد الأوروبي في المدة من 2004 إلى 2009، ورئيسا للمجلس في النصف الأول من فترته الانتخابية.
وفي عام 2018 تولى منصب وزير الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، ثم اختير ممثلا أعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بداية من عام 2019.
الأوسمة والتكريمات الوسام العلوي برتبة ضابط كبير من المملكة المغربية عام 1996. وسام الصليب الكبير الإسباني لكارلوس الثالث عام 1996. وسام إيزابيلا الكاثوليكي الإسباني عام 2000. الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة كويمبرا البرتغالية عام 2006. وسام الاستحقاق المدني الإسباني عام 2007. وسام الملكة إيلينا الكبير من دولة كرواتيا عام 2006. وسام الاستحقاق الدستوري الإسباني عام 2011. وسام الشرف الفرنسي بدرجة قائد عام 2015.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی الاتحاد الأوروبی للشؤون الخارجیة فی الفترة من جوزیب بوریل من خلال عضوا فی وفی عام من عام
إقرأ أيضاً:
رسالة دعم لـ غزة.. التلفزيون الإسباني يتحدى منظم مسابقة يوروفيجن
تحدى التلفزيون الحكومي الإسباني، المنظمة المسؤولة عن مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن"، والتي أمرته بوقف إشاراته إلى الهجوم على غزة تحت تهديد العقوبات؛ وذلك من خلال بث رسالة دعم للفلسطينيين، أمس السبت، قبل بثها للحدث.
ونقلت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية، عبر موقعها على الإنترنت، عن هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية،: “عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان؛ فإن الصمت ليس خيارًا”، في رسالة مكتوبة باللون الأبيض على خلفية سوداء باللغتين الإسبانية والإنجليزية، تم بثها قبل ثوانٍ من انطلاق المسابقة رسميًا.
ويأتي هذا النص القصير كرد على اتحاد البث الأوروبي، الجهة المنظمة لمسابقة يوروفيجن، والتي طلبت من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الإسبانية عدم تكرار إشاراتها إلى الحرب في غزة خلال بثها للحفل النهائي مساء السبت، تحت طائلة فرض "غرامات عقابية".
وفي رسالة كشفت عنها هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية (RTVE) أمس، كانت موجهة إلى مدير إنتاج المحتوى في الهيئة ورئيسة الوفد الإسباني في المسابقة؛ برر اتحاد البث الأوروبي موقفه بـ"عدم إضفاء الطابع السياسي على الحدث".
وفي الرسالة نفسها، أكد اتحاد البث الأوروبي- الذي تعد هيئة الإذاعة والتلفزيون عضوًا فيه- أن "التصريحات السياسية التي من شأنها المساس بحياد المسابقة؛ محظورة"، معتبرًا أنه "من الأساسي أن يحترم المعلقون هذه القواعد دون استثناء" في الدول التي تبث الحدث.
وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن هذا التحذير جاء بعد شكوى تقدمت بها قناة التلفزيون الإسرائيلي العامة (كان)، التي أبدت انزعاجها من إشارة المذيعين الإسبان إلى القتلى في غزة، خلال ظهور المتسابقة الإسرائيلية، يوفال رافائيل، مساء الخميس في الحفل نصف النهائي.
وفي اتصال مع وكالة “فرانس برس”، أكد اتحاد البث الأوروبي أنه أخطر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسباني رسميًا بالأمر، موضحًا لها أهمية أن يحافظ المعلقون على حيادهم خلال بث المسابقة.
وفي بيان نشر على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، أعربت أمس السبت المجالس الإعلامية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية، المسؤولة عن ضمان استقلال الهيئة، عن قلقها إزاء التهديد الصادر عن اتحاد البث الأوروبي، وقالت “نحن ندين أي نوع من التدخل وندافع عن التزام الهيئة بتقديم معلومات موثوقة”.
وجاءت شكوى قناة "كان" بعد أن دعت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية في منتصف أبريل إلى "مناقشة" حول مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن، مسلطةً الضوء على المخاوف التي يثيرها الوضع في غزة داخل المجتمع المدني الإسباني.
جدير بالذكر أن إسبانيا، التي اعترفت بدولة فلسطين يوم 28 مايو 2024، إلى جانب أيرلندا والنرويج، ظهرت خلال الأشهر الماضية كواحدة من أكثر الأصوات انتقادًا داخل الاتحاد الأوروبي لحكومة بنيامين نتانياهو، كما تعد داعم تاريخي للقضية الفلسطينية.
وقد أدت مواقف رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الذي دعا، السبت- خلال القمة العربية في بغداد- إلى الضغط على إسرائيل؛ لوقف المذبحة في غزة، إلى تعرض إسبانيا لمزيد من الانتقادات اللاذعة من الحكومة الإسرائيلية.
ويشارك 37 متسابقًا في مسابقة يوروفيجن 2025، التي تقام في بازل بسويسرا.
وتعد المتسابقة، يوفال رافائيل، التي اختارتها قناة “كان” الإسرائيلية، إحدى الناجيين من الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل.