دور الديمقراطي الكردستاني في السياسة الخارجية للعراق
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
بقلم : د. محمد نعناع ..
لقد صاغ الحزب الديمقراطي الكردستاني مبكراً رؤيته الاستراتيجية حول الوضع في العراق، وحددها ضمن توازنات القوى الكبرى في
العالم، وفي إطار رغبة التنافس لدى القوى الإقليمية، وكانت توجهاته تتجه دائماً نحو معرفة إمكانيات العراق الحقيقية، وعدم المجازفة بمواقف غير محسوبة، وفي سياق التخندق الإقليمي أو التمحور الدولي، وعلى هذا الأساس جاءت رغبة القيادة الكوردستانية في تنمية الإقليم وعدم الجنوح للانخراط في معادلات داخلية وخارجية
خاسرة.
ومن منطلق قوة إقليم كردستان واهتمام أربيل باستقلاليته ورعايته لحقوق أبناء كردستان، تحقق للديمقراطي الكردستاني دور فعال خارج الإقليم على المستوى الاتحادي، وخارج العراق على المستوى الإقليمي والدولي، لقد كانت الزيارات التي يجريها المسؤولون في حكومة إقليم كردستان لدول المنطقة تحظى بأهمية كبيرة، وعادةً توفر بيئة إيجابية لزيارات تتبعها من قبل المسؤولين الاتحاديين كرئيس الوزراء ووزير الخارجية، وفي ثنايا هذا الفعل السياسي والدبلوماسي تحقق للديمقراطي الكردستاني دور فعال في السياسة الخارجية للدولةالعراقي بعد العام 2003.
وبهذا الاتجاه يمكن تسليط الضوء على ملفين نشط الديمقراطي الكردستاني فيها خلال عام من حكومة السوداني وهما:
الأول: الموقف من التغيير في سوريا
الثاني: انعقاد قمة بغداد
أصدر اقليم كردستان والديمقراطي الكردستاني بيانات متوازنة حول الوضع الجديد في سوريا، ولم يجنح الى التصعيد القومي والطائفي، مما ساهم في تقليل الضغط على العراق الذي تعاملت حكومته وقواه السياسية بشيء منالانفعالية، ففي الوقت الذي بدى العراق في قلب العاصفة، قال المسؤولون في البارتي
بأن ما يحصل في سوريا شأن داخلي، وعلى النظام الجديد فقط مراعاة حقوق الشعب السوري والأقليات، وفي هذا التوجه تحييد للعنف والمطالبة بعدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية، وفي هذا السياق ضمن إقليم كردستان عدم زجه في أي معادلة عنف مقبلة في سوريا، ثم التحقت حكومة السوداني بهذا الموقف ومدت جسور العلاقة مع نظام الشرع
الذي هو الاخر بادلها نفس الموقف المسؤول في عملية بناء علاقات متوازنة بين البلدين.
وفي ملف القمة العربية ينشط وزير اتحادي كوردي
وهو وزير الخارجية فؤاد حسين لترتيب علاقات العراق الخارجية مع الدول العربية، ورغم التمثيل شبه الضعيف في قمة بغداد، إلا أن فؤاد حسين كان له دور كبير في
مسألتين هامتين على الأقل، وهما، المسألة الأولى: موقف العراق من تطورات الحرب في غزة ولبنان، فقد صنع توازناً ما بين التحركات والخطابات، وفي وقت تغلي فيه المنطقة ساهم وزير الخارجية في تطمين العالم من دور ايران والفصائل في العراق، وتحدث كثيراً عن مؤسسات الدولة وقدرتها على القيام بمسؤولياتها في ظل التصعيد في المنطقة
والذي يؤثر بدوره بشكل كبير على الوضع في العراق.
إن وضعاً فعالاً لإقليم كردستان وتحديداً للديمقراطي الكردستاني في السياسة الخارجية للعراق سيكون ذو مردودات إيجابية شاملة، لو حقق الإقليم خطوتين تاليتين، وهما:_
الأولى: تشكيل حكومة الإقليم الجديدة وبناء معادلة سلطة داخلية متوازنة، فقد أخذ تشكيل الحكومة الجديد وقتاً اكثر من اللازم، وفي ذلك تأثير على وضع الاقليم.
الثانية: انهاء المشاكل المزمنة مع الحكومةالاتحادية، وخصوصاً في مجالات النفط والتحويلات المالية.
وباستطاعة الإقليم تحقيق هاتين الخطوتين من
خلال تشكيل لجنة لها صلاحيات واسعة، وعن طريق الحسم الداخلي للملفات العالقة يتم الانتقال لحسم الملفات الاتحادية، وهي مسألة ذات منفعة كبيرة للاستقرار الشامل في الإقليم. د. محمد نعناع
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی سوریا
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: مصر ستواصل اتصالاتها وبذل الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار فى الإقليم
أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اتصالًا هاتفيًا مع أنطونيو غوتيريش، السكرتير العام للأمم المتحدة، حيث تناول الجانبان مستجدات الأوضاع الإقليمية المتسارعة.
وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير جدد التأكيد على الموقف المصري الثابت والداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن والأسري، مستعرضاً فى هذا الخصوص الاتصالات المكثفة التى تجريها مصر مع كافة الأطراف لسرعة التوصل لوقف إطلاق النار.
كما استعرض وزير الخارجية الجهود المصرية المتواصلة لتأمين نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة، ودار نقاش حول مؤتمر التعافى المبكر وإعادة الإعمار فى غزة المقرر أن تستضيفه مصر عقب التوصل لوقف إطلاق النار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية.
على صعيد آخر، استعرض وزير الخارجية الاتصالات المكثفة التى تجريها مصر مع جميع الأطراف المعنية لتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران واسرائيل واستئناف المفاوضات حول البرنامج النووى الإيرانى، وبما يسهم فى خفض التصعيد، مؤكداً أن مصر ستواصل اتصالاتها وبذل الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار فى الإقليم.
وقد تبادل الوزير عبد العاطى الرؤى مع سكرتير عام الأمم المتحدة حول التطورات فى السودان، حيث أكد وزير الخارجية دعم مصر الكامل لوحدة السودان وسلامة أراضيه، وضرورة تحقيق وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، وشدد على أهمية تغليب لغة الحوار والحل السلمي حفاظًا على مقدرات الشعب السوداني الشقيق.
ودعا عبد العاطي المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لدعم المسار السياسي وتهيئة الظروف المناسبة لاستعادة الاستقرار والأمن في السودان.
كما تطرق الاتصال للأوضاع في الصومال، حيث أعرب وزير الخارجية عن دعم مصر الكامل لبعثة الاتحاد الأفريقي للدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال، مشيراً إلى أن مشاركة مصر تأتي في إطار التزامها الراسخ بدعم الأمن والاستقرار في الصومال.
وشدد على أن الدور المصري يهدف إلى تمكين مؤسسات الدولة الصومالية ومساعدة المؤسسات الوطنية في التصدي للتهديدات الإرهابية.
كما دعا إلى توفير الدعم الفني والمالي اللازم لها، بما يحقق الأهداف المنشودة للبعثة.