نقابات طبية ترد على الداعية ياسين العمري وتستنكر شيطنة أطباء المغرب
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
أخبارنا المغربية - الرباط
تداول عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يظهر فيه الداعية ياسين العمري، وهو يتهم الأطباء بإثقال كاهل المرضى بالتكاليف التعجزية من أجل علاجهم، وذلك بغية تحقيق أرباح مالية لتعويض مصاريف شراء المعدات الطبية.
وفي هذا السياق، عبرت كل من النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر، والتجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين بالقطاع الخاص، والنقابة الوطنية للطب العام، في بيان مشترك، عن استياءهم وامتعاضهم الشديد، من تصريح الداعية العمري.
وقالت النقابات في البيان أنها تابعت بكافة مكوناتها، وبكل أسف واستياء، استمرار اتساع رقعة الإساءة للأطباء المغاربة، وهو ما تكشف عنه العديد من الخرجات والتصريحات الإعلامية التي تؤكد حضورا قويا لعطب كبير مسيء لكل المغاربة، لأنه يضرب في العمق ركائز الثقة التي هي أساس كل نجاح وتقدم.
وأوضحت الهيئات النقابية، أن العطب المذكور تعكسه بشكل واضح العديد من التصريحات المسيئة، ومن بينها ما جاء في خرجة أحد الأشخاص الذي يقدم نفسه على أساس أنه داعية، الذي لم يجد أدنى حرج في تبني خطاب التعميم، وهو يكيل التهم للأطباء، وينعتهم بأقبح النعوت، ويبخّس مجهوداتهم، ويعمل على شيطنتهم، مجردا إياهم من إنسانيتهم ووطنيتهم ويقدمهم في أبشع الصور المادية، متناسيا ومتغافلا المسؤوليات التي تحملها الأطباء والأدوار التي قاموا بها، بالأمس كما اليوم، ومعهم باقي مهنيي الصحة، من أجل خدمة الصحة العامة، في الجبال والقرى والمداشر النائية، لمواجهة الأمراض والوقاية منها، وفي أزمنة الأوبئة.
وأبرز البيان المشترك أن الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، نموذج صغير للتضحيات المبذولة التي أدت إلى إصابة أكثر من 100 أستاذ وطبيب بالعدوى التي كانت سببا في أن أسلموا أرواحهم لبارئها.
وتابع البيان، على أن الخطاب الذي أسس عليه المتحدث كلامه الموجه للعموم، بعد بث وتقاسم التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي ينضاف إلى مسلسل طويل من الإساءات التي ظل الأطباء يتعرضون لها في وطنهم من طرف جهات مختلفة وبأساليب وصيغ متعددة، سيؤدي وبكل أسف إلى نشر المزيد من الكراهية وتعميم الحقد على نطاق واسع ضدهم، وهو ما لا يمكن القبول به.
وأضافت الهيئات أن التطبيع مع هذه الممارسات والسلوكات، لن يشجع إلا على مزيد من هجرة الكفاءات بالنسبة لأطباء الغد، في الوقت الذي يعرف فيه المغرب خصاصا كبيرا في الأطباء، وفي مرحلة زمنية جد مهمة في مسار المغرب نحو تعميم الحماية الاجتماعية، تفعيلا للتعليمات الملكية للملك محمد السادس، مبدع هذا الورش التاريخي، والذي يحرص على أن تكون المنظومة الصحية منظومة عادلة تضمن التكفل الصحي بكافة المواطنين وتضمن ولوجهم إليها بشكل سلس بعيدا عن كل الإكراهات، المادية منها والمعنوية.
وأشارت النقابات إلى أن الملك محمدا السادس، أكد على أن تكون الجدية محددا لسلوكاتنا ولعملنا، كل من موقعه، لخدمة الوطن والمواطنين، إلا أنه يتبين وبكل أسف، من خلال مثل هذه التصريحات، افتقاد البعض لها مقابل تبنيهم لخطابات الإثارة والشعبوية التي لا تساهم إلا في تعميم الاحتقان.
وقالت النقابات الطبية في ختام بيانها، إننا كأطباء مغاربة، نعتز بكوننا من بنات وأبناء هذه الدولة الشامخة، دولة الحق والقانون والمؤسسات، ونؤمن جدا بأن كل مواطن تضرر من ممارسة ما ومن سلوك يعتبره مسيئا له أو تسبب له في أضرار معينة، كان مصدره طبيبا أو غيره، فإنه يمكن له التوجه إلى المؤسسات المختصة من هيئة وطنية للأطباء ومجالس جهوية، أو للوزارة الوصية من خلال مفتشيتها، أو إلى مؤسسة القضاء للمطالبة بحقوقه وبجبر الضرر إذا ما كان له الحق في ذلك، ونعي جيدا أنه في كل مجال وقطاع، في كل المجتمعات، هناك الصالح والطالح، وهو ما يجب معه أن نميز بينهما وأن نسمي الأشياء بمسمياتها في حال وجود خلل ما، عوض تبني خطاب التعميم المحبط، والحاطّ من الكرامة والمسيء لها، الذي يؤدي لنشر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
رحيل الشاعر ياسين البكالي بعد رحلة إبداعية مع الحرف والقصيدة
خليل المعلمي
نعت الاوساط الثقافية والأدبية في بلادنا الشاعر والأديب ياسين البكالي الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس الموافق ١٥ مايو ٢٠٢٥م، بعد رحلة طويلة مع الإبداع والتألق، رافق الحرف والكلمة والقصيدة على مدى أكثر من عقدين ويزيد، ادخر حياته ووقته وموهبته في الشعر ومع الشعر فكانت الحصيلة مجموعة من الدواوين، ونال الكثير من الجوائز والأوسمة والدروع.
توطدت علاقتي بالشاعر ياسين البكالي عندما كنا ضيوفا على مكتبة زبيد العامة أثناء مشاركته في مسابقة شاعر زبيد في ابريل 2013م، التي كانت تنظمها المكتبة سنوياً، كانت مشاركته في المسابقة رائعة ومتميزة وكان ذا صوت جهوري ولغته نقية وقوية، يلقى قصائده بقوة وكأنها تزلزل الأسماع قبل الأمكنة..
غادرنا زبيد سوياً متجهين إلى صنعاء فاصبحت روابط الصداقة بيننا وثيقة، وظل تواصلنا على مواقع التواصل الاجتماعي، اتعرف على أنشطته ومشاركاته ونتاجاته الإبداعية المستمرة، وكان آخر لقاء معه في صنعاء 2023م، واهداني حينها ديوانه الجديد في ذلك العام “عمرةٌ وسربُ قصائد”، وكنت أكثر متابعة لصفحته على “الفيس بوك” التي كان يبث فيها أماله وآلامه حتى اختاره الله إلى جواره صابراً محتسباً، قبل أن يكمل العقد الخامس من عمره ببضع سنوات لكنها إرادة الله الذي لا راد لقضائه.
لقد جادت قريحة الشاعر ياسين البكالي بالكثير من القصائد التي تحتاج منا إلى تأمل وتدبر، و القصيدة التالية التي نظمها ونشرها، وربما كان قد عرف بقرب أجله:
سأموتُ بعدَ قليلِ
فانتظروا
لكيْ أبكِي عليّا
وقِفوا جِواري هادئِينَ
دعوا الحروفَ تُحيطُ بي
ولسوفَ آخذُها إلى ربّي
أقولُ لهُ : إلهي
العفوَ هذا ما لديَّ
سأموتُ بعدَ قليلِ
فاحتشدوا عليَّ
فرُبّما سأكونُ أفضلَ
ربّما أُنهِي قراءةَ كلِّ أسماءِ الغيابِ
وأكتفي بصلاةِ هذا الشعرِ فِيَّا.
ولا عجب أن لا نجد للحياة أي أهمية لديه ولا تساوي شيئاً عنده وذلك من خلال قصيدة يقول فيها:
خُلاصةُ العُمرِ
أن تأتي خُلاصتُهُ
على امرئٍ
مثلَما تأتِي طفولتُهُ
وأن تنامَ عجوزٌ
فوقَ مائدةٍ
حتّى يعودَ ابنُها النائيْ
وفرحتُهُ
ما أرخصَ العيشَ
إن أضحى بلا سببٍ
وأتعسَ الوقتَ
إن سادتْكَ حِيرتُهُ
أحتاجُ نصفَ رغيفٍ
كي أرى وطناً
يَليقُ بالفردِ
إن آذتْهُ غُربتُهُ
نحيا على أملٍ..
كِدنا نذوبُ على
شَفا مواجِعِنا
لولا ابتِسامتُهُ..
وفيما يلي نستعرض السيرة الذاتية للشاعر المبدع ياسين البكالي (كما وردت في كتاب شعراء اليمن وأدباؤها المعاصرون، الجزء الثاني، 2025):
– ياسين محمد أحمد سعد البكالي، (شاعر وباحث في الدراسات الفلسفية).
-ولد في بكال بمحافظة ريمة عام1977م.
– بكالوريوس تربية قسم (فلسفة وعلم اجتماع) جامعة صنعاء عام 1999م.
– تمهيدي ماجستير إدارة مدرسية.
– يعمل في الحقل التربوي.
– رئيس منتدى شعراء ريمة.
– عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين
– عضو مؤسس في المنظمة اليمنية لحماية الدستور والقانون.
– مشارك في الكثير من الفعاليات الثقافية والمهرجانات على مستوى الوطن.
– مُشاركُ أساسي في (مُلتقى شعر المديح النبوي) في تريم عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2010م.
– حاصل على شهادة شاعر اليمن من برنامج صدى القوافي الذي أنتجته الفضائية اليمنية 2014م.
– حاز على الكثير من الجوائز والشهادات التقديرية، من أبرزها:
• جائزة رئيس الجمهورية في محافظة ريمة لعام 2008م في مجال الشعر.
• جائزة ودرع أفضل شاعر في جامعة صنعاء لعام 2011م.
• المركز الأول ودرع وجائزة ملتقى شعراء ريمة عام 2017م.
• جائزة السنوسي الشعرية بجيزان المركز الثاني لعام 2018م.
• حاصل على درع (سفير السلام) لعام 2018 من جامعة الرازي ومؤسسة بصمات شبابية.
• حاصل على درع مجلة أقلام عربية لعام 2021م في مسابقة أقلام حول المرأة.
– الإصدارات الأدبية:
• ديوان (همسات البزوغ) عام 2008م تم طباعته في مطابع الكتاب المدرسي.
• ديوان (أحزان موسمية على الضفة الغربية) عام 2009م عن مركز عبادي.
• ديوان (مناسك غربةٍ لم تكتمل بعد) عام 2012م عن مركز عبادي.
• ديوان (أحدٌ ما يشتكي الآن منكَ) نادي الباحة الأدبي 2017م.
• ديوان (رمٌق آيلٌ للحياة) نادي الإحساء الأدبي 2017م.
• مجموعة (قبل أن يطفئ الماء قنديله) عن نادي نجران الأدبي 2018م.
• ديوان (مخافة أن….) عن منتدى شعراء ريمة 2020م.
• مجموعة (ليس في بالهِ أن يعود) صدرت عن مؤسسة الانتشار العربي عام 2020م.
• “الآهل بالفقد” مجموعة شعرية صدرت عن دار عناوين عام 2021م.
• “واستدار رغيفٌ من الأمنيات” مجموعة شعرية صدرت عن النادي الأدبي الثقافي بجدة 2022م.
• “الرحيل واقفاً” كتاب عن الشاعر الراحل مهدي الحيدري2022م.
• ديوان (عمرةٌ وسربُ قصائد).
. ديوان (ثم قال الغريب) صادر عن مؤسسة يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع.
– تحت الطبع:
• ديوان (أشرعةٌ تصلي في حضرة البحر).
• ديوان (النزوح الأبيض إلى حروفٍ لا تعرف الجهاتْ).
(وردة النار) رواية..
رحم الله فقيدنا، وأسكنه الفردوس الأعلى.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..