أخيرا نجح الشارع العربى فى أن تكون له كلمة واضحة فى الحرب الغاشمة التى تشنها عصابة الاحتلال الصهيونية ضد الشعب الفلسطينى, والتى لا ينكر إلا معدومو الضمير أنها حرب ابادة واضحة تريد نسف الشعب الفلسطينى من على وجه البسيطة, ليدفن معه القضية الفلسطينية إلى الأبد وهو أبدا لن يكون. قضية فلسطين ستظل باقية فى صدور كل أصحاب الضمير الذين تزداد أعدادهم يومًا بعد يوم, ما أكسبها المزيد من المناصرين بل وتحول كثير ممن كانوا ضدها فى الماضى إلى تأييد الحق الفلسطينى الذى حاولت وسائل إعلام غربية كثيرة تشويهه, إلى أن تغير الأمر كثيرًا منذ طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى.
وجد الشارع العربى نفسه خارج المعادلة السياسية, عزلهم الساسة الذين راحوا يتعاملون مع القضية بكثير من الدبلوماسية وقليل من المواجهة. لم يطق الشارع العربى صبرًا فوجد ضالته المنشودة فى ذلك السلاح البتار ألا وهو سلاح مقاطعة كل الشركات التى أعلنت بكل اقتناع أنها تساند العدو الصهيونى ضد الأشقاء فى فلسطين. فى البداية ظنت تلك الشركات أنه كان مجرد تهديد مصيره إلى زوال كما سبقه من تهديدات. لكن مع استمرار الحرب الوحشية ضد الفلسطينيين تحول التهديد فى هذه المرة إلى حقيقة واقعة أوجعت هذه الشركات التى لم تتردد فى تحول جزء من مكاسبها لدعم هؤلاء الأوغاد الأنجاس المناكيد. شركات تحقق مليارات المكاسب من جيوب المواطن العربى لتوجهها لقتل مواطن عربى أعزل يدافع عن حقه فى الحياة على أرضه.
أشعر بسعادة غامرة كلما ذهبت للسوبر ماركت وسألت عن منتج بديل لتلك المنتجات التى طالما اعتدنا على شرائها قبل المقاطعة فأسمع البائع يقول لى: «خلصانة» لكن موجود المنتج الأصلى الذى لا يقترب منه أحد. لم تفلح محاولات تلك الشركات فى استعادة زبائنها بتخفيض أسعارها وتقدم حزمة من العروض كنوع من ترغيب الناس فى الشراء, فركدت بضاعتها واعتلاها التراب فوق أرفف المحلات. كثير من فروع الشركات اضطرت لغلق أبوابها ترشيدا للنفقات ومحاولة منها فى مواجهة الخسائر الكبيرة التى منيت بها الشركات الأم. وبعد أن كانت تلك الشركات تمتلك أسماء تجارية لامعة تحمل عنوانا للنجاح والشهرة فى جميع مدن العالم أصبحت نفس هذه الأسماء مشبوهة يتجنبها كثير من الناس وليس العرب فقط بعد أن نجحت حملات المقاطعة فى جذب مزيد من المؤيدين من غير العرب فى كل أنحاء العالم فكانت بحق مقاطعة موجعة لكل من يؤيد الباطل ضد أصحاب الحق التاريخى والذى يكافح منذ سنوات طويلة ليصل صوته للعالم.
ما حدث هو غيض من فيض وصمود الشارع العربى بل والعالمى حتى الآن فى مقاطعة تلك المنتجات, والإقبال على منتجات بديلة حتى وإن كانت أقل جودة من منتجات الشركات التى قاطعها الناس هو رسالة بالغة الدلالة جاءت من جميع أنحاء العالم صفعة واضحة ضد غرور هذه العصابة التى تحتل قطعة غالية من أرض الوطن. فشكرا لكل من قاطع ودعا غيره للمقاطعة التى تعتبر سلاحنا لتغيير هذا المنكر الذى تفعله اسرائيل بأشقائنا. فإذا كنا عاجزين كشعوب عن تغييره بأيدينا, فلن نعجز بإذن الله فى تغييره بألسنتنا, بأقلامنا وكذلك بقلوبنا ومقطاعتنا لكل من يدعم العصابة بأى شكل وهذا أضعف الإيمان.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هشام مبارك طلة الشعب الفلسطينى الاحتلال الصهيونية وجه البسيطة القضية الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
الدالي: تمثيل الأحزاب في البرلمان مرتبط بقوتها في الشارع وليس بالمشاركة
قال الدكتور علي الدالي، الباحث في شؤون الأحزاب، إن عدد مقاعد البرلمان الحالي يبلغ 300 مقعد، موزعة بواقع 100 مقعد بنظام القائمة، و100 مقعد بنظام الفردي، و100 مقعد بالتعيين من جانب رئيس الجمهورية، موضحًا أن نتيجة القائمة محسومة بشكل كبير وفقًا للترتيبات السياسية المسبقة.
أشار الدالي خلال صباح البلد إلى أن هناك أحزابًا لم تشارك في الانتخابات على الإطلاق، وأخرى شاركت بفاعلية، بينما شاركت بعض الأحزاب بشكل محدود وضعيف.
وأكد أن الأهم من المشاركة هو القدرة الحقيقية على التواجد في الشارع وكسب ثقة المواطنين، مشيرًا إلى أن مجرد المشاركة لا يضمن للأحزاب تمثيلًا في البرلمان.
معيار الفوزوأضاف الباحث أن التمثيل البرلماني لا يتحقق بمجرد دخول الانتخابات، بل وفقًا لقوة الحزب التنظيمية والشعبية، وقدرته على التأثير في الاستحقاقات السياسية والدستورية السابقة. وقال: "حتى لو شاركت جميع الأحزاب، لا يعني ذلك بالضرورة أنها ستحصل على مقاعد المسألة تعتمد على مدى تواجدها في الشارع وتأثيرها الحقيقي".
الأحزاب مطالبة بتعزيز وجودها بين المواطنينودعا الدالي الأحزاب إلى التركيز على العمل الميداني وتعزيز العلاقة مع المواطنين، معتبرًا أن المرحلة المقبلة تتطلب أحزابًا فاعلة لا تكتفي بالمشاركة الشكلية، بل تسعى لتمثيل حقيقي يعكس قوتها على الأرض.