يمانيون – متابعات
على جبهة التصدي للحرب الشرسة التي شنها تحالف العدوان ورعاته ومرتزقته ضد العملة اليمنية منذ سنوات، حققت صنعاء، السبت، إنجازا جديدا بالإعلان عن حل عملي لمشكلة العملة الورقية التالفة التي أسهمت الحرب الاقتصادية المعادية في تحويلها إلى مشكلة تضغط على المواطن وعلى الحكومة الوطنية، لوضعهم بين خياري القبول بالأوراق النقدية المزورة التي تنطوي على استهداف مباشر لقيمة الريال نفسه، أو فقدان جزء كبير من السيولة المتداولة في السوق نتيجة استمرار تلف العملة الوطنية، لتثبت صنعاء في النهاية أنها في هذا الميدان أيضا لا تخضع للابتزاز وأنها قادرة على ابتكار الحلول الأنسب والتي لا تنطوي على أي تأثيرات سلبية.

الحل الجديد الذي أعلنه محافظ البنك المركزي، هاشم إسماعيل، تمثل في الإعلان عن إصدار عملة معدنية جديدة من فئة 100 ريال، كبديل عن الأوراق النقدية التالفة من الفئة ذاتها والتي أصبحت غير صالحة للاستخدام، على أن يتم إصدار عملات أخرى للفئات الأقل لاحقا، وهو حل لا يحمل أي تأثير سلبي على أسعار الصرف بحسب إسماعيل الذي أوضح أن العملة الجديدة “ستكون بديلا عن التالف” وليست كتلة نقدية جديدة تثقل كاهل القوة الشرائية للريال اليمني، مؤكدا أنها “مصكوكة وفق أحدث المعايير الدولية” في إشارة إلى الاعتبارات التي تضمن طول عمرها وصعوبة تزويرها.

وأكد إسماعيل أن استبدال العملة التي سيبدأ تداولها من اليوم الأحد، 31 مارس، سيتم عبر “نقاط ستعمل على مدار الساعة” وهو ما يشير إلى وجود خطة متكاملة للعملية.

ويمثل هذا الإعلان واحدة من الخطوات الوطنية المهمة في تأريخ الجبهة الاقتصادية، على غرار قرار منع تداول الأوراق النقدية غير القانونية التي طبعتها حكومة المرتزقة في المناطق الحرة، وهو القرار الذي كان له فضل في الحفاظ على استقرار سعر الصرف، فالعملة المعدنية تمثل حلا لمشكلة كبيرة وواسعة كانت تتعاظم مع مرور الوقت، وهي فقدان الأوراق النقدية من فئة 100 ريال، والتي تعتبر من أكثر الأوراق النقدية تداولا في المعاملات اليومية لغالبية المواطنين، فبالرغم من أن الشعب اليمني تمسك بهذه الأوراق على تلفها لمدة سنوات وهو ما اعتبره محافظ البنك “صورة من صور الصمود الذي أسهم في الحفاظ على تماسك العملة” فإنه لم يكن خفيا أن الكثير من أوراق هذه الفئة كانت تتلف إلى حد نهائي بشكل متزايد مع استمرار التداول، وهو ما يعني فقدان جزء مهم من السيولة النقدية المتداولة في ظرف صعب لا يحتمل مثل هذه التأثيرات أصلا نتيجة للحرب الاقتصادية المستمرة على العملة.

ومنذ بداية الحرب على العملة المحلية ونقل البنك المركزي، كان العدو يركز على استخدام الأوراق النقدية التالفة في المناطق الحرة كسلاح وأداة ابتزاز للمواطنين، من أجل دفعهم للقبول بالعملة غير القانونية التي طبعها عبر مرتزقته بكميات مهولة (أكثر من 5.5 تريليون بحسب محافظ البنك) وبدون غطاء، بهدف ضرب القوة الشرائية للريال كما حدث في المناطق المحتلة، ليترك المواطن بين خيارين قاسيين: إما القبول بالعملة المزورة والتضخم، أو التضحية بالسيولة نتيجة التلف، ومثلما أسهم قرار منع تداول الأوراق غير القانونية في التخلص من الخيار الكارثي الأول، فإن إصدار العملة المعدنية وتداولها كبديل عن التالف فقط (وهو ما يشير إلى أن الأوراق غير التالفة من فئة 100 ريال ستبقى صالحة للتداول) يمثل حلا ذكيا وعمليا للتخلص من الخيار الثاني، فعلى الواقع لن يكون هناك في السوق أي “إضافة” في حجم عملة الـ100 ريال، وكل ما سيحدث هو تحول جزء منها إلى صورة معدنية، ما يعني أن القوة الشرائية ستبقى كما هي.

وفي هذا السياق أكد رئيس الوفد الوطني، ناطق أنصار الله محمد عبد السلام، أن “إصدار العملة المعدنية الجديدة فئة 100 ريال لتكون بديلا عن العملة الورقية التالفة خطوة إيجابية قام بها البنك المركزي بصنعاء على طريق المعالجة الشاملة، من شأنها أن تخفف من معاناة الشعب بعد سنوات من الصمود في مواجهة حرب اقتصادية ومالية وبنكية شرسة كانت موازية للعدوان العسكري على بلادنا”.

وقد أعلن محافظ البنك المركزي أن هذه الخطوة “سيَعقُبُها إصدارٌ للعملاتِ المعدنيةِ للفئاتِ الأقلَ من 100 ريال” وهو ما يمثل تحركا للحفاظ على كامل السيولة النقدية في السوق وعلى القوة الشرائية للريال، وفي الوقت نفسه، سد الطريق أمام أي محاولات معادية لاستخدام تلف العملة الورقية كعنوان للترويج لخططه ومؤامراته التي يحاول من خلالها الضغط من أجل إدخال الأوراق النقدية غير القانونية إلى المناطق الحرة لخلق أزمة مشابهة لما تشهده المحافظات المحتلة.

وأكد إسماعيل أنه “عند تَحَسُّنِ الوضعِ الاقتصاديِ ومعالجةِ كلِّ آثارِ حربِ العدوانِ على العملةِ، سيراجعُ البنكُ المركزيُ سياساتِه بشأنِ العملاتِ المساعدةِ ويتخذُ ما هو مناسب” مشيرا إلى أن تحول فئة الـ100 ريال الورقية من عملة أساسية إلى عملة مساعدة جاء في الأساس “نتيجة للعدوانِ الظالمِ على بلدِنا وحربِه على العملةِ الوطنيةِ وتسبُّبِهِ بتراجعِ قيمتِها مقابلَ الدولار من مائتينِ وخمسةَ عشرَ ريالاً (215 ريالاً) إلى السعر الحالي خمسِمائةٍ وثلاثينَ ريالاً (530 ريالاً)”.

ويعني ذلك أن انخفاض قيمة العملة المحلية أمام الدولار بعد العدوان، جعل فئة الـ100 ريال تصبح متداولة بصورة أوسع بنفس مقدار تداول العملات المعدنية الأصغر في فترة ما قبل العدوان، الأمر الذي جعل هذه الفئة اكثر عرضة للتلف، فعلى سبيل المثال كانت العملات المعدنية هي الأكثر تداولا في أجرة المواصلات العامة، لكن بسبب تأثير العدوان أصبحت فئة الـ100 ريال الورقية هي الأكثر تداولا ما أدى إلى تلفها بسرعة.

وأشار إسماعيل إلى أن عملية استبدال العملة التالفة “ستقدم درساً آخر في طبيعة دوره الوطني الذي يخدم جميع أبناء الشعب اليمني ويحرص على وضعهم الاقتصادي والمعيشي بدلاً من أن يكون أداة في الحرب الاقتصادية عليهم وعلى مدّخراتهم”.

وأكد أن “البنك المركزي بهذه الخطوة يستعيدُ مظهراً من مظاهرِ السيادةِ ويستعيدُ واحدةً من أهمِ أدواتِ السياسةِ النقديةِ التي استخدمها العدوانُ الأمريكيُ السعوديُ للإضرارِ بأبناءِ الشعبِ اليمني واقتصاده ومعيشته”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الأوراق النقدیة القوة الشرائیة البنک المرکزی غیر القانونیة محافظ البنک فئة 100 ریال على العملة الـ100 ریال وهو ما

إقرأ أيضاً:

عترافات الخلية التجسسية تكشف جانبا من مؤامرات أمريكا على اقتصاد اليمن وقطاعاته الحيوية

الثورة نت|

في سياق الاعترافات التي نشرتها الأجهزة الأمنية لعدد من عناصر خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، كشف أحد أفراد الخلية عن المؤامرات التي تعرض لها الاقتصاد الوطني، وقطاعاته الحيوية.

الجاسوس جميل الفقيه أقر في اعترافاته عما كان يقوم به من دور تجسسي خطير مع شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية وما كلف به من مهام تستهدف بشكل رئيسي البنك المركزي والبنوك التجارية والعملة وغيرها من القطاعات الاقتصادية.

وذكر أنه تم تجنيده للعمل لصالح المخابرات الأمريكية في العام 2009م، من قبل الضابط “براين مقراث” المسؤول في القسم الاقتصادي بالسفارة الأمريكية.. مبينا أن طبيعة العمل التي كلف بها هي تجميع معلومات عن القطاع الاقتصادي بشكل عام.

وأقر أنه جمع على مدى 12 عاما معلومات عن البنك المركزي ونشاطه، والبنوك التجارية والحكومية ووزارة المالية والجمارك، والضرائب، وهي فترة تجنيده في السفارة الأمريكية.

وأكد الفقيه، أنه عمل على تزويد الأمريكيين بمعلومات عن القطاع التجاري في وزارة الصناعة والتجارة، والغرفة التجارية، وعدد من المؤسسات الأخرى، وتم تكليفه من قبل القسم السياسي والاقتصادي في السفارة، بتجنيد مصادر في الجهات الحكومية المختلفة، لتزويد السفارة بالمعلومات.

وأوضح أن المعلومات التي جمعها عن البنك المركزي كانت حساسة وهامة، تتعلق بطبيعة عمل البنك ونشاطه، والاحتياطي النقدي.. لافتاً إلى أنه وبعد إغلاق السفارة الأمريكية بصنعاء في العام 2015م، تم تكليفه بجمع معلومات عن إيرادات حكومة صنعاء، والموازنة العامة للدولة، وكيفية إعدادها في وزارة المالية.

وبحسب اعترافات الجاسوس الفقيه فقد تم تكليفه من قبل العناصر الأمريكية بجمع معلومات عن العملة الصعبة، والأسباب المانعة من ترحيل وتهريب العملة الصعبة.. موضحاً أن الجانب الأمريكي سعى من وراء جمع المعلومات المختلفة لاستهداف الاقتصاد بشكل أكبر، والتركيز على القطاعات الحيوية.

كما أكد أن الجانب الأمريكي ركز على استهداف العملة الوطنية، بشكل كبير، حيث تم تكليفه إلى جانب ذلك، بجمع معلومات حول ما يمنع تداول العملة غير القانونية التي أقدم المرتزقة على طباعتها وإغراق السوق المصرفية بها.

وبحسب الاعترافات فقد ساعد أعضاء الشبكة الجانب الأمريكي ممثلا بوكالة المخابرات المركزية الـ”سي آي إيه” في الحصول على المعلومات عن مدى تأثير نقل وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وما ترتب على ذلك من تداعيات على الاقتصاد والأوضاع المعيشية ومدى تدهور أسعار صرف العملة وانعدام الخدمات الأساسية وارتفاع أسعارها.

جندت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية بعض الاقتصاديين، ومالكي الشركات النفطية والتجارية، وربطتهم بمخابراتها، ووظّفتهم لتنفيذ التوجهات والمخططات الإفسادية والتدميرية، التي تخدم مصالح العدو الأمريكي والإسرائيلي، وتزويد أجهزة المخابرات المعادية بكافة المعلومات والتقارير، والدراسات السرية لكل القطاعات الاقتصادية، كالقطاع النفطي والتجاري والمصرفي والاتصالات وغيرها، ورصد المؤشرات الاقتصادية في المجالات المختلفة، وذلك بهدف التحكم والسيطرة على الاقتصاد وضربه، وضمان استمرار النهب للثروات اليمنية.

كما اعتمدت المخابرات الأمريكية على جواسيسها لمعرفة الإجراءات والسياسات المتبعة لمنع تهريب العملة الصعبة، ومنع تداول العملة غير القانونية، بما يمكن الجانب الأمريكي من اتباع ترتيبات جديدة تزيد من تدهور العملة الوطنية وتراجعها أمام العملات الأجنبية.

وبحسب الوثائق التي نشرتها الأجهزة الأمنية فقد شكل الجاسوس الفقيه إحدى النوافذ التي اعتمدت عليها الحكومة الأمريكية في الحصول على كل ما تريد من معلومات حول الجانب الاقتصادي في اليمن.

مقالات مشابهة

  • اعترافات الخلية التجسسية تكشف جانبا من مؤامرات أمريكا على اقتصاد اليمن وقطاعاته الحيوية
  • تقنية جديدة.. تفاصيل كشف مطبعة لتزييف النقود في إيطاليا
  • تعرف على اعترافات الجاسوس جميل الفقيه
  • عترافات الخلية التجسسية تكشف جانبا من مؤامرات أمريكا على اقتصاد اليمن وقطاعاته الحيوية
  • هل سيعالج قرار نقل البنوك من صنعاء إلى عدن انهيار حكومة الشرعية؟
  • وكيل وزارة المالية أستاذ المالية العامة بجامعة صنعاء الدكتور يحيى السقاف لـ”الثورة”: تقليص فجوة التضخم، وجذب المدخرات وتشجيع الاستثمار الزراعي والصناعي لمواجهة إجراءات بنك عدن
  • الزبيدي: معركتنا مع الحوثي مصيرية والجبهة الاقتصادية توازي وترتبط بالجبهة العسكرية
  • أزمة سيولة خانقة.. تهالك العملة في صنعاء يطول فئة الـ1000 ريال
  • نوكيا تحقق انجازاً جديداً سيغير طبيعة الهواتف الذكية
  • خبراء اقتصاد:الحرب الاقتصادية على اليمن تدارُ من الرياض بإشراف أمريكي