خسائره بالمليارات.. العراق يلامس مرحلة الاكتفاء من الغاز ويصوب أنظاره على التصدير
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
على مدى السنوات السابقة، شهد العراق هدرا ماليا كبيرا في ملف الغاز المصاحب، لعدم وجود مصانع مخصصة لاستثماره، ولهذا ذهب دون أي جدوى وجرى حرقه خلال عمليات استخراج النفط، في حين ان الطاقة الكهربائية بالبلاد تعتمد بنسب كبيرة على هذا الغاز الذي يتم استيراده من الخارج وبالتحديد من إيران.
عضو لجنة النفط النيابية النائب ضرغام المالكي، اكد اليوم الاثنين، (1 نيسان 2024) بان العراق سيصل الى الاكتفاء الذاتي من انتاج الغاز بعد 2027.
وقال المالكي في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "أبرز مشاريع وزارة النفط هي المضي باستثمار الغاز المصاحب في حقول النفط الجنوبية من خلال شركة توتال الفرنسية عبر عقد طويل الامد ستظهر اولى مراحله بعد عام 2027" لافتا الى ان "العقد تأخر البت به لأكثر من دورة قبل ان تتخذ الوزارة قرار شجاع وتكمل الاتفاقية مع الشركة التي بدأت فعليا بوضع اساسيات العمل والمضي بتطبيق ما ورد بالاتفاق".
واضاف، ان" وزارة الكهرباء تستورد كميات كبيرة من الغاز لتشغيل محطاتها لإنتاج الطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي وفق الخطة المرسومة التي ستبدأ بعد 2027 وربما نبدأ بعدها بعمليات تطوير أكبر وصولا الى مرحلة التصدير اي نحتاج من 2-3 سنوات بشكل فعلي للوصول الى مرحلة الاكتفاء الذاتي وفق الدراسات والقراءات التي لمسناها من خلال زيارة مواقع العمل".
واشار الى ان "حرق الغاز في حقول انتاج النفط يكلف العراق من 2-3 مليار دولار سنويا وربما أكثر ناهيك عن الاضرار البيئية" مبينا انه "بعد 2027 سينتهي ملف احراق الغاز في اغلب الحقول من خلال استثماره وفق اليات متطورة".
هذا وكشفت بيانات وحدة أبحاث الطاقة، في وقت سابق ان العراق احتل المرتبة الثالثة ضمن أسوأ دول العالم من حيث حرق الغاز الطبيعي، حيث بينت ان العراق احرق حوالي 17.8 مليار متر مكعب خلال 2022، مقابل 17.7 مليار متر مكعب عام 2021، بنسبة نمو 0.3 % سنوية.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
زيارة السيسي لليونان تفتح آفاق التعاون.. مشروع استراتيجي بـ4 مليارات يورو وتبادل تجاري بـ 1.6 مليار دولار
في خطوة تحمل دلالات استراتيجية كبرى، أعادت مصر واليونان التأكيد على التزامهما بتنفيذ مشروع الربط الكهربائي البحري "GREGY"، الذي يهدف إلى نقل 3,000 ميجاوات من الطاقة المتجددة من مصر إلى أوروبا عبر الأراضي اليونانية.
المشروع، الذي تُقدّر تكلفته بحوالي 4 مليارات يورو، ليس مجرد مبادرة للطاقة، بل يمثل تحولًا حقيقيًا في موقع مصر على خارطة الطاقة العالمية، ويعزز من دورها كمركز إقليمي للطاقة النظيفة.
مشروع طموح بدعم دوليويحظى مشروع "GREGY" بدعم قوي من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وهو ما يعكس الثقة الدولية المتزايدة في البنية التحتية المصرية وقدرتها على احتضان مشاريع كبرى في قطاع الطاقة. واعتبر الدكتور هاني الشامي، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة المستقبل، أن هذا الدعم يعزز من قدرة مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، في وقت تشهد فيه السوق العالمية تحولات متسارعة في مجال الطاقة المستدامة.
مصر مركز إقليمي للطاقةبحسب الدكتور الشامي، يُعد مشروع الربط الكهربائي أحد الأدوات الفعالة لترسيخ موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة، خاصة في ظل مساعي الاتحاد الأوروبي إلى تنويع مصادره وتقليل الاعتماد على الغاز الروسي. ويأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية أوسع تتبناها الدولة المصرية للانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، وتحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستفادة من مواردها الطبيعية في الطاقة الشمسية والرياح.
زيارة رئاسية تعزز التعاونوفي سياق متصل، أشار الشامي إلى الأهمية الاستراتيجية لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة إلى اليونان، موضحًا أنها تمثل دفعة قوية لمشروعات التعاون الثنائي، لاسيما في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر. كما تسهم الزيارة في تعزيز ثقة المستثمرين، خاصة مع وجود بنية تحتية متطورة ومناطق اقتصادية واعدة مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
أرقام التبادل التجاري تعكس عمق العلاقات الاقتصادية
بعيدًا عن قطاع الطاقة، توضح الأرقام الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء حجم التبادل التجاري بين مصر واليونان، الذي بلغ 1.6 مليار دولار خلال عام 2024، مقارنة بـ 2 مليار دولار في عام 2023، في تراجع نسبي يُعزى إلى تقلبات الأسواق العالمية.
ورغم هذا الانخفاض، لا تزال العلاقات التجارية تتمتع بتوازن لافت، حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى اليونان 1.1 مليار دولار في عام 2024، في حين سجلت الواردات المصرية من اليونان 564 مليون دولار.
تتوزع صادرات مصر إلى اليونان على عدة مجموعات سلعية، أبرزها:
وقود وزيوت معدنية: 645 مليون دولار
أسمدة: 104 ملايين دولار
خضروات وفواكه: 85 مليون دولار
لدائن ومصنوعاتها: 50 مليون دولار
حديد ومصنوعاته: 33 مليون دولار
أما على مستوى الواردات من اليونان، فجاءت كالتالي:
وقود وزيوت معدنية: 276 مليون دولار
قطن: 132 مليون دولار
فواكه وأثمار: 54 مليون دولار
تبغ: 15 مليون دولار
تحويلات العمال.. جسور إنسانية واقتصادية
التحويلات المالية بين مواطني البلدين تعكس جانبًا مهمًا من العلاقات الإنسانية والاقتصادية. فقد بلغت تحويلات المصريين العاملين في اليونان نحو 15 مليون دولار خلال العام المالي 2023/2024، مقارنة بـ 14.3 مليون دولار في العام السابق. كما ارتفعت تحويلات اليونانيين العاملين في مصر إلى 3.4 ملايين دولار خلال نفس الفترة، مقابل 2.7 مليون دولار في العام المالي السابق.
طاقة نظيفة.. وشراكة واعدةيمثل مشروع "GREGY" أكثر من مجرد مشروع لنقل الكهرباء، فهو تجسيد لرؤية اقتصادية وسياسية شاملة تهدف إلى تعزيز الشراكة الإقليمية والدولية، وتحقيق استفادة حقيقية من موارد الطاقة المتجددة. وبينما تتجه أنظار العالم نحو مصادر طاقة بديلة، تضع مصر نفسها في موقع متقدم، مستفيدة من موقعها الجغرافي وبنيتها التحتية وشراكاتها الاستراتيجية لبناء مستقبل أكثر استدامة.