الكتابة في زمن الحرب (18): القصة القصيرة في السودان
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
نواصل اليوم الكتابة عن القصة القصيرة في السودان، وسوف نستعرض أهم الجوانب التي يمكن أن نستفيد منها في هذا الموضوع.
التراث والمعاصرة في القصة القصيرة في السودان:
القصة القصيرة في السودان تعكس تنوعًا ثقافيًا وتاريخيًا غنيًا، حيث تمزج بين التراث والمعاصرة بطرق مبتكرة. ومنذ بزوغ عصر التأليف القصصي في السودان يمكننا القول أن هناك بعض الأعمال الأدبية (وهذه تشمل القصص القصيرة في السودان) تعكس قضايا اجتماعية وسياسية معاصرة مع تركيز على الهوية والهجرة والحرب والحب.
القاص ابن بيئته:
في القصة القصيرة في السودان، يمكن للقاص أن يستخدم بيئته وثقافته المحلية كمصدر إلهام وخلفية لأحداث القصة (الطيب صالح وابراهيم إسحاق كمثال). ويمكن أن يكون القاص “ابن بيئته” عندما يعكس تجاربه الشخصية وتفاعلاته مع محيطه الاجتماعي والثقافي في قصصه ومن خلال هذا، يمكن للقاص تقديم رؤية فريدة وعميقة لعالمه الخاص وتجاربه الشخصية.
القصة أو الرواية فيها انعكاس لواقع الكاتب:
نعم، في القصة القصيرة أو الرواية، قد تكون شخصية الكاتب أو تجاربه الشخصية هي مصدر إلهام أو جزء من القصة نفسها. لذا يمكن أن يعكس الكاتب تجاربه ومشاعره ورؤيته للعالم من خلال شخصياته وأحداث قصته تلك. يمكن أن تظهر هذه الانعكاسات بوضوح أو بشكل غير مباشر، وتساعد في إضفاء مصداقية وعمق على القصة.
مزج الزمان والمكان والأحداث بصورة خيالية تقنع القاريء بمتابعة النص:
نعم، مزج الزمان والمكان والأحداث بصورة خيالية يمكن أن يجعل القصة مثيرة وجذابة للقارئ. عن طريق خلق عوالم متخيلة أو تصوير الزمان بطريقة غير تقليدية، يمكن للكاتب جذب انتباه القارئ وإثارة فضوله. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسمح هذا المزج الخيالي للكاتب بتقديم رؤى مختلفة وفريدة عن الواقع، مما يثير تفكير القارئ ويثير مشاعره.
هل مطلوب من كاتب القصة القصيرة سرد الأحداث كما هي؟ليس دائمًا. في القصة القصيرة، يمكن للكاتب أن يستخدم تقنيات السرد بطرق متنوعة لجعل القصة أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام. يمكن للكاتب أن يستخدم الحوارات، والوصف، والتفاصيل الشخصية، والتعبير عن الشخصيات لنقل الأحداث بطريقة تجعلها تلفت انتباه القارئ وتثير فضوله. لذلك، ليس دائمًا مطلوبًا من الكاتب القاص سرد الأحداث بشكل تقليدي، بل يمكنه تبني أساليب مختلفة تتناسب مع رؤيته الفنية ومع القصة..
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی القصة القصیرة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
أدانت حصار الفاشر.. الجزائر: قطع الأيادي الخارجية كفيل بوقف الحرب في السودان
متابعات – تاق برس- قالت الجزائر إن الدعم الخارجي لمرتكبي التجاوزات والجرائم ضد المدنيين في دارفور يعد عاملا مباشرا لاستمرار الحرب في السودان، مجددا دعوة الجزائر إلى “وقف كل أشكال التدخلات الأجنبية وإدانتها بشكل علني وحازم، كونها مساعدا مباشرا في هذه الانتهاكات”.
وأكدت الجزائر، يوم الخميس، على لسان مندوبها الدائم المساعد لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري، أن العدالة والمساءلة تبقيان من أهم الأسس التي يبنى عليها حل شامل للنزاع في السودان.
وفي كلمته خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع في السودان، أشار كودري إلى أنه “بعد مرور أكثر من 20 عاما على إحالة ملف دارفور للمحكمة الجنائية الدولية، لم تسجل لغاية الآن نتائج ملموسة، بالرغم من التقدم المحرز في بعض الحالات المرتبطة بالملف، مثل ما هو مبين في التقرير الدوري ال41 للمدعي العام”.
وأوضح الدبلوماسي الجزائري -بعد تقديم المدعي العام المساعد التقرير نصف السنوي للمحكمة الجنائية الدولية بخصوص الوضع في دارفور (غرب السودان)- أنه في ظل التطورات الراهنة في منطقة دارفور، خاصة منذ بداية النزاع الحالي منذ أكثر من سنتين، “تبقى العدالة والمساءلة من أهم الأسس التي يبنى عليها حل شامل للنزاع”.
وأكد من هذا المنطلق على أنه “من الضروري أن تأخذ المحكمة في عملها بعين الاعتبار وجود مسار للعدالة الانتقالية والمساءلة في إطار الجهود المبذولة لإرساء السلام في دارفور”، مشيرا إلى أنه لتحقيق هذا الهدف، “يجب تكريس كل الوسائل المتاحة لتنشيط وتعزيز الهياكل القضائية الوطنية، بهدف تكريس الملكية والقيادة السودانيتين للعملية بصفة كلية، من خلال إعطاء الأولوية للمسارات الوطنية، مع احترام مبدأ التكامل مع المحكمة الجنائية الدولية”.
تحقيق هذه الغاية -يضيف المتحدث- يكون كذلك عبر “إرساء أسس للشراكة والتعاون مع الفاعلين الدوليين والجهويين”، معربا في هذا الإطار عن ترحيبه “بروح التعاون التي أبانت عنها الحكومة السودانية مع مصالح مكتب المدعي العام والهيئات الأخرى ذات الصلة”. كما ثمن جهود الحكومة السودانية لتنفيذ الخطة الوطنية لحماية المدنيين والتي تتضمن كإحدى ركائزها الرئيسية، مبدأ سيادة القانون وحقوق الإنسان.
وأبرز السيد كودري في كلمته أنه من المهم أيضا “الارتكاز على الأطر المتاحة على المستويين الوطني والإقليمي لتحقيق الأهداف المرجوة، خاصة تلك المتعلقة بالمحاسبة في إطار قيادة وملكية سودانيتين”, مشيرا إلى أن “اتفاق جوبا للسلام وهياكل الاتحاد الإفريقي يمثلان مدخلين أساسيين للعمل على إيجاد الآليات المناسبة لبلورة الحلول المناسبة”.
ولفت في هذا السياق إلى أن تحقيق هذا المسعى يكون، من جهة، عبر تقديم الدعم الكافي من المجتمع الدولي ومن جهة أخرى من خلال الاستمرارية في الالتزام بالأطر ذات الصلة من طرف كل الفاعلين السودانيين. وعن التطورات الأخيرة في السودان وخاصة منطقة دارفور منذ اندلاع النزاع الحالي في أبريل 2023، شدد السيد كودري على أنه “لا يمكن إغفالها، في إطار الجهود الرامية لضمان محاسبة مرتكبي الجرائم والتجاوزات الجسيمة ضد المدنيين، في خرق واضح للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني”.
وأشار في هذا الصدد الى أن عدم امتثال قوات الدعم السريع للقرار 2736 إلى غاية اليوم، من خلال مواصلة حصار مدينة الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور)، التي يقطن بها مئات الآلاف من المدنيين العزل “في وضع إنساني كارثي”، يعتبر “حالة ملموسة من الضروري النظر فيها بعين قانونية صارمة”، إضافة للجرائم المرتكبة ضد العاملين الإنسانيين والمنشآت المدنية خاصة المستشفيات، التي تعتبر “خروقات جسيمة ترقى لجرائم الحرب، وبالتالي يجب أن تشمل المحاسبة مرتكبي هذه الجرائم”.
وأكد أن كل الجهود الرامية لإرساء السلام في السودان، بما فيها تلك المتعلقة بوضع أطر للعدالة الانتقالية والمحاسبة، يجب أن تتم في إطار احترام تام لسيادة السودان ووحدة أراضيه. وجدد الدبلوماسي في ختام كلمته، دعوة الجزائر “لتغليب لغة الحوار على صوت البنادق واستخدام القوة بغية إيجاد حل دائم للنزاع بين الإخوة السودانيين وحماية المدنيين”، معربا في هذا الإطار عن دعمها التام لجهود الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
الجزائرالسودانالمحكمة الجنائية الدولية