“الأورومتوسطي” يدين مجزرة دير البلح ويؤكد أنها تجسد سياسة “إسرائيل” في التجويع والقتل
تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT
الثورة نت/,.
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنّ المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش “الاحتلال الإسرائيلي” صباح اليوم الخميس، بحق عدد كبير من المدنيين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تُعبّر عن سياسة “إسرائيلية” منهجية تقوم على استخدام التجويع كسلاح، ثم قتل المدنيين خلال محاولتهم الوصول إلى الغذاء.
واعتبر المرصد، في بيان، هذه الجريمة، انتهاكاً صارخاً لكل قواعد القانون الدولي الإنساني، ونتيجة مباشرة لصمت دولي بلغ حدّ التمكين الفعلي للجناة.
وذكر أنّه في حوالي الساعة 7:15 من صباح اليوم الخميس، استهدفت طائرة مسيّرة “إسرائيلية” تجمعًا لعشرات المدنيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية ومكملات للأطفال أمام مقر مؤسسة “هيومان أبيل الدولية”، مقابل مفترق “الطيران” شمالي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 15 شخصًا بينهم 10 أطفال و3 نساء، وإصابة نحو 35 آخرين بجروح متفاوتة، معظمهم من الأطفال، وتُرجح مصادر طبية ارتفاع عدد القتلى لوجود عدد من الإصابات الحرجة في صفوف الأطفال.
وقال المرصد: “يُظهر التحقيق الميداني الأولي الذي أجراه فريق المرصد الأورومتوسطي أنّ الموقع المستهدف لم يكن فقط نقطة لتوزيع مساعدات غذائية، بل يضم عدة مؤسسات إنسانية وطبية؛ منها مخازن برنامج الأغذية العالمي، ونقطة طبية، وجمعية تُعنى بالأيتام تدعى “أصدقاء بلا حدود”.
وأضاف: “كان واضحًا أن عشرات المدنيين، لا سيما من النساء والأطفال، احتشدوا في المكان منذ ساعات الفجر المبكرة على أمل الحصول على ما يسد رمقهم في ظل الانهيار التام للأمن الغذائي في قطاع غزة”.
ولفت “الأورومتوسطي” إلى أنّ جيش العدو الإسرائيلي يمتلك وسائل مراقبة واستطلاع، إلى جانب أنظمة نيران وتصويب فائقة الدقة والتطور، على نحو يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنّ الغارة الجوية التي قتلت هذا العدد الكبير من النساء والأطفال كانت مقصودة ومباشرة ومخطط لها، وأنّ الجيش تعمّد استخدام ذخيرة دقيقة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا من المدنيين، في جريمة تتسق تمامًا مع سياق الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش العدو الإسرائيلي في قطاع غزة منذ أكثر من 21 شهرًا.
وبيّن أنّه مع تكرار الجرائم المشابهة، وعدم وجود أي ردود فعل دولية مسؤولة، بات جيش العدو الإسرائيلي يتجاهل في معظم الحالات إصدار بيانات لتبرير جرائمه ضد المدنيين لأنّه لا يشعر بضغط الملاحقة أو المساءلة أو حتى الاستفسار والاحتجاج من الدول والمنظمات المعنية.
وأشار إلى أنّ الجريمة ضد المدنيين في دير البلح اليوم تمثّل نموذجًا للهجمات الإسرائيلية التي تجعل من المدنيين خاصة الأطفال والنساء أهدافًا مباشرة، بما ينتهك كل مواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وشدد على أنّ هذه الجريمة تأتي في سياق نمط متكرر ومنهجي من الاستهداف الإسرائيلي لمراكز توزيع المساعدات والتجمعات الإنسانية، حيث وثّق المرصد الأورومتوسطي، خلال أقل من شهرين، مقتل أكثر من 850 فلسطينيًّا خلال محاولتهم الوصول إلى الغذاء، سواء في طوابير الانتظار عند نقاط توزيع فرضها العدو الإسرائيلي نفسه ضمن ما يسمى “نظام التنسيق الميداني”، أو عند شاحنات المساعدات، أو أمام الأسواق، أو حتى عند “تكايا الطعام” التي أقامها السكان المحليون بأنفسهم في محاولة للبقاء.
وحمّل المرصد الأورومتوسطي، المجتمع الدولي مسؤولية السماح باستمرار وتصعيد الجرائم المنهجية التي يرتكبها جيش العدو الإسرائيلي بحق المدنيين المُجوّعين في قطاع غزة.
وأكد أن تقاعس الدول الفاعلة عن اتخاذ إجراءات رادعة، وعجزها عن ممارسة أي ضغط حقيقي لوقف جرائم “إسرائيل”، بما في ذلك استمرار عمل آليتها اللاإنسانية في توزيع المساعدات، وفّر غطاءً سياسيًا وفعليًا لتماديها في استخدام هذه المراكز كساحات للقتل الجماعي، وشجع على جرائم قتل مماثلة في أماكن أخرى وتنفيذ ممارسات تنتهك أبسط حقوق الفلسطينيين وتهين كرامتهم الإنسانية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: جیش العدو الإسرائیلی المرصد الأورومتوسطی دیر البلح قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
“حكماء المسلمين” يدين الاعتداءات على دور العبادة في المملكة المتحدة
أدان مجلس حكماء المسلمين بأشد العبارات، الاعتداءات الإجراميَّة التي شهدتها المملكة المتحدة والتي استهدفت مسجدًا في بيسهافن، بالقرب من مدينة برايتون على الساحل الجنوبي للبلاد بهجوم حارق متعمد، وكنيسًا يهوديًّا في مدينة مانشستر الإنجليزية، ما أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات.
وأكد المجلس في بيان أصدره اليوم رفضه القاطع لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تمثل انتهاكا صارخا لحرمة دُورِ العبادة، واعتداءً سافرًا على القيم الإنسانيَّة والمجتمعيَّة وتعاليم الأديان والشَّرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية التي تدعو إلى احترام الأديان وصون مقدساتها، مشيرًا إلى أنَّ استهداف دور العبادة يُعدُّ ضربًا من ضروب الإرهاب والتطرف، ويهدِّد السِّلم والاستقرار في المجتمعات.
وحذر مجلس حكماء المسلمين من تصاعد خطابات الكراهية والعنصريَّة والتطرف والإسلاموفوبيا، داعيًا إلى ضرورة تكاتف الجهود الدوليَّة لنشر قيم الحوار والتسامح والتَّعايش السلمي والأخوَّة الإنسانيَّة، وهو ما دعت إليه “وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة” التَّاريخية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، والراحل البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة السابق، في أبوظبي عام 2019، من أجل بناء عالمٍ يسودُه السلام والتفاهم والاحترام المتبادل بين أتباع الأديان والثقافات كافة.وام