تحليل إستراتيجية هزيمة المؤامرة في السودان (4)
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
في هذا الجزء سأتناول الأركان الأساسية التي قامت عليها إستراتيجية مليشيا الدعم السريع المتمردة المجرمة الإرهابية و جناحها السياسي (قحت) و بدعم قوى الشر الإقليمية و الدولية للإستيلاء على السلطة بالقوة في 15 أبريل من العام الماضي .
قامت الإستراتيجية على الآتي :
اولا :
إستهداف القوات المسلحة و قيادتها عبر حملة مخططة و منظمة بهدف تشويه صورتها أمام الرأي العام و إضعافها ، و قد ركزت الحملة على :
– وصفها بأنها تابعة للنظام السابق و تأتمر بأوامره و أنها تعمل وفق توجيهات الإسلاميين !!
– وصف القائد العام رئيس مجلس السيادة بأنه ضعيف ، و في المجالس و اللقاءات الخاصة درج زعيم المليشيا على نعته بأنه ( ما مالي قاشو) و أنه غير متدين (لا يصلي) و (سكران) و في الآونة الأخيرة أصبح زعيم المليشيا يطلق هذه الأوصاف علناً في خطاباته المسجلة !!
– إتهام القوات المسلحة بأنها غير حريصة على التحول و الإنتقال الديمقراطي بل تعمل على تعويقه ، و أنها قامت بإنقلاب 25 أكتوبر 2021 لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي (على الرغم من مشاركة حميدتي و حمدوك في هذا الإنقلاب بإعتراف حميدتي نفسه) !!
– إتهامها بأنها تقف ضد الإصلاح لأنه يهدد مصالحها و استثماراتها و شركاتها !!
و في مقابل الحملة الموجهة ضد القوات المسلحة و قيادتها صممت حملة ضخمة و ممولة لتجميل صورة المليشيا و قائدها :
– إطلاق شعار (حميدتي الضكران الخوف الكيزان) لتصويره بأنه من كان له الفضل و الدور الأكبر في إسقاط نظام الإنقاذ على الرغم من أن كل المعلومات تشير إلى أنه ألحق بإنقلاب اللجنة الأمنية في الساعات الأخيرة بواسطة مدير جهاز الأمن و المخابرات صلاح قوش و بتوجيهات إماراتية مباشرة !!
– تبرئته هو و قواته من مجزرة فض الإعتصام و محاولة إلصاقها بعناصر تابعة للنظام السابق ( تزيت بلبس الدعم السريع) على الرغم من توفر عشرات الأدلة من صور و فيديوهات تظهر بوضوح من فض الإعتصام و من أشرف على العملية !!
– تصوير زعيم المليشيا بأنه رجل السلام من خلال رئاسته للوفد الحكومي في مفاوضات سلام (جوبا) مع (رفقاء الكفاح المسلح) بل وصل الحد إلى مطالبة البعض بمنحه (جائزة نوبل للسلام) !!
– تصويره بأنه المنقذ لإقتصاد البلاد المتداعي من خلال ترأسه للجنة الإقتصادية التي من بين أعضائها (الخبير) عبد الله حمدوك رئيس الوزراء و (الخبيرة) هبة محمد علي وزيرة المالية !!
– قيام زعيم المليشيا بالتبرع لمشاريع خدمية و تسيير قوافل إغاثية و طبية لعدد من ولايات السودان بما فيها (ولايتي نهر النيل و الشمالية) !!
ثانياً :
تكوين إمبراطورية مالية ضخمة و في نفس الوقت تخريب الإقتصاد الوطني من خلال :
– الإستيلاء على عدد من مناجم تعدين الذهب على إمتداد البلاد و في مقدمتها منجم جبل عامر !!
– تأسيس عشرات الشركات التي تعمل في مختلف المجالات و لا تخضع للضرائب و لا تدفع جمارك على وارداتها !!
– شراء 90% من الذهب المنتج في البلاد عن طريق عملات سودانية مزورة مطبوعة بالخارج و تهريبه إلى الإمارات !!
ثالثاً :
قيام زعيم المليشيا ببناء سلسلة علاقات خارجية مباشرة مع عدد من الدول و رؤسائها مستغلا موقعه كنائب لرئيس مجلس السيادة الذي يتيح له التجول في أنحاء العالم !!
رابعاً :
توظيف مشاركة قوات الدعم السريع في عملية عاصفة الحزم كغطاء قوي لتوثيق العلاقات مع دولة الإمارات حتى تبدو كأنها طبيعية .
النقاط أعلاه كانت جزء من إستراتيجية إعداد المسرح و تهيئته لتمكين المليشيا و حلفائها من الإستيلاء على السلطة و تنفيذ أكبر مؤامرة تتعرض لها بلادنا على مر تأريخها !!
أواصل بإذن الله
#المقاومة_الشعبية_خيارنا
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
2 أبريل 2024
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: زعیم الملیشیا
إقرأ أيضاً:
رحلة الحلم العربي.. تحليل فرص المنتخبات في كأس العالم 2026
تمثل النسخة المقبلة من كأس العالم في أمريكا الشمالية محطة استثنائية في تاريخ اللعبة عربيًا، ليس فقط لكون ستة منتخبات تشارك في الحدث، بل لأن التوزيع القاري والقرعة أفرزت مواجهات تبدو مزيجًا بين الاختبار الصعب والفرصة الممكنة.
مشاركة المغرب في المجموعة الثالثة تفتح باب النقاش حول احتمالات التأهل، فالبرازيل خصم ثقيل، لكن خبرة أسود الأطلس في التعامل مع منتخبات الصف الأول قد تمنحهم القدرة على المنافسة. مباراة اسكتلندا قد تشكل نقطة تحول، بينما يعتبر لقاء هايتي فرصة ذهبية لحصد النقاط إذا دخل المنتخب المغربي بثبات واستمرارية.
أما المنتخب الوطني، فيواجه اختبارًا تكتيكيًا أمام بلجيكا في افتتاح المجموعة السابعة؛ مواجهة قد تُحدد ملامح أثر الفراعنة في البطولة. نيوزيلندا تظهر كخصم متوازن، بينما مواجهة إيران ستكون ذات طابع استراتيجي، خاصة وأن أساليب الكرة الآسيوية قد تكون أكثر ملاءمة للعب المصري مقارنة بالمدارس الأوروبية ذات الضغط العالي.
السعودية تبدو في مجموعة أصعب نسبيًا، خاصة بوجود أورجواي وإسبانيا، خصمان من طراز عالمي. ورغم ذلك، أثبت الأخضر في مونديال 2022 أن المستحيل ليس عربيًا، وأن الفوز على الأرجنتين قد يتحول إلى نقطة دافع نفسي، وليس مجرد ذكرى. المواجهة الأخيرة أمام الرأس الأخضر هي مفتاح الخروج من المجموعة، وقد تتحول إلى المعركة الفاصلة.
في المجموعة العاشرة تكمن الإثارة العربية الخالصة، حيث يدخل الجزائر والأردن أمام أرجنتين بطلة العالم والنمسا. الانطلاقة الصعبة لن تمنع إمكانية العودة في الجولة الثانية، حين يتواجه المنتخبان العربيان في مباراة قد تكون مفتوحة على كل السيناريوهات. الجولة الأخيرة قد تحمل حسابات معقدة، وقد تكون بطعم التأهل أو الوداع.
تونس تواجه جدولًا متوازناً في المجموعة السادسة مع اليابان وهولندا والطرف الأخير الذي لم يحدد حتى الآن، بينما قطر تمتلك مفاتيح مهمة لمقارعة فرق مجموعتها، خصوصًا مع مواجهة سويسرا وكندا قبل الجولة الثالثة.
رغم تفاوت المستويات، يبقى القاسم المشترك أن العرب لم يعودوا مجرد ضيوف في المونديال. هناك فرصة لتحقيق حضور تاريخي، بل ربما لتكرار ما فعله المغرب سابقًا أو لما يفوقه.