القاهرة-سانا

أكد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير حسام الدين آلا أن حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والاعتداءات المتصاعدة على الأراضي السورية واللبنانية تهدد بمجملها السلم والأمن الدولي والإقليمي وتفجر الأوضاع في المنطقة.

وأوضح السفير آلا أمام الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة تطورات الوضع في فلسطين أن العدوان الإسرائيلي على مقر القنصلية الإيرانية بدمشق في منطقة مكتظة بالسكان وفي ساعة الذروة، تسبب بوقوع شهداء بين الدبلوماسيين الإيرانيين والمواطنين السوريين، وشكل عدواناً على سيادة الجمهورية العربية السورية وسابقة في الاستهداف المتعمد لمقر بعثة دبلوماسية تتمتع بالحماية بموجب اتفاقيات فيينا وقواعد القانون الدولي.

وقال السفير آلا: إن “سورية تدين هذا العدوان والانتهاك الجسيم للقوانين والأعراف الدولية، وتثمن المواقف الصادرة عن الجامعة العربية والدول العربية الشقيقة التي أدانت هذا العدوان باعتباره انتهاكاً لسيادة الجمهورية العربية السورية وتهديداً لسلامة أراضيها، وتحذر من تبعاته الخطيرة على الأمن والسلم الإقليمي، كما تؤكد أن استمرار العدوان الإسرائيلي على امتداد الأرض الفلسطينية المحتلة وعلى الأراضي السورية واللبنانية يشكل تهديداً مستمراً للأمن القومي العربي، ويتطلب اتخاذ إجراءات ملموسة للجم العدوان والضغط على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لتمكين المجلس من تحمل مسؤولياته القانونية في وقف الجرائم والمجازر الإسرائيلية التي تهدد السلم والأمن الدولي ومحاسبة المسؤولين عنها”.

وبيّن السفير آلا أن استمرار المجازر الإسرائيلية ومحو غزة هدفه تنفيذ مخطط التطهير العرقي والتهجير القسري الذي يسعى لتحقيقه كيان الاحتلال، لافتاً إلى أن العالم شاهد بأم عينه إحدى أبشع المجازر التي شهدها العصر الحديث بعد العثور على مئات الجثث المشوهة لأطفال ونساء ومرضى ومسعفين قُتلوا برصاص جيش الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي عقب حصاره لمدة 15 يوماً وإخراجه كلياً عن العمل، لتنضم هذه المجزرة إلى غيرها من المجازر والجرائم التي ارتكبها هذا الكيان طيلة تاريخه الأسود في فلسطين وسورية ولبنان ومصر والأردن وتونس، والقائمة تطول.

وأشار السفير آلا إلى أنه في ظل استمرار الدعم العسكري والسياسي الأمريكي والغربي يمضي كيان الاحتلال في انتهاك جميع القواعد والقوانين والأعراف الدولية، بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2727 على علاّته وقصوره الذي دعا لوقف إطلاق النار في شهر رمضان فقط، لكن أبى كيان الاحتلال إلاّ أن يستمر في حربه الغاشمة دونما اكتراث بالقرارات والقوانين الدولية ودون احترام للشهر الفضيل.

وشدد السفير آلا على أن الولايات المتحدة تصر على شراكتها الكاملة في العدوان الإسرائيلي مع استمرارها في توفير الإمدادات العسكرية القاتلة التي تزهق أرواح المئات من الأبرياء في فلسطين المحتلة وسورية ولبنان وتشكل غطاء لاستمرار آلة الحرب الإسرائيلية في القتل والإجرام وانتهاكها الممنهج للقانون الدولي وقال: “في هذا الصدد تحمل سورية كيان الاحتلال وشركاءه الأمريكيين المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم وعن تهديد السلم والأمن في كامل منطقة الشرق الأوسط والدفع بها إلى مستويات غير مسبوقة من التصعيد والتوتر”.

وأشار السفير آلا إلى أن سورية تؤيد مشروع القرار الذي اقترحه وفد دولة فلسطين بشأن التحرك لمواجهة حرب الإبادة الصهيونية المستمرة منذ ستة أشهر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعلى امتداد الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي يتعين على العالم التعامل معها بوصفها جريمة إبادة موصوفة مع استمرار المجازر والجرائم الوحشية المتواصلة دون هوادة، وما تسببه من أهوال ومعاناة إنسانية يومية يتكبدها أبناء الشعب الفلسطيني الذين ضاقت بهم السبل وهم يناشدون دونما جدوى ما يسمى المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان الغاشم.

وجدد السفير آلا دعم سورية الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس، ومحاسبة كيان الاحتلال عن جرائمه ومجازره التي سجلت في وحشيتها وهمجيتها مستوى غير مسبوق من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: العدوان الإسرائیلی کیان الاحتلال السفیر آلا

إقرأ أيضاً:

ما رسائل ودلالات افتتاح مقر إقامة السفير الأميركي في دمشق؟

أثار افتتاح المبعوث الأميركي لسوريا توماس باراك مقر إقامة سفير بلاده في دمشق لأول مرة بعد 13 عاما من قطع العلاقات بين البلدين تساؤلات بشأن ما الذي يعنيه ذلك في هذا التوقيت، وانعكاس الخطوة على ملفات تهم واشنطن في سوريا.

ويرى الكاتب والباحث السياسي مؤيد غزلان قبلاوي الخطوة أنها رسالة كبيرة، وتضفي رمزية في التقدم الدبلوماسي، وتمثل اعترافا أميركيا ضمنيا نحو رفع كامل للعقوبات، وتعيد بناء الثقة بين الطرفين.

ووفق حديث قبلاوي لبرنامج "ما وراء الخبر"، فإن الخطوة تشرعن الحكومة السورية الجديدة دوليا، وتشير إلى "تحول واشنطن من سياسة الترقب والتماس الحذر إلى تبادل الثقة والانهماك المباشر بالمصالح الأميركية في سوريا".

وخلص إلى أن هذا المسار يؤسس لمحور عربي جديد في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى تصريحات أعضاء في الكونغرس بضرورة إبعاد إيران استثمارا في الاستقرار والأمن الإقليمي.

وتراهن واشنطن على القوة الاقتصادية في سوريا لمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية، وأشار قبلاوي إلى سقوط الخلايا النائمة في التنظيم بحلب وريف دمشق.

بدورها، قالت وزارة الخارجية السورية إن المبعوث الأميركي التقى الرئيس أحمد الشرع ووزيري الخارجية أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات حسين السلامة.

إعلان

وكان باراك قال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخذ قرارا جريئا بشأن سوريا دون شروط أو متطلبات، وتتلخص رؤيته في إعطاء الحكومة السورية فرصة بعدم التدخل.

في أول زيارة رسمية منذ توليه مهام منصبه.. المبعوث الأمريكي إلى #سوريا يرفع علم بلاده فوق مقر السفير الأمريكي في العاصمة دمشق رفقة وزير الخارجية السوري#الجزيرة_سوريا pic.twitter.com/43m3kKcXan

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 29, 2025

بدوره، قال ستيفن هايدمان الباحث في مركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكينغز إن الخطوة تعكس اهتماما من ترامب، وتقر في الوقت نفسه بحدوث تغييرات وتشجع على المزيد منها نحو عملية انتقالية شاملة تحترم حقوق الإنسان والأقليات.

لكنه لم يستبعد عودة الحديث عن شروط أميركية على سوريا لرفع العقوبات بشكل كامل، خاصة عند مناقشة الكونغرس إنهاء عقوبات "قانون قيصر".

وشدد هايدمان على ضرورة حدوث "تغيير مهم" داخل سوريا، لكي يكون رفع العقوبات مؤثرا في الاقتصاد السوري مثل النظام القضائي وتطبيق القرارات بشكل عادل، مع إشارته إلى أن الحكومة الجديدة تواجه تحديات الهيكلة.

في المقابل، يشجع ترامب رجال الأعمال والشركات الأميركية على الاستثمار في سوريا، حسب هايدمان الذي أكد أن الولايات المتحدة لديها مصلحة في أمن سوريا واستقرارها.

تحديات داخلية وخارجية

وأعرب قبلاوي عن قناعته بأن سوريا تحتاج استتبابا أمنيا لبناء جبهتها الداخلية، مشيرا إلى التصريحات الأميركية بوجوب احترام خط فض الاشتباك بين دمشق وتل أبيب.

وعلى الصعيد الداخلي، قال قبلاوي إن أنقرة ترى أن هناك مماطلة في اندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في هيكلة وزارة الدفاع، مشددا على ضرورة أن تستوعب "قسد" أن الشرعية الدولية نحو دمشق وليس العكس.

وبشأن العلاقات مع إسرائيل، يرى الباحث في مركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكينغز أن معاهدة "عدم اعتداء" بين سوريا وإسرائيل ستدعم جهود تعزيز قوة الاقتصاد السوري الجديد، إذ يشكل الأمن إحدى العقبات الرئيسية أمام الاستثمارات.

إعلان

وأقر هايدمان بأن إسرائيل هي المسؤولة عن الاعتداءات التي شهدتها سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في أواخر عام 2024، في حين أصرت إدارة الرئيس أحمد الشرع على "علاقات سلمية".

وفي هذا السياق، قال المبعوث الأميركي "نحن بحاجة للبدء باتفاقية عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل والحديث عن الحدود"، مؤكدا أنها "مشكلة قابلة للحل، لكن الأمر يبدأ بالحوار".

وبشأن تعيين سفير أميركا في تركيا مبعوثا لواشنطن بدمشق، قال هايدمان إن ترامب يرى في أنقرة "عاملا رئيسيا في صياغة المستقبل السياسي لسوريا"، مؤكدا أن المبعوث الجديد يعتبر خيارا جيدا ويعرف المنطقة برمتها.

مقالات مشابهة

  • ما رسائل ودلالات افتتاح مقر إقامة السفير الأميركي في دمشق؟
  • ماذا بعد رفع العَلم بمقر السفير الأميركي في دمشق؟
  • الصحة الفلسطينية: العدوان الإسرائيلي بات يهدد بانهيار تام في القطاع الصحي بغزة
  • بالفيديو .. مشهد طرد السفير الإسرائيلي من جامعة بالسنغال يلقى تفاعلاً واسعاً
  • اليوم الـ 600 من العدوان الإسرائيلي.. نداء دولي عاجل لوقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة
  • عودة دبلوماسية أمريكية لدمشق بعد غياب 13 عامًا: واشنطن تعلن قرب رفع اسم سوريا من قائمة الإرهاب
  • افتتاح دار سكن السفير الأميركي في دمشق
  • طرد السفير الإسرائيلي من جامعة في السنغال
  • الإمارات تستدعي السفير الإسرائيلي
  • أول تعليق من حماس على العدوان الإسرائيلي ضد مطار صنعاء