مزج موهبة الرسم بـ«الطبخ».. الشيف يسري: زوجتي أهم ناقد في حياتي
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
عشق الرسم وأخذته قدماه عام 1985 للسفر إلى فرنسا للدخول الى عالم الألوان ودراستها، بعد تخرجه في كلية الخدمة الاجتماعية، إذ كانت نقطة البداية في حب اللوحات والرسم منذ الطفولة، لكن المصادفة قادته إلى الدخول إلى عالم الطبخ إذ عمل في الكثير من المطاعم، وتتلمذ على أيدى محترفي المطبخ الفرنسي، حتى بات الأكثر شهرة في الشرق الأوسط، واستغل حبه للرسم في إبداعه بمختلف الأطباق على الشاشة ووسط عائلته إلى الحد الذي جعله يصف نفسه بـ«البيتوتي»، ذلك المستخبي الذي يكشف عنه الشيف يسري في حديثه لـ«الوطن».
مزج الشيف يسري خميس بين ما يهوى وما يعمل، ويحكي عن ذلك: «كنت بحب أرسم فسافرت بره عشان أدرسه، لكن دخلت مجال الطبخ فكنت بدخل الفن في الطبخة، لأني حسيت أنه تكملة للفن وبقيت ببدع في الطبق وشكله»، واستمر في ذلك حتى عمله في قناة «النيل للأسرة والطفل»، وهو يساهم بدور كبير في تمصير بعض الوصفات الغربية، وإضافة بعض اللمسات الفنية والمصرية لها، حتى عمله في برنامج المطبخ، على قناة «الحياة» الفضائية.
حرص على الحفاظ على هوية المطبخ المصرى الأصيل، وأتقن وصفات الأكل المختلفة، وهو يعد من أكثر مقدمي برامج الطبخ الذين يتمتعون بأسلوب جذاب وشيق، مستمدًا ذلك من دعم أسرته: «تزوجت وزوجتي أكبر داعم ليا، وهي كانت محترفة في الطبخ على يد والدها كان بيعمل شيف في وزارة الخارجية»، يطبخان معًا وينصحان بعضهما البعض وتبقى معه في جميع وصفاته: «هي شاطرة في أكلها، وأنا بتعلم منها وبستشيرها، وبتقولي الأكلات مناسبة للستات ولا لأ، ومن بداية مشوارى للآن وهي ناقد وبتشوفنى بعين الجمهور».
استطاع تقديم المعادلة الصعبة في مطبخه، من نجاحه وحبه لبيته: «أنا رجل بحب البيت «بيتوتي» جدًا، لو معنديش شغل بحب أفضل مع أسرتي»، ابنته هاجر دكتورة في جامعة الأكاديمية البحرية إدارة أعمال، وجهاد تخرجت في كلية إعلام وتدرس في مرحلة الماجيستير، وعبد الرحمن تخرج في كلية الطيران المدني: «ولادي بنحب نطبخ ونقعد ونسافر سوا، هما 90% بياكلوا من إيد والدتهم، لكن لو حبوا أكلة مختلفة بيقولوا لي وأنا أعملها، وبنحب ناكل الأسماك والمشويات المختلفة»، مؤكدًا أنهم السبب في شهرته بجانب حب جمهوره له.
«هما كل حياتي ولو فضلت أشكرهم العمر كله مش هوفيهم حقهم، كل حاجة بيهتموا بيها فيا حتى لو صغيرة»، بصوت يملأه الحب والعرفان عبر الشيف يسرى بهذه الكلمات عن دور زوجته وأولاده في حياته: «بتمنى إني أعيش وأشوف أولادهم وأحفادهم وأفرح بيهم، وكل واحد يحقق إللي بيتمناه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: رمضان
إقرأ أيضاً:
أسبوع المطبخ التركي في مسقط .. احتفاء بالأصالة والثقافة عبر النكهات العريقة
"عمان": بهدف التعريف بثراء وتنوع المطبخ التركي الذي تشكل عبر قرون من التفاعل الحضاري، ومن الإرث الثقافي العريق الذي احتضنته تركيا على مر العصور حمل أسبوع المطبخ التركي هذا العام شعار "الأطباق الكلاسيكية للمطبخ التركي" موجها الدعوة لاكتشاف وصفات تقليدية لا تزال تحتفظ بمكانتها في المطبخ التركي، رغم أن قلة من الناس يعرفون طريقة إعدادها الأصلية. وسلطت الفعالية الضوء على قيم الاستدامة والصحة، التي تمثل جوهر هذه الأطباق المتوارثة عبر الأجيال، لتكون صلة وصل بين الماضي والحاضر.
وتعكس الأطباق الكلاسيكية للمطبخ التركي ملامح الحياة اليومية للأتراك، بدءا من موائد العائلة، ومرورا بالضيافة التقليدية، ووصولا إلى المناسبات الاجتماعية والدينية، حيث الأطباق ليست مجرد وصفات، بل جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية التركية، تتناقلها الأجيال بحب واعتزاز، وتحمل بين مكوناتها معاني الكرم والتكافل.
واحتفت الفعالية على مدى أسبوع بالتنوع الإقليمي الغني للمطبخ التركي عبر قائمة طعام خاصة تضمنت أطباقًا تركية شهيرة شملت نكهات وأطباق تقليدية خاصة من 81 ولاية تركية والتي تعكس طابعها المناخي، ومنتجاتها الزراعية، وخصوصيتها الثقافية، معتمدة على مكونات محلية موسمية، حضّرت بأساليب تقليدية كالعجن اليدوي والخبز في الأفران الحجرية، وباستخدام توابل فريدة وأعشاب عطرية تميز كل منطقة عن الأخرى، وعبرت الوجبات عن الروح الشعبية، وربطت الحاضر بالماضي من خلال نكهة أصيلة وقصة تُروى في كل طبق، متجاوزا بذلك من مجرد كونه وسيلة للطعام، إلى وسيلة تعكس الطابع القومي التركي، وتجسد عبر موائده مفهوم المشاركة والكرم والتواصل الإنساني التي شكلت منصة اجتماعية وثقافية للتلاقي، سواء في المناسبات السعيدة أو حتى في الأوقات الصعبة، مثل الجنازات، حيث يصبح الطعام وسيلة لتخفيف الألم وتقوية الروابط الاجتماعية.
ويحافظ المطبخ التركي على توازن دقيق بين الجسد والروح والحياة، فالعبارات مثل "صحة وعافية" أثناء الأكل تدل على اهتمام ثقافي عميق بالصحة والعافية من خلال الطعام، وتبرز وصفات تقليدية لها خصائص علاجية، تُورَّث من جيل إلى آخر، مما يجعل هذا المطبخ بمثابة ترياق مضاد لتأثيرات الأغذية الصناعية المعاصرة.
وتختتمت اليوم فعاليات أسبوع المطبخ التركي الذي أكد على أن الوصفات القديمة ليست مجرّد تراث يُعرض، بل تجربة حية تستحق أن تُعاش وتُحفظ. وبينما يتجه العالم نحو أنماط طعام سريعة ومؤقتة، يبرز المطبخ التركي كمثال حي على كيف يمكن للتقاليد أن تحافظ على مكانتها، وأن تجد لنفسها دورًا في عالم معاصر يبحث عن المعنى والصحة والهوية.