الحساسية الزائدة لدى الأطفال ليست ضعفًا بل موهبة تحتاج رعاية
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
أميرة خالد
من الطبيعي أن يمر الأطفال بلحظات من الانفعال أو الحزن، لكن إذا لاحظت أن طفلك يبكي لأتفه الأسباب أو ينزعج من أمور بسيطة، فقد يكون ذلك مؤشراً على حساسية مفرطة، وهي ليست بالأمر السلبي كما يظن البعض.
وتوضح الدكتورة ليندا دنلاب، أستاذة علم النفس في كلية ماريست الأمريكية، أن “الأطفال ذوي الحساسية العالية يتمتعون غالبًا بصفات إيجابية، مثل التعاطف، واللطف، والإبداع”، إلا أنهم في المقابل قد يحتاجون إلى دعم إضافي لتعلم كيفية التعامل مع مشاعرهم.
وتشير الأبحاث إلى أن بعض الأطفال يُولدون بأدمغة شديدة الحساسية، وقد تظهر علامات هذه الحساسية منذ الشهور الأولى.
فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة أن اختلافات في نشاط الدماغ يمكن رصدها لدى الأطفال بعمر 7 أشهر، ما يوضح أن بعض السمات العاطفية قد تكون فطرية.
ورغم أن هذه العلامات ليست تشخيصًا طبيًا، إلا أنها قد تساعد الأهل في التعرف على نمط شخصية طفلهم:يُفزع بسهولة من الأصوات أو الأحداث المفاجئة، لا يحب التغييرات أو المفاجآت المفاجئة.
كذلك يشتكي من الأمور الحسية مثل ملمس الملابس أو وجود ملصقات فيها، يُبدي انزعاجًا من الروائح القوية أو الغريبة، يطرح الكثير من الأسئلة، ويسعى لفهم كل ما حوله، يشعر بالتوتر في وجود الغرباء، ويكون أكثر راحة مع الأشخاص المألوفين.
وإذا لاحظت تغيرًا مفاجئًا في سلوك طفلك، مثل ازدياد نوبات البكاء، فقد يكون السبب عضويًا مثل قلة النوم، أو سوء التغذية، أو حتى عدوى بسيطة كالتهاب الأذن، في هذه الحالات، يُستحسن مراجعة طبيب الأطفال لاستبعاد أي أسباب صحية.
وهناك استراتيجيات فعالة للتعامل مع الطفل الحساس، فبدلًا من وصف الطفل بالحساس أو الخجول، أشِد بقدرته على الملاحظة أو تعاطفه مع الآخرين. شجع هذه الصفات، واعتبرها ميزة لا عبئًا.
وفي مواقف مثل الحفلات أو المدرسة، قد يشعر الطفل بالإرهاق أو الإرباك، لا تعجل بإصلاح الأمور، بل استخدم هذه اللحظات لتدريبه على التعبير عن مشاعره والتعامل معها.
ولا تسخر من دموعه أو تنهره، بل استمع له بهدوء، وعلّمه أن المشاعر ليست خطأ، بل هي جزء طبيعي من التجربة الإنسانية.
إقرأ أيضًا
تحذير طبي: الإفراط في شرب الماء قد يؤدي إلى تسمم خطير يهدد الحياة
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: رعاية حساسية الأطفال موهبة
إقرأ أيضاً:
موهبة.. من نجاح إلى نجاح
منذ ان بدأت مؤسسة الملك عبدالعزيز و رجاله للموهبة والابداع، قامت باكتشاف أكثر من 97 ألف موهوب من جميع أنحاء المملكة، وقامت بتوفير أفضل التجارب العلمية لهم.
وقد آتت مشاركات موهبة ورعايتها للموهبين ثمارها من خلال تحقيق المملكة إنجازات على المستوى الدولي في المسابقات العلمية الدولية، حيث حصل طلاب المملكة على اكثر من 400 ميدالية وجائزة في المسابقات العلمية الدولية. كما طور الطلبة أكثر من 16.000 فكرة، وحصلوا على 15 براءة اختراع، وقُبل أكثر من 1000 طالب وطالبة في أفضل جامعات العالم.
وكانت آخر مشاركة للمؤسسة في المعرض الدولي للعلوم والهندسة آيسف 2025 في أمريكا الأسبوع الماضي، وقد حقق أبطال المملكة المركز الثاني بين الدول المشاركة متفوقين على المشاركين من الصين والهند وكوريا الجنوبية.
صحيح أن امريكا اكتسحت الجوائز و ذلك بسبب أنها اشتركت بأكثر من ألف متسابق، بينما السعودية شاركت بأربعين موهوب وموهوبة. ولو نظرنا إلى النسب، نجد أن السعودية تحتل المركز الأول حيث حققت 23 جائزة
بنسبة 57.5 %، بينما كانت نسبة امريكا 29 %.
و قال مدير الاعلام في موهبة الأستاذ ماجد الكناني، إن مؤسسة موهبة طورت استراتيجيتها في آخر ٤ سنين، وأصبحت تركز على التدريب و تطوير الجوانب الشخصية للموهبين، بالاضافه إلى الجانب العلمي، وكذلك إعدداهم لكي يتفاعلوا مع الاعلام و تعزيز القدرة على التعامل مع التجمعات الكبيرة، وهو ما انعكس إيجابا على الطلاب اللذين أصبحوا أكثر ثقة في انفسهم و في التعامل مع المحكمين الدوليين.
بل أنهم أصبحوا يشاركون في الكثير من المحافل كمتحدثين، وآخر هذه المشاركات، كانت في مؤتمر القدرات البشرية 2025، حيث شارك أعضاء رابطة موهبة بفاعلية في جلسات تناولت دور الابتكار والتعليم في صناعة المستقبل.
و لعل نجاح موهبة، وتفوق طلاب موهبة، أدى الى تفاعل الكثير من الوزارات لعقد شراكة مع المؤسسة لرعاية وتأهيل أجيال جديدة لتعمل في هذه الوزارات بعد التخرج.
و الجميل أن علاقة المؤسسة بخريجيها، لا تنقطع بانتهاء التدريب، بل تستمر إلى مابعد التخرج.
كما يجب الإشادة بالرعاة، وخاصة شركة أرامكو التي تدعم برامج المؤسسة بشكل كبير. والشكر موصول لكل العاملين في موهبة.