«الصحفيين» تتبنى مطالب الزملاء الفلسطينيين في يوم الأرض.. «أخوة بالدم والعروبة»
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
أعرب مجلس نقابة الصحفيين خلال اجتماعه أمس الخميس، برئاسة خالد البلشي نقيب الصحفيين، عن تبنيه للمطالب التي أرسلها الزملاء الصحفيون الفلسطينيون في قطاع غزة لنقابة الصحفيين المصرية بمناسبة ذكرى يوم الأرض الفلسطيني الموافق 30 مارس، ومرور 6 أشهر على حرب الإبادة والتجويع، التي يمارسها العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بمختلف طوائفه.
وكان مجلس نقابة الصحفيين المصريين قد تلقى رسالة حملها عدد من الصحفيين الفلسطينيين، الذين شاركوا في الإفطار السنوي للنقابة، الذي تواكب مع العيد الثالث والثمانين لتأسيس النقابة المصرية، والذكرى الثامنة والأربعين ليوم الأرض الفلسطيني، وقرر المجلس خلال اجتماعه أمس تبني كل ما ورد فيها من مطالب.
وشارك أكثر من 30 زميلا صحفيا فلسطينيا في اليوم التضامني، الذي عقدته النقابة بمناسبة يوم الأرض، ووجه الزملاء المشاركين في المؤتمر واليوم التضامني الشكر للدولة المصرية على دعمها للقضية الفلسطينية، وتسهيل دخولهم إلى مصر وعلاج المصابين منهم، ودعوا أجهزة الدولة المصرية لتكثيف الجهود لتسهيل نقل وعلاج الصحفيات والصحفيين الجرحى أو المصابين بأمراض مستعصية، والمساعدة في علاج عائلاتهم، وتسهيل الدخول، وتسجيل واستيعاب أبناء الصحفيين المقيدين في المدارس والجامعات المصرية، وكذلك تسهيل تجديد إقامة الصحفيين، الذين تم استقبالهم وأسرهم.
وأكد مجلس نقابة الصحفيين، أنه إذ يثمن جهود الدولة المصرية في تسهيل دخول عدد من الزملاء المصابين لتلقي العلاج بمصر، وبعضهم شارك في المؤتمر التضامني بمناسبة يوم الأرض، فإنه يدعوها لتبني المطالب الواردة في رسالة الزملاء، وكذلك المساعدة في تسريع نقل عشرات الصحفيين المصابين، الذين تقدموا بطلبات خلال الفترة الأخيرة للعبور عبر معبر رفح لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية.
وشدد مجلس نقابة الصحفيين خلال اجتماعه على تبنيه لكل المطالب، التي رفعها الزملاء الصحفيون في غزة موجها التحية للشعب الفلسطيني، وصموده الأسطوري ولأكثر من 33 ألف شهيد فلسطيني ارتقوا خلال 6 أشهر من العدوان الصهيوني النازي على الشعب الفلسطيني بينهم ما يقرب من 140 شهيدا من الصحفيين، قدموا المثل والقدوة في قدرة الصحافة الحرة على التعبير عن آمال وطموحات الشعوب والانتصار للأوطان.
الصحفي المصري والفلسطيني أخوةوأكد المجلس أنه بصدد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق كل ما ورد في رسالة الزملاء بغزة، ومنحهم كل المزايا والخدمات، التي يتمتع بها الصحفي المصري على اعتبار أن الصحفيين المصري والفلسطيني إخوة في الدم والعروبة، والإنسانية.
كما قرر المجلس تكثيف الجهود لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم الجنائية الدولية، مطالبا بضرورة التحرك الفعلي لوقف هذا العدوان الوحشي وحرب الإبادة والتجويع، التي يمارسها جيش الاحتلال ضد أهلنا في فلسطين، وطالب المجلس جميع الجهات المعنية، وكذلك الزملاء الصحفيون للمساعدة في تحقيق هذه المطالب الواردة في الرسالة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصحفيين الفلسطينيين الصحفيين نقابة الصحفيين مجلس نقابة الصحفیین یوم الأرض
إقرأ أيضاً:
مكتبة الحجر: كيف تروي محمية الدبابية المصرية قصة مناخ الأرض ومستقبله؟
على بعد كيلومترات قليلة من كنوز الأقصر الفرعونية، حيث تقف المعابد والمسلات شاهدة على آلاف السنين من الحضارة البشرية، تقع مكتبة أقدم بكثير، لم تبنها أيدي البشر، بل نحتتها يد الزمن على مدار ملايين السنين. إنها "محمية الدبابية"، نافذة جيولوجية فريدة لا تروي قصة منطقة فحسب، بل تسرد فصلا حاسما من تاريخ كوكب الأرض بأكمله: قصة تغير مناخي كارثي حدث قبل 56 مليون سنة، ويحمل في طياته دروسا حيوية لمستقبلنا اليوم.
هذه المحمية، التي تبدو للوهلة الأولى مجرد تلال صخرية في قلب صعيد مصر، هي في الحقيقة أحد أهم المواقع الجيولوجية في العالم، حيث تقدم سجلا كاملا ومتصلا لواحدة من أكثر الفترات سخونة في تاريخ الأرض، وهي الفترة التي شهدت انقراضا جماعيا لمعظم الكائنات الحية بسبب ارتفاع حرارة الكوكب إلى أعلى معدلاتها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إتيكيت زيارات عيد الأضحى.. أمور ينبغي تجنبها في منازل الأهل والأصدقاءlist 2 of 2الحج خطوة بخطوة.. دليل مرئي مفصل للمناسك في مكة المكرمةend of list همزة الوصل الذهبية في تاريخ الأرضتكمن القيمة العلمية الاستثنائية للدبابية في طبقاتها الصخرية التي تكشف بوضوح تام عن فترة انتقالية حاسمة بين عصرين جيولوجيين: "الباليوسين" و"الإيوسين". وبحسب الخبراء، فإن هذا التتابع الجيولوجي الكامل غير موجود في أي مكان آخر على وجه الأرض. فبينما توجد صخور من كلا العصرين في مناطق متفرقة في العالم، إلا أن السجل بينهما دائما ما يكون منقطعا أو غير مكتمل. أما في الدبابية، فالتتابع متصل، مما يعني أن تاريخ الحياة وتغيراتها المناخية سجل هنا دون انقطاع.
إعلانلهذا السبب، اختار الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية محمية الدبابية لتكون "نقطة حدودية عالمية" (GSSP)، أو ما يعرف بـ"المسمار الذهبي". هذا يعني أن هذا الموقع هو المرجع العالمي الرسمي الذي يعرف الحد الفاصل بين هذين العصرين، ويأتي إليه العلماء من كل أنحاء العالم لدراسة هذا التحول الدراماتيكي.
مختبر طبيعي لتغير المناخيوضح الباحث المصري، الدكتور أحمد الجيلاني، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن الدبابية توثق حدثا مناخيا بالغ الأهمية يعرف بـ"الحد الأقصى الحراري الباليوسيني-الإيوسيني" (PETM). يقول الجيلاني: "تشكل المحمية نافذة علمية استثنائية لفهم التغيرات المناخية، حيث توثق طبقاتها الصخرية ارتفاعا حادا في تركيزات الكربون الجوي، وانزياحات في النظم البيئية البحرية والبرية".
ويضيف أن أهمية الموقع تكمن في كونه "مختبرا طبيعيا لفك تشفير آليات التغير المناخي القديم". فالتشابه الكبير بين الظروف التي سادت خلال حدث PETM وبين تسارع الاحترار العالمي الذي نشهده اليوم، يجعل من الدبابية مرجعا حيويا لنمذجة سيناريوهات المستقبل المناخي وفهم تداعيات زيادة الكربون في الغلاف الجوي.
منتزه الدبابية الجيولوجيإدراكا لهذه القيمة المزدوجة، لم تعد النظرة إلى الدبابية تقتصر على كونها تراثا جيولوجيا يجب الحفاظ عليه، بل أصبحت منطلقا لرؤية مستقبلية طموحة تسعى سلطات محافظة الأقصر وجامعة الأقصر لتحقيقها. هذه الرؤية تتمثل في مشروع "منتزه الدبابية الجيولوجي"، الذي تهدف دراسته التفصيلية، التي أعدها الدكتور الجيلاني، إلى دمج الحفاظ على الطبيعة في التنمية المجتمعية المستدامة عبر ثلاثة محاور متكاملة:
الفندق البيئي (Eco-Lodge): إنشاء فندق يبئى بالكامل من الحجر الجيري المحلي، الذي يتمتع بخصائص عزل حراري طبيعية تقلل من استهلاك الطاقة، مع الاعتماد الكامل على الطاقة الشمسية، ليكون نموذجا للعمارة الخضراء المتناغمة مع البيئة. مركز العلوم والفنون التراثية: إحياء المهارات التقليدية لأهالي المنطقة، مثل فن النحت على الحجر، والحرف اليدوية القائمة على سعف النخيل وأشجار الأثل والجميز، لربط المجتمع المحلي بالمشروع وخلق فرص اقتصادية. الملتقى الدولي السنوي للنحت: دعوة فنانين من مختلف أنحاء العالم لتحويل صخور المنطقة إلى منحوتات فنية ضخمة، تروي قصة التغير المناخي وتاريخ الأرض، مما يحول الدبابية إلى متحف فني مفتوح في قلب الصحراء. إعلان من الحكاية الجيولوجية إلى التنمية المستدامةيهدف هذا المشروع، كما يؤكد الدكتور رمضان عبد المعتمد، وكيل كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، إلى تعميق وعي الزائر بالبيئة الطبيعية والثقافية، وتقديم "رسالة تعليمية وتثقيفية" تتجاوز السياحة التقليدية. فالسائح هنا لا يأتي لمجرد المشاهدة، بل ليُعايش تجربة "الحكايات الجيولوجية" التي تربطه بتاريخ الكوكب وتلهمه تبني ممارسات صديقة للبيئة.
وهكذا، تتحول الدبابية من مجرد محمية صامتة إلى نموذج واعد للاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة، حيث تصبح الموارد الطبيعية المحلية أساسا لبناء مستقبل أخضر. إنها قصة موقع فريد يثبت أن الحفاظ على ماضي الأرض السحيق ليس ترفا أكاديميا، بل هو ضرورة حتمية لفهم حاضرنا، وبناء مستقبل أكثر استدامة ووعيا.