قال الدكتور ياسر نور الدين، المفتش بوزارة الأوقاف ومن علماء الأزهر الشريف، أن زكاة الفطر، هي الزكاة التي تكون بسبب الإفطار من شهر رمضان المبارك، وتُسمّى بزكاة الرؤوس، والرِّقاب، والأبدان، ويُطلَق عليها أيضاً اسم صدقة الفطر، فلفظ الصدقة يُطلَق على الزكاة الواجبة على المسلم، كما وردت تسميتها بذلك في عدّة نصوصٍ من القرآن الكريم، أي كأنّها زكاةٌ للنفس، وتطهيرٌ لها، وتنقيةٌ، وقد فُرِضت زكاة الفِطر في السنة الثانية للهجرة، في السنة ذاتها التي فُرِض فيها صيام رمضان

وتابع الدكتور نور الدين، ذكر أهل العلم وجهان لتسميتها بزكاة الفطر، الوجه الأوّل: أنّ المقصود بالفِطر ما يقابل الصوم، أي الإفطار من الصوم، ويكون ذلك حين اكتمال شهر رمضان، وبدء شهر شوال، والوجه الثاني: الفَطْر، أي الخَلق، من الخَلقة، وبذلك اعتُبِرت من زكاة الجَسد، قال -تعالى-: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا).

حُكم زكاة الفطر اتّفق جمهور أهل العلم على أن زكاة الفطر واجبة على المسلم، استدلالاً بما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى النَّاسِ، صَاعًا* مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، علَى كُلِّ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ، أَوْ أُنْثَى، مِنَ المُسْلِمِينَ).

الحِكمة من زكاة الفطر

شرع الله -تعالى- زكاة الفطر، لِما في ذلك من تطهيرٍ للصائم ممّا قد يقع به من الكلام، وزلل اللسان، والأقوال غير المقبولة، إضافةً إلى أنّ فيها إطعاماً للفقراء والمساكين، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (زكاةُ الفطرِ طُهْرَةٌ للصائِمِ مِنَ اللغوِ والرفَثِ، و طُعْمَةٌ للمساكينِ)

شروط وجوب زكاة الفطر

أشار الدكتور ياسر نور الدين إلى أنه يجب أن تُشترَط لوجوب زكاة الفطر عدة شروطٍ، وهي: الإسلام: فزكاة الفطر تجب على كلّ مسلمٍ، سواءً كان رجلاً أو امرأةً، حُرّاً أو عبداً، صغيراً أو كبيراً، استدلالاً بما رُوِي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، إذ قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ المُسْلِمِينَ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، أَوْ رَجُلٍ، أَوِ امْرَأَةٍ، صَغِيرٍ، أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ).

القدرة المالية: ويُقصَد بذلك أن يملك المسلم ما يكفيه من قُوته وقُوت عِياله، وزيادةً على يوم العيد وليلته، مع توفُّر الحاجات الأصليّة.

دخول الوقت: فتجب زكاة الفطر على كلّ مسلمٍ بغروب شمس آخر يومٍ من أيّام شهر رمضان، إذ رُوِي عن ابن عمر: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ)

النيّة: إذ إنّ زكاة الفطر عبادةٌ من العبادات، ولا بُدّ من النيّة فيها، لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)

مقدار زكاة الفطر تُقدَّر زكاة الفطر بصاعٍ من طعام البلد الذي يأكله أهله، فقد يكون صاعاً من تمرٍ، أو من شعيرٍ، أو غيرهما، استدلالاً بقول ابن عمر -رضي الله عنهما-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ)، ويُقدَّر الصاع بأربعة أمداد، ويُقدَّر المدّ بما يملأ كفَّي الإنسان المُعتدل، ويُقدَّر الصاع وزناً بثلاثة كيلوجرامات تقريباً.

كيفيّة إخراج زكاة الفطر

قال الدكتور نور الدين، للعلماء في كيفية إخراج زكاة الفطر أقوال عدّة، وفيما يأتي بيانها: القول الأول: ذهب جمهور أهل العلم إلى القول بعدم جواز إخراج زكاة الفطر بدفع قيمتها نقداً، لعدم ورود أي نصٍّ يدلّ على صحّة ذلك، ولأنّ قيمة الشيء في حقوق الناس لا تكون إلّا في حال التراضي بين الطرفَين، وهذا الأمر لا يمكن تطبيقه على زكاة الفطر، لعدم وجود مالكٍ مُحدَّدٍ.

القول الثاني: قال الحنفية ومن تبعهم بجواز دفع القيمة في إخراج زكاة الفطر، من باب التسهيل، والتيسير على الفقراء، فيقضي بها الفقير ما يحتاجه من الأشياء التي قد تغيب عن علم مُؤدّي الزكاة، أمّا في أوقات الشدّة، وعدم وفرة الحبوب، فالأولى دفع العَين من باب مراعاة مصلحة الفقير، وقد أفتى الإمام ابن تيمية بجواز إخراج القيمة في حال كانت أنفع للفقير واقتضتها مصلحته، أو اختارها الفقير بنفسه لكونها أنفع له.

المصارف التي تُؤدّى فيها زكاة الفطر

تابع د.نور الدين أن زكاة الفطر تُؤدّى إلى الأصناف الثمانية الذين تُؤدّى إليهم زكاة الأموال، وهم: الفقراء والمساكين، والقائمون على أمور الزكاة، ومَن يُرجى تأليف قلبه للإسلام، وفي الرِّقاب، من الرقيق، والأسرى المسلمين، والمدينون، والمجاهدون في سبيل الله، وابن السبيل المنقطع عن أهله وماله. والأولى بكل شخص أن يتحرى بصدقته من يستحق من الأصناف الثمانية، والأقربون من الفقراء أولى بالمعروف.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الشريف الإفطار الصوم زكاة الفطر إخراج زکاة الفطر علیه و س ل نور الدین الف ط ر

إقرأ أيضاً:

باحثون يبتكرون مادة هلامية من الفطر لتجديد الأنسجة

البلاد (الرياض)
في غابات رطبة وباردة، تفضل معظم أنواع الفطر الأماكن الظليلة لامتصاص العناصر الغذائية من المواد النباتية المتحللة، وبذلك ينمو ويزدهر ليصبح مادة غذائية وعلاجية، إلا أن بعض أنواعه سامة، ورغم ذلك يعّد سر من أسرار الطبيعة، وفي خضم الأبحاث والتجارب ابتكر باحثون من جامعة يوتا الأمريكية مادة هلامية مستخلصة من نوع نادر من الفطر؛ يُعرف باسم “ماركواندوميسيس ماركاندي”، تتميز بقدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة واستعادة قوتها بعد التشوه، ما يجعلها واعدة في تطبيقات الطب الحيوي.
وتحتفظ هذه المادة بما يصل إلى 83% من الرطوبة، وتستعيد نحو 93% من قوتها بعد التعرض للضغط؛ ما يجعلها مناسبة لتطوير أطر لاستنبات الخلايا، وتسريع تجديد الأنسجة، وصناعة الغرسات المرنة والأجهزة الحيوية المتوافقة مع الجسم.
ويعزو الباحثون هذه الخصائص إلى التركيب الفريد للغزل الفطري المصنوع من مادة الكيتين، التي تمنح المادة متانة عالية وتوافقًا حيويًا، فضلًا عن قدرتها على النمو شبه غير المحدود عند توفر الغذاء.

مقالات مشابهة

  • كيفية التوقف عن سلوك سب الدين.. أمين الإفتاء يوصي بـ 4 أدعية لعلاج المشكلة
  • المفتي العام يدعو المزارعين إلى إخراج زكاة الزيت والزيتون
  • أدعية رددها رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام
  • عطية لاشين يوضح الفرق بين «يفعلون» و«يعملون» في القرآن الكريم
  • تعرف على عيون وأنهار الجنة المذكورة فى القرآن
  • شيخ الأزهر يزور الدكتور أحمد عمر هاشم للاطمئنان عليه
  • دور المرأة المصرية في حرب أكتوبر المجيدة.. تعرف عليه
  • حكم إخراج الصدقة بغرض قضاء الحاجة.. الإفتاء توضح
  • كيف عظم الله النبي في حياته وبعد وفاته؟.. علي جمعة يوضح
  • باحثون يبتكرون مادة هلامية من الفطر لتجديد الأنسجة