سواليف:
2025-08-01@14:46:43 GMT

هل تفعلها الشعوب العربية!

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

هل تفعلها #الشعوب_العربية!

المهندس : عبدالكريم أبو زنيمة
بعدما كشفت غزة كل خبايا انحطاط وتآمر وتواطؤ أنظمة الحكم الرسمية العربية فإنه يستحيل الحديث عن المستقبل العربي ونهضته بوجود هذه الأنظمة التابعة والمنقادة للغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية راعية الإرهاب العالمي وراعية الكيان الصهيوني ومشروعه في المنطقة ، هذا الغرب الذي طالما أكد على مر التاريخ أنه متوحش وعدو لكل ما هو إنساني خارج حدوده وناهب لثروات الشعوب الأخرى ومصاص دماء ! لذلك نشاهدهم اليوم مجتمعين يخوضون حرب تصفية المقاومة الفلسطينية للانتقال إلى المرحلة الثانية لتنفيذ المشروع الصهيوني ، لقد كشفوا أنفسهم وفضحوا كل أكاذيبهم المغلفة بالإنسانية باصطفافهم ومشاركتهم بالمجازر والإبادة الجماعية في غزة ، تماماً كما اصطفوا بالأمس في مجازر العراق وليبيا وسوريا واليمن ، كل ما يهمهم في عالمنا هو الطاقة والثروات وأمن الكيان الصهيوني ومشروعه .


باختصار شديد جداً هناك ثلاثة مشاريع في المنطقة تشكل خطراً على أمتنا العربية ، الأخطر هو المشروع التوسعي الاستعماري الصهيوني الذي يمثل رأس حربة لقوى الإمبريالية الاستعمارية الغربية ، هذا الكيان العنصري النازي الإجرامي المتوحش يستحيل قبوله مطلقاً والتعايش معه ولا بد من اقتلاعه وإزالته.
الخطر الثاني يتمثل في المشروع العثماني التوسعي وهذا يمكن ردعه والتعايش معه إن نهضنا بمشروعنا القومي العربي ، تركيا هي الدولة الثانية بعديد جنودها في حلف الناتو ، وتقيم علاقات مع دويلة الكيان الصهيوني منذ عام 1950 وتتشابك معها في كافة المجالات وخاصة العسكرية والأمنية ” أكبر قاعدة تجسس إسرائيلية موجودة في تركيا” ، وبالرغم من أنّها دولة مسلمة سنية إلا أنّها تصطف في الخندق الإسرائيلي وتزوده اليوم بكل احتياجاته الغذائية والنفطية والمستلزمات العسكرية ، حلم أمجاد الإمبراطورية العثمانية لم يزل يعشش في عقول وأذهان قادتها .
الخطر الثالث يتمثل في المشروع الإيراني ، أيضاً إن نهضنا بمشروعنا التحرري العربي يمكننا إقامة علاقات طبيعية وبناء شراكات استراتيجية معها سيّما وهي تنادي بذلك من زمن طويل وتسعى لبناء أمن جماعي للمنطقة سيّما وهي من قدمت وتقدم كل أشكال الدعم لحركات المقاومة العربية بعدما تخلى وتآمر النظام الرسمي العربي على قضيتنا المركزية ، وهي من تناصب العداء للكيان الصهيوني ورعاته منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979م ، لكن أنظمة حكمنا المحكومة أمريكيا تُعرض عن ذلك وتناصبها العداء ، لذلك من حقها أن تنسج وتبني تحالفات لها مع دول ومنظمات عربية دفاعاً عن أمنها القومي الذي تحاصره القواعد الاستعمارية من معظم الجهات.
تتشكل اليوم تحولات عالمية كبرى وتبرز قوى عالمية مؤثرة ، علينا كشعوب عربية أن نتحرر من رعبنا وجبننا وعبوديتنا ونتسلح بإرادة المواجهة المبنية على الوعي والفهم العميق لكل التحديات ونحولها إلى فرص للنهوض بمشروعنا القومي التقدمي التحرري ومن أهم مرتكزاته وأولها هو تجذير وتعزيز البيئة الديمقراطية بآلياتها ومعايرها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية ، وهذا الأمر مرتبط بقوى التغيير الديمقراطي ومدى تأثيرها على المكونات المجتمعية المتضررة من غياب الحريات والعدالة والتهميش صاحبة المصلحة الحقيقية بانتقال المشروع من الحلم والخيال إلى الحقيقة ، إذ لا يُعقل أن تستمر وتتحكم النخب الحاكمة التي أضاعت الوطن العربي والتي لا تزيد نسبتها عن 0,001% بمصير وتوجهات وطموحات 99,999% الباقية ، هذه الغالبية الصامته المرعوبة عليها تحمل مسؤولياتها وإدراك المخاطر التي تحاصرها والضغط بكافة الوسائل السلمية لانتزاع حقوقها وسلطاتها الدستورية كمصدر لكل السلطات .
لقد آن الأوان لإعادة بناء الفرد على أسس ومباديء القيم والثقافة والعلم والمعرفة التاريخية والحضارية والإنسانية والعقائدية واعدة توجيه الخطاب الإعلامي بما يعزّز ثقافة المقاومة والنضال والتحرر والانتماء والولاء للأوطان وبما يكرس الوعي الحقيقي للمخاطر التي نواجهها الداخلية والخارجية وبما يمثله الخطر الصهيوني ورعاته كخطر وجودي يستحيل قبوله والتعايش معه ، وترسيخ مفاهيم الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص ، وهذا يتطلب استيعاب خصوصيات جميع مكونات المجتمع العربي بحرية وعدالة وتكافؤ بعيدا عن الاقصاء لأي كان .
علينا كشعوب عربية إنهاء الوجود العسكري الأجنبي المُستعر والمحتل لبلداننا والتخلص من التبعية السياسية والاقتصادية للدول الإمبريالية وهيمنتها على المنطقة ، وإنهاء كافة المعاهدات والاتفاقيات وكل أشكال التواصل مع الكيان الإجرامي العنصري ، وسن كافة التشريعات التي تُجرّم اي شكل من أشكال التعامل والتخابر معه ، فهذا العدو بمعتقداته وعقيدته وثقافته لا يرى فينا إلّا وحوشاً ودواباً يجب القضاء عليها والاستيلاء على أراضيها وخيراتها.
على القوى السياسية التقدمية في كافة ربوع الوطن لعربي تأطير العلاقات فيما بينها والاتفاق والتوافق على أهداف واستراتيجيات وطنية عُليا وإيجاد آليات وأدوات التواصل والتنسيق فيما بينها بما يمكنها من الانتقال من الوجود الشكلي الى قوة الفعل وخاصة فيما يتعلق بمواجهة المشروع الصهيوني ، وصولاً لتشكيل جبهة عربية واسعة من الدول المناهضة للمشروع الصهيوني والإمبريالي وكل القوى الوطنية وقوى المقاومة العربية تحت قيادة موحدة تقود العمل النضالي التحرري ، كذلك إيجاد شبكة تواصل واتصال مع كافة القوى العالمية التقدمية لتشكيل قوة ضغط عالمية تحررية واسعة ، والضغط بكافة الوسائل لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل جبهة مقاومة موحدة خلف قيادة مشتركة داخل فلسطين وخارجها ، فقط المقاومة هي الكفيلة بتحرير الأرض وكنس كل قوى الاستعمار وفرض الإرادة والسيادة الوطنية على كامل التراب العربي .
فقط بالتحرر من الخوف والعبودية والخنوع والذل والاستسلام والتسلح بالإرادة والعزيمة تستطيع الشعوب العربية إعادة بناء مشروعها القومي التحرري وتقرير مصيرها ، وطن تعيش فيه الأجيال القادمة بعزة وكرامة ، أما وإن بقينا على هذا الحال من الذل والهوان فلننتظر شلومو يأتي ليُقّتل أبناءنا ويستحيي نسائنا ويسومنا سوء الذل والعذاب ! أليس هذا ما يحدث الآن في فلسطين ؟! فهل تفعلها الشعوب العربية وتنتفض بوجه جلاديها وتتحرر !

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الشعوب العربية الشعوب العربیة

إقرأ أيضاً:

“البوتاس العربية” و”الفوسفات الأردنية” توقعان اتفاقية لإنشاء مجمع صناعي متكامل لإنتاج حامض الفوسفوريك والأسمدة المتخصصة

صراحة نيوز- مشروع استراتيجي يُجسد رؤية التحديث الاقتصادي ويعزز مكانة الأردن كمركز إقليمي لصناعة الأسمدة المشتقة ذات القيمة المضافة
ترجمة لأهداف رؤية التحديث الاقتصادي في تعزيز سلاسل القيمة الصناعية وتطوير الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة

أعلنت شركة مناجم الفوسفات الأردنية وشركة البوتاس العربية عن توقيع اتفاقية لإنشاء مجمع صناعي متكامل لإنتاج حامض الفوسفوريك، وحامض الفوسفوريك النقي، والأسمدة المتخصصة، وذلك في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والشيدية.
ووقع الاتفاقية رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية، الدكتور محمد الذنيبات، ورئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية المهندس شحادة أبو هديب، والرئيسين التنفيذيين للشركتين المهندس عبد الوهاب الرواد، والدكتور معن النسور.
ويجسد هذا المشروع التزام الشركتين بتطبيق مستهدفات التحديث الاقتصادي، خاصة فيما يرتبط بقطاعات التعدين والصناعات الكيماوية والأسمدة، إذ سوف يمثل نقلة نوعية تضع الأردن على خارطة الدول المُنتجة والمُصدّرة للأسمدة المتخصصة وذات القيمة المضافة العالية، كما يُجسّد مستوى متقدماً من التكامل الصناعي بين كبرى الشركات الوطنية العاملة في هذه القطاعات.
ويستهدف المشروع استحداث صناعات تحويلية متخصصة من خلال إنتاج حامض الفوسفوريك النقي، الذي يُعد مكوناً أساسياً في صناعة العديد من الأسمدة البوتاسية والفوسفاتية المتخصصة، ويستخدم في الصناعات الغذائية والصناعات الدوائية والتجميلية، ما يُعزز من قدرة الأردن على النفاذ إلى أسواق جديدة ذات طلب متخصص ومتنامٍ، ويوفر قاعدة صناعية قابلة للتوسع والتطور المستقبلي.
ويعد المشروع تحولاً جوهرياً في فلسفة استثمار الموارد الطبيعية الوطنية، من خلال توجيهها نحو التصنيع المتخصص لإنتاج حامض الفوسفوريك، وحامض الفوسفوريك النقي، والأسمدة المتخصصة، حيث أن هذا التوجه يُكرّس نهجاً اقتصادياً يعزز من القيمة المحلية المضافة، ويخدم بناء قاعدة صناعية متقدمة تُسهم في دعم الصادرات، وتعزيز مكانة الأردن في سوق الأسمدة المتخصصة على المستويين الإقليمي والدولي.
ويُعد المشروع نموذجاً ناجحاً للتحول نحو اقتصاد إنتاجي قائم على تكامل الموارد الوطنية مع الخبرات الصناعية المتراكمة، حيث أن التعاون ما بين شركتي مناجم الفوسفات الأردنية والبوتاس العربية سيفتح آفاقاً غير مسبوقة أمام الصناعات التحويلية. ويدعم المجمع الصناعي أهداف الأردن في تنويع صادراته الصناعية وتعزيز موقعه التنافسي في سلاسل التوريد العالمية، كونه يُعد استجابة استراتيجية للتحولات العالمية المتسارعة في قطاع الزراعة والأمن الغذائي، ويوفّر فرصة للأردن لتبوّء موقع متقدم كمزود موثوق للأسمدة المتخصصة في الأسواق الإقليمية والدولية.
ومن الجدير بالذكر أن توسيع الاستثمارات في مجال الأسمدة يعكس مرونة قطاع الأسمدة الأردني وقدرته على التطور وفق أعلى المعايير التقنية والبيئية.
ومن المتوقع أن يسهم المشروع في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وفتح المجال أمام برامج تدريب وتطوير مهني للكوادر الأردنية، خاصة في المجالات الهندسية والصناعات الكيماوية وإدارة العمليات والجودة، ما يعزز من تنافسية الكفاءات المحلية ويُرسخ ثقافة التصنيع المتقدم ذو القيمة المضافة العالية.

 

مقالات مشابهة

  • قوات القاسم تعرض مشاهداً لقصف تحشدات العدو الصهيوني بجباليا البلد
  • الشيخ نعيم قاسم: السلاح شأن لبناني ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي
  • هيئة شؤون الأسرى: أكثر من 10 آلاف معتقل لدى الكيان الصهيوني
  • أوراق أمريكا المتساقطة في خريف ترامب
  • بالفيديو .. شاهدوا لحظة مغادرة الوفد الجزائري القاعة بعد استدعاء رئيس برلمان الكيان الصهيوني
  • مؤتمر رؤساء البرلمانات بجنيف.. الوفد الجزائري يغادر القاعة خلال استدعاء رئيس برلمان الكيان الصهيوني
  • “البوتاس العربية” و”الفوسفات الأردنية” توقعان اتفاقية لإنشاء مجمع صناعي متكامل لإنتاج حامض الفوسفوريك والأسمدة المتخصصة
  • العدو الصهيوني يخطر للمرة الثالثة بهدم كافة منازل قرية النعمان شرق بيت لحم
  • الجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح
  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي