الشمس هادئة بشكل مدهش الآن.. ماذا يعني هذا بالنسبة لكسوف 8 أبريل؟
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
يبدو أن الشمس تأخذ قيلولة غير متوقعة في الوقت الحالي، في الوقت الذي سيشهد في سكان أمريكا الشمالية ظاهرة الكسوف الكلي يوم 8 أبريل.
وحتى وقت قريب، كان النشاط الشمسي مرتفعا جدا، ما أثار الآمال في أنه سيكون من الممكن رؤية العواصف الشمسية تنطلق من نجمنا أثناء الكسوف الكلي، وهي الفترة التي يحجب فيها القمر الشمس تماما.
ومع ذلك، إذا تمكنت من الحصول على رؤية دون عائق لنجمنا من مكان ما على طول مسار الكسوف الكلي، فيجب أن يبدو أكثر إثارة للإعجاب مما كان عليه خلال معظم الكسوفات الأخرى، كما يقول الخبراء، حيث تقترب الشمس حاليا من الحد الأقصى للطاقة الشمسية، وهي الذروة الانفجارية لدورتها الشمسية التي تبلغ 11 عاما تقريبا، عندما تتناثر البقع الشمسية القاتمة على سطح الشمس وتطلق في كثير من الأحيان عواصف شمسية قوية.
ويعتقد بعض الخبراء أن هذه المرحلة ربما تكون قد بدأت بالفعل، قبل نحو عام من الموعد المتوقع في البداية. ولكننا لن نعرف على وجه اليقين إلا بعد فترة طويلة من انتهاء الأمر.
وخلال الشهرين الماضيين، كان النشاط الشمسي مرتفعا بشكل استثنائي. لقد رأينا بقعا شمسية عملاقة، وتوهجات شمسية متكررة من الفئة X (أقوى فئة من الانفجارات الشمسية) وأعمدة بلازما شاهقة.
وفي 23 مارس، شهدت الأرض أيضا أكبر عاصفة مغنطيسية أرضية لها منذ أكثر من ست سنوات بعد اصطدام سحابة عملاقة من البلازما والإشعاع، تُعرف باسم الانبعاث الكتلي الإكليلي (CME)، بالكوكب.
لكن الشمس هادئة الآن بشكل مدهش. ولا يوجد سوى بضع مناطق من البقع الشمسية النشطة على الجانب القريب من الشمس من الأرض، وهي أصغر بكثير من تلك التي رأيناها في الأسابيع القليلة الماضية، وفقا لموقع Spaceweather.com.
إقرأ المزيدويشير اتجاه المجالات المغناطيسية لهذه المناطق أيضا إلى أن هناك احتمالا ضعيفا بأن تنفث البقع الشمسية التوهجات الشمسية أو الانبعاث الإكليلي الإكليلي من الآن وحتى الكسوف، وفقا لموقع Earthsky.com.
ولكن لمجرد أن العواصف الشمسية غير محتملة لا يعني أن الكسوف سيكون أقل إثارة.
ونظرا للمجال المغناطيسي الضعيف حاليا للشمس، فإن الإكليل (الهالة)، الجزء الخارجي من الغلاف الجوي للشمس، والذي يبدو مثل هالة شبحية عند رؤيته أثناء الكسوف الكلي، سيظل أكثر بروزا مما كان عليه خلال الفترات الأخرى من الدورة الشمسية.
وقال سكوت ماكينتوش، عالم الفيزياء الشمسية ونائب مدير المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في كولورادو، لموقع Live Science في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن الإشعاع المتدفق من الشمس سيجعل الهالة تبدو وكأنها "قنفذ شائك" أثناء الكسوف.
وسيكون هناك أيضا الكثير من الأشياء الأخرى المثيرة للاهتمام التي يجب على المراقبين البحث عنها أثناء الكسوف، بما في ذلك النجوم والكواكب و"المذنب الشيطاني" 12P/Pons-Broos، الذي سيكون على مقربة من الشمس أثناء الكسوف.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الشمس الطاقة الشمسية ظواهر فلكية كسوف الشمس معلومات عامة معلومات علمية أثناء الکسوف الکسوف الکلی
إقرأ أيضاً:
اكتشاف فلكي جديد.. هطول أمطار على كوكب خارج مجموعتنا الشمسية
في تطوّر علمي لافت، رصد علماء الفلك سُحبًا عالية الكثافة في كوكب بعيد قد تكون مكوّنة من غبار معدني وجزيئات من الحديد، يُحتمل أن تهطل على سطحه كمطر معدني، هذا الاكتشاف جرى في نظام YSES-1 النجمي، الواقع ضمن كوكبة "الذبابة" في السماء الجنوبية، على بُعد 307 سنوات ضوئية من الأرض. اعلان
ويُعد هذا النظام من الأنظمة النجمية الفتيّة جدًا بمقاييس الكون؛ إذ لا يتجاوز عمر النجم YSES-1 مليون عام فقط، مقارنة بعمر الشمس الذي يبلغ نحو 4.6 مليار سنة. يدور حول النجم كوكبان غازيان عملاقان، كلاهما لا يزال في طور التكوّن ويزيد حجمهما عن كوكب المشتري، أكبر كواكب المجموعة الشمسية.
عند توجيه تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) إلى هذا النظام، رصد الباحثون سُحبًا مرتفعة في الغلاف الجوي للكوكب الخارجي YSES-1c، والذي تبلغ كتلته نحو ستة أضعاف المشتري. لكن هذه السحب لم تكن مكوّنة من بخار الماء كما هو الحال في الأرض، بل من حبيبات دقيقة من سيليكات المغنيسيوم، وربما من الحديد أيضًا. ويُعتقد أن الحديد، عند تكسّر هذه السحب، يهطل على سطح الكوكب على شكل مطر معدني.
Related"موكب الكواكب" في ليالي يناير.. كيف يمكن رصد هذه الظاهرة الساحرة هذا الشهر؟فيديو: تلسكوب جيمس ويب يبدأ مهمة البحث عن النجوم الأولى والكواكب الصالحة للعيشحوالى خمسة أضعاف حجم الأرض.. علماء يرصدون أكثر الكواكب لمعاناً خارج المجموعة الشمسيةتقول الدكتورة كيلان هوخ، عالمة الفيزياء الفلكية في معهد علوم التلسكوب الفضائي في بالتيمور بولاية ماريلاند، إن رصد هذا النظام الشاب يوفر فرصة نادرة لدراسة مراحل تشكّل الكواكب حول النجوم. وتضيف: "هذه الأنظمة القليلة التي صُوّرت مباشرة تُعد مختبرًا فريدًا لاختبار نظريات تكوّن الكواكب، لأن كواكبها نشأت في نفس البيئة النجمية."
اللافت في هذا الرصد أن كلا الكوكبين ظهرا معًا في مجال رؤية التلسكوب، ما أتاح للعلماء جمع بيانات حول كوكبين في آنٍ واحد، وأشارت هوخ إلى أن الكوكبين لا يزالان في طور التكوّن، وهو ما يفسّر سطوعهما اللافت؛ فالضوء المرصود ناتج عن عمليات الانكماش والتكثف التي ترافق تشكّلهما.
ورغم أهمية اكتشاف السحب الغنية بالمعادن، إلا أن المفاجأة الأكبر كانت عند رصد قرص ضخم من الغبار والمادة يحيط بالكوكب الداخلي YSES-1b، والذي تبلغ كتلته نحو 14 ضعف المشتري. ويشكّل هذا القرص تحديًا لنظريات تكوّن الكواكب، إذ يُفترض أن الغبار المحيط بالكواكب يختفي عادة في غضون خمسة ملايين عام من بداية التشكل. ومع ذلك، لا يزال هذا الكوكب، البالغ عمره نحو 16 مليون سنة، يحتفظ بقرصه المادي.
وتطرح هوخ تساؤلًا علميًا جوهريًا: "لماذا لا يزال الكوكب الداخلي يحتفظ بهذا القرص الضخم من المواد، في حين أن الكوكب الخارجي لا يفعل؟ وإذا كانا قد نشآ في نفس البيئة، فلماذا يبدو كل منهما مختلفًا عن الآخر بهذا الشكل الجذري؟"
تُعد هذه النتائج أول رصد مباشر لسحب تحتوي على المعادن في كوكب يدور حول نجم يشبه الشمس، وقد نُشرت في مجلة Nature العلمية. ويستمر تلسكوب جيمس ويب الفضائي — الذي أُطلق في ديسمبر 2021 بتكلفة بلغت 10 مليارات دولار — في إحداث ثورة في علم الفلك، من خلال قدرته على استكشاف المجرات الأولى التي أضاءت الكون، واكتشاف عوالم جديدة، ورصد تصادمات الثقوب السوداء، بل وحتى التقاط إشارات قد تكون مرتبطة بوجود حياة خارج الأرض، رغم الجدل المستمر حولها.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة