أكد وزيرا الخارجية روسيا سيرغي لافروف والصين فانغ يي عزم بلديهما على تعزيز علاقات التعاون والشركة الاستراتيجية، وتطابق مواقفهما من أبرز قضايا الأجندة السياسية والاقتصادية العالمية.

إقرأ المزيد لافروف يصف مستوى العلاقات مع بكين بغير المسبوق ونظيره الصيني يؤكد دعم بلاده لاستقرار روسيا (فيديو)

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده لافروف وفانغ عقب محادثاتهما في بكين اليوم الثلاثاء.

وبشأن الأزمة الأوكرانية، قال لافروف: "لقد أكدنا مع زملائنا الصينيين أنه لا طائل وراء أي فعاليات دولية لا تأخذ في الاعتبار موقف روسيا، بل وتتجاهله تماما، وتروج لما يسمى "صيغة زيلينسكي للسلام" الفارغة والشبيهة بالإنذار النهائي، في موقف يظهر انفصالا كاملا عن الواقع".

وفي ما يلي أهم تصريحات الوزيرين حول أوكرانيا والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وملامح النظام العالمي المنشود وتطوير العلاقات الثنائية بين روسيا والصين:

الأزمة الأوكرانية

لافروف: نحن نقدر الموقف الثابت للصين ومحاولة لعب دور هام فيما يخص بتسوية الأزمة الأوكرانيةلافروف: موسكو مستعدة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن تصريحات رئيس الوكالة لم تعط تقييما واضحا بشأن من يستهدف محطة زابوروجيه النوويةفانغ: الصين تأمل بأن يتم وقف إطلاق النار في أوكرانيا في أقرب وقت ممكنوانغ يي: ندعم الحل السياسي للازمة الأوكرانية وندعم إجراء مؤتمر لحل هذه الأزمة بمشاركة الأطراف المعنية بما فيهم روسياوانغ يي: الصين تدعم السلام والاستقرار على الساحة الدولية ولذلك نلعب دورا مهما ولا نصب الزيت على النار. إقرأ المزيد لافروف: تايوان جزء من الصين وموسكو وبكين لا تقبلان التدخل الخارجي في هذه القضية

الوضع في الشرق الأوسط

لافروف: ناقشنا مسائل الأمن في الشرق الأوسط وخاصة في قطاع غزة حيث لدينا مواقف موحدة مع بكين نصر عليها في إطار مجلس الأمن الدوليوانغ: يجب دعم الشعب الفلسطيني بممارسات ملموسة وواقعية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتطبيق قوانين الأمم المتحدة ذات الصلة

العقوبات الغربية ونظام عالمي جديد

لافروف: الغرب يقوم بانتهاك قواعد السوق بشكل صارخ من خلال فرض العقوبات على الدول ومنها روسيا ويحاول كبح امكانيات الصين أيضا في التنمية الاقتصادية لإبعادها عن المنافسةلافروف: الغرب فرض على كل العالم منظومة لمعاقبة من لا يسير على طريقهم في المجال المالي، وهذه المنظومة أثبتت عدم نجاعتها ولابد من إيجاد منظومة أخرى حيث يتسنى الانتقال للتعامل بالعملات المحلية في إطار منظمات مثل "بريكس" و"شنغهاي للتعاون"فانغ: ستدافع الصين وروسيا عن نموذج جديد للعلاقات وهما تسعيان لتجنب المواجهةفانغ: نؤيد عولمة اقتصادية تشمل الجميع ومزدهرة والوقوف معا ضد الإجراءات الأحادية والحمائيةفانغ: ستعمل الصين وروسيا معا لمواجهة محاولات تعطيل سلاسل التوريد العالميةفانغ: يجب معارضة جميع أشكال الهيمنة والترهيب وعقلية الحرب الباردة التي تثير الانقسام والمواجهة، والعمل بنشاط على تعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشريةفانغ: يجب دعم المساواة بين الدول الكبيرة والصغيرة ومعارضة الهيمنة وسياسات القوة ومقاومة احتكار عدد قليل من البلدان في الشؤون الدولية وتعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية بشكل فعالفانغ: الصين تعارض المواجهة بين الكتل وخاصة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولا ينبغي لحلف شمال الأطلسي أن يمد يده إلى المنطقةفانغ: طرحنا في حوارنا فكرة "الرد المزدوج" في مواجهة سياسة "الاحتواء المزدوج" الغربية إقرأ المزيد لافروف: روسيا والصين تتفقان على بدء حوار حول الأمن الأوراسي

العلاقات الثنائية ولقاءات قمة مقبلة

لافروف: الدبلوماسية على مستوى القيادة تشكل عنصرا أساسيا في الشراكة الشاملة الروسية الصينية والتفاعل الاستراتيجي وركزنا في المحادثات على الاجتماعات المقبلة لزعيمينا على هامش مختلف المحافل الدولية، بما فيها قمة البريكس في كازان في أكتوبر وقمة منظمة شنغهاي للتعاون في أستانا في يونيوفانغ: الصين وروسيا ستستخدمان مزاياهما بالكامل وستطوران التعاون متبادل المنفعة وستحققان النجاح المشتركفانغ: لم يكن من السهل إقامة علاقات جيدة بين روسيا والصين، وهي تستحق أن نثمنها ونحميها

المصدر: RT + وكالات

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الحرب على غزة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا القضية الفلسطينية بريكس بكين زابوروجيه سيرغي لافروف عقوبات اقتصادية عقوبات ضد روسيا روسیا والصین

إقرأ أيضاً:

إبادة لا تستوفي شرط التضامن العربي

مؤلم وشاق العثور على موقف وسلوك عربي رسمي، باستطاعته لجم فاشية صهيونية تتصاعد في غزة وبقية مدن فلسطين المحتلة، طوال عشرين شهرا من العدوان والجرائم والعربدة الإسرائيلية. لم يطرأ تغيير يقلب المشهد، تُنسف مربعات سكنية ويتكرر تدمير القطاع الصحي وحرق المستشفيات وتقصف خيام النازحين ويُستهدف آلاف المتجهين للبحث عن مساعدات، والسياسة العربية ثابتة في طلبها من "الغير" (المجتمع الدولي) بضرورة التحرك، تعفي نفسها من هذه الأولوية وضرورة التحرك، وفق قناعة تكبيل القدرة الذاتية بعدم الانتماء لمجتمع دولي، وتأثيرها ناجع فقط في حدود سيطرتها على مجتمعات عربية.

ومن السهولة تحري مواقف غربية ودولية، تستجيب لنداء ومطالب شعوبها الغاضبة من سياسات إسرائيل ومن جرائم الحرب وضد الإنسانية، فحشود المظاهرات من روما ولندن ومدريد ولاهاي وباريس وغيرها من مدن حول العالم، المطالبة بوقف العدوان وتحقيق العدالة لفلسطين وقطع العلاقة مع الاحتلال والغاضبة من مشاهد جرائم الإبادة في غزة، تعني أن تغييرا ما طرأ في رفض السردية الصهيونية، وصعوبة بهضم وتبرير فاشية الاحتلال على شعبٍ يكافح للتحرر منه، ويرفض محاولة نزع الصفة الإنسانية والوطنية عنه.

بالتزامن مع هذا الرفض، تعيد سلسلة بشرية ضخمة محاصرة البرلمان البريطاني وتطالب بفرض عقوبات على إسرائيل وبوقف تصدير السلاح لها، وسفينة أسطول الحرية "مادلين" التي تقل نشطاء دوليين، تبحر من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية، جنوبي إيطاليا في محاولة لكسر الحصار المفروض على غزة، رغم التهديد الذي تعرض له المركب ومن فيه من جيش الاحتلال الذي سيطر عليه ومنع وصوله، إلا أن الخطوة والسلوك والشجاعة والإخلاص لمبدأ الوقوف إلى جانب الضحية لم يكن سلوكا عربيا.

فقد سبق كل ذلك سلسلة من مواقف وتحركات ومظاهرات غضب من إسرائيل، لم تتوقف عند حرم الجامعات حول العالم، فالتعاطف مع غزة وشعب فلسطين بوصلة إيمان بعدالة قضية وكرامة وحق شعب بحريته من الاحتلال، ورفض لسياسات الفصل العنصري التي ندد بها مؤخرا وزير خارجية فرنسا السابق جان إيف لودريان.

لم يعد غريبا على المطلعين والمهتمين ببعض المواقف الدولية من جرائم الإبادة الجماعية في غزة، أن يلاحظوا تطورا كبيرا في بعض المواقف من جهة وصف سياسات إسرائيل في الأراضي المحتلة بالفصل العنصري، أو التنديد بجرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة، ونعت هذه السياسة بالمخزية. لم يتوقف الأمر هنا، بل كانت هناك إجراءات من بعض العواصم والمدن الغربية، بقطع العلاقة مع إسرائيل ناهيك عن الضغط الذي تقوم به شعوب حول العالم، لدفع حكوماتها للضغط على الاحتلال لوقف جرائم إسرائيل ومحاكمة قادتها عن جرائم الحرب والتطهير العرقي. لكن الغريب استمرار الصمت والعجز العربي المخزي والمهين في كل شيء، وإذا تعمق الإنسان العربي فيما يتفوه به نتنياهو وبن غفير وسموتريتش منذ عشرين شهرا، باستعارة عبارات وشعارات تلمودية صهيونية تدعو للقضاء على العرب وتنفيذ الإبادة الجماعية، ورسم خطط الاستيطان والتهويد وضم الأرض وتهجير سكانها وتدمير شمال الضفة وخطط هدم الأحياء العربية في القدس، فلا يجد في المقابل العربي أي رد سوى استمرار العلاقة والتطبيع مع هذه المؤسسة الصهيونية وعقليتها الفاشية.

في كل ذلك، يغيب الفاعل العربي، حتى في خطوة ورمزية السفينة "مادلين" لمحاولة كسر الحصار، فهي لم تنطلق من موانئ عربية قريبة من غزة، والنشطاء على متنها "دوليون"، بغض النظر عن أصول بعضهم، والمساعدات أيضا. لا يذكر الشارع العربي ولا يحفظ كل الكلام العربي الذي قيل عن فلسطين عموما، ولا يأبه بكل القرارات التي اتخذت في القمم والاجتماعات التي لم ينفذ منها شيء بخصوص غزة وإنقاذها من الإبادة، فالعربي يدرك مصير آلاف شاحنات المساعدات المكدسة على حدود غزة، وقد أصابها التلف وانتهت صلاحيتها مع مسرحية إسقاط مساعدة عربية بالمظلات قبل أكثر من عام.

تغيب أيضا حالة الغضب في الشارع العربي، فالأحزاب والقوى السياسية والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني والنخب وغيرها؛ فاعليتها تتطابق تماما مع سلوك أنظمتها المطبعة أو الخانعة للأوامر الأمريكية، لا بل إن العديد من الأصوات والمواقف العربية الرسمية تؤكد على "فائدة" استسلام الشعب الفلسطيني والتخلي عن المقاومة باعتبارها سبب بلاء الفلسطينيين لا المشروع الصهيوني، والخضوع له كخلاص منتظر لإسرائيل والنظام العربي.

التعويل على مواقف دولية لوقف الإبادة -رغم أهميتها- لا يكفي، ما لم يكن مقترنا بإسناد عربي وفلسطيني رسمي، فتسليط الضوء على مواقف غربية من إسرائيل، وحفظ شوارع عربية ما يقوله رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز والموقف الذي اتخذه بلده من الاحتلال، كذلك مواقف أيرلندا وبوليفيا ونيكاراغوا وكولومبيا وتشيلي ومملكة بليز، التي سارعت كلها لقطع العلاقة مع الاحتلال ووصفت سلوكه بالإجرامي، مع تقدير موقف جنوب أفريقيا في محكمتي العدل والجنائية الدولية، وما تعرب عنه نخب سياسية وفنية وثقافية ورياضية وأكاديمية حول العالم؛ من رفض لسياسات إسرائيل الاستعمارية، وانهيار سردية الخوف من كذبة معاداة السامية.. كل ذلك لم يدفع باتجاه بلورة مواقف عربية وبخطوات تسجل في تاريخ المذبحة الفلسطينية من باب الإنصاف للضحايا وللقضية وللمشتركات العربية، على الأقل منها إنسانيا وأخلاقيا لتنسجم وتكمل مواقف دولية.

وعلى ما يبدو، أن شرط التضامن العربي مع غزة والموقف من جرائم إسرائيل لم يستوف بعد، وإجرام المحتل ووضوح فاشيته نابع من موت الصلابة العربية والفلسطينية وسقوط شروط بديهية، وجلال موت البشر جوعا وقصفا وتحطيم كل حياتهم لم يبدل قاموس البلادة العربي بمواجهة جرائم الإبادة الجماعية وتحديات التطهير العرقي في غزة وبقية فلسطين. فمن يشهد مأساة غزة لأكثر من 600 يوم، وما أفرزته من نتائج أفصحت بوضوح عن مكنونات صهيونية فاشية، يمكنه القول إن إسرائيل حققت قسطا من أهدافها بالعدوان والجرائم، وأسقطت شرط التآزر العربي الرسمي والشعبي الفعلي لإسناد غزة ورفع الحصار عنها والضغط لوقف جرائم الإبادة الجماعية ومنع مشروع التهجير. وليس القصد من إثبات ما قدمناه الإيحاء بأن عوامل الفعل والقوة والتأثير على إسرائيل هي غربية وأمريكية فقط، بل القول بأنها صارت كذلك بفعل تخل عربي وفلسطيني رسمي عن ثقل ووزن قدراتهما وتأثيرهما، ورهن كل ما لديهما لصالح أمريكا وأمن المحتل بشروط يتم استيفاؤها من النظام العربي، وتتعلق بمفاهيم وفوائد متبادلة مع المحتل على حساب القضية الفلسطينية.

x.com/nizar_sahli

مقالات مشابهة

  • إبادة لا تستوفي شرط التضامن العربي
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية متخوفة إزاء البرنامج النووي الإيراني
  • لافروف: نأمل في إحياء التعاون الثلاثي بين روسيا والهند والصين
  • انفجار 4 مركبات بسبب الحرارة في مواقف الدانوب بجدة.. فيديو
  • لافروف يقترح نقل الأمم المتحدة إلى سوتشي الروسية
  • لافروف: بريطانيا تقدم دعما لـ أوكرانيا بنسبة 100% في الهجمات على روسيا
  • المجلس الوطني الفلسطيني يوجه نداءً دوليا إزاء ما يحدث في غزة
  • بين القصف والمجاعة.. غزة تواجه الموت المزدوج وسط صمت دولي
  • الملك يعزز العلاقات الدولية بزياراته الأخيرة(فيديو)
  • منتخب السلة الأولمبي يشارك في بطولة الصين الدولية