المرتضى تابع التحضيرات لحفل افتتاح فعالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
التقى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام مرتضى، في مكتبه في القصر البلدي الميناء – طرابلس، سيدة الأعمال عضو اللجنة السياحية للتحضير لفعالية "طرابلس عاصمة للثقافة العربية" لعام 2024 السيدة نجاة الاي بدرية، بحضور مستشارة الوزير ممثلة لبنان في المجلس التنفيذي لمنظمة الالكسو السيدة بشرى بغدادي عدره ورئيس اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو المحامي شوقي ساسين ومنسق لجنة السياحة الثقافية المهندس الدكتور منذر حمزة، وتم البحث في موضوع الفعالية.
خلال اللقاء، تم البحث في التحضيرات التي يقوم بها وزير الثقافة استعدادا لحفل الافتتاح الذي سيكون في معرض رشيد كرامي الدولي. كما جرى عرض لمشروع يوم السياحة الثقافية لطرابلس الذي يتم التحضير له من قبل اللجنة السياحية، وقد ابدى المرتضى موافقته على هذا المشروع الواعد، طالبا وضعه موضع التنفيذ ودعمه من قبل وزارة الثقافة.
كما التقى وزير الثقافة رئيس المؤسسة اللبنانية للإعلام والتنمية أحمد الأيوبي، وكان اللقاء مناسبة للبحث في أهمية الجهود المبذولة لإنجاح فعالية "طرابلس عاصمة للثقافة العربية"، وأهمية التعاون الحاصل بين المرتضى والمجتمع الطرابلسي والشمالي واللبناني بشرائحه المتنوعة، وكيفية بناء منظومة ثقافية طويلة المدى لطرابلس التي تختزن كل عوامل النهوض الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والوطني.
وشكر الأيوبي وزير الثقافة على "إصراره ومثابرته في متابعة الأنشطة ودعمه للمبادرات التي تتصاعد في طرابلس لتظهير إمكاناتها وإزالة ما يعلق على صورتها النقية من تشويه ناتج عن تقصير الدولة في تأمين التوازن بين التنمية والأمن"، داعيا إلى "المزيد من التعاون مع الوزير المرتضى لإعطاء المدينة حقها وتوفير إطلالة عربية لها في إطار فعالية "طرابلس عاصمة الثقافة العربية".
وفي ختام اللقاء، قدم الأيوبي الى المرتضى نسخة من كتابه "السلامة العامة في الإسلام – قضايا السير من منظور إسلامي معاصر"، شارحاً أهمية أن "يشمل الخطاب الديني الثقافي قضايا المجتمع الحياتية وتقديم خطاب ديني معاصر يستجيب للتحديات التي تواجه المواطنين من آفة المخدرات مرورا بالحفاظ على البيئة وليس انتهاء بحوادث السير التي توقع الخسائر البشرية والمادية بما يكاد يوازي خسائر الحروب".
أيضاً، من زوار المرتضى، فريق عمل مؤسسة "نيو ميديا" ممثلا بالمدير العام المخرج محمد توتنجي، بحضور الدكتور نسيم ضناوي، الذي اطلعه على آلية عمل المؤسسة منذ تأسيسها عام ٢٠١٣ وهدفها تسليط الضوء على اهمية وموقع مدينة طرابلس من كل الجوانب ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا. وتم التطرق الى تنفيذ واطلاق عدة مبادرات اعلامية من ضمن "طرابلس عاصمة الثقافة العربية".
كما بحث المرتضى مع الفنانة التشكيلية مهى الجمّاس موضوع مشاركة عدد من المدارس الرسمية في مدينة طرابلس وتنفيذ جدارية من قبل التلامذة للتعبير عن المشاركة في الفعالية، وهو مشروع كانت الجمّاس اقترحته في خطوة منها لتشجيع المواهب من الجيل الصاعد على تنمية مواهبه بالفن التشكيلي لا سيما وان المشاركة ستتضمن تلامذة المرحلة المتوسط .
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: طرابلس عاصمة وزیر الثقافة
إقرأ أيضاً:
على عينك يا تاجر يفضح مافيا الثقافة العربية.. كيف تحوّل الإبداع إلى مقاولات؟
لم يعد الوسط الثقافي العربي مجرّد ساحة للإبداع وتنافس المواهب، بل صار- في جانب كبير منه- حلبة صراع خفي تتحكم فيها شبكات مصالح متشابكة، أشبه بمافيات منظمة، تتقاسم النفوذ والجوائز والمنابر والمهرجانات، هذه الحقيقة لم تعد مجرّد انطباع، بل تحولت إلى وقائع موثّقة وفضائح مكشوفة، كشف جانبًا كبيرًا منها كتاب «على عينك يا تاجر» للكاتب والشاعر عماد فؤاد، الذي قدّم واحدة من أشد الشهادات جرأة في نقد البنية الثقافية العربية، سواء داخل العالم العربي أو في المهجر.
الكتاب يفكك، بأسلوب ساخر وناقض، آليات صناعة «النجومية الأدبية» في عالم تحكمه الشللية والمحسوبية وتبادل المنافع، لا الموهبة أو الإنجاز الحقيقي.
وهذا التقرير يستند إلى أبرز ما كشفه الكتاب، محللًا الظاهرة وشارحًا خطورتها على المشهد الثقافي العربي.
«ماذا لو».. خيال يبدو مستحيلًا لكنه الواقع نفسه
يطرح عماد فؤاد في كتابه مجموعة أسئلة تبدو ساخرة: ماذا لو تلقيت دعوة لمهرجان عالمي بالخطأ؟، ماذا لو فازت روايتك الرديئة بجائزة كبرى؟، ماذا لو تاجر الكاتب بقضية وطنه في السوق الأوروبية؟
هذه الأسئلة، كما يوضح الكاتب، ليست خيالًا، بل مشاهد تتكرر في الوسط الثقافي العربي بشكل يدعو إلى الذهول، فكم من كاتب لا يمتلك أي حضور أدبي حقيقي تلقّى دعوات مبهرة لمجرد تشابه الأسماء، وكم من رواية ضعيفة حصدت جوائز كبرى فقط لأن صاحبها داخل «الحلقة الصحيحة».
عماد فؤاد يسمي هذه الظواهر بـ «المعجزات المضحكة»، لأنها تفضح التصدع العميق في منظومة الثقافة العربية، وتحول الأخطاء والهفوات الإدارية إلى شهادات عبقرية مزيفة.
احتكار الفعاليات.. نفس الأسماء.. نفس الصور.. نفس المقاولين.
يكشف الكتاب، بوضوح لا لبس فيه، عن حالة احتكار رهيبة للمنصات الثقافية العربية، يقول فؤاد إنك لو نظرت إلى معارض الكتب والمهرجانات من المحيط إلى الخليج ستجد المشهد نفسه: نفس الوجوه، نفس الضيوف، نفس «النجوم»، نفس الصور والتجمعات، بعض الأسماء لا تغادر المنصات إلا إلى المقابر.
وكل عام يتحول إلى نسخة طبق الأصل من سابقه، كأننا أمام «نظام توريث ثقافي» لا يسمح بظهور جيل جديد، هذه الاحتكارات جعلت الكثير من المثقفين يتساءلون عن انعدام «كرات الخجل» في دماء هؤلاء، كما يصف الكاتب ساخرًا.
سوق الأدب العربي في الغرب.. تجارة لا علاقة لها بالإبداع
يقتحم كتاب «على عينك يا تاجر» المنطقة الأكثر حساسية: الوسط الثقافي العربي في أوروبا، وما يكشفه الكتاب هنا أخطر مما يجري داخل العالم العربي نفسه، ففي الغرب، تتحول الثقافة إلى سوق مربحة، ويظهر ما يسميهم الكاتب بـ «مقاولي الثقافة العربية في الخارج»، هؤلاء يتحركون كشبكة منظمة: يسيطرون على جوائز، يحتكرون المنح، يديرون منصات إلكترونية تنشر أعمالهم أولًا، يرشّحون بعضهم للمهرجانات العالمية، ويحصلون، كل عام تقريبًا، على الامتيازات نفسها، والأهم: أن عددًا غير قليل منهم يستثمر قضايا بلده السياسية، يرفعها كشعار حينًا، ويتاجر بها حينًا آخر، لأنها مفاتيح جاهزة للتعاطف الغربي.
عماد فؤاد يقول بوضوح: «يكفي أن يمتلك الكاتب قضيتين حتى يتنقل بينهما كلاعِب سيرك».
المهرجانات العالمية.. بوابات مغلقة لا يدخلها إلا «أصحاب المفتاح»
يفضح الكتاب آليات عمل المهرجانات الأدبية الكبرى: لجنة ثابتة لا تتغير، عضو من كل بلد يرشّح أبناء بلده حصريًا، أسماء معينة تشارك كل عام دون انقطاع، تبادل دعوات ومصالح بين أعضاء الشبكات العربية في الخارج.
فلا يشارك شاعر فلسطيني في مهرجان «سيت» الفرنسي إلا بترشيح عضو اللجنة الفلسطيني، ولا يذهب شاعر مغربي إلى مهرجان عالمي إلا بترشيح عضو اللجنة المغربي، والأمر نفسه يتكرر في هولندا وألمانيا وإسبانيا.
هذا الاحتكار الدولي- كما يكشف الكتاب- أنتج «شِلَلًا» ممتدة عبر القارات، تتشارك الجوائز والمنصات، وتغلق الباب أمام أي صوت مستقل.
اللجان المانحة.. حيث يجلس المرشح في مقعد المحكم
من أخطر الحقائق التي يكشفها كتاب عماد فؤاد، وجود أسماء بعينها تتنقل بين ثلاث مواقع في آن واحد: عضو لجنة التحكيم، مرشح للجائزة، فائز بالجائزة، هذه الدائرة المغلقة تقضي نهائيًا على مبادئ العدالة والمنهجية، فالمعيار ليس القيمة الفنية، بل الانتماء إلى الشبكة.
ويورد الكتاب مثالًا صادمًا: كاتب عربي حصل على جائزة مالية كبيرة عن رواية إلى درجة أن مترجمًا- بعد قراءة 15 صفحة فقط- أعلن رغبته في «لكمه إن رآه يومًا»، لكن الجائزة منحت صاحب الرواية ثقة مزيفة جعلته يطمح بعدها إلى «نوبل».
السوشيال ميديا.. مصنع نجومية بلا موهبة
يرصد الكتاب ظاهرة أخرى، النجومية الزائفة التي تصنعها السوشيال ميديا، يكتب البعض النص نفسه كل يوم، بنفس المفردات، ويحصد مئات الإعجابات من جمهور لا يقرأ، ثم يتحول هذا التفاعل السطحي إلى دليل على «العبقرية»، وهكذا تصبح السوشيال ميديا جزءًا من اقتصاد الوهم الثقافي.
الشللية.. دولة داخل الدولة
ينتهي عماد فؤاد في كتابه إلى أن ما نشاهده اليوم ليس تكرارًا عشوائيًا للأخطاء، بل نظام كامل: شلل أدبية، تحالفات منظمة، تبادل مصالح، إقصاء ممنهج، تلميع متواصل لأسماء بلا رصيد، وخنق أي موهبة جديدة لمجرد أنها بلا ظهر.
ويؤكد أن «هدية تُهدى لتُسترد»، و«دعوة تُقدّم مقابل دعوة لاحقة» هو قانون غير مكتوب، لكنه ساري وفاعل بقوة.
ثقافة على حافة الانهيار
ما يقدمه كتاب «على عينك يا تاجر» ليس مجرد سرد أو فضفضة، بل كشف حقيقي لبنية ثقافية عربية تنهار تحت وطأة الفساد الأخلاقي والمجاملات والشللية والاحتكار، فالظاهرة لم تعد مجرد «سوء إدارة»، بل منظومة كاملة تحوّلت فيها الثقافة إلى سلعة، والشعر إلى تذكرة سفر، والقضية إلى رأس مال.
إن مستقبل الثقافة العربية لن يستقيم ما لم يتم الاعتراف بهذه التشوهات، ومواجهتها، وتفكيك احتكاراتها، وإعادة الاعتبار للموهبة الحقيقية التي تقف خارج الصفوف.. لأنها لم تتقن لعبة المقاولات.