دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أدّى زلزال مميت بقوة 7.4 درجة ضرب تايوان الأربعاء إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل، وإلحاق الضرر بـ 770 مبنى، وفقًا لأحدث التقديرات الصادرة عن وكالة الإطفاء الوطنية بالجزيرة (NFA).

وفي العاصمة تايبيه، على بُعد حوالي 130 كيلومترًا فقط من مركز الزلزال، اهتزت المباني بعنف أيضًا خلال أقوى زلزال شهدته تايوان منذ 25 عامًا.

وفي انتصار للهندسة الحديثة، خرج برج "تايبيه 101" الشاهق، الذي كان ذات يوم أطول ناطحة سحاب في العالم، من أحدث زلزال في الجزيرة من دون أي ضرر.

وأظهرت مقاطع فيديو للزلزال البرج الذي يبلغ ارتفاعه 1،667 قدمًا (508 أمتار) وهو يتمايل قليلاً، وساعدته مرونته الهيكلية في مواجهة الحركة القوية للزلزال.

وهذه الحركة أظهرت وبشكلٍ مثالي كيف تجسّد أهم وسيلة دفاعية لناطحة سحاب ضد الزلازل في المادة التي بُنيت منها، أي الخرسانة المسلحة.

كان برج "تايبيه 101" في تايوان أطول مبنى في العالم بين عامي 2004 و2007. Credit: GoranQ/iStockphoto/Getty Images

ومن خلال الجمع بين قوة ضغط الخرسانة وقوة شدّ الفولاذ، تجعل هذه المادة المبنى مرنًا بدرجة كافية للتأرجح، ولكنه جامد بدرجة كافية لمقاومة الرياح العاتية والأعاصير التي تضرب تايوان بشكلٍ متكرّر.

وهناك ابتكار تكنولوجي آخر في أعلى البرج يساهم في حماية ناطحة السحاب المكونة من 101 طابق، وهو جهاز ضخم شبه كروي يُعرف باسم "المثبط الشامل المضبوط".

ثقل موازن عملاق

يمكن للكرة الفولاذية الذهبية، المعلقة بـ 92 سلكًا سميكًا بين الطابق الـ87 والـ92، التحرك بمقدار 5 أقدام (متر ونصف تقريبًا) في أي اتجاه. 

ونتيجةً لذلك، فهي تعمل كبندول طاقة يقاوم، أو يثبط، حركات التأرجح.

وفي مقابلة عبر الهاتف، أوضح مؤلف كتاب "Supertall: How the World’s Tallest Buildings Are Reshaping Our Cities and Our Lives"،  ستيفان آل إنّه "في الأساس ثقل موازن كبير جدًا".

وأضاف آل: "في حالة تايبيه 101، يبلغ وزنها (الكرة) 660 طنًا. يبدو هذا ثقيلًا حقًا، ولكن إذا قارنت الأمر بالوزن الإجمالي للمبنى، فإنه يشكل جزءًا بسيطًا".

وأوضح المؤلف: "عندما يبدأ مبنى في الاهتزاز، فهو (المثبط الشامل المضبوط) سيتحرك في الاتجاه المعاكس. وفي حالة تايبيه 101، فهو معلق.. لذا هو سيتأخر عندما يتمايل البرج، وسيمتص الطاقة الحركية عن طريق التحرك في الاتجاه المعاكس".

ويمكن للاستقرار الذي يوفره هذا العنصر أيضًا تقليل التأثير غير المريح، أو المثير للغثيان حتّى الذي قد يُحدثه التأرجح على سكان المبنى في وجه الرياح العاتية.

دعم هيكلي

صممت شركة "C.Y. Lee & Partners" التايوانية برج "تايبيه 101"، وكان أطول مبنى في العالم بين عامي 2004  و2007، عندما تفوق عليه برج خليفة في مدينة دبي الإماراتية.

وأصبحت منصة المراقبة المطلة على "المثبط الشامل المضبوط" نقطة جذب شهيرة للزوار، خاصةً أثناء تحركه عند هبوب الرياح القوية.

ولكن، الكرة العملاقة ليست سمة التصميم الوحيدة التي تساعد على استقرار البرج الواقع بالقرب من خط صدع رئيسي.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: تايبيه تايوان تصاميم عمارة مبنى فی

إقرأ أيضاً:

الفرصة الأخيرة للعقل.. فهذه حرب لا سقف لها

ما يجري الآن بين إسرائيل وإيران لا يمكن قراءته ضمن منطق «التصعيد العسكري» أو «الردع المتبادل». المنطقة الآن أمام مواجهة خرجت من نطاق الردع إلى نطاق الفعل المباشر، ومن حدود «قواعد الاشتباك» المحسوب بدقة إلى مشهد مفتوح على كل الاحتمالات. ولعل الأيام الأربعة الأولى من هذه الحرب تعطينا تصورا لما يمكن أن يحدث في الأيام القادمة فيما لو استمرت هذه الحرب. فحين تستهدف إسرائيل منشآت نووية في عمق إيران، وتغتال قيادات علمية وعسكرية، وتضرب مواقع حيوية ليس آخرها مبنى التلفزيون، وترد إيران بكل قوتها، فإن الأمر لا يعود مجرد تجاوز لقواعد الاشتباك، بل نزع لتلك القواعد من أساسها والدخول في قواعد الحرب التي يسعى كل طرف إلى بسط سيطرته وقوته على الطرف الآخر.

لقد اعتادت المنطقة منذ عقود على إدارة الصراعات ضمن هندسة دقيقة من «العقلنة الاستراتيجية»، حتى في أقسى لحظات المواجهة. ما يختلف اليوم هو أن هذه الهندسة أُسقطت عمدا، كما أسقط الوسطاء والأوهام، وهوى السقف المحدود لتخاض الحرب الآن بشكل مباشر ودون أدنى محاذير تذكر. ومع هذا الانزلاق، تصبح كل نقطة تماس في الإقليم عرضة للاشتعال، من الخليج إلى الشام، ومن البحر الأحمر إلى المتوسط.

وأمام هذا المشهد المحتدم، يصبح من العبث الاعتقاد بأن الحرب ستظل في نطاق جغرافي ضيق أو ضمن أهداف محددة وهي التي بدأت بسقف أهداف عال جدا. وتاريخ المنطقة لا يقدّم أي نموذج ناجح لحروب «مضبوطة»، بل إن كل تدخل عسكري كبير كان سرعان ما ينتج عنه تداعيات أبعد من مقاصده الأولى، لا بسبب نوايا المتحاربين فقط، بل لأن البنية الإقليمية نفسها متداخلة، وهشة، وقابلة للاشتعال من أطرافها.. والأمر نفسه بالنسبة للسياقات التي تتحرك ضمنها هذه «الصراعات» سواء في سياقها الديني أو السياسي.

وإذا كان الرد الإيراني قد تجاوز توقعات إسرائيل والسيناريوهات التي رسمها الغرب فإن الذي ينبغي أن يشتغل به العالم الآن هو المسار الذي يمكن أن يُخرج المنطقة من هذه الحلقة التصعيدية؟ والبحث عن كل المنافذ التي يمكن أن تعبر منها وساطات نزيهة ومقبولة كتلك التي تقوم بها سلطنة عُمان من اليوم الأول لبدء هذه الحرب.

ويسعى الحراك الدبلوماسي الكبير الذي تقوم به عُمان لمحاولة وقف إطلاق النار والبدء في حوار منطقي يوقف الدمار الكبير ويقود إلى تسويات عادلة ومنصفة، بما يكفل عودة الحياة إلى مجرياتها الطبيعية.

وكان الاتصال الذي أجراه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ذروة ذلك الحراك الدبلوماسي خاصة وأن عُمان كانت تقوم بدور الوساطة بين إيران وأمريكا وتعرف أكثر من غيرها مواطن الالتقاء والبعد بين الطرفين.

رغم هذا الحراك الذي تقوم به سلطنة عُمان وبعض الدول الأخرى في المنطقة من أجل وقف صوت الصواريخ وخطرها على استقرار المنطقة فإن هناك خطرا آخر لا يقل عنها وهو خطر الصمت الذي ما زال يسيطر على العالم. والصمت، وإن اتخذ صورة التحفّظ فإنه يرسل إشارات مقلقة بأن هناك من يمنح الغلبة لمن يفرض الوقائع بالقوة، ولو على حساب القانون الدولي. وفي هذا فراغ أخلاقي لن يملؤه سوى العنف المضاد.

والحرب بعد يومها الرابع تضع الجميع أمام خيارين لا ثالث لهما: إما استمرار الانزلاق نحو صراع إقليمي واسع الكلفة، أو العودة إلى الطاولة، لا لإنهاء الخلافات الكبرى دفعة واحدة، بل لكسر منطق الحرب، والبدء بوقف شامل لإطلاق النار.

وإذا كان من رهان حقيقي اليوم، فهو على استعادة المنطق السياسي قبل أن تُملي الحرب شروطها القاسية على الجميع. فهذه الحروب، وإن بدت للبعض حاسمة في عتباتها الأولى إلا أنها لا تصنع نصرا نهائيا، بل تعيد ترتيب الخسارة في وجوه متعددة. وكل تأخير في وقفها، يُضاعف الألم ويفاقم الثمن، لا على الأطراف المتحاربة فقط، بل على النظام الإقليمي برمته.

مقالات مشابهة

  • الفرصة الأخيرة للعقل.. فهذه حرب لا سقف لها
  • وزارة الإعلام تدين العدوان الذي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية
  • سقوط مميت من برج جالاتا.. والاشتباه في انتحار شاب
  • تزايد الخلافات التجارية.. «تايوان» تُدرج هواوي وSMIC الصينيتين في قائمة مراقبة الصادرات
  • يسكنه نحو 4 آلاف شخص.. حريق هائل في ناطحة سحاب بدبي (صور)
  • بأداء سريع وبطارية عملاقة.. أوبو تستعد لإطلاق هاتف Oppo A5 Pro 4G
  • الإعلان عن أطول ممشى سياحي بولاية نخل
  • يسكنه نحو 4 آلاف شخص.. حريق هائل في ناطحة سحاب بدبي/ فيديو
  • اندلاع حريق ضخم في ناطحة سحاب سكنية بمارينا دبي .. فيديو
  • شاهد - حريق ضخم في ناطحة سحاب في دبي