RT Arabic:
2025-05-28@12:07:01 GMT

"فوجي" ليس مجرد جبل

تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT

'فوجي' ليس مجرد جبل

إحدى ثورات بركان فوجي الأشد عنفا حدثت في 11 أبريل عام 800، إلا أن فوجي الواقع في جزيرة هونشو بالنسبة لليابانيين أكثر من جبل بركاني نشط. هو مصدر إلهام روحي وثقافي ورمز مقدس أيضا.

إقرأ المزيد "القبيلة الفرعونية الضائعة"

هذا الجبل البركاني الشهير في الياباني والذي يبلغ قطر قاعدته 39 كيلو مترا، عامل جذب سياحي رئيس في البلاد، وقد أدرج في عام 2013 في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي.

يرتبط اليابانيين بعلاقة حميمة مع جبل فوجي، ويعزو البعض إيمان هذا الشعب بالقدر إلى حياته لأجيال في ظل "بركان".

فوجي إذا "تكلم" كما يقول الخبراء فسيجرف القسم المركزي من جزيرة هونشو بأكمله بما في ذلك العاصمة طوكيو في نهر من الحجر الملتهب والحمم البركانية. مع ذلك تبقى علاقة السكان به رقيقة ورومانسية.

منذ عام 781 سجل فوجي 12 ثورة بركانية عنيفة، أكثرها عنيف حدثت في عامي 800 و864 ميلادي.

السجلات التاريخية تفيد بأن ثورة فوجي الأخيرة بين عامي 1707 -1708 كانت مصحوبة بزلزال قوي. شوارع مدينة "إيدو" وهي طوكيو الحالية وتقع على بعد 97 كيلو مترا من البركان، تغطت حينها بطبقة سميكة من الرماد بسمك 15 سنتمتر. بركان فوجي نائم في الوقت الحالي، إلا أن علماء البراكين يحذرون من استيقاظ محتمل مفاجئ.

حتى الآن يبدو فوجي مسالما تماما، ولا يتم تذكر أنه بركان حي، إلا من وقت إلى آخر حين تتصاعد "خصلات" من الدخان من فوهته.

هذا الجبل البركاني كان مقدسا بالنسبة للسكان القدماء. قبيلة الأينو كانت أول من أسبغ عليه القداسة، ومنحه اسم آلهة النار، فوجي. توجد روايات أخرى لمصدر الاسم فوجي، إحداها تقول إن الأصل يعني "ثروة هائلة"، وأخرى، "الرجل النبيل"، وثالثة، "الخلود".

من مظاهر الرومانسية التاريخية التي تربط اليابانيين بفوجي، أسطورة تفسر أكاليل الثلوج التي ترصع قمة الجبل البركانية.

هذه الأسطورة التي تنسب لشعب الأينو تفيد بأن روح راعي فوجي رفضت منح مأوى لجدهم الأول، فنزلت لعنة قضت بأن سفوح الجبل منذ الآن فصاعدا، ستتغطى بالثلوج إلى الأبد كي لا يتمكن أي إنسان من الوصول إليها وتقديم القرابين.

اليابانيون يعتقدون أيضا بأن جبل فوجي المقدس إذا ظهر في المنام، فإن في ذلك رسالة ما، تحذيرا من شيء أو إبلاغا عن شيء. مثلا إذا كان الحلم على شكل جبل مجلل بأشعة الشمس، فتفسير ذلك زوال المصائب والخصومات وأن السلام والسكينة ستسودان في الروح.

لكن، إذا رأى أحد في منامه فوجي وقمته مغطاة بالسحب الكثيفة، فذلك يعني أن الأرباب تحث الشخص على التوبة من الخطايا المقصودة وغير المقصودة، وأن يعتدل ويستقم.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف

إقرأ أيضاً:

اللغة والسيادة.. العربية مفتاح النهضة وصوت الهوية

 

 

 

أحمد بن محمد العامري

ahmedalameri@live.com

 

 

في التاريخ، ما من أمة نهضت إلا وكانت لغتها هي البوابة الأولى للوعي والتمكين. فاللغة ليست أداة تواصل فحسب، بل هي عقل الأمة المتكلم، وروحها الناطقة، ومرآتها في العالم. وإذا كانت المعرفة قوة، فإن اللغة التي تُنتَج بها المعرفة هي جوهر السيادة.
من هنا، تأتي اللغة العربية ليس بوصفها مجرد لغة قومية أو دينية، بل باعتبارها أساسًا لبناء مشروع حضاري متكامل، يعيد للأمة العربية حضورها الفاعل في عصر التنافس الثقافي والتقني والمعرفي.
إن تمكين اللغة العربية في فضاءات العلم والتعليم والإنتاج والبحث ليس رفاهًا فكريًا، ولا حنينًا تراثيًا، بل هو ضرورة سيادية واستراتيجية. إذ لا يمكن لشعب أن ينهض على أسس مستعارة، ولا لأمة أن تنهض بلغة غيرها. فحين تكون اللغة الأجنبية هي لغة التعليم والبحث والعمل، فإننا نخلق فجوة بين الإنسان وهويته، ونصنع أجيالًا تفكر بلغة الغير، وتحلم بما لا يشبه بيئتها، وتنتج لمن لا يشبهها.
اللغة العربية اليوم تمتلك المقومات التي تؤهلها لأن تكون لغة العصر، فهي لغة ذات جذور فكرية وفلسفية عميقة، وقد أثبتت قدرتها عبر قرون على استيعاب العلوم والفلسفات، من الطب والفلك إلى الرياضيات والمنطق. وقد استطاعت أن تكون لغة العلم في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية، عندما كانت بغداد وقرطبة والقيروان مراكز إشعاع معرفي للعالم أجمع، وما كانت تلك النهضة لتحدث لولا أن كان هناك وعي بأهمية اللغة في إنتاج المعرفة لا مجرد نقلها.
اليوم، نحن في مفترق طرق، إما أن نعيد للعربية دورها المركزي في بناء الإنسان العربي، أو نستمر في التبعية المعرفية التي تحول دون امتلاك زمام المستقبل. إن الحديث عن تعريب التعليم، وتوطين المعرفة، ليس مجرد شعار، بل هو مشروع سيادي عميق يرتبط بالاستقلال الحقيقي، ويحرر العقل من الارتهان الثقافي. فالمعرفة حين تُستورد بلغة أخرى، تأتي محمّلة بثقافة الآخر، بقيمه، وبتصوراته عن الإنسان والعالم. وإذا لم نكن حذرين، فإننا لا نأخذ منها فقط أدوات العلم، بل نأخذ معها ملامح التبعية والتنازل عن الذات.
وتمكين اللغة العربية يتطلب منظومة متكاملة، تبدأ من الطفولة، حيث تُزرع في الطفل محبة لغته لا باعتبارها مادة دراسية؛ بل هوية وكرامة. وتمتد إلى الجامعات، حيث يجب أن تُقدَّم العلوم بالعربية مع دعم البحث والترجمة والتأليف. ولا بُد أن تكون بيئة العمل والمؤسسات الرسمية نموذجًا في اعتماد اللغة العربية، ليس من باب الالتزام الشكلي، بل باعتبارها لغة الكفاءة والاحتراف.
أما في المحافل الدولية، فالتحدث بالعربية، حتى لمن يُجيدون غيرها، هو موقف وطني، ورسالة رمزية تقول: "نحن نحترم أنفسنا كما نحترمكم، ونخاطبكم بلغتنا كما تخاطبوننا بلغاتكم." إن هذا الموقف لا يُقلل من القيمة، بل يرفع من مكانتنا، لأن الأمم القوية لا تتنازل عن لغاتها، بل تُصدّرها، وتربط بها منتجاتها، ومعرفتها، وصورتها في الوعي العالمي.
خلاصة القول.. إن اللغة ليست ترفًا ثقافيًا، بل خيار استراتيجي. والحديث عن التنمية لا يكتمل من دون الحديث عن اللغة. والهوية لا تُبنى بلغة مستعارة. وإذا أردنا أن نكون أمةً حرةً، واثقةً، قادرةً على المشاركة في تشكيل ملامح المستقبل، فعلينا أن نعيد الاعتبار للغتنا، لا بوصفها موروثًا، بل باعتبارها أداة للتمكين، ومفتاحًا للنهضة، وصوتًا نُعبّر به عن رؤيتنا في عالم لا يحترم إلا من يحترم نفسه.
لنرفع قيمة اللغة العربية في مدارسنا، وجامعاتنا، ومؤسساتنا، ومؤتمراتنا، ونحملها معنا إلى كل مكان، لأنها ليست مجرد كلمات؛ بل راية سيادة، ودليل وعي، وطريق كرامة.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: السنة ليست مجرد رواية بل علم متكامل بالأسانيد
  • اللغة والسيادة.. العربية مفتاح النهضة وصوت الهوية
  • هيكلة مهرجانات الصيف
  • حضره أكثر من 500 شخص.. حفل ضخم لمجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان
  • بين المنازل... توغل إسرائيلي في ميس الجبل
  • نيجيرفان بارزاني: حماية حقوق المكونات ليست مجرد شعارات نرفعها بل هي مبادئ راسخة
  • بالفيديو.. هطول أمطار رعدية على الجبل الأخضر
  • صافرات إنذار لحماية الجبل الأخضر بعد الحرائق
  • كيف نجح نهضة بركان المغربي في التتويج بلقب الكونفدرالية؟
  • نهضة بركان يُتوج بـ «الكونفيدرالية الأفريقية»