أكدت ناشطة سودانية، أن الوقت قد حان لاتخاذ القرارات وابتكار الحلول للأزمة السودانية وضمان أن يكون للنساء صوت في جهود الحل السلمي.

التغيير: وكالات

قالت الناشطة السودانية حنين أحمد إن النساء السودانيات ظللن يدفعن ثمنا باهظا للحرب الدائرة في البلاد منذ نحو عام. وأضافت أن أطراف الحرب اتخذت أجساد النساء كسلاح في هذه الحرب.

ونبهت إلى أن النساء يتعرضن لمختلف صنوف الانتهاكات ويعانين من التداعيات الكارثية للحرب.

تحمل حنين أحمد درجة الماجستير في مجال السلام والنزاعات، وقد شاركت مؤخرا في حلقة نقاش رفيعة المستوى نظمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي، على هامش لجنة وضع المرأة التي اختتمت أعمالها في مارس.

تحدثنا مع حنين عقب مشاركتها في الفعالية الأممية، حيث قالت إن النساء والفتيات في السودان تعرضن للاعتداءات الجنسية والاختطاف والاسترقاق الجنسي والزواج القسري، مشيرة إلى روايات لشهود عيان حول اختطاف فتيات واستغلالهن للأغراض الجنسية. وشددت على ضرورة تشكيل شبكات للحماية المجتمعية معززة بالمنظمات الدولية بهدف حماية النساء والفتيات على الأرض.

حنين أحمد هي أيضا عضوة في غرف الطوارئ الشبابية في السودان والتي تنشط في مجال العمل الطوعي في البلاد. وقالت إنها سلطت- خلال مشاركتها في حلقة النقاش التي نظمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة- الضوء على المجهودات الكبيرة التي تقوم بها النساء على الأرض مثل إنشاء غرف الطوارئ وإعداد الطعام للمواطنين المتأثرين من الحرب.

تحديات جمة ومجاعة تلوح في الأفق

تقول حنين أحمد إن النساء في السودان يواجهن تحديات جمة مثل صعوبة الوصول إلى الغذاء، محذرة من أن شبح المجاعة يلوح في الأفق. كما تحدثت أيضا عن صعوبة وصول النساء إلى مرافق الرعاية الصحية التي تقدم خدمات الصحة الإنجابية وما ينجم عن ذلك من معاناة في ظل النزاع الدائر. وقالت إن المليشيات المسلحة تمنع وصول حقائب الكرامة والمستلزمات الصحية النسوية في بعض المناطق داخل ولاية الخرطوم.

تنبه حنين أحمد إلى أن انقطاع خدمة الإنترنت يشكل أيضا تحديا أمام النساء ويحول دون تواصلهن مع أقاربهن وحصولهن على التحويلات المالية الضرورية، كما يعطل انقطاع الإنترنت خدمات التطبيب عن بعد ونظام الشكاوى والإبلاغ عن العنف الجنسي.

“سمة مميزة وحقيرة”

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك كان قد قال إن المدفعية الثقيلة المستخدمة في الحرب في السودان لا تشكل سوى جزء واحد من الأسلحة، مشيرا إلى أن العنف الجنسي بوصفه سلاحا من أسلحة الحرب، بما في ذلك الاغتصاب، ظل يشكل “سمة مميزة وحقيرة” لهذه الأزمة منذ بدايتها.

وقال إن مكتبه- ومنذ اندلاع النزاع في أبريل الماضي 2023– “وثّق 60 حادثة عنف جنسي مرتبطة بالنزاع، شملت ما لا يقل عن 120 ضحية في جميع أنحاء البلاد، غالبيتهم العظمى من النساء والفتيات”.

وأوضح المفوض السامي أن “من المؤسف أن هذه الأرقام لا تعكس إلى حد كبير الواقع، مشيرا إلى التقارير التي أفادت بأن “رجالا يرتدون زي قوات الدعم السريع ورجالا مسلحين ينتمون إليها مسؤولون عن 81% من الحوادث الموثقة”.

“المحاسبة ليست ممكنة في ظل الحرب”

إذن، لماذا لا تتم محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجنسية في السودان على الرغم من تكرارها باستمرار، سواء في الحرب الحالية أو الحرب التي شهدتها دارفور قبل أكثر من عشرين عاما؟ سؤال تجيب عليه حنين أحمد بالقول إن استمرار النزاع في السودان يجعل من الصعب تحقيق المساءلة، وأعربت عن أملها في أن تتحقق المحاسبة عن هذه الانتهاكات في فترة ما بعد الحرب واسترداد كل الحقوق المسلوبة.

ووجهت حنين أحمد رسالة للنساء والفتيات السودانيات اللواتي يعشن واقعا أليما في ظل هذه الحرب، حيث قالت: “علينا بالصبر ونتمنى أن يحمل لنا المستقبل واقعا أفضل”.

رسائل للمجتمع الدولي

وقدمت حنين أربع رسائل للمجتمع الدولي هي:

دعم الحلول السودانية على الأرض،

تمكين النساء السودانيات اقتصاديا، ودعم برامج بناء القدرات،

دعم المنظمات المحلية العاملة في مجال تمكين المرأة،

والاعتراف بغرف الطوارئ الشبابية باعتبارها جهات فاعلة في المجال الإنساني.

وأكدت حنين أحمد أن الوقت قد حان لاتخاذ القرارات وابتكار الحلول للأزمة السودانية وضمان أن يكون للنساء صوت في جهود الحل السلمي، وأن يتم تمكينهن من اتخاذ القرارات الخاصة بهن.

* مركز أخبار الأمم المتحدة

الوسومالأمم المتحدة الإنترنت الاتحاد الأفريقي الانتهاكات الجنسية الخرطوم السودان الناشطة السودانية حنين أحمد النساء هيئة الأمم المتحدة للمرأة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الإنترنت الاتحاد الأفريقي الانتهاكات الجنسية الخرطوم السودان النساء هيئة الأمم المتحدة للمرأة الأمم المتحدة فی السودان حنین أحمد

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تدرج الجيش السوداني والدعم السريع بقائمة العار بسبب انتهاكات ضد الأطفال

أدرجت الأمم المتحدة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع  في السودان في قائمتها السوداء المتعلقة بانتهاك حقوق الأطفال في النزاعات والحروب.

وبحسب وكالة فرانس برس، فقد كشف التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن زيادة صاعقة بنسبة 480 بالمئة في عدد الانتهاكات الخطرة ضد الأطفال السودان بين العامين 2022 و2023.

والأسبوع الماضي، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، بأنها تلقت "تقارير تفيد بمقتل ما لا يقل عن 35 طفلا" في الهجوم الذي وقع على قرية بولاية الجزيرة في وسط السودان.

ونقل البيان عن مديرة اليونيسف، كاترين راسل، قولها "لقد شعرت بالرعب من التقارير التي تفيد بمقتل ما لا يقل عن 35 طفلا وإصابة أكثر من 20 طفلا خلال الهجوم الذي وقع، الأربعاء، على قرية ود النورة بولاية الجزيرة السودانية".

واتهمت الخرطوم قوات الدعم السريع بالهجوم، وقالت وزارة الخارجية السودانية إن "المجزرة البشعة التي ارتكبتها مليشيا الجنجويد الإرهابية في قرية ود النورة بولاية الجزيرة، وراح ضحيتها أكثر من مئة وثمانين من القرويين العزل، بينهم أطفال ونساء، تمثل أحد تداعيات تراخي المجتمع الدولي تجاه المليشيا الإجرامية ومرتزقتها الأجانب، ورعاتها الإقليميين".

ومطلع الشهر الجاري، أصدرت 3 وكالات في الأمم المتحدة، تحذيرا شديدا من أن جميع المؤشرات تدلّ على تراجع كبير في وضع التغذية للأطفال والأمهات في السودان.

وذكر بيان مشترك لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية أن "أرواح أطفال السودان باتت في خطر جسيم، ولا بد من إتيان عمل عاجل لحماية جيل كامل من سوء التغذية والأمراض والموت".



وأجرت الوكالات الثلاث مؤخرا تحليلا أكد على أن "الاقتتال الراهن يفاقم العوامل المحرّكة لسوء التغذية بين الأطفال". 

ووفق الوكالات فإن من بين هذه العوامل نقص إمكانية الحصول على الأغذية ومياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، وازدياد خطر الإصابة بالأمراض، كما يفاقم هذا الوضع التهجير الهائل للسكان، إذ فرّ عدد كبير منهم من مناطق النزاع.

وبينت "أن السودان يواجه خطرا متزايدا بوقوع مجاعة بسبب النزاع، التي ستؤدي إن وقعت إلى تبعات كارثية، منها خسائر في الأرواح وخصوصاً بين الأطفال الصغار".

وأشارت إلى أن السودان يخاطر  بخسارة جيل كامل، وما ينطوي عليه ذلك من تبعات جسيمة على مستقبل البلد".



وأوضحت الوكالات الأممية، أن "منظمة الصحة العالمية وشركاءها موجودون في الميدان لمنع سوء التغذية الشديد وعلاجه من أجل إنقاذ هذه الأرواح الغالية، ولكننا بحاجة إلى إمكانية وصول إنساني مستمرة ودعم مالي كامل لنتمكن من فعل ذلك".

وقد تزايدت في الآونة الأخيرة دعوات أممية ودولية ترمي إلى "تجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع بالملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية في البلاد من أصل 18"..

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدرج الجيش السوداني والدعم السريع بقائمة العار بسبب انتهاكات ضد الأطفال
  • هيئة أممية: 80% من الفلسطينيات يعتمدن على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة
  • كيف أثرت الحرب في غزة على منظمات تقودها النساء بالأراضي الفلسطينية؟
  • الأمم المتحدة تعبر عن استيائها من الهجوم على مستشفى بالسودان
  • الأمم المتحدة: القتال والنهب والفظائع التي يشهدها السودان يجب أن تتوقف الآن
  • الأمم المتحدة: أكثر من 10 ملايين نازحا داخل السودان بسبب الحرب
  • أوتشا: الحرب السودانية تغذي كارثة إنسانية بأبعاد أسطورية
  • الأمم المتحدة:٨٠% من نساء غزة تعتمد على المساعدات للبقاء على قيد الحياة
  • أنقذوا شعب السودان!
  • الأمم المتحدة: استمرار تدهور ظروف البقاء الأساسية للنساء في غزة