نساء سودانيات يناقشن معاناة اللاجئين في لقاء حمدوك بكمبالا
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
كمبالا: سودانايل: وسط تداعيات الحرب واللجوء، نقلن نساء مهنيات، سودانيات في كمبالا، أمس السبت، صورة واضحة، لرئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوي الثورة (صمود)عبد الله حمدوك، عن معاناة النساء في المنافي. من انقطاع الأطفال عن التعليم، إلى غياب الرعاية الصحية في المخيمات، مرورًا بتقليص الدعم الإنساني وتصاعد الانتهاكات.
أشارت النساء إلى التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية داخل المعسكرات، بعد تقليص الدعم من المنظمات، وعدم توفر الخدمات الأساسية، بما في ذلك غياب المرافق الصحية، وهو ما تسبب في حالات إجهاض متكررة بين النساء في مخيم بيالى.
وعبرن عن معاناة اللاجئين السودانيين جراء تحويل التسجيل من كمبالا إلى معسكر نيومانزي الحدودي مع دولة جنوب السودان، مما شكل عبئًا إضافيًا على الأسر، خاصة أولئك الذين يدخلون البلاد عبر مطار عنتبي، وطالبن بإعادة التسجيل إلى كمبالا.
وكشفن عن تزايد أعداد النازحين من كردفان ودارفور، حيث استقبل معسكر "بيالي" وحده نحو 3 آلاف وافد جديد في ظل ضعف الاستجابة الإنسانية
كما حذرن من التوترات السياسية بين الطلاب السودانيين في المدارس الثانوية، نتيجة الخلافات السياسية والتي وصلت إلى حد استدعاء الشرطة، مما ينذر بانقسام اجتماعي حاد ويستدعي تدابير واضحة بالتنسيق مع الحكومة الأوغندية.
إحدى الأمهات المقيمات في أوغندا، عبرت عن قلقها من واقع التعليم، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من الأطفال خارج مقاعد الدراسة بسبب حواجز اللغة والرسوم الدراسية المرتفعة، خاصة في المدارس السودانية التي تتراوح تكلفتها بين 700 إلى 800 دولار سنوياً . كما نبهت إلى صعوبات تواجه الشباب في الالتحاق بالجامعات الاوغندية بسبب اختلاف السلم التعليمي، مقترحة التواصل مع السلطات الأوغندية لتقديم تسهيلات، والاستفادة من برامج تعليم الطوارئ التي تقدمها منظمة "الإيقاد" داخل كمبالا والمعسكرات.
واختُتمت المداخلات بالدعوة إلى تمكين النساء ومنحهن تمثيلًا حقيقيًا في الهياكل التنظيمية بنسبة 40%، مع الاستمرار في مناهضة الحرب ورفع صوت النساء من مواقعهن المختلفة.
من جانبه اكد حمدوك خلال اللقاء أن جزءًا من التحديات التي تواجه السودانيين في المنفى يمكن التعامل معها بالتنسيق مع المنظمات، فيما يتطلب بعضها الآخر حوارًا مباشرًا مع السلطات الأوغندية. واعتبر أن توقف الدعم الأميركي خلق تحديات إضافية، لكنه أشار إلى وجود جهات ومنظمات أميركية خارج الأطر الرسمية يمكن التفاعل معها لطرح القضايا السودانية، مشددًا على أن هذا لا يعني استجداءً للعطف، بل من منطلق المسئولية المشتركة.
وأشار إلى أن الحرب في السودان لا حل لها عبر الحسم العسكري، ولا توجد مؤشرات على انتصار لأي طرف، متسائلًا عن جدوى استمرار معاناة الشعب في الداخل والخارج. ودعا إلى ضرورة توسيع جبهة الرافضين للحرب، وفتح حوار مع جميع أطراف النزاع.
وختم حديثه بالتأكيد على أهمية رفع صوت "لا للحرب"، معتبرًا أن النساء مؤهلات للقيام بدور محوري في بناء جبهة سلمية، داعيًا إلى مزيد من التنسيق والتكامل بين المبادرات النسوية، دون اشتراط الانضواء تحت كيان واحد.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
امتحانات الشهادة السودانية.. معاناة الطلاب والمعلمين في الخريف
في ظل هذه الظروف، يجد الطلاب معاناة كبيرة في الاستذكار بسبب قطوعات الكهرباء الطويلة في بعض المناطق، وعدم وجودها على الإطلاق في مناطق أخرى، بالإضافة إلى قطوعات المياه. كما يواجه المعلمون صعوبات في الوصول إلى المدارس، خاصةً في ظل الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة.
الخرطوم: التغيير
تشهد مناطق مختلفة من السودان امتحانات الشهادة الثانوية لدفعة العام 2024، وسط ظروف بالغة التعقيد، حيث يواجه الطلاب والمعلمون تحديات كبيرة في ظل النزوح والحرب والحالة الاقتصادية المتردية.
في مدرسة قرية أبو هشيم بولاية النيل الأزرق، تحمّل مجلس الآباء ومدير المدرسة مسؤولية تكاليف ترحيل الامتحانات إلى المركز، بعد أن فشلت إدارة التعليم بالولاية والمحلية في توفير عربة وحراسة لتأمين الامتحانات.
وقال أحد أعضاء مجلس الآباء إنهم استعانوا بصاحب عربة للنقل بقيمة مائة ألف جنيه سوداني يوميًا، حتى لا يفقد أبناؤهم فرصة الجلوس للامتحانات.
في ظل هذه الظروف، يجد الطلاب معاناة كبيرة في الاستذكار بسبب قطوعات الكهرباء الطويلة في بعض المناطق، وعدم وجودها على الإطلاق في مناطق أخرى، بالإضافة إلى قطوعات المياه. كما يواجه المعلمون صعوبات في الوصول إلى المدارس، خاصةً في ظل الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة.
وأظهر مقطع فيديو متداول معاناة المعلمين أثناء نزول الأمطار الغزيرة بالقرية، حيث يضطرون إلى إحضار الطلاب من منازلهم ومساعدتهم في خوض الوحل والأمطار بعد فوات زمن جلسات الامتحان أحيانًا.
ووصف مدير المدرسة حال الأستاذ الذي أحضر الطلاب بأنه في حال يُرثى لها، بعد أن غمرته مياه الأمطار في ملابسه بالكامل.
وطالب المدير وزارة التربية والتعليم بالنظر في توقيت الامتحانات، خاصةً في ظل الظروف الحالية.
كما حذر من احتمال إصابة الطلاب والمعلمين بأمراض الالتهاب وأمراض الخريف.
يأتي هذا في وقت يشهد فيه التعليم في السودان تحديات كبيرة، حيث يواجه الطلاب والمعلمون صعوبات في الوصول إلى المدارس والاستفادة من التعليم بسبب النزوح والحرب والظروف الاقتصادية الصعبة.
وانتقد نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي فكرة قيام الامتحانات في هذا التوقيت من العام، خاصةً في ظل الظروف الحالية التي تشهدها البلاد.
إحصائيات اليونيسففي أحدث إحصائية من اليونيسف (مارس 2025)، تشير البيانات إلى أن قرابة 17 مليون طفل سوداني خارج مدارسهم منذ عامين بسبب الحرب والاضطرابات، في مشهد وصفته المنظمة بأنه “جيل معرض للخطر”.
كما أوضحت اليونيسف أن نحو 90% من الأطفال في سن التعليم (ما يقرب من 19 مليونًا) يفتقدون الآن إلى التعليم الرسمي.
وتؤكد ملخصات الأرقام الرئيسية أن مليون طفل خارج المدارس منذ عام 2023، وحوالي 19 مليون طفل (أي نحو 90% من سن المدرسة) لا يتلقون تعليمًا رسميًا حاليًا.
هذه الإحصائيات المخيفة تؤكد أن السودان يعيش أسوأ أزمة تعليمية في تاريخه الحديث، حيث إن تقديم التعليم البديل والدعم النفسي والاجتماعي بات ضرورةً عاجلةً لتجنّب انهيار شامل لمستقبل جيل بأكمله.
الوسومالشهادة السودانية امتحانات الشهادة الثانوية