(سونا )- أصدرت وزارة الخارجية بيانا اليوم اعربت فيه عن دهشتها واستنكارها لإعلان وزارة الخارجية الفرنسية استضافتها لنا اسمته المؤتمر الوزاري حول الوضع الإنساني في السودان يوم ١٥ ابريل ٢٠٢٤م.

واعتبرته مسلكا يمثل استخفافا بالغا بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبدا سيادة الدول. وقال البيان إن الاختباء وراء زريعة الحياد لتبرير تجاهل السودان حجة لاقيمة لها وامر مرفوض ويمثل سابقله خطيرة في العلاقات الدولية.



جمهورية السودان وزارة الخارجية مكتب الناطق الرسمي وإدارة الإعلام

بيان صحفي بالإشارة لإعلان وزارة الخارجية الفرنسية استضافتها لما أسمته بالمؤتمر الوزاري حول الوضع الإنساني في السودان يوم 15 أبريل 2024، تعرب وزارة خارجية جمهورية السودان عن بالغ دهشتها واستنكارها أن ينعقد هذا المؤتمر حول شأن من شؤون السودان؛ الدولة المستقلة وذات السيادة والعضو بالأمم المتحدة ، دون التشاور او التنسيق مع حكومتها وبدون مشاركتها ، رغم أنها هي حصريا التي تمثل البلاد دوليا وفي شتى الهيئات والمنظمات والمحافل الإقليمية والدولية، وتتبادل التمثيل الدبلوماسي مع مختلف دول العالم بما فيها فرنسا نفسها.

يمثل هذا المسلك استخفافا بالغا بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبدأ سيادة الدول، أساس النظام الدولي المعاصر. لهذا ينبغي تذكير منظمي ذلك الاجتماع أن نظام الوصاية الدولية قد تمت تصفيته قبل عقود من الزمان، وأنه اصلا لم يكن ينطبق على الدول الأعضاء بالأمم المتحدة مثل السودان الذي نال عضوية المنظمة الأممية منذ عام ١٩٥٦. إن الإختباء خلف ذريعة الحياد بين من يسميهما المنظمون "طرفي نزاع" لتبرير تجاهل السودان في تنظيم هذا الإجتماع ، حجة لا قيمة لها، وأمر مرفوض، وسابقة خطيرة في العلاقات الدولية. فالمساواة بين الحكومة الشرعية، والجيش الوطني، من جهة، ومليشيا إرهابية متعددة الجنسيات تستهدف مؤسسة الدولة نفسها وتمارس الإبادة الجماعية وأسوأ إنتهاكات حقوق الإنسان، من الجهة الأخرى، من شأنها تقويض أسس الأمن الإقليمي والدولي، لأنها تشجع الحركات الإرهابية الشبيهة في أفريقيا والشرق الأوسط علي تصعيد أنشطتها الإجرامية لأنها ستكون ذريعة لقوى غربية لتجاهل سيادة الدول المتضررة و حكوماتها الشرعية بدعوي الحياد. هذا مع العلم ان رعاة المليشيا الإقليميين وجناحها السياسي سيشاركون في الاجتماع .

لقد كانت حكومة السودان، ومن واقع مسؤوليتها عن شعبها، سباقة في السعي لحشد الدعم الدولي اللازم لمواجهة الأزمة الإنسانية التي خلقها عدوان المليشيا ورعاتها الخارجيين علي الشعب السوداني. فبمبادرة من حكومة السودان ومشاركة عدد من الدول الشقيقة والصديقة انعقد المؤتمر الدولي للمساعدات الإنسانيه للسودان بجنيف، في يونيو ٢٠٢٣، قدمت خلاله تعهدات كبيرة بالمساعدات. ومن أجل حث المجتمع الدولي للوفاء بتلك التعهدات، انعقد الإجتماع الدولي رفيع المستوى في نيويورك في أكتوبر ٢٠٢٣ بالتعاون بين حكومة السودان والأمم المتحدة. إلا أن نسبة الوفاء بتلك التعهدات حتى الآن لم تتجاوز نسبة ٥٪. في ضوء ذلك فإن المطلوب هو الوفاء بالتعهدات السابقة بدلا من تبديد الموارد والجهود في عقد مؤتمرات جديدة، لن تعدو أن تكون مجرد مهرجانات سياسية ودعائية، ربما يستغلها رعاة المليشيا لإعادة تسويقها وغسل جرائمها، وتقديم الدعم لها تحت غطاء المساعدات الإنسانية . وإذ تجدد الحكومة السودانية إلتزامها بتقديم كل التسهيلات الممكنة لحشد وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في كل أنحاء البلاد، فإنها تعيد التذكير بأن أقصر الطرق إلي إنهاء المعاناة الإنسانية في السودان هو عبر إلزام رعاة المليشيا بالتوقف عن تزويدها بالسلاح والمرتزقة والأموال ، لأن ذلك الدعم هو وحده ما يمكنها من مواصلة وتصعيد عدوانها على الشعب السوداني، كما حدث خلال الأيام الماضية حيث ارتكبت المليشيا مجازر جديدة ضد المدنيين بالقرب من الفاشر، وفي جنوب كردفان والجزيرة والنيل الأبيض. كما لا بد من موقف حازم من المجتمع الدولي ضد إستهداف المليشيا المعلن لقوافل المساعدات الإنسانية عبر المسارات التي تم الاتفاق عليها بين السودان والأمم المتحدة، كاحتجازها لمركبات اليونسيف وبرنامج الغذاء العالمي التي تحمل أغذية وأدوية الأطفال مخصصة لمعسكرات النازحين في شمال دارفور لاحتواء حالات سوء التغذية وسط الأطفال، واستيلائها على طائرة تتبع لبرنامج الغذاء العالمي، عرضتها هذا الأسبوع باعتبارها غنيمة حرب. وسبق للمليشيا ان نهبت أكبر مخازن برنامج الغذاء العالمي بالجزيرة واستولت على أغذية تكفي لأكثر من مليون ونصف من المحتاجين. ولا يستغرب أن تتمادى المليشيا في جرائمها المريعة طالما استمر تساهل القوى الغربية حيالها ، وصمت هذه القوي على تنصل المليشيا مما وقعت عليه في منبر جدة، والذي يمثل الإطار العملي لتوصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين .

وغني عن القول أن الشعب السوداني هو وحده صاحب الحق في إدارة شأنه العام، وتفويض من يرى لقيادته نحو تحقيق تطلعاته في السلام والديمقراطية والتنمية دون وصاية أو تدخل من القوى الخارجية مهما أدعته من حرص على سلامته ومصالحه. تلك هي المواقف والمفاهيم التي نتوقع أن يحرص عليها الأشقاء والأصدقاء وكل محبي العدل والسلام ممن سيشاركون في الاجتماع المعني. الجمعة ١٢ ابريل ٢٠٢٤  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة وزارة الخارجیة

إقرأ أيضاً:

منظمات دولية تحذر من تفشي المجاعة في السودان

حذرت 19 منظمة إنسانية دولية، أمس الجمعة، من حدوث مجاعة وشيكة في السودان، إذا ما استمرت أطراف الصراع في منع الوكالات الإنسانية من تقديم الإغاثة للسكان.

جاء ذلك في بيان مشترك وقع عليه رؤساء 19 منظمة إنسانية عالمية، 12 منها أممية، وفق ما ذكره موقع أخبار الأمم المتحدة.

ودعت الوكالات الإنسانية الأطراف المتحاربة إلى حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واعتماد وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد.

وفي مؤتمر صحفي بجنيف، قال متحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يانس لاركيه، إن المجاعة في السودان من المرجح أن تترسخ في أجزاء كبيرة من البلاد، حيث سيفرُّ المزيد من الناس إلى البلدان المجاورة، وسيتعرض الأطفال للمرض وسوء التغذية، وستواجه النساء والفتيات مزيدا من المعاناة والمخاطر.

وأكد المتحدث الأممي أن نحو 18 مليون شخص في السودان يعانون بالفعل من الجوع الشديد، ويعاني 3.6 ملايين طفل من سوء التغذية الحاد، وفق البيان.

إيصال المساعدات

ورغم الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في السودان، لا يزال عمال الإغاثة يواجهون عوائق منهجية وحرمانا متعمدا من الوصول لطالبي المساعدة من قبل أطراف النزاع، وفقا للبيان المشترك للوكالات الإنسانية.

وشدد لاركيه، على أن التنقلات عبر خطوط النزاع إلى أجزاء من العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور وولاية الجزيرة وإقليم كردفان، توقفت منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول.

وأوضح أنه في مارس/آذار وأبريل/نيسان من العام الجاري حُرم ما يقرب من 860 ألف شخص من المساعدات الإنسانية في تلك المناطق.

وأضاف لاركيه، أن ظروف توصيل المساعدات سيئة وخطيرة للغاية، وشدد على أن عمال الإغاثة يتعرضون للقتل والإصابة والمضايقات، بينما يتم نهب الإمدادات الإنسانية.

وأشار البيان إلى أن إغلاق معبر أدري الحدودي، من تشاد إلى غربي دارفور، في فبراير/شباط الماضي، أدى إلى خفض إيصال المساعدات في دارفور (غرب) إلى مستوى هزيل.

انخفاض التمويل

وعبرت المنظمات عن قلقها إزاء انخفاض مستويات التمويل للاستجابة للأزمة، ودعت الجهات المانحة إلى الوفاء بشكل عاجل بالالتزامات التي تعهدت بها في المؤتمر الإنساني الدولي للسودان الذي جرى في باريس في 15 أبريل/نيسان الماضي.

وأوضح البيان، أنه بعد مرور ما يقرب من 5 أشهر من العام الجاري، لم يتم تمويل النداء الإنساني لداخل السودان البالغ 2.7 مليار دولار إلا بـ16%.

ومطلع فبراير/شباط الماضي، أطلقت الأمم المتحدة نداءً لجمع 4.1 مليارات دولار؛ لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسودانيين داخل وخارج البلاد.

وأوضحت الأمم المتحدة أن ميزانية خطة الاستجابة لعام 2024، المقدرة بـ4.1 مليارات دولار، تهدف إلى دعم نحو 17.4 مليون شخص في السودان والمنطقة، منها 2.7 مليار دولار لمساعدة 14.7 مليون شخص داخل البلاد، و1.4 مليار دولار تستهدف نحو 2.7 مليون شخص في 5 دول مجاورة.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: منع «المساعدات الإنسانية» في السودان انتهاك للقانون الدولي
  • الأمم المتحدة تحذر: المجاعة في السودان أصبحت "وشيكة"
  • 19 منظمة إنسانية تناشد للسماح بوصول المساعدات للسودانيين
  • منظمات دولية تحذر من تفشي المجاعة في السودان
  • مؤتمر دولي في الأردن للاستجابة الإنسانية في غزة
  • 18 مليون مواطن في السودان يعاني من الجوع الحاد
  • لماذا عدّلت الولايات المتحدة سياستها وأولوياتها في السودان؟
  • مجلس الأمن الدولي يمدد حظر الأسلحة على جنوب السودان
  • أمين حسن عمر لـعربي21: التيار الإسلامي مؤهل لقيادة السودان في مرحلة ما بعد الحرب
  • مسؤولة بالخارجية الأمريكية: تقرير عن غزة عجّل قرار استقالتي