رأي اليوم:
2025-05-12@19:10:39 GMT

لحسن أوزين: رسالة إلى  أبي في عيد ميلاده التسعين

تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT

لحسن أوزين: رسالة إلى  أبي في عيد ميلاده التسعين

لحسن أوزين لا أعرف ما الذي يدفع الناس للاستسلام للضجة المفتعلة حول تحسن الوضع الاستهلاكي والصحي، بما يضمن تجاوز متوسط العمر الذي عاشه الانسان في الماضي، القريب والبعيد.؟  تراهم جميعا يلهثون وراء ترميم أجسادهم التي غزتها الامراض المختلفة الطارئة والمزمنة.  فماذا يريده من تجاوز الستين مثقلا بواحد أو أكثر من الامراض المزمنة السهلة والمعقدة؟  من طبيب لآخر، ومن علاج الى حلم بدواء أكثر فعالية للاستمرار في الحياة، بدون حياة، في ظروف وشروط صحية ونفسية واجتماعية… متآكلة بمفعول أدوية الموت البطيء… يبدو أن هذا الرعب من ترك الحياة نهائيا، والذي تعاش فيه الحياة بألم وعذابات فظيعة على الأقل نفسيا.

خاصة وأن عداد الذاكرة لا يتوقف عن سرد  متخيل الأيام “الماضية الجميلة”، الحياة الحقيقية التي لم تعش، والفرص التي لم تستغل بشكل أفضل في التمتع بالحياة التي يرونها الآن، الحياة الحقيقية، فرحا والتحاما بالطبيعة والناس، والنفس الأمارة بالحب والخير واللعب، والزهد غير المقنع بالدين الى حد الهلاك والتعذيب الذاتي. كما يرون عمرهم هاربا منفلتا من بين جوارحهم كلها،  وقد أغتصب منهم في لحظة انخداع كبرى. السوق وما أدراك ما السوق يا محمد.  يبدو أن فهما خاطئا للحياة التي يستميتون، الآن، في التشبث بها الى آخر محاولة في العلاج، تحت وقع الألم وعذابات الخيبات النفسية الباذخة التي لا تكف عن عزلهم بخوف رهيب، عن أنفسهم، وعن الاخرين، والحياة التي يعتقدون وهما، أنهم يعضون عليها بالنواجد، دون أن يكتشفوا أنهم مجرد سلعة تستثمر وتباع في السوق، بالمعنى الرأسمالي، النيوليبرالي. لو أدركوا  أن الخلود والأبدية والحياة التي يرغبونها كامنة في لحظة، أو لحظات كانوا فيها في مقتبل العمر، وفي أوج الحياة التي عاشوها بعماء العقل وانغلاق النفس، وتخدر الحواس وتشوه الرغبة، وزيف المصلحة… لقد خسروا حياتهم.. ضاعت منهم، تحت وطأة عبء تجذر غباء الكائن الذي لا يحتمل. لا سنوات في العمر المديد تعادل عيش الحياة بكل زخمها الفاتن، بصمتها الهادر، بجنونها المغامر الفادح…، بكل ما تعني في الحواس والعقل والعواطف والجسد والعلائق والدلالات… على اللحظة أن تكون مفارقة، خارج الصيرورة والزوال… ميتافيزيقا من نوع آخر، أقرب الى التراجيديا، أن تكون أبدية خالدة. وبعدها لرهاب الموت ألف لعنة ولعنة. وما يتبقى، أيها الغبي، من سنوات العمر مجرد تفاصيل تتخطى هوس مطاردة سراب ترقيع الجسد، ورتق خيبات النفس والروح التائهة في جحيم كسب أطول قدر ممكن من متوسط العمر، أو بعده قليلا. لا تنخدع بتقسيمات العمر التي فرضتها ألة العمل الرهيبة في إغرائك بإتلاف حياتك، في الجري اللاهث وراء الكدح لمعاشك أو تقاعدك عن العمل، كما يزعمون ويرددون على مسامعك، في العمل والبنك، والسوبر ماركيت… المعاش، التقاعد.. ما أحقر التسمية، وما أبشع المعنى القدحي، والسخرية اللاذعة و الفضيحة الفضائحية، في جعلك تحلم بأحلام تنهش ببطء، ليس فقط لحمك الحي، بل أيضا حياتك التي لا تعوضها بعض سنوات أضيفت لك بحساب مدروس، من مزيد من النهب الجشع لما تبقى منك من سلع صالحة للبيع، أو في المزاد السري لآلة الموت الحقيرة، الأدوية والمصحات، التي تسحقك، جسدا وروحا قبل الإجهاز عليك، يا طويل العمر. ما أجملك، ومأ أبخسك، وأنت تزين جداول البيانات والإحصائيات، دليلا  مقنعا كافيا على تحسن الحياة، والشرط البشري في البقاء أقصى فترة عمر ممكن.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الحیاة التی

إقرأ أيضاً:

مناقشة الصعوبات التي تواجه أداء الوحدة التنفيذية للمشاريع بمحافظة صنعاء

الثورة نت/..

ناقشت اللجنة الفنية المكلفة بدراسة الصعوبات التي تواجه أعمال الوحدة التنفيذية لإنشاء وصيانة وتطوير الطرق والأماكن العامة بمحافظة صنعاء اليوم المعوقات والصعوبات التي تواجه أعمال الوحدة بالمحافظة.

واستعرض الاجتماع الذي ضم وكيل المحافظة للشؤون الفنية المهندس صالح المنتصر، ومديري مكتب المالية بالمحافظة طه النونو، والشؤون المالية بديوان المحافظة محمد العميسي، ومسؤول الأشغال بالمحافظة المهندس محمد عشية، والقائم بأعمال الوحدة التنفيذية المهندس محمد مكرم، مخرجات الاجتماع الأخير لمجلس إدارة الوحدة بشأن تطوير أداء العمل مستقبلا.

وأكد أهمية العمل بما جاء في مخرجات الاجتماع الأخير، والتزام الوحدة بتنفيذها وكذا الرفع آلية لتأهيل المهندسين وفقًا لأماكن الضعف في دراسة بعض المشاريع، والعمل على حل الإشكاليات المالية والإشرافية، والمتعلقة بالمستخلصات المتأخرة.

وشدد الاجتماع على ضرورة تعزيز الجهود لتطوير الأداء وجودة العمل، من خلال رفع آلية واضحة لتأهيل مهندسي الوحدة، والرفع بأسماء المهندسين المطلوب تأهيلهم لمشاريع خطة 1447ﮪ.

حضر الاجتماع مديرو المشاريع بالأشغال المهندس علي جرادة، والوحدة التنفيذية المهندس بندر الحكيم، والشؤون المالية بالوحدة علي القدسي.

مقالات مشابهة

  • مناقشة الصعوبات التي تواجه أداء الوحدة التنفيذية للمشاريع بمحافظة صنعاء
  • البابا تواضروس يشيد بالنمو والتطور الذي يتمتع به العراق بعد سنوات من عدم الاستقرار
  • مختصة توضح كيفية الموازنة بين الحياة الشخصية والمهنية.. فيديو
  • السنفور الذي أطفأ النور.. حين يتحول التنافس الرياضي الى مسرح دمي
  • بعد سنتين.. الحياة تعود إلى شاطئ صور
  • في ذكرى ميلاده.. الراحل صلاح أبو سيف موظف غزل المحلة الذي أصبح رائد الواقعية بالسينما المصرية
  • في ذكرى ميلاده.. غريب محمود نجم الكوميديا الذي أضحك الأجيال ورحل على خشبة المسرح
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • علي جمعة: الإسلام يدعو دائما لحسن معاملة الآخرين
  • كارول سماحة تتحدى الأحزان: "وصية وليد أن تستمر الحياة".. والمسرحية تُعرض في موعدها