توالت ردود الفعل الغربية على الهجوم الإيراني الذي استهدف إسرائيل في وقت متأخر من مساء أمس السبت، بينما حذرت بعثة إيران الأممية من الرد الشديد إذا انتقمت تل أبيب.

فقد ندد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالهجوم الإيراني "المتهور" بواسطة مسيرات وصواريخ على إسرائيل، مؤكدا أن لندن "ستواصل الدفاع عن أمن اسرائيل".

وقال سوناك في بيان "إلى جانب حلفائنا، نعمل في شكل حثيث على ضمان استقرار الوضع والحيلولة دون تصعيد إضافي. لا أحد يريد أن يرى إراقة مزيد من الدماء".

وأضاف "أدين بأشد العبارات الهجوم المتهور للنظام الإيراني ضد إسرائيل" مشيرا إلى أن "هذه الضربات تهدد بتأجيج التوترات وزعزعة استقرار المنطقة. لقد أظهرت إيران مرة أخرى أنها عازمة على نشر الفوضى في محيطها".

وأكد أن بريطانيا "ستواصل الدفاع عن أمن إسرائيل وأمن جميع شركائنا الإقليميين، بما في ذلك الأردن والعراق".

كما دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون النظام الإيراني إلى وقف هذا التصعيد الخطير الذي لا يصب في مصلحة أحد.

وأضاف كاميرون أن "هجمات إيران المتهورة على إسرائيل لن تؤدي إلا إلى تأجيج التوترات في الشرق الأوسط".

من جهته، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل -عبر منصة إكس- أن الاتحاد "يدين بشدة" هجوم إيران بمسيرات وصواريخ مساء السبت على إسرائيل، منددا بـ"تصعيد غير مسبوق" و"تهديد خطير للأمن الإقليمي".

وقال بوريل إن "الاتحاد الأوروبي يدين الهجوم الإيراني غير المقبول على إسرائيل. إنه يشكل تصعيدا غير مسبوق وتهديدا خطيرا للأمن الإقليمي".

كما قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إنه لم يكن ينبغي السماح بتعرض إسرائيل لهجوم، وأضاف أن "الهجوم الإيراني على إسرائيل لم يكن ليحدث أبدا لو كنت رئيسا".

وقال زعيم الأغلبية بمجلس النواب الأميركي ستيف سكاليز -في بيان السبت- إن المجلس سيجري تغييرا في جدول أعماله لبحث تشريع يدعم إسرائيل ويعمل على محاسبة إيران.

وأضاف في البيان "مجلس النواب يقف بقوة مع إسرائيل ويجب أن تكون هناك عواقب لهذا الهجوم غير المبرر" مشيرا إلى أن المزيد من التفاصيل سيتم الكشف عنه لاحقا.

بوريل: الهجوم الإيراني يشكل تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي (الجزيرة) الرد الإيراني

في المقابل، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة -على منصة إكس للتواصل الاجتماعي- إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تظل بعيدة عن الصراع بين إيران وإسرائيل، محذرة من أن رد طهران سيكون أشد إذا انتقمت إسرائيل.

وذكرت البعثة الإيرانية على منصة إكس "… كان العمل العسكري الإيراني ردا على عدوان النظام الصهيوني على مقرنا الدبلوماسي في دمشق. ويمكن اعتبار الأمر منتهيا".

وأضافت "مع ذلك، إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أكثر خطورة بكثير. إنه صراع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، والذي يجب على الولايات المتحدة أن تظل بعيدة عنه".

من جانبها، أشارت الخارجية الإيرانية إلى أن اللجوء لتدابير دفاعية في ممارسة حق الدفاع عن النفس يثبت نهج طهران المسؤول حيال الأمن الإقليمي.

وقالت الخارجية أيضا "لن نتردد في اتخاذ مزيد من التدابير الدفاعية للحفاظ على مصالحنا في مواجهة أي عدوان".

وأكدت عزم إيران على الدفاع بحزم عن سيادة ووحدة البلاد ومصالحها الوطنية في مواجهة أي عدوان، بحسب تعبيرها.

وقد عاد الرئيس الأميركي جو بايدن إلى واشنطن أمس للتشاور مع فريق الأمن القومي بينما شنت إيران هجوما انتقاميا بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.

وذكر البيت الأبيض أن بايدن قطع رحلته في العطلة الأسبوعية إلى ديلاوير لمراقبة التطورات والاجتماع بأعضاء الحكومة وغيرهم من كبار المسؤولين.

وكانت إيران قد أعلنت، مساء السبت، إطلاق هجوم شامل على إسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة.

وقال التلفزيون الرسمي إن الحرس الثوري بدأ عملية جوية بالطائرات المسيرة ضد أهداف في المناطق المحتلة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت هجوما بالطائرات المسيرة.

ويأتي الهجوم الإيراني ردا على تعرض القسم القنصلي بالسفارة في العاصمة السورية، مطلع أبريل/نيسان الجاري، لهجوم صاروخي إسرائيلي أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الهجوم الإیرانی على إسرائیل

إقرأ أيضاً:

سفير إيران لدى الأمم المتحدة ليورونيوز: أوروبا مسؤولة جزئياً عن الصراع الإيراني-الإسرائيلي

صرّح علي بحريني في مقابلة مع "يورونيوز" أن باب الدبلوماسية لا يزال مفتوحاً في حال أوقفت إسرائيل هجماتها، لكنه في الوقت ذاته وجّه تحذيراً صريحاً مفاده أن إيران لن تتوانى عن استهداف الولايات المتحدة إذا قررت الانخراط في الصراع. اعلان

في مقابلة مع قناة "يورونيوز"، أكد السفير الإيراني ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، علي بحريني، أن "الحد الأدنى الذي يُنتظر من الأوروبيين هو إصدار إدانة واضحة وصريحة للعدوان الإسرائيلي، ووقف كل أشكال الدعم المقدّم لإسرائيل".

وأشار بحريني إلى أن "امتناع أوروبا عن إدانة الاعتداءات الإسرائيلية"، وعجزها عن حماية الاتفاق النووي المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة، أسهما في تصاعد حدة المواجهة الجارية بين إيران وإسرائيل، والتي دخلت أسبوعها الثاني.

وأضاف: "إن إفلات إسرائيل من العقاب شكّل حافزاً مباشراً لمواصلة ارتكابها جرائم جديدة، وهذا الإفلات لا يمكن فصله عن تقاعس الأوروبيين، وكذلك عن الموقف الأميركي وصمت مجلس الأمن الدولي".

Relatedسفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو: إيران تشكل تهديدًا لأوروبا أيضًاخسائر الاقتصاد الإسرائيلي ستصل إلى أكثر من 28 مليار دولار جراء الحرب مع إيرانجنرال العقوبات والقبضة الحديدية.. من هو محمد كرمي قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني؟مسؤول أميركي من بيروت: انخراط حزب الله في الحرب بين إيران وإسرائيل "قرار بالغ السوء"

ودعا بحريني الدول الأوروبية إلى تحمّل مسؤولياتها في لجم العدوان، قائلاً: "نطالب أوروبا بأن تضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، وأن تتحمل دورها في إنهاء حالة الإفلات من العقاب. كما ينبغي عليها وقف الدعم العسكري أو المالي أو الاستخباراتي لإسرائيل، وأن تلعب دوراً فاعلاً في توجيه رسالة واضحة إلى كل من واشنطن وتل أبيب مفادها أن التكنولوجيا النووية الإيرانية ليست هدفاً يمكن تدميره أو محوه".

وأوضح بحريني أن ما وصفه بـ"إخفاقات أوروبا" سيتم عرضه خلال المحادثات المرتقبة في جنيف يوم الجمعة، والتي سيشارك فيها وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، المعروفة جماعياً باسم "مجموعة الدول الأوروبية الثلاث".

تُظهر هذه الصورة الفضائية، المقدمة من شركة "ماكسار"، مبنى مفاعل الماء الثقيل في آراك بإيران بعد أن شنّت إسرائيل غارات جوية عليه في 18 يونيو 2025.AP Photo

يجتمع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة في سويسرا لمناقشة برنامج إيران النووي، الذي يُعد محور التوتر المتصاعد مع إسرائيل.

وكانت إيران قد خضعت سابقاً لاتفاق نووي دولي معروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، والذي نصّ على رفع العقوبات عنها مقابل فرض قيود صارمة على أنشطتها النووية. غير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وخلال ولايته الأولى، انسحب من الاتفاق في عام 2018، واصفاً إياه بـ"أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه على الإطلاق"، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية شاملة على طهران.

ومنذ ذلك الحين، حاولت الأطراف الأوروبية الموقعة إبقاء الاتفاق قائماً، غير أن إيران اعتبرت نفسها في حلّ منه، وواصلت تخصيب اليورانيوم لتصل إلى مستويات بلغت 60%، وهي نسبة أقل تقنياً من العتبة العسكرية البالغة 90%، لكنها تتجاوز بكثير السقف المحدد ضمن الاتفاق والبالغ 3.67%.

وتصرّ إيران على أن برنامجها النووي يظل سلمياً ومدنياً بالكامل، بينما تؤكد إسرائيل أن طهران تطور سلاحاً نووياً يمكن أن يُستخدم ضدها في أي لحظة.

وفي تصريح ليورونيوز، قال بحريني إن نافذة الحلول الدبلوماسية لا تزال قائمة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، إلا أن ذلك مشروط بوقف العدوان الإسرائيلي، مؤكداً أن استمرار القتال يغلق أبواب الحوار ويقوّض فرص التوصل إلى تسوية سياسية.

أحد أفراد الطاقم الطبي يسير في منطقة متضررة داخل مجمّع مستشفى سوروكا الإسرائيلي، بتاريخ 19 يونيو 2025.AP Photo

وفي حديثه لقناة "يورونيوز"، شدد السفير الإيراني على أن "الأولوية الأولى لشعبنا وبلدنا في هذه اللحظة هي وقف العدوان ووقف الهجمات العسكرية".

وأعرب بحريني عن تشاؤمه حيال فرص أي تحرك دبلوماسي في ظل التصعيد الحالي، قائلاً: "شخصياً، لا أرى احتمالاً حقيقياً في الوقت الراهن لأي مبادرة أو فكرة دبلوماسية، لأنه من غير الملائم بالنسبة لنا أن ننشغل بأي أمر آخر سوى وضع حدّ للمعتدين".

يأتي ذلك في وقتٍ يشهد تبادلاً يومياً مكثفاً للضربات الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيّرة بين إيران وإسرائيل منذ يوم الجمعة الماضي، ما فاقم من حدة التصعيد العسكري والسياسي، وفتح جبهة جديدة من الحرب الكلامية، لاسيما بين ترامب وعدد من المسؤولين الإيرانيين.

ولدى سؤاله الأربعاء عن نيّته الزجّ بالقوات الأميركية في الحرب إلى جانب إسرائيل لضرب إيران، أجاب ترامب: "ربما أفعل، وربما لا أفعل. لا أحد يعلم ما الذي سأقرره"، وهي إجابة حملت قدراً من الغموض والتريّث، وإن فسّرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنها دعم صريح، موجهاً الشكر لترامب في خطاب تلفزيوني مساء اليوم نفسه على "وقوفه إلى جانب إسرائيل".

وفي ظل هذا المشهد المشتعل، أصدرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بياناً أكدت فيه أن "لا أحد من المسؤولين الإيرانيين يطرق أبواب البيت الأبيض من أجل التوصل إلى اتفاق نووي"، في إشارة إلى نفي ما تردد عن رغبة طهران في استئناف المحادثات مع واشنطن.

من جهته، أشار بحريني إلى أن "الولايات المتحدة متورطة بوضوح في ما تقوم به إسرائيل حالياً"، متهماً واشنطن بالتواطؤ في العدوان المستمر على إيران.

جنود إسرائيليون يفتشون بين أنقاض مبانٍ سكنية دمّرتها ضربة صاروخية إيرانية في بات يام، بتاريخ 15 يونيو 2025.AP Photoضربات محتملة على الولايات المتحدة

وحذّر السفير بحريني، من أن إيران ستردّ "بحزم شديد" إذا ما تجاوزت الولايات المتحدة الخطوط الحمراء، مشيراً إلى أن خيار توجيه ضربات إلى الأراضي الأميركية لا يزال مطروحاً.

وقال بحريني: "قواتنا العسكرية تتابع المشهد بدقة، ويقع ضمن نطاق صلاحياتها أن تقرر كيف ومتى ترد"، مضيفاً: "ما يمكنني تأكيده هو أن قواتنا تمتلك سيطرة قوية على مجريات الأمور، وتُجري تقييماً دقيقاً جداً لتحركات الولايات المتحدة، وهي تعلم تماماً أين يجب أن تضرب إذا اقتضى الأمر".

وأكد بحريني أن إيران لا تعتمد على دعم خارجي في دفاعها عن نفسها، قائلاً: "لم نطلب من أي جهة أن تساعدنا، نحن نحمي أنفسنا باستقلالية تامة".

وتُعرف إيران بدعمها المالي والعسكري لعدد من الفصائل المسلحة في المنطقة، من بينها حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، والذين يجمعهم إلى حد كبير موقف عدائي مشترك تجاه إسرائيل، رغم اختلاف أهدافهم وخصوصياتهم المحلية.

Relatedلماذا اختارت إسرائيل "الأسد الصاعد" اسمًا لعمليتها العسكرية ضد إيران؟ترامب يلوّح بالقوة ونتنياهو يتحدث عن مفاجآت وشيكة... هل تقترب الضربة الحاسمة ضد إيران؟دبلوماسيون: محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة وسط تصاعد النزاع مع إسرائيل

ومع اندلاع المواجهة مع إسرائيل الأسبوع الماضي، أثيرت مخاوف واسعة من احتمال أن تطلب طهران من هذه الجماعات الانخراط في الحرب المباشرة دعماً لها، مقابل ما تلقته من تمويل وتدريب على مدى السنوات الماضية.

غير أن بحريني نفى ذلك، قائلاً: "في هذه المرحلة، نحن على يقين من قدرتنا على إلحاق الهزيمة بإسرائيل بأنفسنا، ووقف العدوان من دون الحاجة لأي تدخل أو دعم من أطراف أخرى".

ورأى السفير الإيراني أن إسرائيل ليست جهة يمكن التفاوض معها، مضيفاً: "ما نحتاج إليه هو وقف العدوان، وإثبات أن إسرائيل لا يمكنها تجاوز الخطوط الحمر دون أن تواجه عواقب وخيمة".

وختم قائلاً: "لقد اعتادت إسرائيل على ارتكاب الجرائم، وقد حان الوقت لوضع حدٍّ لذلك. علينا أن نرسم لها حدوداً واضحة، ونُظهر أن تجاوز تلك الحدود لن يمرّ من دون ردّ".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • لندن تحذر طهران: التدخل الأمريكي في الحرب مع إسرائيل مخطط بعناية
  • إيران تقبض على جاسوس من أوروبا صور أماكن حساسة في البلاد
  • حرب الأرقام الثقيلة بين إيران وإسرائيل: حين تفوق كلفة الدفاع ثمن الهجوم
  • سفير إيران لدى الأمم المتحدة ليورونيوز: أوروبا مسؤولة جزئياً عن الصراع الإيراني-الإسرائيلي
  • وزير الخارجية الإيراني يؤكد أن بلاده ستواصل ممارسة حقها في الدفاع عن النفس
  • الخارجية الروسية: الهجوم الإسرائيلي على إيران مغامرة محفوفة بعواقب وخيمة
  • الخارجية الإيرانية تحذر واشنطن من التدخل العسكري إلى جانب إسرائيل
  • إسرائيل تقرّ بوقوع أضرار جسيمة في مستشفى سوروكا جراء الهجوم الإيراني
  • 32 جريحًا على الأقل في إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الإيراني
  • وزير الخارجية الإيراني يؤكد التزام بلاده بالدبلوماسية مع حق الدفاع عن النفس