مقال في هآرتس: على بايدن إصدار بعض المحاذير والنواهي لإسرائيل
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
جاء في مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنه يمكن التعويل على المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي ورئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي في تجنيب شعبهم التعرض لكارثة حتى عندما يتعرضا "للإذلال" وفقا للمقال.
وأعمل كاتب المقال (عودة بشارات)، وهو صحفي فلسطيني من عرب إسرائيل، خياله وافترض أن الرئيس الأميركي جو بايدن عندما يبدأ بكتابة مذكراته سيقدم الشكر الجزيل "لصديقه" خامنئي لمساهمته الحاسمة في إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة مرة أخرى.
وتصور الكاتب لو أن الرجلين المسنيْن –يقصد بايدن (82 عاما) وخامنئي (85 عاما)- أجريا مناقشات تتسم بالرزانة عبر وسطاء لبحث كيفية الخروج من المستنقع الذي نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورفاقه في إدخال المنطقة، وربما حتى العالم بأسره فيه.
استدعاء جون كينيديوقارن بشارات بين تحذير بايدن لإيران وبين خطاب الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي، الذي ألقاه في 26 يونيو/حزيران 1963 في برلين الغربية، مطلقا مقولته الشهيرة باللغة الألمانية "أنا برليني" والتي أراد بها طمأنة سكان المدينة بأن المعسكر الغربي يتضامن معهم.
وقال كاتب المقال في "هآرتس" بنبرة تمزج بين السخرية والاستخفاف، إذا كان زعيم القوة العظمى في الفترة الحالية مصمما إلى هذا الحد على الدفاع عن إسرائيل، فلماذا لا يعلن بالعبرية أنه إسرائيلي.
وأضاف أنه يتصور أن فكرة كهذه قد طرأت في أروقة البيت الأبيض، وأن يقول أحدهم: "هذا كل ما نحتاجه! أن نتبنى دولة إسرائيل ونصبح شريكا في قتل عشرات الآلاف وتجويع مئات الآلاف من الآخرين"، الفلسطينيين.
بعض النواهي والمحاذيرلكن عودة بشارات يستدرك معربا عن اعتقاده بأن المسألة أكثر تعقيدا من ذلك، وأرجع قصور الخطاب الأميركي إلى تركيبة الحكومة الإسرائيلية التي يرى أنها لا تدعو إلى التضامن. ولهذا السبب ينصح بشارات الرئيس بايدن بأن يطلق قليلا من المحاذير والنواهي إلى إسرائيل نفسها.
وأورد الكاتب أمثلة على ذلك بأن يطلق بايدن عبارات من شاكلة "لا ينبغي" للمستوطنين والجيش لكي يوقفوا المذابح في الضفة الغربية. و"لا ينبغي" لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي يصفه بشارات بـ"وزير المجاعة" لوقف تجويعه لسكان قطاع غزة. و"لا تفعل" أخرى لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ضد "تحويل إسرائيل إلى دولة بوليسية".
وعندما يتعلق الأمر بالقضية المطروحة الآن، يحتاج بايدن إلى توجيه كلمة "لا تفعل" إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، للتوقف عن استفزاز إيران، بقتل هنا واغتيال هناك وإذلال هنا وهناك "لأن الإيرانيين لديهم أيضا دفتر حسابات ويقومون بتتبع سجلاته أيضا"، على حد تعبير مقال "هآرتس".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
جنود إسرائيليون: نحن منهكون وأملنا الخروج من جحيم غزة
"نحن نعيش حالة إجهاد شديد، لا تنسوا أن تتحدثوا عنا"، كان هذا ملخص حديث عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية خلال جولة نظمها الجيش لصحفيين إسرائيليين لمناطق محددة في قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونقلت الصحيفة، في تقرير بقلم يانيف كوبوفيتش، شهادات لجنود وضباط احتياط في مدينة بيت حانون شمال القطاع، بصورة قاتمة من الإجهاد النفسي الشديد والتشكيك في جدوى العمليات، وسط تزايد الحديث عن "إنهاك جماعي" في صفوف الجنود والضباط.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: هذه خطة الكابينت بغزة وحماس لن ترفع الراية البيضاءlist 2 of 2محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفناend of listوقالت هآرتس إنه خلال الجولة داخل بيت حانون، التي تحوّلت إلى مدينة مدمرة بالكامل، برزت أصوات الجنود المنهكين أكثر من تصريحات القادة.
الجحيموقال أحد جنود الاحتياط، من سلاح الهندسة، للصحيفة: "لا تنسوا أن تكتبوا عنا، عن الجنود الذين تعرضوا لحالة الإجهاد الشديد فعليا. نحن لا نحتاج إلى بضع ساعات من النوم، بل إلى الخروج من هذا الجحيم. بعد هذه الجولة، لن أعود إلى غزة مجددا".
ويضيف جندي آخر، يعمل مهندس برمجيات في حياته المدنية: "معظم الموجودين هنا هم من يسمونهم المرتزقة، أشخاص من مستوطنات الضفة، لا يملكون وظائف ثابتة ويبحثون عن رواتب مؤقتة في الميدان".
وتابعت هآرتس أن أحد جنود الاحتياط اقترب من بعض الصحفيين وقال لهم: "لا تنسونا نحن والجنود النظاميين هنا، الناس مستنزفون، لا توجد قوات كافية لتنفيذ المهام، قولوا للناس في الخارج ما نمر به، الوضع قابل للانفجار".
وقالت إن الجنود والضباط الذين لم يكشفوا صراحة عن حالة الإجهاد النفسي الشديد الذي يعيشونه، أظهروا بدورهم ذلك بطرق غير مباشرة خلال الجولة.
وكشفت أن مدينة بيت حانون التي كانت في السابق تعج بالحياة، خلت من سكانها، وتحوّلت البيوت إلى ركام.
"لا تنسونا نحن والجنود النظاميين هنا. الناس مستنزفون، لا توجد قوات كافية لتنفيذ المهام، قولوا للناس في الخارج ما نمر به، الوضع قابل للانفجار"
ونقلت عن جندي احتياط يشغل منصب مدير جمعية خيرية مدنية قوله: "خدمت أكثر من 450 يوما، وموظفونا كذلك، نحن الآن نطلب منهم ألا يخرجوا لجولات إضافية، لأننا نكاد نفقدهم. مسؤوليتنا اليوم ليست فقط هنا، بل تجاه عائلات مهددة بالفقر في الداخل الإسرائيلي".
إعلانوذكرت هآرتس أنه خلال الإيجاز الصحفي، أعلن قائد لواء غفعاتي، العقيد نتانئيل شماكا، أن قواته قتلت 201 مقاتل فلسطيني خلال 73 يوما من عملية "عربات جدعون"، لكن الجنود والضباط في الميدان شككوا في هذه الأرقام.
قال أحدهم لهآرتس: "لم نرَ مسلحا يقترب منا منذ أسابيع، معظم الضربات تتم عبر الطائرات المسيّرة، ولا نتحقق من هوية القتلى إلا لاحقا".
ويضيف: "بعض التقديرات تقول إنه لم يتبقَّ في بيت حانون سوى 10 إلى 18 مقاتلا، كلهم تحت الأرض، لكننا هنا بقوتين عسكريتين ضخمتين، ندمر البيوت ونسوي المدينة بالأرض".
حتى الآن، دمّر لواء غفعاتي وحده أكثر من 650 مبنى شمال غزة، بحسب مصادر الجيش. وتبدو المهمة الأساسية حاليا كما صرّح الجنود: "حماية معدات الهدم أكثر من محاربة المسلحين".
وذكرت هآرتس أنه في مشهد لافت، وخلال الشرح الصحفي على سطح منزل مدمر، وجّه ضباط تعليمات عبر اللاسلكي لإطلاق نار منضبط لإضافة خلفية صوتية حربية لمقاطع الفيديو، وعندما سُئل الجنود إن كان الأمر عرضا مسرحيا، لم يتمكنوا من كتم ابتساماتهم.
وفي تقريره، كشف صحفي هآرتس أنه شاهد على ذراع أحد سائقي ناقلات الجنود، وشم اسم رفيقه الذي قُتل بنيران صديقة في غزة، وقال إنه كان ضمن الفريق الذي حاول إنقاذه.
وعلى ذراع جندي آخر ظهر وشم اسم لموقعة سابقة، وتقول الصحيفة إن شهادات متكررة أكدت أن "الوشوم" أصبحت وسيلة لتخليد لحظات لا تُنسى، وربما لا تُشفى.
وأوضحت هآرتس أنه مع استمرار العمليات، تبقى غزة -وتحديدا بيت حانون- عنوانا لما يصفه الجنود الإسرائيليون بأنه حرب تستنزفهم أكثر من عدوهم.