- عادل المرزوقي: لا نتخيل ولاياتنا دون مكتبات ووجود المكتبة مهم كأهمية وجود الصيدلية

- عبد العزيز الغيثي: افتتاح مكتبة خاصة لبيع الكتب يتطلب تكاليف كبيرة وتضحيات جمّة

- الفضل السيفي: يعاود الزبائن طلب الروايات العالمية والعربية باستمرار ونوفر العناوين حسب المواسم

تناضل متاجر الكتب في ولايات سلطنة عمان من أجل توفير المعرفة وفسحة القراءة بعيدًا عن العاصمة التي تحتضن كبرى متاجر الكتب وأشهرها في عُمان.

عادل المرزوقي وعبدالعزيز الغيثي والفضل السيفي من هؤلاء الذين يناضلون في صور وصحار ونزوى من أجل أن يجد القارئ في ولايته منفذا لشتى صنوف الكتب.

فالمرزوقي صاحب مركز بدأ بمكتبة صغيرة جدًا في إحدى حواري مدينة صور، والغيثي الذي لمعت برأسه فكرة المكتبة وهو طالب فأسس مكتبة ملتقى القراء في مدينة صحار والتي بدأها بصفحة على الانستجرام، والسيفي الذي اختار أن يكمل ما بدأه والده في إقامة مكتبة، آمنوا بتقريب مصادر المعرفة وجعلها متاحة في مدنهم رغم التحديات الكبيرة، يتحدثون في السطور القادمة عما يعنيه افتتاح مكتبة في مدنهم، وعما يواجههم من تحديات، وعن مواسم اقتناء الكتب وتفضيلات القراء.

افتتاح مكتبة في الولاية

سألنا كلا من المرزوقي والغيثي والسيفي سؤالا: كيف يبدو افتتاح مكتبة خاصة لبيع الكتب في ولاياتهم «صور/ نزوى/ صحار»؟

أكد المرزوقي في البدء، إن التنمية تشمل كل بقعة، وإنها ولايات تعد حواضر في المحافظات الواقعة ضمنها، أما من الناحية التجارية اعتبر أن المكتبات في العواصم تستفيد من الكثافة السكانية ووجود الجامعات والكليات فيها. وقال: «نحن لا نستطيع أن نتخيل أي منطقة أو ولاية دون مكتبة، المكتبة أحسبها مثل الصيدلية هذه للأبدان وتلك للعقول، والبشر أين ما كانوا هم بشر تختلف مشاربهم واحتياجاتهم. فلا بد من وجود مكتبات تخدمهم. ولكن كيف نترك ولاياتنا دون مكتبات؟؟!!»

قال الغيثي عن مكانة المكتبة في ولايته: «من الناحية العامة، فإن افتتاح مكتبة خاصة لبيع الكتب في ولاية صحار يبث روح الاعتزاز والفخر لرواد الأعمال لمساهمتهم في رقيّ المجتمع وتوفير فرص وظيفية لأفراده، إضافةً لذلك أوجد قُطبا سياحيا لما توليه الثقافة العمانية من اهتمام بالجانب القرائي والمعرفي رغم التحديات الحداثية التي يواجها العالم والثورات المعرفية التي تحاول طمس ثقافة الكتاب الورقي وتدعو إلى التحول الإلكتروني». وأضاف: «أما من الناحية الخاصة فإن افتتاح مكتبة خاصة لبيع الكتب يعتمد على مقدار الدعم المقدم للفرد أو المؤسسة حيث إن هذه المشروعات تحتاج إلى تكاليف كبيرة وتضحيات وتكونُ ثقيلةً جدًا عندما يكون هذا الحِملُ بكامله على رواد الأعمال فقط دون دعم ومساهمة؛ لأن الثورة الثقافية لا تزال في بدايتها ولنهوضها يتطلب دعما ومتابعة مستمرة؛ حتى تقف القراءة على أسس ثابتة وقوية وتوجد بيئة متكاملة للكتاب والقراءة، إن هذا الأمر تحدٍ كبير على مستوى الفرد والمؤسسة إن لم يجد الدعم والمساهمة المطلوبة».

رأى السيفي أن افتتاح مكتبة في أي ولاية كانت له أولويات يترتب عليها نجاح المكتبة، أهمها المعرفة بحاجة الزبائن من الكتب التي يرغبون فيها وأيضا وجود رأس المال لإقامة المكتبة، وأشار إلى أن مكتبته تنقسم إلى قسمين فهناك قسم الكتب الذي يعده الأساس وأيضا قسم القرطاسيات بكل أنواعها.

مواسم اقتناء الكتب

وحول مدى القوة الشرائية، وما إذا كانت تمر بمواسم، وصف الغيثي عملية الشراء في مكتبة ملتقى القراء بالمتذبذبة، وقال: «القوة الشرائية في الأغلب بين المتوسطة والضعيفة وقد تصل إلى الذروة في الإجازات لما يتخللها من أوقات فراغ، وقد يعود ذلك أيضًا لعدة عوامل منها الأولويات المعيشية ومتوسط دخل الأفراد، وتتأثر عمليات الشراء في أوقات المناسبات (كالأعياد) لتوجه اهتمامات الأفراد إليها». وأضاف: «يعتمد اختيار القرّاء للكتب على الأكثر مبيعًا أو المتعارف عليه وقد يكون ذلك إما بسبب التسويق من برامج التواصل الاجتماعي أو نصيحة الأصدقاء، ولكن بشكلٍ عام يكون اختيار القرّاء على كتب تنمية الذات والروايات بشكل أكبر لسهولة قراءة المحتوى وفهمه ولوجود عنصر التشويق بشكل أكثر في الروايات ووجود قواعد قابلة للتنفيذ في التنمية الذاتية وكتب التحفيز».

ويؤكد المرزوقي أن هناك مواسم، وضرب مثالا بقوله: «ترتفع مبيعاتنا من الكتب الدينية والمصاحف قبل شهر رمضان، أما بعد معرض مسقط الدولي للكتاب قد تكون حركة الكتب في المكتبات شبه مشلولة لمدة شهرين تقريبا». وأضاف: «فصل الشتاء أفضل من فصل الصيف في شراء الكتب. الشتاء مرتبط بالدراسة والصيف مرتبط بالإجازة، كما أصبح الكتاب مادة قد يحصل عليها الشخص بطرق مختلفة». أما عن نوعية الكتب التي توفرها المكتبة فأشار إلى أن ذلك يعتمد على توجه المكتبة، أما بالنسبة لمركز فينيق فقد أشار إلى أنها مكتبة شمولية حيث تتوفر فيها أغلب أمهات الكتب في التراث الإسلامي وكتب التنمية البشرية كما أن الرواية حاضرة مع ركن كبير خاص بالطفل واليافعين وقسم للكتب باللغة الإنجليزية، وأضاف: «من الملاحظ خلال هذه الفترة زيادة في مبيعات الكتب الروائية وكتب التنمية البشرية بالمرتبة الثانية وطبعا الكتب الدينة لها وضعها الخاص».

ويرى السيفي أن نسبة الإقبال على شراء الكتب من قبل الزبائن جيدة جدا، وقال: «كصاحب مكتبة أنت تتحكم وتحدد الإقبال وتشجع عليه من خلال توفيرك الكتب التي يقصدها الزبون وتشجعه على القراءة». وأضاف: «نحن في مكتبتنا في كل موسم نعمل على توفير كتب تناسب الفترة ففي الشتاء نوفر الكتب السياحية وبعدة لغات وفي فترة المدارس والكليات نحاول توفير الكتب التي تساعد الطالب في منهجه الدراسي وأما في فترة الصيف نوفر الكتب التعليمية والقصص والروايات التي تشغل الزبون أو الطالب في هذه الفترة». وأشار إلى أن الكتب التي يبحث عنها الزبائن في مكتبته ويعاودون طلبها هي «الروايات العالمية والعربية» والكتب التي تتحدث عن عمان ومعالمها.

تحديات الموارد والمخزون والشحن

تعد مصادر توريد الكتب والحصول على تشكيلة واسعة من الكتب لبيعها للزبائن وإدارة المخزون مثلا وخدمة الشحن والتوصيل من التحديات التي تواجه متاجر الكتب ويؤكد الغيثي على ذلك، وإن هذا التحدي يكمن في عدم وجود دعم من الجهات المختصة بالمجال الثقافي والمعرفي، مؤكدا أن هذا النوع من الدعم يُعزز المكتبات العمانية مما يساعد هذه المكتبات على تحقيق أكبر أهدافها والذي يتصدرها نشر الثقافة والتوعية بأهمية الكتاب والقراءة، وأضاف: «قد يعتقد البعض أن الأمر تجاري ولكن وحدهم رواد الأعمال من يعلمون أن الواردات التجارية من هذا المجال بين الضعيفة والمتوسطة». وتابع: «التحدي الثاني يتمثل في أن الجهات المعنية لا تسهم بالتسويق والنشر لهذهِ المكتبات؛ لأنها مكتبات تجارية، والفجوة بين الجهات المختصة ورواد الأعمال في مجال المكتبات فجوة ضوئية بسببها لا تستطيع الجهات المختصة تلمّس احتياجات المكتبات لكي تقوم بعمل اللازم تجاهها».

وأضاف: «أما بالنسبة للتحديات الأخرى في إدارة المخزون، فإن المكتبة تتكفل بعمل مخزن على نفقتها الخاصة أو استئجار مكان لتخزين الآلاف من الكتب وهذا ما يسهم في زيادة الحمل على رواد الأعمال، ويلي ذلك التحدي خدمات الشحن التي لم تُعْفَ منها المكتبات الورقية والتصاريح الكثيرة التي على الموردين أن يتكبدوها مما يرفع سعر شحن الكتب وبالتالي يزيد من أسعار الكتب والتي بدورها تكون عبئًا على القرّاء، أما بالنسبة لخدمة التوصيل للقرّاء فإما أن يتحملها القارئ أو أن تكون على المكتبة وهذا بالتالي يؤثر في أسعار الكتب ويسبب عزوفا عن شرائها، فلو كان التوصيل مجانًا للكتب لجميع مناطق سلطنة عمان لكان في الأمر سلاسة وتشجيع للقراء على اقتناء الكتب».

وأوجز السيفي التحديات مشيرا إلى أبرزها عدم العثور على الكتب التي طبعت في السابق ولم تعاد طباعتها وارتفاع سعر شحن الكتب من خارج سلطنة عمان مما ينعكس على ارتفاع سعر الكتاب مع الوقت حتى يصل للمتجر وهذا ما يدفعهم لانتظار معرض الكتاب لتجنب ذلك.

فيما رأى المرزوقي أن مصادر الشراء متوفرة من معارض الكتب طيلة العام، إلى جانب سهولة الحصول على تصريح استيراد كتب إلكترونيا دون رسوم، وأضاف: «الصعوبة تكمن في منافذ الدخول وبعض الصعوبات مع الجمارك مع أن الكتب معفية، أما إدارة المخزون فيوجد لدينا نظام محاسبة دقيق يتم من خلاله التوريد والبيع وإدارة المخزون، وبالنسبة لخدمات الشحن والتوصيل داخل سلطنة عمان فالشركات العاملة في هذا المجال عادة تقوم بدورها على أفضل ما يكون.

مصادر الدعم

وفي سؤالنا حول الدعم التي تتلقاه متاجر الكتب إن وجد، قال المرزوقي: «حصلت على عرض من برنامج «رفد»، ولكني متعثر في السداد؛ أولًا: لتراجع مبيعات الكتب عالميا، ثانيًا: الأعباء المعيشية التي أدت إلى تصنيف الكتاب كمادة رفاهية، ثالثًا: وسائل التواصل الاجتماعي، رابعًا: المصاريف التشغيلية أصبحت عبئًا كبيرا على المكتبات من إيجار ورواتب وكهرباء إلخ..»

وقال الغيثي: «لا توجد مصادر للدعم، لا من المؤسسات الخاصة ولا من الجهات المختصة ولو كانت هنالك مصادر للدعم وتسهيلات للمكتبات لاختلف الوضع، وصارت هناك مراكز ثقافية في كل ولاية من ولايات سلطنة عمان بإدارات عمانية توفر الكثير من الوظائف وتخدم العديد من المجالات الثقافية وتوفر مساحات ذات أريحية عالية للقراء والأنشطة الثقافية». فيما اعتبر السيفي تسهيلات الوزارة فيما يتعلق بطباعة الكتب دعما كبيرا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجهات المختصة سلطنة عمان الکتب التی مکتبة فی من الکتب الکتب فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

برعاية وزيرة السياحة والآثار: كلية عمّون تحتفل بعيد الاستقلال وتفتتح “مطبخها التراثي” ضمن فعالية ثقافية مميزة

صراحة نيوز ـ برعاية معالي وزيرة السياحة والآثار السيدة لينا عناب، نظّمت كلية عمّون الجامعية التطبيقية يوم الخميس الموافق 29 أيار 2025 فعالية وطنية وثقافية بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية.

وتضمّنت الفعالية افتتاح مشروع “مطبخ عمّون التراثي” وإطلاق مسابقة Ammon Star لفنون الطهي، بحضور العين ميشيل نزال، رئيس هيئة المديرين في الشركة الأردنية للتعليم الفندقي والسياحي، وعطوفة أمين عام وزارة السياحة والآثار الأستاذ الدكتور فادي بلعاوي، ومدير إدارة الشرطة السياحية العميد عماد شومان، وممثلي القطاع السياحي والأكاديمي وطلبة الكلية وممثلين عن الجاليات الأجنبية.

وعبّرت الوزيرة لينا عناب عن سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية المميزة، مشيدة بالدور الريادي الذي تقوم به كلية عمّون في دعم السياحة الثقافية، لا سيما من خلال تسليط الضوء على المطبخ الأردني كجزء أصيل من التراث الوطني. وأكدت أن مثل هذه المبادرات تسهم في تعزيز الوعي بالثقافة المحلية، وتشجّع الشباب على الابتكار والإبداع في مجالات السياحة والضيافة، بما ينسجم مع رؤية الأردن في إبراز تنوعه الثقافي والحضاري.

كما أثنت معاليها على جهود الكلية في تطوير التعليم السياحي والفندقي، مشيرة إلى أنها تمثل نموذجًا متميزًا في إعداد كوادر مؤهلة تمتلك المعرفة النظرية والمهارات العملية، وقادرة على تلبية احتياجات سوق العمل السياحي المحلي والإقليمي، ما يعزز من مكانة الأردن كوجهة سياحية رائدة.

واكد عميد الكلية الدكتور عماد حجازين خلال كلمته الترحيبية، أن الكلية تضع على عاتقها مسؤولية الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال التعليم التطبيقي الذي يدمج المهارات العملية بالثقافة المحلية، مشيرًا إلى أهمية هذه الفعاليات في تنمية روح الانتماء والاعتزاز بالتاريخ والتراث الأردني.

وشهدت الفعالية إقامة مسابقة Ammon Star لفنون الطهي، التي أظهرت براعة الطلبة في تقديم أطباق مستوحاة من المطبخ الأردني والعالمي، حيث جرى تكريم الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم تقديرًا لمساهماتهم. كما تم تكريم طلبة الكلية الذين شاركوا في مسابقة نيلسون مانديلا التي أُقيمت مؤخرًا في تونس، والتي حققوا فيها إنجازًا لافتًا بالحصول على المركزين الأول والثاني إلى جانب الكأس.
وجاء افتتاح “مطبخ عمّون التراثي” ليكون خطوة نوعية تعزز من فهم المطبخ الأردني كعنصر ثقافي حي، حيث يهدف المشروع إلى توفير منصة تعليمية وتفاعلية تجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، ويمكّن الزوار من خوض تجربة مباشرة في إعداد الأطباق التراثية بإشراف فريق الطهي المختص.
واختتمت الفعالية بأجواء وطنية احتفالية، قدّمت خلالها الضيافة الأردنية الأصيلة من مأكولات محلية شعبية، في مشهد عبّر عن روح المناسبة وأكد عمق الانتماء والاعتزاز بالهوية الأردنية والثقافة الوطنية.

مقالات مشابهة

  • “إثراء” يطلق 31 فعالية ثقافية خلال عيد الأضحى
  • طريقة دفع فاتورة الغاز المنزلي بالموبايل وتسجيل القراءة
  • أحمد هنو: قصر ثقافة سوهاج يعد منارة ثقافية مهمة في جنوب الصعيد
  • «البيئة»: نجاح تجاري لتجربة حصاد 3 أصناف مطورة من القمح المحلي بإنتاج 8 آلاف كجم للهكتار
  • جامعة القاهرة تحتفي بمائة عام من التميز العلمي في مؤتمر تاريخي بدار الكتب
  • بإنتاج بلغ 8 آلاف كجم للهكتار.. نجاح تجاري لتجربة حصاد 3 أصناف مطورة من القمح المحلي
  • البيئة: نجاح تجاري لتجربة حصاد 3 أصناف مطورة من القمح المحلي
  • 155 عاما على دار الكتب المصرية و60 عاما من تراجع الدور الثقافي
  • السفارة الأمريكية تنظم ندوة عبر الإنترنت لمعلمي اللغة الانجليزية في ليبيا   
  • برعاية وزيرة السياحة والآثار: كلية عمّون تحتفل بعيد الاستقلال وتفتتح “مطبخها التراثي” ضمن فعالية ثقافية مميزة