هذا ما يحدث للجسم قبل الموت بالترتيب.. وما هو أفضل شيء نفعله لشخص في ساعة الاحتضار؟
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
الأعمار بيد الله، وعمر الإنسان مقدر، ولكن في بعض الحالات وعند اقتراب ساعة الموت قد يظهر على جسم الشخص بعض العلامات.
وقد يأتي الموت فجأة بسكتة دماغية مثلا دون سابق إنذار، ولكن قد يكون النقطة الخيرة بعد مرحلة شيخوخة، وفي هذه الحالة سوف يفقد الشخص رغباته وحواسه في ترتيب معين مع اقتراب وقته.
ويقول جيمس هالينبيك، المتخصص في الرعاية التلطيفية في جامعة ستانفورد، في كتابه "وجهات نظر الرعاية التلطيفية" (Palliative Care Perspectives) أن الموتى يميلون إلى فقدان حواسهم بترتيب معين عندما يبدأ جسمهم في التوقف عن العمل، وذلك وفقا لتقرير في موقع مترو البريطاني.
وهذا ترتيب فقدان الرغبات والحواس قبل الموت:
1- الرغبة في الأكل والشربيقول هالينبيك إن غالبية الأشخاص المحتضرين يعانون في البداية من انخفاض الشهية والعطش.
وذلك لأن الجسم المحتضر لا يحتاج إلى نفس الفيتامينات والمواد المغذية التي يحتاجها الجسم السليم. كما أنه لا يحتاج إلى الطعام والشراب للحصول على الطاقة، لأنه في طور التوقف بالفعل.
بالإضافة إلى ذلك، سيواجه الجهاز الهضمي أيضا وقتا أكثر صعوبة في محاولة معالجة الطعام والشراب.
2- القدرة على الكلامعندما تبدأ وظائف الجسم بالتوقف عن العمل، يصبح الكلام بطيئا ويصبح إجراء محادثة أمرا صعبا.
غالبا ما يكون الانسحاب من التواصل علامة على استغناء الشخص عنه، وفي النهاية، من المحتمل أن يفقد القدرة على التحدث تماما لأنه يقضي وقتا أطول في النوم أو في حالة اللاوعي.
كما سيصبح تنفس الشخص المحتضر غير منتظم، بما في ذلك التغيير من العميق إلى الضحل ومن السريع إلى البطيء، مما يعني أن الكلام يمكن أن يكون أيضا عملا روتينيا.
3- الرؤيةالحاسة التالية التي تفقد هي الرؤية، وعندما يبدأ بصر الشخص بالضعف، فقد يتمكن من رؤية ما هو قريب فقط.
قد يلاحظ من حولهم أيضا أنهم قد يغلقون أعينهم بشكل متكرر أو يفتحونها نصفا بسبب انخفاض قوة العضلات.
فيما يتعلق بما يمر به الشخص المحتضر، غالبا ما يجد صعوبة في تتبع ما يحدث بشكل صحيح ويمكن أن يصاب بالهلوسة في بعض الأحيان. على سبيل المثال، قد يرون حيوانات أليفة أو أشخاصا ماتوا قبلهم.
وقد تكون رؤيتهم أيضا غير واضحة حتى يقعوا في حالة من فقدان الوعي. من ناحية المظهر، قد تبدو العيون مزججة أيضا.
4- حاسة اللمسبمجرد أن تبدأ حالة الغيبوبة، فإن الحاسة قبل الأخيرة التي يفقدها الشخص هي اللمس.
5- السمعأظهرت الدراسات أن السمع غالبا ما يكون آخر حاسة يفقدها المحتضر.
في اللحظات الأخيرة قبل الوفاة، يدخل غالبية المرضى في فترة عدم الاستجابة، حيث لا يعودون قادرين على الاستجابة أو تجربة بيئتهم الخارجية.
في هذه المرحلة، يقوم الدماغ الآن بمعالجة المعلومات الحسية بشكل مختلف عما كان يفعله دائما.
ومع ذلك، بفضل دراسة رائدة نشرت في مجلة "تقارير علمية" (Scientific Reports) في يونيو 2020، ثبت أن السمع هو الحاسة الأخيرة التي تختفي على الإطلاق، وبالنسبة لبعض الأشخاص، تظل هذه الحاسة معهم حتى اللحظات الأخيرة.
ما هو أفضل شيء نفعله لشخص في ساعة الاحتضار؟قال الدكتور بريان روبنسون، في مقال في فوربس، إنه في الساعات الأخيرة التي تسبق الوفاة الطبيعية المتوقعة، يدخل العديد من الأشخاص في فترة من عدم الاستجابة، حيث لا يعودون يستجيبون لبيئتهم الخارجية. تتضمن التقارير القصصية من تجارب الاقتراب من الموت عادة قصصا عن شخص يحتضر يسمع أصواتا غير عادية أو يسمع إعلان وفاته.
ويقول إنه في دراسة مجلة تقارير علمية -التي تحدثنا عنها سابقا- قدم علماء الأعصاب أول دليل تجريبي على أن بعض الأشخاص لا يزال بإمكانهم السماع أثناء وجودهم في حالة عدم الاستجابة قبل ساعات من الموت. وباستخدام مؤشرات تخطيط أمواج الدماغ (EEG)، قام علماء الأعصاب في جامعة كولومبيا البريطانية بقياس النشاط الكهربائي في الدماغ لدى مرضى دار العجزة في مستشفى سانت جون عندما كانوا واعين وعندما أصبحوا غير مستجيبين.
كما تم استخدام مجموعة مراقبة من المشاركين الشباب الأصحاء. راقب الباحثون استجابات الدماغ للنغمات ووجدوا أن الأنظمة السمعية للمرضى المحتضرين استجابت بشكل مشابه لمجموعات المراقبة الشابة والأصحاء بعد ساعات فقط من نهاية الحياة. وخلصوا إلى أن الدماغ المحتضر يستجيب للنغمات الصوتية حتى أثناء حالة اللاوعي، وأن السمع هو آخر حاسة تدخل في عملية الموت.
يصف العديد من الأشخاص الذين مروا بتجارب الاقتراب من الموت -أي الذين توقف قلبهم مثلا ثم عاد للنبض من جديد- شعورا "بالرهبة" أو "النعيم" والتردد في العودة إلى أجسادهم بعد إحيائهم.
الذات الحقيقيةوتقول عالمة الدماغ الدكتورة جيل بولت تايلور، التي وصفت تجربة الرهبة المماثلة بشكل لافت للنظر أثناء إصابتها بالسكتة الدماغية والتي شرحتها بالتفصيل في كتابها "ماي ستروك أوف إنسايت" (My Stroke Of Insight).
وقالت "الذات الحقيقية هي ذلك الجزء منا الذي أعتقد اعتقادا راسخا أنه يظهر في الدقائق الخمس الأخيرة من حياتنا"..
الآن، يعتقد على نطاق واسع أن السمع هو الحاسة الأخيرة التي تختفي أثناء عملية الموت وأن تجربة سعيدة قد تحل محل الخوف، قد تكون هذه المعلومات مفيدة لجلب الراحة للعائلة والأصدقاء في لحظاتهم الأخيرة.
ربما يكون حضورك بكلمات مطمئنة في الساعات الأخيرة شخصيا مريحا للمحتضر.
ووفقا للدكتورة إليزابيث بلوندون، الباحثة الرئيسية في دراسة مجلة تقارير علمية، "يتوافق هذا مع القول المجاز بأن السمع هو أحد الحواس الأخيرة التي تفقد وظيفتها عندما يموت الشخص، ويضفي بعض المصداقية على النصائح التي يجب على الأحباء الاحتفاظ بها".
ولذلك فإن أفضل شيء نفعله لشخص في ساعة الاحتضار هو التحدث إليه لأطول فترة ممكنة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الأخیرة التی
إقرأ أيضاً:
آبل تدعم التحكم في أجهزتها من خلال الشرائح الدماغية
أعلنت شركة آبل أنها تعمل على إضافة تقنية واجهة الدماغ والحاسوب "بي سي آي" (BCI) إلى جميع أنظمة التشغيل الخاصة بها مثل "آي أو إس" (iOS) و"آيباد أو إس" (iPadOS) و"فيجن أو إس" (visionOS)، وتقوم حاليا بتجربة هذه التقنية على عدد من المتطوعين. وفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وهذا التطور يمكن أن يجعل أجهزة آبل أكثر مرونة بالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون استخدام أيديهم بسبب إصابات شديدة في النخاع الشوكي أو أمراض مثل التصلب الجانبي الضموري أو لأسباب أخرى.
وتعرف واجهة الدماغ والحاسوب "بي سي آي" أنها تقنية جديدة تُمكن المستخدم من التحكم في جهازه باستخدام إشارات الدماغ فقط من دون الحاجة إلى أي حركة جسدية، وتطلق آبل على هذه الميزة اسم "سويتش كونترول" (Switch Control).
ورغم أن آبل لا تصنع هذه الواجهات بنفسها -مثل "نيورالينك" (Neuralink) التابعة لإيلون ماسك- فإنها تتعاون مع شركة ناشئة تُدعى "سينكرون" (Synchron) والتي تطور شريحة دماغية تُزرع من خلال وريد قريب من الدماغ، وتُعرف هذه الشريحة باسم "ستينترود" (Stentrode) وهي تفسر ما يريده المستخدم من خلال إشارات دماغه وتحولها إلى أوامر يُنفذها نظام التشغيل على الجهاز من دون أن يلمسه الشخص.
ومن الجدير بالذكر أن شرائح "سينكرون" ليست جديدة، فمنذ عام 2019 قامت الشركة بزرع شرائح دماغية في 10 أشخاص يعانون من إعاقات شديدة تمنعهم من الحركة أو الكلام، ومن بين هؤلاء مارك جاكسون المصاب بمرض التصلب الجانبي الضموري، والذي يتعلم الآن كيف يتحكم في آيفون وآيباد ونظارة "فيجن برو" (Vision Pro) باستخدام شريحة دماغية.
وأظهر مقطع فيديو نشرته الشركة الشهر الماضي شخص يُدعى رودني يستخدم الشريحة الدماغية مع نظارة "آبل فيجن برو" لكتابة الرسائل النصية وإطعام كلبه وتشغيل المروحة وإنارة الغرفة، كما طلب من روبوت "رومبا" (Roomba) بدء التنظيف بالمكنسة الكهربائية، وفعل كل ذلك فقط بإشارات دماغه من خلال ربط الشريحة الدماغية بنظارة آبل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي من "إنفيديا".
يُذكر أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية "إف دي إيه" (FDA) منحت الشرائح الدماغية من شركة "سينكرون" تصنيف "جهاز ثوري"، وهو ما يعني أنها ترى فيها إمكانية كبيرة لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة، ورغم أن هذه التقنية غير متاحة لعامة الناس حتى الآن، فإن إدارة الغذاء والدواء الأميركية تؤكد أن هذه الأجهزة قد تساعد المرضى على التفاعل بشكل أفضل مع بيئتهم، وبالتالي تمنحهم قدرا أكبر من الاستقلالية في حياتهم اليومية.
إعلانومن المثير للاهتمام أن طريقة زراعة الشرائح الدماغية من "سينكرون" تختلف تماما عن شرائح "نيورالينك" التي تُزرع مباشرة داخل الدماغ بعد عملية جراحية تتطلب ثقب الجمجمة باستخدام ذراع روبوتية، فشريحة "ستينترود" تدخل إلى الدماغ عبر الأوعية الدموية في إجراء جراحي بسيط لا يستغرق سوى ساعتين، وهو يشبه طريقة تركيب القسطرة القلبية بحسب الشركة، والذي يميز هذه الشريحة أنها لا تحتوي على أي أسلاك تخرج من الرأس أو الجسم.
تقنية واجهة الدماغ والحاسوب من آبل لا تزال قيد التطوير ولم تكتمل بعد، بحسب ما قاله المريض مارك جاكسون لصحيفة "وول ستريت جورنال"، ورغم أن الشركة لم تكشف عن رؤيتها بعيدة المدى لهذه التقنية، فإن امتلاكها لمليارات المستخدمين حول العالم قد يساعد في انتشارها مستقبلا.
وفي المقابل، تقول شركة "نيورالينك" إن الشرائح الدماغية ستستخدم في البداية لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات، لكنها في المستقبل قد تمنح الجميع قدرات خارقة وذكاء فائقا من خلال دمج البشر مع الآلات، وهذه الفكرة تُعرف بمفهوم "التفرد التقني"، وهو مصطلح روّج له عالم المستقبل راي كورزويل ويتوقع حدوثه بحلول عام 2045 بحسب "موقع بيزنس إنسايدر" (Business Insider).