بايدن يدعو الكونغرس للموافقة على طلب المساعدة لإسرائيل وأوكرانيا
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
دعا الرئيس الأمريكي ، جو بايدن، اليوم الأربعاء، الكونغرس (السلطة التشريعية) إلى الموافقة على طلبه لمساعدة إسرائيل و أوكرانيا، محذرا من أن "انتصار موسكو سيجعل روسيا أقرب بشكل غير مسبوق إلى حدود الناتو" .
وكتب بايدن في مقال نشرته صحيفة غربية: "الآن ليس الوقت المناسب للتخلي عن أصدقائنا، يجب على مجلس النواب إقرار مشروع قانون مساعدات الأمن القومي الطارئ لأوكرانيا و إسرائيل، وكذلك الموافقة على المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة في قطاع غزة".
و يعتزم مجلس النواب الأمريكي، بعد تأخيرات طويلة، التصويت هذا الأسبوع على تخصيص أموال لحلفاء الولايات المتحدة، لكن لا يزال غير واضح إلى أي مدى ستناسب مبادرة الجمهوريين الديمقراطيين والبيت الأبيض، الذين يضغطون من أجل الموافقة على مشروع القانون الخاص بهم وهو بقيمة 95 مليار دولار.
وقال البيت الأبيض، في وقت سابق، إنه يفضل أن يصوت أعضاء الكونغرس على مشروع القانون الذي وافق عليه مجلس الشيوخ بالفعل، لكنه سيكون مستعدا لدراسة المبادرات الجمهورية المنفصلة بعد موافقة مجلس النواب عليها.
و كرر بايدن أن "المساعدة لأوكرانيا ضرورية لمنع اقتراب القوات الروسية بشكل غير مسبوق من حلفاء الولايات المتحدة في الناتو، و و الذي حسب قوله، محفوف بالصراع المباشر الذي تشارك فيه الولايات المتحدة".
وقال بايدن: "إذا انتصرت روسيا، فإن قوات السيد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، ستقترب أكثر من أي وقت مضى من حلفائنا في الناتو".
وأكد بايدن أن المساعدة لن تكون "شيكا مفتوحا"، وأن المستفيدين الرئيسيين من الأموال سيكونون شركات المجمع الصناعي العسكري الأمريكي.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، أن المجلس سيصوت، السبت المقبل، على مشاريع قوانين منفصلة، بشأن تقديم المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان.
زيلينسكي: تقسيم المساعدات بين أوكرانيا وإسرائيل "وصمة عار"
وقال جونسون في رسالة لأعضاء المجلس: "ستنشر لجنة القواعد في مجلس النواب، اليوم(الأربعاء)، نصًا لثلاثة مشاريع قوانين بشأن تمويل مصالح الأمن القومي الأمريكي وحلفاء أمريكا في إسرائيل وأوكرانيا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ. نتوقع التصويت والموافقة النهائية على مشاريع القوانين، مساء السبت (المقبل)".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بايدن الكونغرس الموافقة طلب المساعدة لإسرائيل وأوكرانيا الرئيس الأمريكى جو بايدن مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
متى تتراجع الولايات المتحدة؟
لم تُعرف الولايات المتحدة يوما بتقديم تنازلات سياسية أو إنسانية طوعية، لا تجاه الشعوب ولا حتى تجاه حلفائها. سياستها الخارجية قائمة على منطق الهيمنة، واستخدام كل أدوات الضغط: الحروب، والحصار، والانقلابات، والقواعد العسكرية، والإعلام، والابتزاز الاقتصادي، والاغتيالات. ومع ذلك، يعلّمنا التاريخ الحديث أن هذا الوحش الجبّار لا يعرف الانحناء إلا إذا كُسرت إحدى أذرعه، ولا يتراجع خطوة إلا إذا أُجبر على التراجع.
من فيتنام إلى العراق، ومن أفغانستان إلى غزة واليمن.. أمريكا لا تفاوض إلا تحت النار، ولا تعترف بالخصم إلا إذا فشلت في سحقه.
في غزة.. قنابل أمريكا لا تنتصر
منذ أكثر من عام ونصف، تشنّ إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة، بدعم مباشر من أمريكا عسكريا وسياسيا. مئات آلاف القنابل أُلقيت على السكان المدنيين، عشرات آلاف الشهداء، وتجويع وتدمير ممنهج، ومع ذلك لم تُحقق إسرائيل أيا من أهدافها العسكرية: لا القضاء على حماس، ولا تحرير الأسرى، ولا إعادة السيطرة على غزة.
صمود المقاومة مستمر، والقدرة القتالية لم تنهَر، بل أُعيد تنظيمها رغم شدة الضربات.
الدعم الأمريكي بلغ ذروته: حاملات طائرات، جسر جوي عسكري، فيتو سياسي، ومع ذلك.. الفشل واضح.
ثم جاءت لحظة الاعتراف: "أمريكا تفاوض حماس!" الصفعة الكبرى لهيبة أمريكا جاءت عندما بدأت واشنطن، عبر مدير "CIA" وغيره من الوسطاء، التفاوض غير المباشر مع حماس نفسها -من كانت تصفها بالإرهاب المطلق- بهدف تحرير أسير أمريكي لدى المقاومة.
هنا انكسر القناع: من تقصفه بالصواريخ وبالفيتو، تجلس إليه لتفاوضه من أجل رهينة أمريكية واحدة! وكأن أرواح آلاف الفلسطينيين لا تهم.
وفي اليمن.. من نار الحرب إلى موائد التفاوض
1- الدعم الأمريكي لحرب اليمن: منذ انطلاق "عاصفة الحزم" في 2015، دعمت الولايات المتحدة التحالف السعودي- الإماراتي سياسيا وعسكريا ولوجستيا، عبر صفقات سلاح ضخمة، وتزويد الطائرات بالوقود، وتوفير الغطاء الدولي في مجلس الأمن. الحرب أدّت إلى أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، قُتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين، ودُمرت البنية التحتية، وفُرض حصار خانق على الشعب اليمني. ورغم كل هذه الأدوات، لم تستطع أمريكا ولا حلفاؤها القضاء على أنصار الله (الحوثيين) ولا السيطرة على الشمال اليمني. بل على العكس، تطورت قدرات الحوثيين لتصل إلى ضرب العمق السعودي والإماراتي، واستهدفت حتى مواقع استراتيجية في أبو ظبي والرياض.
الحصيلة: القوة المفرطة والنتائج الهزيلة.
2- فشل الاستراتيجية الأمريكية وتحول الموقف: مع تراكم الفشل، والانقسام داخل التحالف، والضغوط الحقوقية والإعلامية العالمية، بدأت أمريكا تغير خطابها، وانتقلت من مربع "دعم الحرب" إلى مربع "الدعوة للسلام"، ومن تصنيف الحوثيين كـ"إرهابيين" إلى التفاوض معهم بشكل غير مباشر. تراجعت واشنطن، ودعمت اتفاقيات الهدنة، وبدأت تروج لخطاب "إنهاء الحرب" حفاظا على ماء وجهها، في وقتٍ لم تحقق فيه أية نتائج استراتيجية تبرر كل هذا الدمار والدماء.
3- التفاوض مع الحوثيين بعد التجاهل والتصنيف: من كانت أمريكا تنكر شرعيتهم وتدعو لعزلهم، باتت ترسل عبر وسطاء من سلطنة عمان رسائل تفاوضية مباشرة، بل وتضغط على السعودية للقبول باتفاقات طويلة المدى معهم، بعد أن فشلت في إخضاعهم بالقوة. هذا التراجع لا يعكس تغيرا في المبادئ، بل هو ترجمة عملية لفشل الخيارات العسكرية، وكأن أمريكا تقول: "نحن لا نتحدث معكم إلا إذا فشلنا في سحقكم"، وهذا ما حدث.
أفغانستان والعراق
في أفغانستان: بعد 20 عاما من الاحتلال، وإنفاق تريليونات الدولارات، انسحبت أمريكا ذليلة من كابل، ووقّعت اتفاقية مع "طالبان"، بعد أن فشلت في إنهائها رغم كل التفوق الجوي والتكنولوجي.
وفي العراق: رغم الاحتلال الشامل، ما زالت أمريكا غير قادرة على فرض إرادتها السياسية كاملة، واضطرت إلى الانسحاب جزئيا، بينما تتعرض قواعدها لضربات متواصلة حتى اليوم.
ما الذي نتوقعه؟
من المقاومة:
- الثبات والتطوير.
- عدم الاستسلام للضغوط الدولية.
- تطوير أدوات المقاومة، إعلاميا وعسكريا.
- فضح التناقض في المواقف الأمريكية أمام العالم.
- استخدام كل انتصار ميداني لفرض وقائع سياسية جديدة.
من الشعوب:
- كسر الوهم الأمريكي.
- فضح الهيمنة الأمريكية بوصفها مصدر الحروب والفقر في منطقتنا.
- دعم قضايا التحرر لا كـ"تضامن إنساني" بل كـ"صراع وجودي".
- الضغط على الحكومات المتواطئة، ورفض كل تطبيع أو اصطفاف مع واشنطن.
ومن الحكومات:
- عدم الثقة بالقاتل.
- من يتخلى عن عملائه في كابل وبغداد لن يدافع عنكم إن حانت لحظة الحقيقة.
- الاعتماد على القوة الذاتية والشراكات العادلة، لا على الوعود الأمريكية.
- دعم المقاومة لا يضعف الأمن، بل يُعزز التوازن ويمنع الانهيار الكلي أمام إسرائيل.
الخلاصة: ما جرى ويجري في فيتنام، والعراق، وأفغانستان، وغزة، واليمن؛ يؤكد نفس المعادلة: أمريكا لا تتراجع إلا إذا عجزت عن التقدم خطوة أخرى. فما تسميه "تفاوضا" هو غالبا نتيجة لهزيمة ميدانية أو مأزق سياسي لا مخرج منه إلا ببوابة من كانت تحاربه، بينما التوسل إلى "عدالة واشنطن" هو وهْم سقط في كل الميادين.