المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف تحركا لجنود إسرائيليين في المالكية عند الحدود
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
بيروت "د ب أ": أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان التابعة لحزب الله، أنها استهدفت تحركا لجنود من الجيش الإسرائيلي في موقع "المالكية" عند الحدود اللبنانية - الفلسطينية، مشيرة إلى أن الاستهداف تم بالأسلحة الصاروخية التي حقّقت إصابة مباشرة.
ونقلت قناة "الميادين" اللبنانية عن المقاومة تأكيدها استهداف القوة الاسرائيلية "أثناء محاولتها سحب الآلية العسكرية التي تم استهدافها، الأربعاء في موقع المطلة التابع للاحتلال، وذلك بالأسلحة المناسبة التي أوقعت إصابات في صفوف هذه القوة".
وكان مسعفون إسرائيليون أفادوا بإصابة ستة أشخاص في هجوم من لبنان على شمالي إسرائيل، وبأن حالة أحدهم خطيرة، حيث قالوا إن مقذوفا أطلق من لبنان سقط على مجمع سكني في قرية عرب العرامشة البدوية، يوم الأربعاء.
وأفادت قناة "المنار" التابعة لحزب الله بأنه تم استهداف مبنى يضم جنودا إسرائيليين، وبوقوع إصابات في صفوفهم، ولم تؤكد إسرائيل هذا في البداية.
وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي شن ضربات بالمدفعية الثقيلة على بلدات جنوبي لبنان عقب هجوم حزب الله. وكان هناك تبادل لإطلاق النار قبل ذلك أيضا.
في السياق قُتل شخصان وأصيب آخرون، فجر اليوم في غارة نفذتها الطائرات الإسرائيلية على بلدة كفركلا، جنوبي لبنان، بحسب ما أوردته "الوكالة الوطنية للاعلام".
وذكرت وكالة الانباء اللبنانية أن أبناء بلدات قضاء مرجعيون عموما، وبلدتي الخيام وكفركلا خصوصا، أمضوا ليلة قاسية جدا بعد أن استهدفهتما القوات الإسرائيلية بالغارات والقذائف المدفعية الثقيلة والفوسفورية.
وأضافت أن القوات الإسرائيلية استهدفت بلدة الخيام بـ 6 غارات من الطيران الحربي، وبأكثر من 100 قذيفة بين مدفعي وفوسفوري من الساعة الثامنة مساء حتى الساعة الرابعة فجرا .
وأفادت بأن الطيران الإسرائيلي المسير استهدف ساحة بلدة كفركلا بصاروخين، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.
وطالت القذائف المدفعية أيضا خراج ديرميماس منطقة هورا ومجرى نهر الليطاني، طريق كفركلا وديرميماس، تلة العزية، تلة العويضة بين كفركلا والعديسة وسهل مرجعيون.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
لبنان.. الجدار الإسرائيلي يضع «اليونيفيل» أمام اختبار صعب
أحمد عاطف (بيروت)
أخبار ذات صلةشدد خبراء ومحللون على أن بناء جدار خرساني إسرائيلي داخل أراضٍ لبنانية يمثل أخطر خرق للخط الأزرق منذ سنوات طويلة، مؤكدين أن هذا التطور يضع قوات «اليونيفيل» أمام اختبار صعب، وسط محدودية صلاحياتها وغياب توافق دولي يسمح لها باتخاذ خطوات فعّالة.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن السعي الإسرائيلي عبر هذا التحرك يهدف إلى فرض أمر واقع جديد على الحدود، في ظل ظروف داخلية لبنانية معقدة، وانشغال القوى الكبرى بأولويات أخرى.
وندد الباحث السياسي، حكمت شحرور، بالتصعيد الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، بما في ذلك استهداف محدود لقوات «اليونيفيل» ذاتها، التي تحول دورها تدريجياً إلى مراقب وناقل للشكوى من دون قدرة عملية على الرد، لافتاً إلى أن خطوة بناء الجدار تُعد الأكثر جرأة، إذ إن تشييد جدار إسمنتي داخل الحدود الرسمية يُعيد ملف الترسيم إلى المربع الأول، ويعكس محاولة واضحة لفرض معادلة جديدة على الأرض.
وقال شحرور، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن هذا المسار يكشف الانتقاص من دور «اليونيفيل»، التي تجد نفسها الآن في حالة حرجة، خصوصاً في ظل تباين مواقف القوى المؤثرة، فبينما تتولى فرنسا مهمة الدفاع السياسي عن عمل القوات الدولية، تلعب الولايات المتحدة دور الغطاء الدولي للتحركات الأخرى، مضيفاً أن فعالية «اليونيفيل» تتراجع تدريجياً، وباتت بحاجة إلى دعم وتوافق دوليين.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي اللبناني، عبدالله نعمة، أن التصرف الخاص ببناء الجدار يُعد خارج حدود الشرعية الدولية، مستشهداً بخروقات إسرائيلية متكررة للخط الأزرق وتقدّمها داخل الأراضي اللبنانية سابقاً، مشيراً إلى أن الجدار الجديد يثير مخاوف من محاولة تثبيت أمر واقع يشمل توسيع السيطرة إلى عمق الجنوب اللبناني.
وأوضح نعمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن قوات «اليونيفيل» تدين الاعتداءات وترفع تقارير دورية، لكنها غير قادرة على الردع العملي، موضحاً أن الاعتداءات السابقة عليها، بما فيها استهداف مباشر لآلياتها، تكشف محدودية هامش تحركها، مؤكداً أن التمديد المقبل لولاية «اليونيفيل» قد يفتح نقاشاً واسعاً حول جدوى مهامها في ظل الوضع القائم.
بدوره، أكد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، الدكتور خالد العزي، أن مهمة «اليونيفيل» منذ إنشائها تقوم على مراقبة الخروقات وتقديم تقارير دورية، وليست قوة فصل وفق الفصل السابع، وبالتالي فإن صلاحياتها لا تمكّنها من منع التحركات الإسرائيلية بالقوة.
وأوضح العزي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن تشييد الجدار داخل الأراضي اللبنانية يمثل اختراقاً فعلياً للحدود وتثبيتاً لمنطقة عازلة جديدة، لافتاً إلى تنفذ هذه الخطوة ضمن استراتيجية تقوم على الضربات الاستباقية ومنع أي إمكانية لفتح أنفاق أو تنفيذ عمليات عبر الحدود، في سياق إعادة رسم خطوط اشتباك جديدة بعد حرب غزة.
وأشار إلى أن الجدار سيُشكّل محطة خلاف طويلة بين لبنان وإسرائيل، لأنه يضيف نقطة نزاع جديدة إلى ملف الترسيم، الذي لا يزال يضم 13 نقطة خلافية، بالإضافة إلى النقاط الخمس التي تعتبرها بيروت محتلة، منوهاً بأن الخطوة الإسرائيلية قد تستهدف عملياً إفشال دور القوات الدولية، عبر وضعها بين ضغطين.